الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

إمساكية حزيران

إمسك البيرة
يا عدوية
عندي تحبيرة
على المايّة
هرسم الإنسان
في معركته
هترك الفنان
يدوق وقته
يشرب الإدمان
وَجَع وَجَع
آه يا حُب زمان
زمان رِجِع
آه يا قلب شومان
شومان وِقِع
إمسكه يا عدنان
وسيب إيدك
الحساب الآن
ولا يفيدك
إحنا في الأكوان
نتاج صُدفة
تِخلَق الغِربان
من الصَدَفة
تِجمَع الألوان
خلال حدقة
تُلقُط المَشهَد
بلا سرقة
خد هنا يا احمد
خد الورقة
اكتب الأشعار
ولا تشيل
نيل بلا ثوار
هيجِف
والقدر دوار
بيلِف
عند كل عوار
يعدله
كل قتّال قُتَلة
يقتله
مايلاقيش ولا إيد
تحمله
واهو ياريت بيفيد
وبيعَلِّم
التاريخ بيعيد
ويتكلم
كل شعب عنيد
بيتظَلِّم
تحت نير البيد
ويَحتَج
يِجعَل الموازين
تَرتَج
وعروش سلاطين
تنبَج
فوق تيجان الطين
والنَسج
إمسك القفاطين
يا حاج
شكلها بِرْكة
مش نضيفة
وانت بَرَكة
ولبسَك قطيفة
وانت رايح
تحضر الفيفا
وانت صابح
تعشَق وليفة
لا تِليقْ لَك أي
تأليفة
انتظر يا خَي
هنجيبلَك
العَرين الجاي
من شِبلَك
يا هلا يا عُدَي
من قَبلَك
إمسك المُفتاح
وارميه
وادعي للفتَاح
يهديه
بالفَمِ المرتاح
إهديه
لِيَدِ السفّاح
وافديه
كل روح راحت
لملكوتها
الشايات ساحت
في بسكوتها
والحمْام ناحت
قبل موتها
والنفوس فاحت
من شرورها
والحبور راحت
بعد بُرْهة
وانا قاعد
بكتب وبنسى
وانا قائد
بنسِب وبَشرَب
إمسك البيرة
أنا ههرب!

السبت، 2 ديسمبر 2017

طه



طه، هذه رسالة غير مسجلة، بل مرتجلة لأنني فقط أردت أن أجري في خيالي حوارا بيني وبينك، في خيالي خارج الواقع، أتذكر؟ طه، فقدت الأمل في الواقع فأين وجدته؟ يخبرني صديقي بوسيلة تخاطرية بحتة، بأننا كنا دائما أبطالا لمعاركنا الخاسرة، أبطال من ورق، نحن من يصنعه ويملأه بالكلام الذي لا يفيد الفضاء المترسن، أنا أيضا يا طه أعلم فيم أنا وكيف هو الواقع، لكني لا أتصالح مع استمراريته وتجدده مع كل يوم، مع كل يوم يا طه نفتح أعيننا من الحلم ليقهرنا القبح مجددا ويقمع سعينا لتجميل وجه العالم بالوجود والعمل والأمل، كل ذلك ينصهر في زحام الشمس، يهان في ضوضاء السباب، يفسد من رائحة القمامة، يخجل من نظرات الشر، يطأ تحت لمسات السواد العظيم. وهذا أنا بشر، من جسد وحواس، لا من روح وعقل فقط. لو قدر لعقلي العيش منفردا لتحررت من آلام الجسد ومضيت في مذهبي، لو قدر لروحي التحليق مبتعدا لتنافرت من خروقات الحواس وسعيت في مهربي. أهرب لعالم لا يشبه هذا العالم. هل نستطيع إصلاح شئ؟ لو أننا ما استطعنا إعادة التكوين واكتشاف النور فهل لنا على الأقل أن نبشر بإحياء الموتى؟ وإن لم نستطع فإبراء المرضى؟ وإن لم نستطع فبناء السفن لعلها تحمينا من طوفان؟ وإن لم نستطع فقول الشعر ما دمنا لا نقدر على كتابة القرآن؟ طه، دعنا نفكر في كيفيات الحياة. لسنا أبطال منتصرين ولا أنبياء منصورين، فقط بشر من روح وطين، لكل منهما قدره، فلن تسمو روحنا لنصبح آلهة، ولن يدنو طيننا لنمسي شياطين، طين لكن لروحه متسع، روح لكن لطينه متبع، غير مفارق ولا مختلط، لا وطأته ولا امتطاها، طه...