لماذا تحاول الناس أن تستنطق معاني النصوص مع إمكانية وجود كتابها أنفسهم وطرح تفسيرهم المباشر والحاسم للنص الذي كتبته أيديهم؟
1. فكرة الإلهام
لأن هناك اعتقاد أن الإبداع الأدبي إنما هو إلهام لم يملك الكاتب من أمره إلا صياغته وبالتالي هذا الإلهام يفتح نفسه أمام تفسير كل قارئ بغض النظر عن الكاتب
2. فكرة الاكتشاف
أن أي فكرة مكتوبة هي مدعى للقرءاة والتفكير فيها، كاكتشاف فكري جديد يتم إعمال العقل فيه وترجيح استحسانه أو نقده أو الإعجاب به أو التأمل فيه كفكرة مخلوقة مستقلة عن الكاتب كذلك
3. فكرة الفكر
أن النص الأدبي هو نتاج فكر الكاتب، نريد أن نفسره؟ نلجأ إلى الكاتب لتفسيره عن طريق نص جديد ربما يحمل نفس الأسس البنائية لأسلوب الكاتب وفكره وبالتالي نكون أمام نص آخر جديد يحتاج إلى تفسير فنلجأ للكاتب لكتابة نص ثالث لتفسير التفسير ونقف أمام نفس المعضلة. إذا فهذا الكاتب واحد ينتج فكر متسق ولا يملك هو نفسه الخروج منه وتفسيره ولكن لكل متلقي تفسيره الخاص ولا يمكن أن يوجد ما يسمى تفسير جمعي لنص واحد.
فبذلك تصبح كل المنتجات الفكرية هي مننتجات قابلة للتأمل والبناء الفكري هو بناء لا نهائي في قابليته للإضافة مهما كان تباين ألوان لبناته واحجامها.
فلماذا يوجد الفكر وتوجد النصوص أصلا؟ سأهرب الآن من وظيفتها وأقول أن وجودها هو وجود عفوي وطوعي من هؤلاء الكتاب حتى وإن لم يكن هناك وظيفة أو هدف لهذا الفكر وأما وظيفة هذا البناء الفكري فهي تحتمل التأويل والترجيح كذلك وفي رأيي أنها يمكن أن تكون محاولات للوصول إلى الحقيقة والاتساق مع الواقع معا سواء أكان هذا الواقع ماديا أو غير ذلك وهذا كله في النهاية لسد احتياج معنوي وروحي تتطلبه حياة الإنسان.
وهذه الوظيفة ليست ذاتية فحسب وإنما هي وظيفة تنعكس بدورها على كل ذات قارئة وتستطيع أن تنقل ما اعتمل في قلب الكاتب وعقله إلى قلب القارئ وعقله على ظهر اللغة.