الأربعاء، 4 يوليو 2018

الزوابع (3)

كنت أكرة في باب في أوضة
كنت تلج وداب في صودا
كل يوم في أي موضة
وأي لامع

اتحضنت وكنت قاسي
امتحنت وكنت ناسي
بعد صبر هروح لكاسي
ومش متابع

أي حلو أكلته ناكره
كل سوء لسة فاكره
لو كأني بنام مذاكره
وبصحى اراجع

جينا ناكل قالوا صمنا
جينا نقعد قالوا قمنا
قلنا ننعس قلقوا نومنا
في المضاجع

هما مين.. حد يعرف؟
اسأل الكاتب.. محرف
اسأل الشاعر.. مخرف
في الزوابع

كان بيكتب ورقه طار
كان بيحلم قرصه فار
ثم وصف الانبهار
بالمواجع

لو تقوله قصيدة سكة
لو تقوله ناقصة حبكة
لو تقوله يا رب مكة
مش ممانع

صار إلى أبعد مصاير
زي سمكة وزي طاير
ساعي زاهد في البصاير
والمسامع

الزوابع (2)

كنت ماشي في المتاهة
رجلي فوق راسي تحت
حاجة لخبطت اللي راسم
واما تاه، اتمسحت
بس عدت في وش باسم
خد ف ايده شهر نحت
بعد ثانية من القذيفة
هو مات، واتشرخت
كنت ماشي في الورق جنب الإله
حاجة لخبطت الروائي حتى تاه
ثم قال إن شيئا ما أتاه
واني في السرد المشوش، انفلتْت
كنت غيمة كبيرة واقفة في الظلال
عند نص الحلم في الزمن اللي طال
رن جرس الباب وفتحت عين طلال
روحي سكنت بيتزا سخنة واتأكلت
والتقطني من بولاق ايريال اذاعي
كان قصير بقى أطول من دراعي
كل تغيير لا يبالي ولا يراعي
والعجل بيدور بدون أي داعي
وانا من راديو لساعة ثم ساعي
أنقل الأشعار من البصرة لحيفا
وابقى ناعي للي ماتوا بالقذيفة
والرسايل لو تقيلة أو خفيفة
لو مضحكة أو مخيفة
ورق في الجيب
والحبر اللي اتشال مع السنين لا يرسم
إلا خط الشيب
وكل خط وكل جملة حدف عملة
حدف عملات
واللي بيسأل فين
كلها محلات
تحل فيها
بقايا اصوات
تُسمع تُقال
ونام طلال

الزوابع (1)

انا فرحان وسعيد
لابس بلالين العيد
وبطير جواها بموز
واتعرفت على الهوز
والهوز دي قبيلة عجيبة
عايشين على راس زبيبة
وبياكلوا جذوع الطيطن
والطيطن شجرة طويلة
تنمو على جسم فتيلة
والعة مع اعواد ديناميت
لما انفجرت صحيت

الاثنين، 2 يوليو 2018

إلا أن أبي كان سعيدا وقد خرج من الجمع لتوه، وكانت هذه المفاجأة كافية لإيقاظي

راودني حلم عن مدرسة لا أذكرها قمت بزيارتها بصحبة أمي سافرة الوجه، وقابلنا أستاذ لا أتذكره لكنه يبدو مألوفا، ومن العدم جاء حديثه بأنه نصحني في الثانوية العامة بالذهاب مع المخبر الفلاني للتقديم في العسكرية، فجاء ردي الصادم وقتها بأنه "بيتناك في البينش". صدمت لأن هذه لم تكن لغتي يافعا، بل لأن هذه لم تكن فكرتي عن المخبرين، كنت لم أزل حالما بالعالم الجميل. وفي وقفتي تلك رددت عليه بأن هذه لم تكن إجابتي وأنني أنكرها حتى ولو تلفظت بها، فمن الجائز أن يكون السياق هو القائل، ولم يكن لساني إلا وسيلة. فتحت عيني أفكر: ماذا لو كتب هذا السياق الغامض كل إجاباتنا؟ ومن أين دخل هيجل عقلي البكر؟ وما هو البينش الذي يتناك عليه المخبرون؟ لا أعلم لما كانت أمي غاضبة مني في ذلك اليوم، إلا أن أبي كان سعيدا وقد خرج من داخل الجمع لتوه، وكانت هذه المفاجأة كافية لإيقاظي، ولو أني تمنيت أن أعلم متى سأستعمل القنابل اليدوية الأربعة في شنطة ظهري.. ملحوقة.