كنت عامل لنفسي مفاجأة لما خرجت من كل اللي عدى عندي أمل في اللي جاي، فاجئت نفسي والناس اللي حواليا بعد كل وقعة كنت بقوم منها مبتسم وبسأل عالخطوة الجاية، بعد كل سنين ضيعتها وبقول اللي ضاع جوايا ماضاعش، بعد كل فرص أهدرتها وبقول اللي جاي أكتر، بعد كل حاجة كتبتها او فكرت فيها وعرفت اني ماعرفش وقلت محدش بيتعلم بالساهل، وبعد كل حب قتلته وقلت القلب مسيره يفرح والقلب اللي بيعرف يحب مابيموتش. كنت معدي في الأوضة حالق قرعة لما بابا قاللي ايه اللي انت عامله في نفسك ده؟ كنت متضايق عشان بيسألني وهو عارف اني داخل الجيش. لدرجة انه كان بييجي يقولي ان الجيش مش حلو عشان اتحمسله كدة. كنت متضايق عشان كان فاهم أملي في الخلاص حماس، كان خايف عليا وكان متفاجئ بدرجة الرضا والأريحية اللي كنت ماشي بيها وانا معلق على قلبي الأمل في أيام أحلى جاية من بعيد. بس ملك الموت كان عاملي مفاجأة أكبر من كل مفاجآتي. مفاجأة لسة كل يوم بندور على تفاصيلها. كل يوم بندور على اليوم العادي اللي مابقاش عادي ومفيش حاجة بقت عادية بعده. عملي مفاجأة قبل ما افاجئ بابا اني داخل الجيش خلاص، وقبل ما افاجئه ان أيام الجيش بتعدي زي اخواتها، وقبل ما افاجئه اني خلصت خلاص. وقبل ما افاجئه اني اشتغلت وبقيت مسؤول عن نفسي. وقبل ما افاجئه انه المفروض يطمن علينا خلاص ومايشيلش هم. وطلع عادي ان اللي يقع مايقومش، وان اللي ضاع مايتعوضش، وطلع صحيح ان القلب ممكن يموت. والعين اللي شهدت الموت ماعدش هيحركها بريق المفاجأة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق