عندي رغبة في الحديث عن الغاز المسيل للدموع. لإن تجربة التعرض ليه لمن خاضها هي تجربة شديدة الحساسية. بدليل كل الثائرين السابقين الذين لا يتذكرون أيام الثورة إلا برائحتها. بالنسبة لي الدموع اللي كانت بتنزل مني - أيام ما كنت بتعرضله بنزق واقتراب وعدم معرفة وخوف سابق، كانت بتتماهى مع دموع حقيقية مرتبطة بأسى وغضب يشبه الغضب الطفولي البكّاء. لما أمك تضربك عشان كنت عايز حاجة وزنّيت عليها، فتغضب وتعيط وتقول "يووه!". نفس اليوه كانت بتتقال لما كنا بنُقبل على الشوارع في جماعات قوية بمطالبات ثورية ونتضرب على دماغنا فنجري في شوارع تانية لوحدنا. دموع مرتبطة بصعبانية على النفس بنحسها كل مرة وكإنها أول مرة، ونُعيد إفراز مشاعر الصدمة والغضب واليأس والانهيار لبلد بتدوس على اللي بيحاولوا يرفعوها وبترفع اللي متقّلينها بالسرقة والسماجة والسلاح التقيل. دموع مهما هربت منك مش هتعرف تهرب منها لإنها بتجمع فيها الوجع الجسدي والألم المعنوي والانهيار النفسي. بتنزل من عينيك شايلة صور حقيقية لناس تعرفها وماشية في طريقك، وناس تعرفها وقاعدة في بيتك، وناس ماتعرفهاش وحاربوا عشانك، وناس ماتعرفهاش وبتحارب عشانهم، وصور خيالية لبلد فيها حب وخير وجمال وعدل وأمل وحرية وحياة. بلد فيها تعاطف وفرص وشغف وحافز واتّساق. بلد فيها شوارع نضيفة وهوا صحي وأرض كريمة ومصانع منتجة وتعليم محترم وسوق فيه مكان للناس تشتغل اللي بتحبه. بلد فيها قانون أقوى من السلاح، ونظام يرتب الناس والبلاد في صورة منسجمة مش يقسم الأراضي للغيلان ويحاصر الناس في سجون صغيرة وكبيرة، وأمان للناس من شر الاستقطاب والكراهية والتقسيم والجهل والظلم الاجتماعي والفساد. دموع بنخرج احنا منها زي ما بتخرج منا، بعيون جديدة تشبه عيون اللي قام من النوم بعد ما نام مكسور، مستسلمة أو قابلة للتحدي.
الخميس، 31 أغسطس 2017
مرايا النفس
الثقة بالنفس بتنعكس في رؤية الإنسان للآخر وللحياة. لو انت واثق في نفسك مش هتعامل الناس بتشكك، مش هتتردد في التجاوب مع أي غريب بتلقائية وعادية مش بتراجع وارتياب. وده ممكن ينطبق مش على الغرباء بس لكن على الأحداث اللي بتجد في الحياة اليومية. عدم الثقة بالنفس مش بس مرض داخلي مستقر، لكنه ممكن تتحول لسرطان بياكل كل يوم فرص للحياة، بيخلق حوالين الإنسان مراية حالما تخرج نتايجه بيُعيد عكسها مرة أخرى للداخل فيكبر المرض وتزداد المرآة سُمكاً وقسوة. عشان الإنسان يخرج من الحالة لازم يبدأ يتجاوب مع الخارج بكل تجلياته، أشخاص أو أحداث أو معرفة، عشان يبني أولاً ذراع من خبرة يستطيع طرق الحاجز بقوة في كل مرة جديدة، ويثبت ثانياً عكس اللي المرض كان مرسخه، وبالتالي يولد شروخ في سطحه تسرع من كسره، ومن ثم تجاوزه. لا أنكر إن في وسط الطروق دي هتحصل صدمات، ممكن تؤدي لارتدادات قد تنتج توقف جديد عن المحاولة. مثل تجاوب مع من كان الأدعى عدم التجاوب معه، أدى لنتايج سلبية إدت نقط زيادة للحالة الأولى المطمئنة شكلاً. لكن الأجدى التعامل مع الصدمات المفاجأة دي على إنها من خصائص المرض نفسه، لكن من مراكز خارجية، وبالتالي مش من الصح التعامل معاها كممثلة للواقع، أو حتى للحقيقة، أو حتى للحياة اللي لابد الخروج لخوضها واستكمالها بدلاً من موات منتظر خلف مرايا النفس وانعكاساتها المتشابهة.
الأربعاء، 30 أغسطس 2017
رعشة السمك (4) : مشي يشبه الوقوف
مشي الصَدَف
في قوقعته
اتنين سنتي
شاءت صُدف
ما توقعته
في مَحَزنتي
أنا المغني
في حانتي
بشرب سحايب
مَدخنتي
بلف في دواير
يأسي
لكنّي خايب
لا بأسي
باينّي ثاير
على يأسي
كشابّ عاري
بدمع جاري
وطلق ناري
في قلبه
ولسة مؤمن
بالانتصار
إكمنه ثار
وماحبش
يبقى ضحية
لهزيمته
دي مسرحية
إيه ده نمتوا؟
أنا مُتْ
في قوقعته
اتنين سنتي
شاءت صُدف
ما توقعته
في مَحَزنتي
أنا المغني
في حانتي
بشرب سحايب
مَدخنتي
بلف في دواير
يأسي
لكنّي خايب
لا بأسي
باينّي ثاير
على يأسي
كشابّ عاري
بدمع جاري
وطلق ناري
في قلبه
ولسة مؤمن
بالانتصار
إكمنه ثار
وماحبش
يبقى ضحية
لهزيمته
دي مسرحية
إيه ده نمتوا؟
أنا مُتْ
الأربعاء، 9 أغسطس 2017
أصداء الخوف
الخوف مشروع؟
ولا تاكسي؟
هو انا مسموع؟
ولا منسي؟
في طريقي رجوع؟
ولا زحمة؟
انا كتري ضلوع؟
ولا لحمة؟
الخوف واجب؟
ولا تردد؟
انا بتكالب؟
ولا بمهد؟
الله غالب؟
ولا الدهر؟
عرضنا حارب؟
ولا العهر؟
الخوف حيلة؟
ولا مهرب؟
انتي جميلة؟
ولا انا بشرب؟
يادي النيلة؟
ولا يا ساتر؟
نرمي فسيلة؟
ولا سواتر؟
الخوف خيانة؟
ولا دي اراء؟
البحر ورانا؟
ولا ده بير حاء؟
ربنا معانا؟
ولا دي تهلكة؟
الشاعر غنى؟
ولا ده كان بكا؟
ولا تاكسي؟
هو انا مسموع؟
ولا منسي؟
في طريقي رجوع؟
ولا زحمة؟
انا كتري ضلوع؟
ولا لحمة؟
الخوف واجب؟
ولا تردد؟
انا بتكالب؟
ولا بمهد؟
الله غالب؟
ولا الدهر؟
عرضنا حارب؟
ولا العهر؟
الخوف حيلة؟
ولا مهرب؟
انتي جميلة؟
ولا انا بشرب؟
يادي النيلة؟
ولا يا ساتر؟
نرمي فسيلة؟
ولا سواتر؟
الخوف خيانة؟
ولا دي اراء؟
البحر ورانا؟
ولا ده بير حاء؟
ربنا معانا؟
ولا دي تهلكة؟
الشاعر غنى؟
ولا ده كان بكا؟
الخميس، 3 أغسطس 2017
جواب (4)
رب اشرح لي
عايز افهم
العالم اصبح
مبهم
فاكرني؟
انا هيثم
ايه أخبار السموات؟
بكتب من بعد فراق
لميت كل الأوراق
وناديتك بالأسماء
واستأنفت الجوابات
العالم أصبح كافر
العدل في أرضك سافر
وفي ناس لسة بتعافر
قدام جنود وآلات
يارب العلم اتطور
وكلام الدين اتحور
وخلاص الكوكب كَوّر
واتلاشت المسافات
وابتدا عصر العولمة
والإنسان وصل السما
واللي زمان اتعمى
بقى بيعِد النجمات
وادي نور القرن انطفى
والسمك الميت طفى
والدم اِحمَرّ وصفا
تحت جموع الأموات
وادي العصر التنويري
وده كان مجمل تقريري
من أحمس للحريري
ومرورا بالقيادات
أما احنا فطَفّوا بريقنا
ومامتناش لما غرقنا
تحت عيونك،
في طريقنا
إبعت لنا العلامات...
عايز افهم
العالم اصبح
مبهم
فاكرني؟
انا هيثم
ايه أخبار السموات؟
بكتب من بعد فراق
لميت كل الأوراق
وناديتك بالأسماء
واستأنفت الجوابات
العالم أصبح كافر
العدل في أرضك سافر
وفي ناس لسة بتعافر
قدام جنود وآلات
يارب العلم اتطور
وكلام الدين اتحور
وخلاص الكوكب كَوّر
واتلاشت المسافات
وابتدا عصر العولمة
والإنسان وصل السما
واللي زمان اتعمى
بقى بيعِد النجمات
وادي نور القرن انطفى
والسمك الميت طفى
والدم اِحمَرّ وصفا
تحت جموع الأموات
وادي العصر التنويري
وده كان مجمل تقريري
من أحمس للحريري
ومرورا بالقيادات
أما احنا فطَفّوا بريقنا
ومامتناش لما غرقنا
تحت عيونك،
في طريقنا
إبعت لنا العلامات...
الأربعاء، 2 أغسطس 2017
ما يفعله الحائط
هناك اتفاق ضمني، رابط خفي، بين من يمتلك - يعتقد أنه يمتلك - قوة، وبين من يعاديه، هذا الاتفاق يقوم على أنه إذا استخدم الأول سلاحه ضد الثاني، سيقوم الثاني بالتأثر، تبعا لوقوع هذا الاستخدام للقوة عليه مباشرة، ولكن ماذا لو انقضى هذا الاتفاق، بطريقة ما؟ أي ماذا لو لم يتأثر الثاني بعد هذا الفعل؟ أي ماذا لو لم ينتج هذا الفعل أي رد.. كأنه لم يحدث؟ كأنه صفر؟ أليس هذا تجريدا للقوي من سلاحه الوحيد؟ وما هو سلاحه الوحيد؟ ضعف الآخر. وفيم يتمثل هذا الضعف؟ في إمكانية تأثره بفعل من أمامه. فإن نحينا هذا التأثير - بطريقة أو بأخرى -، يكون الفاعل قد ذهبت فعلته جفاء، وطارت في الهواء، بل يكون الفاعل قد ارتدت فعلته - بنفس قوتها - حسب قانون نيوتن - إليه، كأنما يضرب في الحائط، فلا يضرب إلا يده.
وهذا ما عليك فعله.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)