الثلاثاء، 27 فبراير 2018

ستاير من ليالي فبراير

هو ليه الوقت ضيق مش واسع؟
ليه الحقيقة مرة مش حلوة؟
ليه العالم قاسي مش حنين؟
ليه العقل زينة ومش ملون؟
ليه الأرض طينة والسما صافية؟
ليه بكرة لينا والنهاردة ليهم؟
ليه بنمشي ومابنوصلش؟
ليه خيالاتنا مابتحصلش؟
ليه مع بعض أقوى ولوحدنا أضعف؟
ليه كل سواقين الاتوبيس اسمهم أشرف؟
ليه بنخاف من أي امتحان؟
ليه بنكره الناس واحنا إنسان؟
ليه الوقت بيجري وبيسحلنا؟
ليه السلطات فاكرة الشعوب أغبيا؟
ليه الشعوب فاكرة الشيوخ أنبيا؟
ليه الشيوخ فاكرة الجيوش أدعيا؟
ليه الجيوش شايفة الحياة أبنية؟
ليه الحياة صعبة مش عادلة؟
ليه ستاير كتير لسة منسدلة؟
ليه الصراحة راحة بس ليها تمن؟
ليه حلم ييجي في لحظة ياخد زمن؟
ليه لما كلنا متنا عاش الوطن؟

الاثنين، 19 فبراير 2018

عن الحكمة والكفاية


الحكمة هي العلم بمقادير الأمور، فالحاكم يقدر السلطات والثروات (السياسة هي التخصيص السلطوي للقيم)، والحكم يعلم الحد بين الصواب والخطأ، والحكيم يعلم مقادير الخير والشر، ولذلك سمي الطبيب حكيما، لأنه يعلم مقادير الدواء التي تشفي ومقادير الدواء التي تقتل، فأولها خير، وثانيها شر، رغم أن جوهرهما واحد. وذلك يعني أنه متى أوتى أحدهم الحكمة، فقد أوتى مقادير الكفاية، وقد أوتي خيرا كثيرا. ذلك أن خيره كامل، لن ينقلب بعضه شرا. أي أنه من الحكمة أن تعلم متى تكتفي مما تظنه خيرا، بعلمك المقدار الذي من زاد عنه قل، ومن سار بعده ضل: متى تتوقف عن الأكل، عن الشراب، عن النوم، عن اللهو، عن اللغو، عن الكلام، عن الصمت. أن تعلم متى يصبح عملك كافي فكل ما تعمل بعده يأخذ ولا يعطي، متى تصبح محاولتك مستوفاه فكل ما بعدها إهدار، متى يكون دورك محقق فكل استمرار بعده ابتذال. والابتذال كان بذلا لكنه زاد، وليست كل زيادة إضافة، فالمطر خير لكنه قد يزيد فيستحيل شرا ويغرق بشرا. والبشر غارقون في أيامهم، لا تظهر منها رؤوسهم كي يتوقفوا ويسألوا عن معنى الاستمرار. نستمر دائرين في دوائر لا نستطيع أن نرى غيرها، بل لا نستطيع أن نرى أصلا، غير أضواء متسارعة ومتداخلة كانت مشاهد. نستمر حتى ينفض الجمع ولا نشعر، تنفك الأيدي ولا نشعر، تهتز الأرض ولا نشعر، يقترب النجم ولا نشعر. ندور حتى نكسر الجاذبية، ندور معلقين في سمائنا وحيدين، ندور حتى نستحيل أفلاكا، يشير إلينا الناس بالدهشة فنخجل من الإعجاب. نبتعد بقدر صدقنا في السعي، ونظن أن البعد راحة. لا راحة في الانفصال عن الذات ولو فصلنا باب الجنة. لا معنى للحياة بلا تجربة ولا تسمى التجربة تجربة بلا نتائج ولا نتائج بلا نهاية. لا معنى للحياة بلا بدايات ونهايات مستمرة وكل استمرار غير ذلك موت. فعيشوا!

الأحد، 18 فبراير 2018

سأخبرها

سأخبرها بأنني لم أقرأ كتاباتها الشغوفة، وأنني لن أقرأها حتى إذا كان وقتي يسمح. سأطلب منها أن تسامحني على ذلك، وأن تغفر لي شرودي الدائم في فكرة هربت من بين يديَّ وجُننت أنا من ورائها، أن تتجاوز عن يأسي الذي أسميه أمل، عن غضبي الذي أسميه عمل، وعن كل شئ سميته بغير اسمه كي أنقذ ما تبقى من روحي بغير سقوط. سأخبرها أنني أحبها وأنني أستطيع احتمال حبها إذا كنا في عالم يقيم للحب اعتباراً. سأخرج عن صمتي لألوك المواضيع اليومية وآخر مستجدات الأحداث بالحماسة نفسها. سأرتب المواعيد لكي أذهب فيها مع من يريدون رؤيتي لكنهم نسوا شكلي. فقد تغير شكلي ليس لأن شباب وجهي استعجل عجزه عن الابتسام، لكن لأن ما أنار في عقلي لم يكن إلا من بقايا الأحلام، والآن قد فتحت عيني، ويا ليتني ما فتحتها، فأنا أراكي الآن جمالاً كأنما حاكته خيوط الحب التي ترسلها عيناكي. لكنني لا أراها إلا وأرى فيها انعكاسي مقتولاً، يحاول، وما يفزعني في قتلي ومحاولتي، أنني رأيتهما معاً.