الأربعاء، 26 فبراير 2014

أوراق دعوة لجنة دحض ودرء السوء



نقضي -
نحنُ
لجنة دحض ودرء السوء -
إنك مش كاتب أشعار
وإنك شاعر أهل النار
سيب الذمة
وسيب الكلمة
وسيب الحكمة لأهل الجنة

- بس استنى !
أنا متواضع
"من صدر الدنيا أنا راضع"

- متغنيش !
- مش راح أغنّي
إسأل عنّي
في كل حزين

- أسأل مين ؟
- إسأل صاحب شهم أمين
بيصون العِشرة والحُب
وإسأل أهل الشوق والحُب

- شِعرك مش بيأكل عيش
سيب الحُكم وسيب الجيش
وامشي يا نسمة مع التيار

- أنا نسمة حُرّة ومِبْتِسمة
ولا واقعة في قيود الريح
أنا نسمة ولا تقبل قسمة
بتغنّي من غير تصريح

- إوعى يا شوما تخون أفكارك

- يسقُط مُرسي وسيسي ومبارك !

- يبدو مفيش فايدة فـ أمثالك
دي الدولة اللي بتحفظ مالك
إحنا الأقدر وإحنا الأولى
وإنتا يا شو مش قد الدولة
كنت بقول :
إوعى يا شوما تخون أفكارك
وتفكّرني غريق في بحورك
قولّي يا روميو فين جمهورك ؟

- أنا غلبان ومليش جمهور
واللي فـ قلبي على لساني
هدفي الأول والتاني
أكتب كلمة , واهدم سور

- إنتا بتكتب كلمة باطل

- إنتا الباطل , آنا بناضل

- إنتا بتهدم سور في بلادك

- وإنتا بتقتل قلب ولادك
أنا بهدم من سور أمجادك
أنا أبيض على رغم سوادك
واللي فـ قلبي على لساني
شِعري حضاري وإنساني

- تجربتك مش مصدر دهشة
وقصايدك مفكوكة وهشّة

- مش عاجباك ؟ عاجبة الناس
هتجيبوا منين الإحساس
لو بيبيعوا منه جبال
كان خلّص أثره في دقيقة
أنا بفهم معمار وجَمَال
وبيوتي ثابتة ودَقيقة

- أبياتك في الوهم تصُب
إقرا كتابك : باب الحُب

- أبياتي من قلبي تطير
وتعدّي على بلاد معلومة
وجيوشي ترجع مهزومة
وحروفي تكتب أساطير
سيب الحُب , الحُب جميل
ولا ينفع يكتبه مهابيل
ولا ينفع نخلقله الحالة
سيب الحُب , الحُب محالة
وعشان كدة بندوق المُر
مُرّه عسل وعذابه يسُر

- نقضي -
نحنُ
لجنة دحض ودرء السوء -
بعد سماع أقوال الجاني

- اللي فـ قلبي على لساني
أنا جاني بحور أوزاني

- وشهود الإثبات والنفي
ومعاينة أوراق الدعوة
ببقاء الجاني بالمحبس
لا يتكلم
لا يتنفس
حتى صدور
حُكم الدور
باستمرار الحبس المُر
أو بوجوب إطلاق الحُر
باستقدام القاضي الأقدر
بعد شهور

حُفِظَ المَحضَر .

الاثنين، 17 فبراير 2014

معاني الحب

بقالي يومين
بسرح واحتار
وانتَشَرِت سيرتِك
في الأشعار
وكتبت كتير
من جوة البير
وانا قلبي كبير
املاه وأصُب
كلام سحري
خيالات تجري
خِلصِت من شِعري
معاني الحُب

فقُلت أدوّر عالمعنى
واتصوّر صورة تجمّعنا
لو حتى فـ عالم مش موجود
أنا راضي دي حتى كرامة و جود
أو حتى في كلمات جوة الحِبر
ماهو ربّي وربّك ذكر الصبر
أو حتى فـ فكرة من عَقلي
أزرعلِك بذرة من حقلي
وارويلك من مطر الجنة
ونغنّي في الليل أشجانّا
وارسلملك صورة على قلبي
أنا ولا متردد ولا سلبي
باسيبني أحب , وأحب أسيب
حبيبي الحلو يروح لحبيب
وانا يكفيني أشِم ورود
لو حتى فـ عالم مش موجود

وأروح قدّام القلعة واقول :
القلعة اتبنت على شرف الملك
والخالق خلقك ما أجملك
والطوبة تعود لعصور الشاه
وطريقك صعب انا هتمشّاه
والحرب انتصرت فيها الروم
إعطِ إلى السائل والمحروم

وأروح من قلب الصحرا واقول :
الشمس هنا دافية على طول
دي رسالة من كاتب مسطول
قد تاه في براري الصحرا سنين
ولا عارف حتى يغنّي لمين
حتى أمّا ينادي لطير بيطير
وتملّي بيغرق جوة البير
ولا شئ مـ البير هنا أسخى لي
- التائه في الرُبع الخالي

وأدور حوالين الأرض وأقول :
عارفة ؟ الأقمار هنا كترت أوي
والكوكب كروي مش مستوي
والجانب المظلم شكله مثير
والجو خريفي وريحته أثير
والنجمة اللي هناك بتشاور
بتشاور للنجمة اللي هنا
وبلوتو بيبعِد ويناور
تيجي نُسكُن فيه , إنتي وانا ؟

الخميس، 13 فبراير 2014

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء الرابع



تحملنا الأيام وتضعنا .. وتأتي الريح دوماً بما لا نشتهي .. فلا ننفك نفتح أعيننا لنرى .. إلا ونجد أنفسنا ذاهبين هناك .. حيث توضع كل الأشياء .. ويقف الناس جميعاً .. وتضيع كل الحقائق .. وكلما زاد اتجاه الوقت إلى ما نحنُ فيه الآن .. كلما زاد تعقيد القصّة .. وغابت التفاصيل .. عمداً أو من دون قصد .. غابت عنّا كل الأحداث والتفاصيل .. لنتذكر أشتاتاً منها نذكره لمن بعدنا حتى لا يضيع .


زاد الترقُّب في كُل شئ من حولي .. في الإعلام يتحدثون ويتوقعون .. وفي الصُحف يتهمون وينشرون حصرياً مخططات هدم الدولة .. وعلى الشبكة يهدد الفوضوين ويتحمس الثائرون ويرون فيه الخلاص .. يوم الثورة .. الخامس والعشرين من يناير .. وكلما زاد هذا الصخب وارتفع في الهواء العام .. كلما قلق الجالسون في المنازل .. يقرأون الصحف الرسمية في الصباح .. ويتراصّون أمام شاشات التلفاز ليلاً على العشاء .. ليخرجوا بذات النتيجة التي يخرجون بها في كل مرة .. من أراد أن يسلم فليجلس في منزله .. سينطلق الفوضوين والمخربون يعيثوا في الأرض فساداً ويأتوا على الأخضر واليابس ويحرقوا كل ما يقف أمامهم .. وسيكشف الإرهابيون عن وجههم القبيح .. فيحملوا السلاح ضد كل من تسوّل له نفسه مقاومة مشروعهم الظلامي ..  وسيحتل المرتزقة من كل دول العالم شوارع هذه البلدة .. لأنهم لا يريدون الخير لمصر .. وسيظهر لابسي هذا القناع الذي لا يدل إلا على تلك الأغراض الماسونية الخبيثة .. وسينزل الشباب الأهوج الطائش ينفذّون ما طُلَب منهم بدون أن يشعروا .. يريدون حرق حصن الوزارة .. يريدون الخراب لمصر .. وستصطف دبابات الصهاينة على مشارف سيناء .. وستضيع حضارة السبعة آلاف عام .. إلى الأبد.


هُب أنّك أبٌ وكل هذه المخططات والتوقعات تتطاير من حولك , هل ستجازف بحياة إبنك الذي يدعو إلى الحقوق والقيم السامية ؟ بالطبع لا .. هذا ما يفعله الإعلام .. وهذه هي طبيعة الأُسر .. إن كان هناك ما يوحي بالخطر .. فليس من الضروري أن نسمح له بالنزول هذه المرة حتى وإن كنّا نحرص على حريّته وانطلاقه .. هكذا فعل أهلي وهكذا يفعلوا وهكذا يفعلون كلّهم .. لأنهم يتلقّون نفس الكلام ويتابعون نفس النظريات منذ زمن سحيق .. كُنتُ أعلم أنني لا أستطيع النزول في هذا اليوم بموافقتهم .. فآثرت ألا أكشف عن نيّتي .. وفي ليلة الأربعاء .. الخامس والعشرين من يناير .. وضعت المُنبّه تحت رأسي ونمت بنصف عين .. حتى اهتز في يدي ونجح مخططي في أن أمُرٌ كالريشة في جنبات البيت أصلي وأرتدي ملابسي .. وأغلق الباب دون أن يشعر بي أحد .


وصلتُ الميدان ما بين السادسة والسابعة صباحاً .. كانت تجمعات قليلة هادئة .. وربما هناك من ينظف وهناك من يعُد الفرشة لكي يكسب رزقه في هذا اليوم الحافل .. ومن ورائي صوت القرآن يضفي على الميدان روحاً وطُهر .. عند وصولي أرسلت رسالة واحدة إلى كل أصدقائي الذين علمت أنهم سينزلون في هذا اليوم .. وقد سجّلتهم كلهم بصيغة واحدة حتى أستطيع رؤية أي منهم إن أردْت .. كانت الرسالة مفادها أنني وصلت التحرير .. ظللتُ هناك وانسدلت أستار الظلمة وبدأ الناس في التوافد .. في البدء كان التجمع بالقرب من شارع محمد محمود .. على رأسه المنظمون يقدمون للثوار أمهّات الشهداء الذين ينتظرون القصاص .. ومن حولي يزداد الناس بصورة ملفتة .. يزداد الناس وتزداد اللافتات والأعلام وصور الشُهداء وكل شئ .. اتصلتُ بصديقي المذكور سلفاً هادي هشام حيثُ قابلتُه في الجيزة لنذهب معاً في مسيرة مصطفى محمود إلى الميدان .. وعلى رصيف المحطة كلّمتني أمي التي اكتشفت لتوها أن أبنها ليس نائماً على الفراش .. وليس له وجود في البيت .. إنه إذن نفّذ ما صبا إليه .. كان صوتها حزيناً مرتاعاً من فكرة أن يحدث أي مكروه في ذاك اليوم العصيب .. حاولت تهدئتها وإقناعها ألا تقلق وأنني ما نزلت إلا لأطالب بالحقوق .. وليس في هذا ضرر .. وصلنا إلى جامعة القاهرة حيثُ قابلنا الرفيق أحمد بدر والرفيقة مها غريب والرفيقة بسمة علاء والرفيق مصطفى أحمد وآخرون لا أتذكرهم فلتعذروني .. كنا نحنُ فقط في البدء .. لم نزل في الصباح .. إنها التاسعة أو العاشرة أو أزيد بقليل .. يفرغون الأوراق المقواة ثم يرشّون الرسوم على الحوائط .. " مبارك .. طنطاوي .. وجهان لعملة واحدة " .. وصورة لطنطاوي وقد فقد عينه مكتوباً تحتها .. " أترى ؟ " .. ومكثنا كذلك والناس تتزايد وتزداد من حولنا إلى أن صرنا نُعَد بالمئات أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة .. هُنا بعثت لي أمّي بصديق الأسرة " سيد " الذي بُعِثَ في الأصل بوعز من أبي لكي يصطحبني معه بقوة إلى البيت .. لكنه اطمئن عليّ وطمأنهم أنني بخير وأن الشباب هُنا بخير وأن لا قلق عليهم .. وأخذ مُلصَق " أنا ضد المحاكمات العسكرية للمدنيين " .. ووضعُه على ذراعه وانطلق .


كانت أمي تعلم نيّتي قبلها .. فالأُم دائماً ما تفهم كيف يفكّر ابنها وتتوقع أفعاله .. وقبلها بيومين اتصلت بي من البيت وعلى صوتها آيات البهجة : " هيثم .. تعالى بسرعة عشان تشوف أول جلسة من جلسات مجلس الشعب .. بيقولوا كلام حلو أوي يا هيثم .. كلام عن الشُهَدا والثورة .. كلام يخليك تعيّط .. تعالى بقى يا حبيبي ومش لازم تنزل بعد بكرة بقى .. سلام " .. لم أكُن متحمساً وقتها لصعود الإخوان منبر المجلس .. وكُنتُ أذكر كما كان كل من حولي يذكرون مواقفهم .. كان مجلس الشعب بالنسبة لي مصدراً للضحك والفُكاهة .. ليس سخرية من أحد .. وإنما سخرية القدر التي تتمثل أمامي .. هذا المجلس الذي كان معظمه متجانساً مع بعضه البعض .. ومشاهده وحواراته الأسطورية التي لن أنساها .. جاءت مسيرة مصطفى محمود بعد طول انتظار .. وفجأة رأينا أمامنا حشوداً بالآلاف .. هالنا المنظر .. لم نكن نتوقع أن يخرج الناس بهذا العدد ليؤيدونا في مطلبنا بإسقاط المجلس العسكري القاتل .. كُلٌ هؤلاء مثلنا يناهضون قمع الحُريّات وفض الإعتصامات السلمية بالقوة المفرطة والقبض العشوائي على الشباب والزج بآلاف الثوار في السجون العسكرية وإجراء كشوف العذرية التي بررها اللواء عبدالفتاح السيسي آنذاك لمنظمة العفو الدولة , ناهيك عن التعذيب والبطش والقتل والفشل في تحقيق مآرب الشعب المُنتظر أو المضي قدماً في طريق الثورة التي بدأت منذ عام أو محاسبة المجرمين .. كل هذا كان مؤشراً للحُفرة التي وقعنا كُلّنا بها بحُسن ظنوننا ونوايانا .. جاءت المسيرة وانغمسنا في وسطها .. وقتها اتصل بي كلٌ من الصديقين أحمد عادل وإسلام محمد , اللذين كانا معاً .. في محاولاتنا لنقابل بعضنا البعض .. مستشهدين - بغبائنا المميز - بتلك اللافتة الكبيرة الحجم في شارع الدقي .. أو ذلك الفندق المترامي الأسوار .. وتقابلنا على آية حال .. وقتها أيضاً اتصلت بي خالتي لتخبرني أنها غاضبة مما فعلت وأنني إن لم أعود للمنزل فلن تُكلمنّي ثانيةً .. كانت الحشود تتضخم كلما اقتربنا .. وعلمنا أن مظاهرة التحرير لا تنتهي في التحرير .. بل أن أولنا في ميدان الأوبرا وآخرنا لا يزال في الجيزة .. كان إحساساً مهيباً بالنصر والقوة .. وأذكُر أنني حملت الرفيق مصطفى أحمد على كتفي ليلتقط صورة تذكارية للمسيرة التاريخية بطول شارع الدقي .. لا أعلم إذا كنت لازلت تحتفظ بها يا فتى ؟ سيكون ذلك من دواعي سروري .. كنا لانزال فريقاً حتى في وسط هذا التزاحم والتلاحم .. من حولنا أعلام الشُهداء وأقنعة الشيخ عماد ومينا دانيال وفانديتا واللافتات والهتافات في كل مكان .. كنا نشعر بالحرية ! وبدأ التزاحم الحقيقي مع نهاية كوبري قصر النيل باتجاه ميدان التحرير .. واقتنصت تلك اللحظة الهادئة لأطلق حنجرتي الصغيرة بأعلى صوت " يسقط يسقط حُكم العسكر " ويردد ورائي الآلاف في المسيرة .. ثم أُكمل وأعلو "الشعب يريد إسقاط النظام " فيُردد ورائي الملايين في المسيرة التي بلغ صوتها الميدان وهتف معها .. ودخلنا.


قبلها بشهر كُنتُ عائداً من الكليّة ومارّاً بالميدان .. كانت هناك حلقات نقاش صغيرة على أطرافُه .. تلك التي تبدأ بجدال بين اثنين من الشعب يسيران في الشارع .. ثم تتأجج بالمشاركات من أفراد الشعب الذين يمرّون بدورهم من هذه النقطة على الكوكب .. فيجذبهم الحديث ويشاركون فيه بعلم أو بدون علم .. كنتُ في أحد تلك الدوائر .. أسمع فقط - تعلمون أنني لا أتكلم كثيراً - وكانت في الصدارة من الحديث الإعلامية شهيرة أمين التي طفقت تدافع عن الثوار وتشتد على من يبررون القتل والسحل .. وفي نهاية حديثها سألتها " حضرتك تفتكري إننا هنعمل حاجة يوم 25 ؟ " فأجابتني " هنعمل " فأكملتُ " خايف يبقى عددنا قليل " فأنهت " هنبقى كتير " وابتَسَمَت .


كُنّا مستاؤون من منصّة الإخوان المسلمين بالقرب من عُمَر مكرم .. والتي كتبت بالخط العريض أنهم يحتفلون بذكرى الثورة وما إلى ذلك من اللافتات التي استفزت الثوّار حينها .. كُنّا في وادي نهتف ونصرخ ونحذق .. وهم في الوادي المُقابل يلوحون بأعلام مصر ويرقصون على الأغاني الوطنية أو الدينية .. جلسة في حلقة بالقرب من مجمع التحرير نرتاح ونتحدث والتقط لي الرفيق صهيب تلك الصورة التي أحبها كثيراً .. ومرّ الوقت واتخذنا قرارنا الجماعي بالجوع .. وتُهنا في شوارع وسط البلد حتى استقر بنا الحال في قهوة من مقاهي البورصة وعدد لا بأس به من أطباق الكُشَري إلى أن حلّ الليل.


انصرف العديد من الرفاق من المقهى مباشرةً .. بلغنا من الإرهاق ما أجلسنا بقية اليوم على المقهى نتابع الميدان من شاشته .. وتابعنا تلك المُحاولات الالبائسة لرفع تلك المسلة ووضعها في منتصف الصينية نصباً تذكارياً للشهداء .. لا أعلم ماذا حدث بعدها في هذا الشأن .. عُدنا للميدان أقل من مغادرتنا إياه .. أذكر في العودة الرفيق أحمد بدر والرفيقة مها غريب والصديق أحمد يسري وربّما الصديق إسلام شفيق .. ربما كان الرفيق هادي هشام معنا أيضاً .. لأنني أذكر أنه اغتاظ من أفعال منصة الإخوان وإفسادها لليوم بهذه الطريقة .. وغالط الإعلام بأن من نزلوا اليوم نزلوا ليحتفلوا بذكرى الثورة ! .. رغم نجاح اليوم وكثرة العدد والإحساس بالقوة والحماس .. إلا أن اليأس تسلل إلى قلوبنا مجدداً في نهايته .. فإذا بالناس ينفضّون .. ولا مؤشر لإعتصام أو استمرار تظاهر في الأيام القادمة .. وكأننا نزلنا لنحيي الذكري أو لنهتف وحسب .. وآخر ما رأيته كان هذا المشهد المزعج .. فتاة أجنبية في وسط مئات من الشباب تُجيئها وتذهبها .. لا تعلم من يضُر ومن يُدافع .. كلهم اندمجوا معاً في هذا المشهد المُريع .. وجائني صديق الأسرة سيّد  وأوصلني للبيت حوالي الساعة الثانية عشرة منتصف الليل .. وحاول تهدئتهم وصَرفُهُم عن أفعالي .. وغَرِقْتُ في سُباتٍ عميق .

حديث العفريت (6) : السقفة السباعية (1)

بالليل وانا قاعد جوة البيت
ومعايا رفيق اسمه سباعي
نمت ولكن على صوته صحيت
وبخبّط ركبي في دراعي
صاحبي سألني رَد أمّا حكيت
عن زيارات الجن بتاعي :
أنا ممكن أصدق في العفاريت
على شرط تكون صاحي وواعي

قلتله طب بص : الباب اتلوى
قالّي علشان محطوط في الهوا
أنا صدري في عصف الريح اتكوى
ولولاها مكنّاش نبقى سوا

قلتله طب بص : السقف اتهَد
قالّي من ضغط الشيل والشَد
وأكيد فوقكُم اتناشر حد
والبرق تملّي يكون في البَرد

قلتله طب بص : النار وِلعِت
قالّي مانا سامع صوت السِت
ومؤكد نار الشوق صحيت
ماهو كلّه بسبب اللي اسمه النت

قلتله طب بص : أنا متحوّل
وفضلت أتغيّر وأهوّل
قالّ ياه دانا شكّيت مـ الأول
إنك نصّاب أو مُتسوّل

قلتله طب بُص : أنا قهوة بوِش
قال آه بس انا واخد عالشاي
بس وماله , قلتله معلش
إنتَ مبتصدقنيش إزاي ؟

طب قولّي أعملّك إيه تاني
أنا كان ناقص أودّيك كوكبي
تُقطُف من أزهار بُستاني
شكلَك مُدمن أفلام أجنبي

أنا شاعر بكتب نَظم بديع
وساعات بفضل تايه أسابيع
وانجح وافشل واشتري وأبيع
وحياتي خريف مستنّي ربيع

أنا بيريحني البُكا بالليل
وافتكر الشوق وافتكر الويل
وافضل ثابت مبخافش السيل
لو كان السيل جارف وسريع

يمكن مرّة من الرُعب جريت
ونسيت في كلامي الإبداعي
أنا ممكن أصدّق في العفاريت
لكن مش ممكن أكون واعي

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

أشرب على لحني

أشرب على لحني
دُخّان وكاسات
والحُب جرحني
سكاكين وفاسات
جرحي مكشوف
مش شايف غطا
ويا قلمي المحني
بطّل شخبطة

جرحي مكشوف
مش عارف اشوف
ولا عارف احس
ولا عارف اقول
ولا عارف ابُص
لما بتلمحني
أشرب على لحني
والحُب جرحني

أشرب وأدوق
واتمزج حبّة
أو أطلِق سبّة
لو حرقوا لساني
واتمشّى وأهرب
واهرب وأجرّب
وأجرّب واشرب
واكتب ألحاني

واكتب أشعار
ليها بالإسم
واخُد أصفار
في لوح الرسم
وابعِد وأتوب
فالقلب يدوب
والكاس يمنحني
أشرب على لحني

أشرب على لحني
دُخّان وكاسات
والحُب جرحني
سكاكين وفاسات
جرحي مكشوف
مش شايف غطا
ويا قلمي المحني
بطّل شخبطة

السبت، 1 فبراير 2014

اكتب كي لا تكون وحيداً

- هيح : تنهيدة عشان بقالي كتير مدخلتش المكان ده .. حاسس اني المفروض قبل ما اكتب حاجة انفض التراب من عالصفحة وعالتدوينات السابقة .. المهم , إزيكُم ؟ أتمنى انكم تكونوا بخير يعني - على افتراض انكُم موجودين فعلاً وانا بكلمكُم :) - ليه دايماً بنلوم عالدنيا ونقول ان هي اللي بتاخدنا من الحاجات الحلوة ؟ مش يمكن احنا السبب ؟ او احنا اللي بنديلها فرصة ؟ او بنسيبها بمزاجنا ونتلكك ؟ أياً كان .. المدونة وحشتني اوي .. وحشتني فكرة اني اكتب واعبر عن اي حاجة وفي الآخر لما اصحابي يشوفوا الكلام يعجبهم المضمون والطريقة .. اللي هو انتا مش بتكلم نفسك بصوت عالي بس .. دانتا بتكلم نفسك بصوت عالي والناس بيسمعوك ويعجبهم.

- احترت الأول اكتب التدوينة اللي هصالح بيها لوغاريتمات بالفصحى ولا بالعامية .. قلت العامية هتبقى من القلب للقلب وهاخد الحرية الأكبر في التعبير والشقلبة , وقلت الفصحى بتحسس الناس باللغة وبتحسسني بالإحتواء والدفا .. وبعيداً عن الفلسفة .. التدوينة خدت القرار من قبلي واتكتبت بالعامي .. فليكُن .

- كذا مرة حد يسألني بتكتب ازاي .. بتشرب ايه عشان تكتب الكلام ده .. بتسرح فين كدة يخربيتك ... أما بعد , فتخميناتكُم لمصادر الكتابة مش غلط أوي , وفكرة العفريت مش غلط أوي , وفكرة الشُرب مش غلط أوي .. بس القصد يعني .. ساعات الكتابة هي اللي بتجيلي وساعات انا اللي بسعى لها .. ساعات معرفش انام بسبب ان فيه أبيات شعر محشورة في دماغي ولازم تتكتب .. وساعات ابقى راجع من الكلية وارجع في الشارع جري عشان الكلام ظهر دلوقتي ! .. وساعات اكتب في الكتاب من ورا عشان الكلام ميطيرش وعشان معييش ورقة .. وساعات ابقى عايز اكتب فاحاول احط نفسي في الحالة .. اقرا كُتُب .. اشوف ناس .. اشرب حاجات سخنة تئلمني أو ساقعة تصدمني ... انا مقتنع بفكرة ان التغيير هو اللي بيخلق حالة الانبهار المطلوبة لو حد عايز إلهام في أي مجال .. حاجات كتير حلوة كتبتها لما كنت بحاول اكتب .. وحاجات كتير احلى اتكتبت من نفسها .. فانقسمت الكتابة عندي قسمين مابينهم خط مش موجود ..أولهم الجزء الأكبر منه إلهام .. وتانيهم الجزء الأكبر منه الهواية أو الممارسة أو الخبرة أو الثقافة أو أو ... المكونات الملموسة يعني في تفكير اي حد بيكتب بانتظام .

- عندي تضارب كبير أوي في مسألة الحُب ... بشوف جزء كبير من اصحابي بيحب وعايش الحالة .. بغض النظر الحالة سلبية ولا إيجابية أو ناجحة أو فاشلة أو لسة في طور التكوين ... اللي بيبهرني الحالة نفسها ... ومش بلاقيها عندي ... مفتقد الاحساس ده بشدة ... اينعم انا بحب كل الناس وبنشُر حب في كل حتة .. بس برضو لسة ملقتش الكيان اللي هيجذب كل موجات الحُب ليه هو بس .... وكمان بفكر في الموضوع ده بصورة أكثر موضوعية ومادية .. وبقول طب افرض .. وانا لسة طالب ومينفعش افكر التفكير ده غير في المرحلة اللي اقدر فيها اشيل مسئولية شخص أو أشخاص تانيين .. ومن هنا بقى ننتقل للنقطة الأكثر جدلاً في تفكيري في الموضوع كله ... فكرة الحياة الأبدية مع شخص واحد دي لسة مش مقتنع بيها .... اينعم هي احسن من النماذج اللي ممكن يتم طرحها في الإطار ده ... بس برضو ... انا صعب .. وهادي لحد الملل .. وكتير ببقى كئيب .. ازاي هستحمل واحدة تفضل معايا ما حييت ؟ معرفش .. يمكن اما اكبر شوية واحب واحدة بجد مكنش قادر على بعدها اجي افرجها عالكلام ده واضحكها على تفكيري قبل ما احبها .. يمكن :) .

- الثورة اتهزمت يوم 25 يناير 2014 .. ده في اعتقادي الضئيل يعني .. والنظام هيحكم شوية ... دول الشوية اللي انا حاطط أمل عليهم ان الشعب يفوق شوية من الخدر اللي أصابه ... إن شاء الله هنفوق كلنا وهنتوحد وهنقدر ... ألا إن نصر الله قريب .

- ليا اصحاب رغم اني ممكن اقعد شهور مشوفهمش .. بس ببقى عارف انهم مهتمين بيا وعايزين يشوفوني فعلاً .. أما بقى اللي بيريحوا ضمايرهم وفجأة بوحشهم لما اظهر في يومهم .. فدول بيبقوا واضحين أوي .. واحب اقولهم .. انا زعلان .. وزعلي وحش .

- مش عايز اعدي شهر فبراير ده من غير ما تحصل حاجات مختلفة في الحياة المملة دي .. داحنا هنقعد يجي 4 - 5 شهور في عك قسم عمارة تاني ... حرام مستغلش الأجازة صح يعني .

- بالمناسبة .. عنوان التدوينة مُقتبس من عنوان المدونة : http://ayman1970.wordpress.com .. دخلت عليها كذا مرة يعني وقريت فيها شوية , بس الكلمة علقت في دماغي .. ولقيتها مناسبة لحالة الفقر الكتابي والعاطفي اللي انا فيها .. بس , عايزين تعرفوا إيه تاني :) ؟

دُمتُم

هيثم شومان
القاهرة - فبراير 2014