الاثنين، 31 يوليو 2017

شيفرة شومان

بكتب ألمي
بسنون قلمي
برسم فرحي
بخطوط جرحي
وإن تهت، أشرح
وانا إن شرحت
يطول شرحي

الأحد، 23 يوليو 2017

رعشة السمك (3) : سكوت مسرب

الواد فلح
وراح يجيب
رز وبلح
ماجابش ديب
ولا جاب ديول
وانا أديب
كل اما اقول
عايز حبيب
يجيبولي نكتة
وانا اما بضحك
بيجيلي سكتة
واحكي سكوتي
على الحانوتي
اللي واقفلي
من ميت سنة
ودي قصيدتي
المُحَسّنة
مافيهاش
موسيقى
ولا مُنى
لكن دقيقة
من العبث
جمعت فيها
ما التبس
من الكلام
بشكل عام
من الحقيقة
الغائبة
ودي محاولاتي
الخائبة
لقول حاجة
من القضية
هذه الزجاجة
جواها ميا
والميا عذبة
وفيها سمكة
دي قصيدة كاذبة
من دون حبكة
مُلفَقَة
من دون سر
وطقطقة
بدون شعر

الجمعة، 21 يوليو 2017

أو النور الذي أغمض عيني

صباح النور عدو الضلمة، وصالنا بالكلام ابن الكلمة، المكتوبة بإيد كل عقل شب، المحسوسة بنبض كل قلب حب، وباسم الحب ببدأ قصتي وبستأنفها، أنا هيثم شومان. 

زمان كنت بفكر كتير، وبسرح وبصنع حاجات جوة دماغي، بس مكنتش بعمل بيها حاجة، اخري كنت ارسم او اكتب عناوين افكار او ارغي مع اصحابي المجانين زيي، زي حازم صفوت كدة، لما كبرت شوية جالي هسهس الشعر في ليلة من ليالي الثانوية الليلاء، لبيته، وجالي بعدها بسنة في ليلة من ليالي اسكندرية الظلماء، لبيته، وشجعوني اصحاب زايد اني افتش عن الشاعر جوايا، وفتشت، واتعلقت في حبال نازلة من سما الأخ اللي لسة مش عارف قيمة وجوده في الحياة، وطالما انت هنا وبتقرا فتأكد انك هتعرفه، وقعدت اضرب يمين وشمال في حواديت الشعر، وقلت اعمل مدونة. 

عملت مدونة اسمها "لوغاريتمات ( وأشياء أخرى .. )"، سجلت فيها مشاعر كتير معظمها كانت حزينة ومضطربة وحتى المدونة كانت سودة لونها اسود يعني وكنت حاطط صورة مكشر فيها، بعد كدة قلت لازم اغير بقى الموضوع ده فعملت مدونة اسمها "لوغاريتمات 2 ( النسخة السعيدة )" ودي طبعا كان لونها ابيض ومواضيعها كانت متفائلة وصورتي كانت بتضحك فيها، عايز اقول يعني ان اللون هو اللي فرق؟ ماعرفش. المهم بعدها بشوية لقيت ان أشعاري كترت فعملت مدونة اسمها "لوغاريتمات 3 ( النسخة الشعرية )" ودي كانت فرفوشة برضو لإني حطيت فيها القصايد اللي انا بحبها من أشعاري والقصايد اللي انا بحبها في الغالب بتبقى فرفوشة، بعدها بشوية لقيتني عايز ارجع ادون تاني فعملت مدونة اسمها "كيفيات"، ودي كانت من أروق الحاجات اللي عملتها، ماعرفش ده عشان عتبة تمبلر كانت جديدة عليا ولا عشان انا دماغي مع الوقت بقت أكثر تنظيما وروقانا، إنما لسوء الحظ بعدها بكام شهر مابقتش اعرف ادخل اكتب حاجة فيها. 

كل الأحداث دي تزامنت مع أحداث تانية متعلقة بالشعر، الكلية، وأشياء أخرى طبعا. في الشعر جيت في اجازة 2013 قلت هسمع كلام ميمو واعمل كتاب انا كمان طالما انا عندي قصايد كتير وطالما موضوع الكتابة والنشر بقى سهل في الكام سنة الأخيرة يعني، قعدت على مشروع الكتاب لحد ما بقى كتاب في ايدي في اوائل نوفمبر 2013 وكان اسمه "سباق الزمان وحكايات شومان"، وريته لكل الناس وحضنوني واتصورت بيه وفرحنا وعملنا كل حاجة وكلهم طلبوا ياخدوا نسخة وبتاع، حاولت اكتر من مرة انشره بلا جدوى لأسباب ممكن نفصلها بعدين. 

فضلت على عقدة الكتاب ده شوية وعملت عليه تعديلات ياما - على رأي يوسف - عشان يبقى اصغر في الحجم وأحسن في المحتوى والشكل وكانت آخر نسخة هي النسخة اللي صورتهالي مريم بدوي في يوم سينابون العظيم - انا بحب اليوم ده يا مريم شكرا - وطبعها معايا محمد مصطفى في أجازة 2014 الجميلة من أجل محاولة النشر تاني، وحاولت برضو كام مرة بلا جدوى. 

المهم بعدها بشهور فكيت عقدة الكتاب ده خالص وقلت خلاص بقى انا هفجر الكتاب ده وهعمل كتاب تاني بما إني كمان كتبت حاجات اجدد واسلوبي بقى احسن فلازم اعمل شيفت واطلع بالتقيل بقى، اشتغلت عالكتاب ده في اوائل 2015 يمكن وخلصته في الأجازة اللي كانت في رمضان تقريبا وكان اسمه "مائة طريقة للغناء بحرية"، لكن الكتاب ده بقى ماحصلوش ولا محاولة نشر واحدة، ولا عرفه أصلا غير ناس قليلين شافوه معايا أو مع ناس صحابي، لإني ماحبتش انشر عنه عشان مشكلة الأكونتات. مشكلة الأكونتات دي هي إن بقى عندي أكونتين أساسيين تماما بعد ما حولت من كلية هندسة لكلية سياسة واقتصاد في أكتوبر 2014، وطبعا من 2014 ل2015 الأكونت الجديد اتملى وبقى أساسي جدا في حياتي اليومية وبقى عليه ناس مهمة عندي - زي الأولاني - وده انا مكنتش عامل حسابه أوي لإني كنت عايز افضل عالأكونت القديم واضيف عليه الناس عادي، المهم ده اللي حصل يعني وانا كان هم من همومي اني اتراجع عن خطوة للتقسيم دي واعيش بشخصية واحدة واتفاعل مع كل الناس من بلكونة واحدة بدل الحيرة دي، قلت خلاص انا هشتغل على اكونت جديد جامع مانع وابقى انشر عليه موضوع الكتاب الجديد، وبالمناسبة ده تزامن مع رغبة في العودة للكتابة المنتظمة تاني، لإني لما أهملت الأكونت الأولاني وبقيت عالأكونت اللي محدش يعرف اني بكتب فيه، مابقاش بييجي على دماغي موضوع اني اكتب حاجة ده الا ما ندر، لإني كمان انشغلت بالتفوق في السنة الأولى وكان وقتي كله رايح والحمدلله راح في حاجة مفيدة وهي إني طلعت العاشر على الدفعة وأثبتت لنفسي حاجة مهمة. المهم، يعني تقدر تقول فترة الكلية الجديدة كلها كانت مسيطرة عليا فكرة اني مابكتبش وعايز ارجع اكتب، طب ارجع اكتب فين في أكونت من الاتنين ولا في مدونة من الاربعة، والموضوع وسع يعني وكان محتاج وقفة كبيرة اوي. الوقفة دي انا ناويلها زي مانتم عارفين من 2015 وكنت على وشك تنفيذها في اجازة 2016 لولا إني كنت مشغول في اجتماعات تحضير المدرسة الصيفية وبصيت لقيت الأجازة راحت، إنما راحت كذلك في حاجة مهمة أوي بالنسبة لي، رحت داخل في سنة تالتة، أو سنة الوحش، وما أدراك ما سنة تالتة، السنة دي انا ماعرفش هي عدت ازاي من غير حدث جلل زي التحويل أو التأجيل أو الهروب أو الانتحار، بس احب اقولكم ان كل الأفكار دي جاتلي اكتر من مرة خلال السنة بل إني شرعت في تنفيذ بعضها فعليا لولا أن هداني الله والناس، المهم سنة تالتة عدت بطولها وانا مفيش في دماغي حاجة أساسية أكتر من إن مسألة الأكونتات والمدونات دي لازم تخلص في الأجازة ويبقى عندي أكونت واحد ومدونة واحدة اكتب فيهم متى شئت، وبدل ما انشغل انا هكتب فين ولمين واقفل الدفاتر، انشغل في حاجات افيد، في المضمون وليس الشكل. 

وإن حدثت الأحداث وماقدرتش أضيف أي قيمة جديدة، فانا حطيت هنا معظم الحاجات اللي كتبتها بقصد الكتابة ووجهتها للناس - وده عشان اخرج التعليقات والرسايل والبوستات التفاعلية وغيرها من حيز التعبير، وعشان اخرج كذلك الحاجات اللي كتبتها وماوجهتهاش للناس أو وجهتها لبعضهم دون بعض في ظروف معينة -، منهم التدوينات من المدونات السابق ذكرها، الفصحى والعامية، البليغة والركيكة، العامة والشخصية، بأخطائها، بسذاجاتها، بحماقاتها، بغراباتها، بانفعالاتها، بكل ما حملت من تعبير عن مرحلة عشتها، ومنهم القصائد اللي كتبتها في كل الأوقات منها المنشور ومنها الذي لم ينشر بعد،الجيد والسئ ، ومنهم مشاريع غير مكتملة زي أنا والثورة وفانتازيا الثورة، ومنهم كتابات عشوائية كتبتها وسجلتها أو نشرتها على فيسبوك، أو بوستات أردت توثيقها.

حد يسألني بس ليه ماختارتش كويس انا هنشر ايه ونشرت غالب الحاجات اللي ليها لازمة واللي مالهاش؟ اقوله ان انا كدة كدة كان عندي مدونات منشور عليها حاجات بس متقسمة، انا جمعتها، وان مفيش حد بدأ رحلته من النهاية، كل رحلة ليها خطوات بدائية، بداية التعرف على الطريق، الخطأ، الوقوع، تجربة المشي، الرجوع، كل حاجة ممكنة في الطريق ده، وعشان نبني على حاجة لازم نكون عارفين أولها، أساسها، أنا ليه كتبت؟ رجعت قريت تدويناتي الأولى وعرفت ان انا كنت بكتب حتى وانا مش عارف انا عايز اكتب ايه، مهتم جدا اني اكتب حتى لو معنديش غير حزن وحيرة مش مفهومة معظم الوقت، يمكن دلوقتي ومع الوقت ومع النظر للصورة الأكبر تتفهم، أنا ازاي كتبت؟ بدأت أألف الكلمات واربطها ازاي؟ ايه الفروق اللي حصلت بين 2012 و2017؟ المعنى.. كان عندي معنى ولا كنت بحاول أشكله، الكلام كان بيجري ورا المعنى ولا العكس؟ ابتذلت قد ايه؟ عرفت امتى؟ كل ده مش هيتعرف غير لو بصيت عالخط ومشيت معاه من غير قطوع، وكل ده انا بحسبله الحساب وبفتخر بيه من أول حرف لآخر حرف لإن الأول هو اللي وصّل للآخر. وبمشي في ذلك على خطى أبو الشعراء وفؤادهم فؤاد حداد لما قال:

"أقولك الحق واضرب لك مثل ساير
وان كنت ماعرفشي لا اخبي ولا اساير 
من صغر سني وأنا صاحب مزاج ثاير 
واكمني ثاير لا يمكن يا ألف بائي  
تلاقي زيي على عهدك أليف باقي 
واكمني ثاير بقول من فات قديمه تاه 
لابد للحي يترحم على موتاه 
واللي أتى بالجديد لولا القديم ما أتاه 
يا أمتاه أنا ابنك عالأثر ساير" 

زي أي شئ بقدم عليه، هحاول، هحاول احقق تطلعاتي الأولى والأخيرة والدائمة في إن كل كتاباتي تجتمع في مكان واحد، اضيفلها متى كتبت، تكون أرشيف أبصله بعين اليأس يردني بعين الأمل ويشجعني اكمل اللي بدأته وأتم اللي بنيته حتى لو اللي بنيته مكنش في المدن والبيوت، حتى لو اللي بنيته كان في الخيال، المكان الأكثر رحابة وحرية اني ابني فيه، اللي اوناش الحكومة مش هتهده ولا أراضي الجيوش هتحده ولا ظروف الواقع هترسمه ولا جيوب الناس هتقسمه، البُنَى الممتد في العقول والقلوب، اللي مهما جار الزمن مابيقعش.

الثلاثاء، 18 يوليو 2017

شومانيزم (7) : حكايات شومان أو المدونة الأخيرة



ها أنا ذا. أعود لأربط عُقد حياتي بعضه إلى بعض. أعود لأصل بدايتي لنهايتي بلا انقطاع. أعود لأقول أنني ما انقطعت قط حتى لو ظننت. لأثبت نفسي قبل أن ينفيني الزمن من جديد وما أكثر ما يفعل هذا الزمن في الرجل المطمئن حتى يأخذ منه آخر شئ بقى له. وأنا لم يبق لي غير ذلك بعد ذهاب كل شئ.

سبق وأن سردت معاناة الأشهر الماضية بين الرغبة والعجز، الرغبة التي ظلت تشتعل حتى كادت تنفجر في داخلي وتحيلني ذرات متناثرة لا تملك من أمرها شئ. لا روح فيها ولا بينها اتصال. لكنني عزمت وتوكلت على الله. فجلست مجلس عزمت ألا أبرحه إلا وأنا قاضٍ ما أنا مُريده. وقد مر شهر منذ أخذت أجازة الصيف بعد آخر امتحان كتبت آخر جملة فيه: نقطة ومن أول السطر. وقد كان.

شهر. تركت فيه كل شئ وجلست إلى كلماتي أجمعها وإلى أغنياتي أسمعها. حتى اهتديت لما هو أمامكم الآن في هذه الحكايات الطويلة. التي جمعت فيها ما كتبت من شعر، ونثر، ما دوّنت من خاطرة وفكرة، ما جسدت من جد وهزل. وليس فقط. بل جمعت إلى كل ذلك مذكرات كتبتها في أيام وحدتي. لم أهتم أن يسمعها أحد ففتحت أذني لأسمعها وأشربها وأشعر بها.

ومنذ الآن أقول. لن يعجب أحد كل ما كتب هنا. فهنا هيثم بكل ما جمع ويجمع أي أحد من محاسن ومساوئ. مساوئ لن يقوّمها إلا بعد أن يعرفها وأنا في هذا المكان ما أردت إلا أن أعرف نفسي واُعرّفها لكل ذي نظر. أجعل للجميع قصتي التي لا أحب أن أكررها فأنا كثير الصمت. قصتي التي لو لم يقرأها أحد سأقرأها أنا مراراً وتكراراً، أقرأها وأعيد كتابتها كل مرة بشكلٍ مختلف. كل مرة بجمال جديد لم أره وحكمة جديدة لم أدركها ودرس جديد لم أتعلمه.

هنا حكاية المهندس والمعمار والشاعر والثرثار والمراهق والمجنون والمتردد والمتحدي والثوري والسياسي. هنا حكاية الإنسان. هيثم شومان.

فلنبدأ.

شومانيزم (6) : التدوين

بدأت تدوين يوم 11 ديسمبر 2012. في مدونتي الأولى لوغاريتمات، ثم أنها كانت مدونة سوداء الخلفية صفراء الكلام، وكنت أنازع نفسي فيها ولا أبصر منفذاً للسعادة إلا قليلاً، وقد اعتبرت ذلك، وجاء يوم قالت لي زميلة اسمها داليا أن الخلفية والخط الأصفر الصغير يصعبان القراءة ويجلعان القارئ يتألم ألماً جديداً في عينه بعد ألم الأحزان. فلم أكذب خبراً ورحت أنشئ مدونتي الثانية: لوغاريتمات (النسخة السعيدة :D) وكانت سعيدة فعلاً، فعندما أنظر إليها وإلى سابقتها الآن أتعجب كيف خرجت هذه من تلك كما يُخرج الحي من الميت. ولكن مدونتي الأولى لم تكن ميتة ولكني كنت أنا الميت من قبل ميلادي في 2011-2012، وكانت اللوغاريتمات 1 هي المولود الذي لم يرى شئ بعد، حتى إذا فتح عينه أنارت الدنيا من حوله من جديد، هكذا التففنا حول المجاز لا هو خرب ولا نحن خسرنا. هذه النسخة السعيدة بدأت بأول تدوينة يوم 21 أكتوبر 2013، ثم استمرت الكتابة تارة هنا وتارة هناك حتى توقفت الأمور لحظة.

وفي صيف عام 2014 أردت عمل مدونة لي على موقع Tumblr، فعملتها وأسميتها كيفيات. وكتبت فيها ما جال بخاطري من وقتها حتى يوليو 2015، عندما فقدت إمكانية الدخول والكتابة.



وظللت هكذا بلا مدونة لعامين - إلا عودة للسواد تشبه محاولة ميلاد جديد - هم ذات العامين اللذين انتظرت فيهما سماح الأوضاع لي ببعض الوقت أعيد فيه ترتيب نفسي وأفسح مكاناً لنَفَسي الذي أتنفسه فيما أقول. وها أنا ذا.

شومانيزم (5) : لوغاريتمات

لوغاريتمات هو اسم واحدة من أولى قصائدي والتي كتبتها لصديقي محمود بنداري والتي سرنا على طريقتها في درباً من الزمن فجعلتها "لوغاريتمات" كما هي في التسمية.

وقد جعلت من هذا الاسم اسلوباً لحياتي ( قبل أن أقول كتابتي وستعلم لماذا ) عندما أنشأت أول مدونة لي باسم "لوغاريتمات.. وأشياء أخرى" ثم أنشأت بعد ذلك مدونة معاكسة لها باسم "لوغاريتمات.. النسخة السعيدة" وعلى ذلك سنجد في التسمية لوغاريتمات (1) للإشارة لما دُون في هذه الأولى ولوغاريتمات (2) للإشارة لما دُون في هذه الثانية ولم يكن ذلك كله إلا محاولة لفك الالتباس.

شومانيزم (4) : أنا والثورة


أنا والثورة. هو العنوان الذي اتخذته لمذكراتي التي شرعت في كتابتها في ليلة من ليالي ديسمبر 2013. وقد استمريت في كتابتها ونشرها حتى توقفت عن نشر الأجزاء من بعد الجزء الرابع عشر لخوفي من شئ تأكد لي. فقد تعثرت في لحظة معينة شككت فيها بمنهجي الذي أكتب به. وآثرت أن أعود لأراجع ما فعلت وأكمل عليه بالمنهج الذي ارتضيته لنفسي حين فتحت حاسوبي وضغطت الأزرار. وهو أن أحكي ما رأيت. لكنني كما قلت وجدت اختلالات تجعل من منطقي هش ومن سردي مطية ومن تسلسلي انحراف.

وفي ليلة الثامن والعشرين من نوفمبر 2015، أردت أن أحكي ما حدث قبل عامين، فجلعت من بداية سردي الجديد كتاباً ثالثاً يسير كيفما يسير. ومن سردي الأول الكتاب الأول، وبالطبع يوجد فيما بينهما الكتاب الثاني الذي سيظهر عندما أضبط ما أردت ضبطه إن يشاء الله. وهذا تفسير القفزة الغريبة الموجودة بين الكتابين. فهنالك 14 جزءاً من الكتاب الأول وثلاثة أجزاء من الكتاب الثالث موجودون على الوسم الخاص بالمشروع على أن أكمل العمل فيه ما أذنت الأحوال بذلك.

شومانيزم (3) : مائة طريقة للغناء بحرية


مائة طريقة للغناء بحُرية. كتابي وديواني الثاني. بدأت فكرته تداعب خيالي في بداية الربع الثاني من عام 2015 وانتهيت منه في يونيو من العام نفسه. وقد كان دافعاً كبيراً لي لأخرج من أزمة الكتاب الأول المتعثر نشره وخلق بداية جديدة قد يصادفها الحظ. ولكن الذي حدث أنه لم يصادفني أنا. فطيلة الشهور من وقتها إلى الآن لم أجد فرصةً سانحة لكي أعلن عن حدثي الجديد للناس. فبعد أن قسمت مجتمعي الافتراضي إلى مجتمعين وجدت أنه من الصعب الاستمرار على هذه الطريقة ولابد من أن أتحد في كيان واحد مرة أخرى. وعزمت على ذلك إلا أن أوقفني وقتي الذي لم يعد ملكي أبداً إلى بداية هذا الصيف.

هذا الديوان هو تغريدتي الصغيرة وسط ضوضاء الواقع وثرثته. هو ما كتبته بعد أن صار الكلام جريمة، وما تخيلته بعد أن أغلقت أبواب الأفق على الرؤية. وقد طبعته مرة واحدة هي المرة التي وددت لو أخبر كل الناس بها لولا أن دوّرتني الدنيا في ساقيتها إلى أن حان وقت النزول. وما أصعب دوران الوقت حين لا يبقى إلا الانتظار سنداً وتعزية. وقد انتظرتك يا حمام الحرية لتُحلق فحلّق الآن ولا تآبه بخيالات الشياطين.

وهو كذلك غير منشور ولا أعلم إلام سيؤول. وهو يضم قصائد من 2012 - تتضمن قصائد من الديوان الأول - وحتى 2015. وهي متاحة في الوسم الخاص بالكتاب.

وكان الإهداء:


شومانيزم (2) : سباق الزمان وحكايات شومان


سباق الزمان وحكايات شومان. هو اسم أول كتاب لي وهو ديوان شعر لم يُنشر حتى الآن. سبب التسمية لم يكن له علاقة وثيقة بالمتن ولكن جاء الأمر بالصدفة عندما كنت ألهو على الجهاز الخاص بي وأحاول تنظيم وقتي في عامي الأول في قسم عمارة فوجدت برنامجاً أستطيع أن أكتب عليه وطفقت أشرح كيف سأنظم وقتي وأسابق الزمن حتى أنجح وأخذت هذه اللعبة حوالي 9 صفحات من التخطيط لما سأقوم بفعله لأتغلب على مشكلة الإنجاز والوقت وسمّيت هذا كله بـ سباق الزمان وحكايات شومان وجعلت لها رسم عبارة عن تحايل هو الآخر على رسم آخر جلبته من الشبكة حيث كنت أهوى تأليف التصميمات أيضاً ثم تركته على ذلك وحفظته بصيغة كتاب.

دارت الأيام وإذا بي تشتد في رأسي فكرة الديوان بعدما قرأ الأصدقاء ما بدا مني من أشعار محبذين فكرة أن أجمع هذا الذي أكتبه في ديوان ينزل السوق ليقرأه بقية الناس وليس الأصدقاء فقط. فكانت محاولة أولى فاشلة لعمل ديوان ثم جاءت هذه المحاولة الثانية التي عملت عليها عدة شهور حتى استقامت وصارت ورقاً يُقلّب.

هذا الكتاب مر بمراحل كثيرة بدأت في نوفمبر 2013 حيث وُلد ورآه الناس في يدي وفي صفحتي وبدأوا يسألوني عليه وأنا لا أملك منه إلا نسخة واحدة. فبدأت معه رحلة تعديلات طويلة مرت بنسخ فاشلة وأخرى ناجحة، صغيرة وأخرى كبيرة حتى انتظمت في آخر الأمر في نسخة أغسطس 2014 والتي طبعت منها 10 نسخ على ما أذكر ووزعتها بين الدور وبين الأصحاب الذين كانوا موجودين وقتئذ ولم يبق في يدي إلا نسختي السعيدة.



هذا الكتاب غير منشور الآن ولا أعلم مصير نشره ولكن ربما يُفتح الكلام عن هذا أو يغلق فيما بعد. وقد جمعت فيه من الأشعار التي كتبتها بين 2012 و2013. وهي متاحة في الوسم الخاص بالكتاب.

وكان الإهداء:




شومانيزم (1) : بدايات لابد منها

هيثم شومان. طالب كلية الهندسة جامعة القاهرة سابقاً، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة حالياً. أهوى القراءة والاطلاع منذ الصغر. وهويت الكتابة منذ أعوام. وشققت طريقي بين الكلمات والمعاني متخذاً من طريق السابقين مرشداً لي ومما تركوه دليلاً أقتفي أثره وأقبض منه وأعيد إجراءه على لساني لعلّي آتي بمثله. هل أتيت؟

طال المشوار، وتنوعت طرقه وغابت خرائطه حتى كادت وكأنها ما كانت. إذ كنت أكتب في مواضع عدة. أكتب وأنسى. ثم أمل فأؤلف مواضع جديدة تألفها قدمي فأكتب وأنسى. فصار ما كتبت متناثراً لا سبيل لإدراكه معاً إلا بمن يعرف عن أمر هذا كله، وأستطيع أن أقول أنه لا أحد - إلى حد علمي - يعرف عن أمر هذا كله إلا ما ندر. فعزمت على تجميعه لا لأن فيه الخير للناس ولكن لأن فيه خيري الذي اخترته لنفسي وطريقي الذي رسمته في خيالي قبل أن أمشيه. هذا الكاتب الضئيل المتضائل الذي يعبث في رأسه الصغير ثم لا يجد شئ، فيحاول وينازل الزمن ويجعل من حياته كتاباً سيكتب صفحاته صفحةً صفحة. المتردد الذي نفدت أحباره لأنه كشط بأكثر مما دوّن.

هذا سجل لما أردت حفظه لنفسي كما أحبها. صغيرة تكبر وجاهلة تعلم ومخطئة تصيب. من البداية إذ كنت أرمي نفسي على الشاشة معتقداً أن ما كتبت سيقرأ ذات يوم. سجل لبداية تفكيري بصوت، وبداية غنائي بصمت، وبداية عزلتي بصيت. صيت كلما ظهر تواريت وراءه. حتى إذا اختفيت بقيت العلامة التي تركتها تدور في رؤوس الناس. وما تركتها إلا لأنني أعلم موعد عودتي. وقد عُدت.


الأحد، 2 يوليو 2017