الثلاثاء، 18 يوليو 2017

شومانيزم (1) : بدايات لابد منها

هيثم شومان. طالب كلية الهندسة جامعة القاهرة سابقاً، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة حالياً. أهوى القراءة والاطلاع منذ الصغر. وهويت الكتابة منذ أعوام. وشققت طريقي بين الكلمات والمعاني متخذاً من طريق السابقين مرشداً لي ومما تركوه دليلاً أقتفي أثره وأقبض منه وأعيد إجراءه على لساني لعلّي آتي بمثله. هل أتيت؟

طال المشوار، وتنوعت طرقه وغابت خرائطه حتى كادت وكأنها ما كانت. إذ كنت أكتب في مواضع عدة. أكتب وأنسى. ثم أمل فأؤلف مواضع جديدة تألفها قدمي فأكتب وأنسى. فصار ما كتبت متناثراً لا سبيل لإدراكه معاً إلا بمن يعرف عن أمر هذا كله، وأستطيع أن أقول أنه لا أحد - إلى حد علمي - يعرف عن أمر هذا كله إلا ما ندر. فعزمت على تجميعه لا لأن فيه الخير للناس ولكن لأن فيه خيري الذي اخترته لنفسي وطريقي الذي رسمته في خيالي قبل أن أمشيه. هذا الكاتب الضئيل المتضائل الذي يعبث في رأسه الصغير ثم لا يجد شئ، فيحاول وينازل الزمن ويجعل من حياته كتاباً سيكتب صفحاته صفحةً صفحة. المتردد الذي نفدت أحباره لأنه كشط بأكثر مما دوّن.

هذا سجل لما أردت حفظه لنفسي كما أحبها. صغيرة تكبر وجاهلة تعلم ومخطئة تصيب. من البداية إذ كنت أرمي نفسي على الشاشة معتقداً أن ما كتبت سيقرأ ذات يوم. سجل لبداية تفكيري بصوت، وبداية غنائي بصمت، وبداية عزلتي بصيت. صيت كلما ظهر تواريت وراءه. حتى إذا اختفيت بقيت العلامة التي تركتها تدور في رؤوس الناس. وما تركتها إلا لأنني أعلم موعد عودتي. وقد عُدت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق