*يظهر من بعيد صوت يعلو شيئاً فشيئاً ليدخُل عالَمه من باب الأُذن قبل فتح أبواب العين*
0- متباعة متباعة..
باالاادي
0- اصحوا يا جمااعة
باالادي
*ينتبه*
1- فيه ايه ؟
2- لا دول بيهتفوا نام انتَ مفيش حاجة.
1- قشطة.
*يغرق في النوم وقد عَلِم أنه ليس ضرورياً أن يستيقظ الآن ولا حاجة*
*بعد دقائق*
*يخترق الصوت أذنه من جديد*
0- متباعة لمين؟!
باالااادي
0- اصحوا يا نايميين!
باالا...*يقطع شراييه وتخفُت الأصوات وينتهي في صمت*
***
*بعد اسبوع - مستشفى القصر العيني*
*يشعر كأنما فارق العالَم مائة عام , تصل إلى سماعه أصوات متداخلة لبشر وأجهزة , يحرّك حدقته دون أن يفتح عينيه خوفاً من هول المشهد , ثم يفتح شيئاً فشيئاً*
3- فتّح !
4- فتّح !
5- فتّح يا دكتور !
2- حمدالله عالسلامة يا مصري , كدة تقلقنا عليك! حد يعمل كدة برضو!
6- خلاص يا جماعة مصري بقى زي الفل وممكن يخرج بكرة.
3- بجد يا دكتور؟!
6- إن شاء الله , ولا إيه يا مصري؟
*يتكاسل*
1- إن شاء الله يا دكتور.
***
*بعد يوم - سرير المُستشفى*
*يفتح عينه على هدير كبير يأتي من الشارع ويدخل له عبر النافذة*
*يصيخ السمع ليتبيّن الأمر*
" قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك .. خُد بنصري نصري دين واجب عليك "
*يشعر بأن الطاقة عادت لجسده من جديد*
*ينتبه فيجد صوت سيد درويش وقد اختلط بصوت الناس*
*لا يفهم*
***
*بعد دقائق - شارع القصر العيني*
*ينظُر مصري فيجد الجموع وقد سدّت شارع القصر العيني أولها لا يراه وآخرها تتجاوزه بقليل , باتجاه ميدان التحرير*
*يُردد الناس : قوم يا مصري , مع صوت سيد درويش الذي يأتي من شرفة أحد الجيران في الشارع وقد علّاه على آخره ليُلهب حماس الثوّار*
*يقول : لبّيت النداء*
*يسير مع الجموع ويتجاوزهم إلى الأمام كلّما غنّى فنان الشعب*
" يوم ما سعدي راح هدر قدام عينيك
عد لي مجدي اللي ضيعته بإيديك "
*يتقدّم الثوار*
" شوف جدودك في قبورهم ليل نهار
من جمودك كل عظمة بتستجار "
*يتقدّم*
" فين آثارك ياللى دنست الآثار
دول فاتوا لك مجد وانت فوت عار "
*جحافل الشُرطة والجيش والقوات الخاصة تُغلق الميدان والثوّار تقترب*
" شفت اي بلاد يا مصري في الجمال
تيجي زي بلادك اللي ترابها مال "
*كلما تقدم الناس , زاد الحماس , وعلا الصوت حتى غلب صوت الأغنية*
*يستمر مصري في التقدّم ليُصبح فجأة في مقدمة الثوار جميعاً , أمام الجيش مُباشرةً*
*يُلقى نظرة على جنود الجيش وفوّهات الأسلحة المشهورة , تتبعها نظرة أخيرة إلى الجموع القادمين من خلفه , تختمهم جميعاً نظرة إلى صدره العاري وقد اخترقه الرصاص بعد إصدار الأمر , ينظر إلى ميدان التحرير , ثم يقع وينظر إلى السماء , يسكُت صوت الثوّار لحظة قبل التقدم , لحظة استمع فيها مصري إلى كلمات الشيخ الآتية من بعيد*
" مصر جنة طول ما فيها انت يا نيل
عمر إبنك لم يعيش أبدا ذليل "
*يموت*
***
* فانتازيا الثورة : المَلحَمة السادسة *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق