موضوع تحية العلم عملته الدولة لتأكيد السيطرة الجسدية والفعلية على الطلاب، الجسدية، انها تتحكم في أجسامهم في لحظة معينة، والفعلية، انها تتحكم في أفعالهم كمان في اللحظة دي، يعني تتحكم فيهم شكلا ومضمونا. بعد ما عدت سنين كان الطلاب فيها موجودين بأجسامهم حيث لا ترضى القوات، وكانت أفعالهم نابعة منهم مش من أي مظلة شوفينية أمنيتها تمشيهم على مزاجها وتكبت أحلامهم عشان عيون الدولة ماتتئذيش لما تشوف حرية.
وممكن ندلل على موضوع السيطرة الجسدية والفعلية ده بطابور الصباح في عائلة ونيس. ونيس كان فارض بالفعل إطار أخلاقي من الطبيعي جدا ان أسرته كانت ملتزمة بيه لدرجة كبيرة ومش خارجة عن سيطرته. بس يعمل ايه عشان يأكد السطوة الأخلاقية دي؟ يخليهم يقفوا كل يوم الصبح متراصين في مكان واحد قدامه، ويغنوا نشيد غير ذات معنى، وبالتالي يتأكد إن خضوعهم لسطوته الأخلاقية مكنش صدفة عشان هما أخلاقيين، لأ، عشان هو اللي أخضعهم، خضوع محض، خالي من الأسئلة عن جدوى الطابور والنشيد في مسيرة الأخلاق. ولو تجرأ حد منهم وسأل أو امتنع عن الطابور احتمال كل الأسرة تتشكك في أخلاقه واحترامه لأبوه، مش كحاجتين، إنما كحاجة واحدة متداخلة بشكل مربك للجميع.
ده يشبه الوطنية المفترضة اللي بعض الناس بتقول انه ايه يعني لما نظهر بعض الوطنية، وإن تحية العلم تبدو غريبة لكنها لا تدعو للرفض والسخرية زي ما بيحصل وإن دي مبالغة. لكن الحقيقة ان كل الناس عارفة ان الفعل ده فعل سلطوي ودون جدوى في مسيرة الوطنية الحقيقية. لكنها وطنية رأسية نازلة من عند اللي بايعين الوطن وولاده من البداية. وخضوعنا ليها هيبقى خضوع محض، شبه خضوع أولاد ونيس، خضوع للسلطة اللي قررت النهاردة توقف الطلاب طابور، كشكل مقابل تماما لوقفات الطلاب كانوا بيقفوها في وش الدولة وبيغنوا للوطن اللي سرقته منهم.
احترامي للعلم في تحيته بالتحية اللي تليق بيه، التحية اللي بتنبع من القلب، وبتطلع في إيمان بثورة رفعت الأعلام كلها وموتوها، في أمل في وطن يساعنا ويساع ولادنا رغم إحباط اللحظة، في قراءتنا لكل حاجة بتفتح عينينا على الدنيا اللي في خيالنا، وكتابتنا للعالم اللي يليق بإنسانيتنا. انا أعرف اثبت وطنيتني وأقف ثابت قدام سلاح بيدوس زناده ناس بيحيوا العلم كل يوم، وماظنش إني في أي يوم هحتاج ابقى زيهم.
ﺳــــﻘﻂ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ،
ﺳـــﻘﻂ ﺍﻟﻘﻨـﺎﻉ
ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ْ
ﺇﻻّﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ﻟﻸﻋﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ،
ﻓﺎﺟﻌﻞ ﻛﻞ ّﻣﺘﺮﺍﺱ ﺑﻠﺪ
ﻻ ……… ﻻ ﺃﺣـــﺪ ْ
ﺳﻘﻂ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ
ﻋﺮﺏ ٌﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﺭﻭﻣﻬﻢ
ﻋﺮﺏٌ ﻭﺑﺎﻋﻮﺍ ﺭﻭﺣﻬﻢ
ﻋﺮﺏ ٌ .… ﻭﺿﺎﻋﻮﺍ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻏﻤـّﺲ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱّ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ
ﻛـُﻦ ﺃﻧﺖ َ. ﻛـﻦ ﺣﺘّﻰ ﻳﻜـــﻮﻥ
ﻻ ……… ﻻ ﺃﺣـــﺪ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق