الخميس، 30 يناير 2014

على رأي المثل

نمشي على
رأي المثل
غض البصر
كف الأذى
أخد العزا
في اللي اتقتل
ونعِد أيام العسل
أول حبيب
أول خروجة مع الصُحاب
أول حوار
امتد بينّا اربع ساعات
أول حاجات
دايماً تعَلّم في القلوب
وإن كان عليا
فرغم نفسي ونفسُكُم
رغم الظروف
رغم الحروف اللي مكفّتش الغرض
رغم المرض
فانا مش هتوب
ولا هنسى حد
انا لما احِب
فحُبي جَد
ومتقلقوش
وتجيبوا رَد
لا انتم وحوش
ولا انا أسد
كل ابن آدم
زي ابوه
ولا تظلموه
ولا تصلبوه
ياهوه سيبوه
يلقى القدر
وأكيد في يوم
هيشوف حجر
ويعيد بداية المسألة
يمشي على
رأي المثل
غض البصر
كف الأذى
أخد العزا
في اللي اتقتل

عودة فرعون

- وبتخدَعنا ازاي يا وزير ؟
- أصلي خبير وبتاع فوازير !
- هنجيلَك قَصرَك يا فَريق
- راح اوَلّع في طريقكو حريق !
- راح نركَب عالهوا يا مُشير !
- هبعت ليكو رياح أمشير !
- جبت الكِبر منين يا رئيس ؟
- أنا عبدالفتاح رمسيس .

الأربعاء، 29 يناير 2014

استفسار

أدخُل وأسلّم على نفسي
وأقول إزيك وأجاوب
واحكي واسمعلي وأسقف
واِسمع ويايا لو حابب
وادعي وأرُد ورايا آمين
علشان اخواتنا المُحتَرَمين
ملقوش أماكنهم في الكوكب
كل الناس بتقول : مش منّا
طب قولّنا فين طَب أماكنّا
وبعيداً عن هذا وذاكَ
أنا عندي استفسار عن حاجة
ليه دايماً بيموت الأخيار
ويعيشوا ولاد الـ .......... ؟

الثلاثاء، 28 يناير 2014

الأخبار والمسائل في حديث الرسل والرسائل (3)

عَصَفَت بجسدي الرطوبة .. في أوائلِ طوبة , واعتزمت أشد الرحال .. حتى يتغيّر الحال , فقد ركدت بحور الغبطة من أسابيع .. وأتت كل فصول العام إلا الربيع .. فنزلت أجري في بقاع الأرض وأهيم .. وتركت أشكال الحضارة واتّخذت البهيم .. وعَبَرت صحراء الشوق وعيني على بحر اللقاء .. كلما جريت نحوه كلما ابتعد .. حتى نفذ الكلأ والشراب .. هل أفنيت عُمري هذا وراء السراب ؟ أخذتني دوامات الحيرة والشطط .. ورأيت ذاكرتي تمتثل أمام عيني امتثال الجبال .. والتفت حولي الحبال .. وامتدت امتداد الكون .. أولها في عُمق الأرض وآخرها في آخر السماء .. وأحاطت بصري الأفعال والأسماء .. وعبرت فوقي جيوش جنكيز .. وتهدمت فوق رأسي الحضارات الأولى .. وانطلق الناس من حولي يكذبون الرُسُل .. وعلا فرعون في الأرض حتى سكن جوفها .. ورأيت أمام عيني محارق النازية ومحاكم التفتيش ومجازر الصرب ومذابح العرب .. وانفجرت أمام عيني العيون وقامت الزلازل .. ورأيت طيور الظلام تحلق بدروعها الحديدية الكثيفة وأنيابها الحيّة .. وعبرت من خلالي فوهات الدبابات إلى القدس .. وهبطت تحت قدمي صواريخ بغداد .. وانفجرت في رأسي سيارات لبنان .. واخترقت صدري رصاصات اليمن .. وأرهبتني مدرعات البحرين .. وزلزلتني جنود مصر .. وقسّمتني صناديق السودان .. وقصفتني طائرات سوريا .. وأسمعت كلمات المتنبي أذني : " على قدر أهل العزم تأتي العزائم " .. فهل أطيق هذا القدر تُرى يا أبا الطيب ؟

تسلل من رأسي الشباب .. في أواخر آب .. ولي في هذه الفيافي شهوراً من الضيم .. أشرب من الدموع .. وأمرض وأجوع .. آكل من فُتات السلاطين .. وأفعل أفعال الشياطين .. فأسكت عن الحق , أو أموت .. وقتها أعلم فائدة السكوت , وأعود لنفسي المكسورة .. ولأحشائي المعصورة .. ولأفكاري المأسورة .. لا أستطيع فك قيدها .. ها أنا ذا مُقيد فكيف أفك القيود .. وأبكي .. وأعود .. للبحر الذي قطعت طريقي من أجله .. لسكون القلب وحلّه .. لامتداد الدهر وخلوده .. لذهول العقل وشروده .. لخير الأولى .. وعجز المقولة .. وسحر الأنفاس .. وانقلاب الأساس .. واعتزال الناس .. إلى إلهام الشعراء .. ونهاية الأمراء .. وأسر القلوب .. وأسباب الحروب .. إلى العذاب الأجمل .. وخطيئة الإنسان الأول .. ودوار الرأس .. وسُكر الكأس .. وعشق العين .. وترك الدين .. وقضية الروايات .. ولُب الحكايات .. واستجلاب الهموم .. واستصغار العلوم .. واستنفار الجيوش .. وزلزلة العروش .. وفقر الحالة .. وإمكانية المحالة .. ونزهة الرحّالة .. وجمال المساء .. إلى عشق النساء.

وانقضت أسباب السبابة .. في قلب بابة .. وذهب أملي في اغتفار ذللي .. واختفى السراب .. وبقيت كالغُراب .. عالقٌ في منتصف الدنيا .. لا أطول شرقها بسكنه وعذبه .. ولا أطول غربها بجماله وكذبه .. وجلست أرثي لحالي .. وأرسل سؤالي .. إلى أفق ممتد امتداد الخيال .. وأغشى عليَّ وأمسكتني الحبال .. ونظرتُ أسفلي ففقدتُ أوّلي .. ونظرتُ فوقي ففقدتُ نطقي ! وظللتُ حائراً فترة فيمَ أنا فيه .. وانتفضتُ وصرخت كالسفيه .. أين أنا بحق السماء ؟ .. لا رد .. حسناً , أين أنا بحق الأرض ؟ .. لا رجاء .. فتقبلتُ الواقع الجديد حتى أرى .. لعلني مشيت حتى المُشترى ! وإذا كان , فما هذا المكان ؟ .. هذا لا يُشير إلى كوكب .. ظلامٌ ظلامٌ ظلام .. هل بلغتَ أطراف السما أم أصابني العمى ؟ .. " أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي " .. ما هذا الصوت ؟ لماذا أشعر وكأنني أهبط ؟ إذا مُت فالروح تصعد إلى أعلى ! ومن أدراهم ؟ هل ماتوا قبل ذلك ؟ هل أموت ؟ سكوتٌ سكوتٌ سكوت .. ابتعدتُ عن المَجمَع أم أنني لا أسمع ؟ .. " وأسَمَعَت كلماتي من به صمم " .. من أنت ؟
انجلت الرؤية فجأة حتى كِدتُ أفقد بَصَري .. وتذكرتُ جواهر ابن نباتة المصري :

" شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا .. وصبّ ما لهُ في الصبر راء
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي .. فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ  .. كأن دموع عيني بيرُ حاء
ولاحٍ ما له هاء وميمٌ.. له من صبوتي ميم وهاء
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ .. يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي .. فحيثُ الانتهاء الابتداء
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ .. أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
بهم أيامُ عيشي والليالي .. هي الغلمانُ كانت والإماء
تولى من جمالهم ربيعٌ .. فجاء بنوء أجفاني الشتاء
وبث صبابتي إنسان عيني.. فيا عجباً وفي الفم منه ماء
على خدي حميم من دموعي .. صديق إن دنوا ونأوا سواء
فأبكي حسرة َ حيثُ التنائي .. وأبكي فرحة ً حيثُ اللقاء "

فبكيتُ وعلمتُ أنني ها أنا ذا تدور بي الدوائر مرة أخرى حتى أحل في بئر الجنون .. ألتمس ذَهَبه .. أذوب بأدبه .. أسير بكلامه .. أحيا بأحلامه .. أستحيل متنبياً يعتز ويبني بيوتاً من الحكمة والفخر .. وأصبح عنتراً يسجل لعشيقته آيات النصر .. وأصير نوّاساً يتغنى بالخمر .. أقرأ سكناً وغذاءاً وماء .. أصلي في الأرض وفرعي في السماء .. هوائي حروفٌ نتنفسهاً بأنوف العزة ونردها بألسنة البلاغة بيوتاً شمّاء تطرب من دخلها وتُسقي من نهلها , وبينما ألملم شتات عقلي الغائب , وجسدي المتثائب .. وقع نظري على جماعة من الناس يلتفون حول شيخٍ ضرب فيه الشيب وأنارت وجهه الحكمة ويستمعون بإنصات , فاستئذنتُ الجلوس .. فنظر لي الشيخ نظرة مستربية وقال : يا بني , انتظر .. هل أنتَ منّا ؟ فقُلت : ومن أنتم ؟ فقال : من يحفظون الصداقة والموّدة في قلوبهم ولا يلقونها على جانب الطريق . فقُلت : أنا كذلك . فقال : تفضّل أيها الصديق .

أما بعد يا أبنائي وإخوتي الكرام .. فإن الدُنيا دار غرور .. تغر صاحبها وتأخذه عن طيبات القيم .. المودة المودة .. لا تنسوا أخاً .. لا تهملوا صديقاً .. لا تهتموا بسفاسف الأمور .. واليوم أحبتي سنُكمل ما بدأناه .. وأعلم - كما تعلمون - أن جلستنا هذه قد تأخرت للأسباب نفسها .. ولعلنا الآن بصدد التعريف بجزءٍ آخر من الأصدقاء .. فمن يحل كل المسألة هذه المرّة .. تتغمده المسرّة .. وتحيطه الغبطة .. وتصاحبه الفرحة والتمنّيات الهائلة .. وإليكُم الأسئلة :

أولهم طويل العماد .. شرس الفؤاد .. مسلّح , ثائر .. نسره طائر
ثانيهم يؤمن بفريقه .. ويُضحِك رفيقُه .. أبيض الكساء .. سيظلون أوفياء
ثالثهم يسبح ويطير .. يتحولُ لمُنير .. يُفكر " سيكا " .. يرقُص مع المزّيكا
رابعهم مثل ثالثهم في المدرسة والرقصة .. ملامحه تشبه ملامح الشرق الأقصى .. أفريقي الفَريق .. هادئ .. رقيق
خامسهم يحلق بعيداً عن عالمنا .. لا نعلمه , ويعلمنا .. لا يظهر .. ولا يهتم .. يجري وصديقه .. مجرى الدم
سادسهم صغير بثقله كبير بعقله .. في الثورة من الأحباب .. لا يخشى ولا يهاب
سابعهم عميق العقل والنسيج .. من بلاد النرويج .. يجيد السرعة في الأداء .. يقول المجد للشهداء
ثامنهم طويل طول الإطالة .. مَهيب الإطلالة .. ربّى لحيته وتاب .. واتخّذ صديقاً التاب

أما بعد إخوتي وأحبتي في الله .. فقد سردتُ هذا الجزء من شخصيات الرواية الأبدية .. و أحضرت الهدية .. فمن حلها نال .

وانفكّت الحبال .. فلا شيخ ولا أصدقاء .. ولا بئر ولا شعراء .. ووجدتُ نفسي في آخر تموز .. من دون العجوز .. كما ذهبتُ من البيت كما عُدت أمامه الآن .. لا أعلم من أعادني وكيف حدث وماذا حدث .. إلا أنني لستُ أنا .. ليس ذات العقل ولا ذات الروح .. تغيرت بي الأطوار ورأيت العجائب والأسحار .. وطُفت بلاداً من القصص والأساطير .. فوجَدتَني أسبح , ووجَدْتني أطير .. وها أنا أمام بيتي الصغير .. أدلف الردهة المؤدية إلى غرفة النوم .. لأنام .. وأحلم .. مجدداً .

الجمعة، 17 يناير 2014

الدنيا دوارة



الدُنيا دوّارة
بتلف بدماغنا
والنفس أمّارة
بالسوء وبالمغنى
والساقي بَلبَعنا
واتشتت المعنى
الدُنيا حَدَفِتنا
والحُب جمّعنا

يا صاحبي ليه بعتني
وأنا يا غالي شاريك
وإزاي بقيت تنافسني
بعد امّا كُنت شَريك
وكُنت تقرا لنجمي
واسمع آيات مشاريك
واقرا معاك متاريك
وأحن ليك أتاريك !

أهل الهوى وسابوه
باقي وراضي كمان ؟
واهل الغرام حسبوه
هيدوم بلَحن كمان
والناس لابسها جنان
والدُنيا سجن ولومان
وملكش غير يا سلام
إلا الكلام يا شومان

الدُنيا حَدَفتنا
سيبناها قلنا هنرجع
ونسينا فين بيتنا
من إمتا ضربِك بيوجع ؟
- يا دُنيا بيتي هناك
- يا شوما بطّل صُداع
- يا دُنيا قلبي هناك
- يا شوما قلبك .. ضاع!

الخميس، 16 يناير 2014

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء الثالث



تَمُر الأيام كاللحظات .. نعيشها .. نلمحها .. ننساها .. نتذكرها حثيثاً .. نتذكر رائحة الغاز ومشاهد نقل المصابين .. نتذكر ردودنا الكاذبة حين يسألوننا " أين كُنتُم " .. نتذكر الخيانة.

لم أذكر أنني قد تابعتُ الأحداث جيداً بعد مليونية 18 نوفمبر التي انتهت على اعتصام أهالي الشهداء .. لكنّ الأيام مرّت كعادتها .. تملأها التحليلات السياسية العتيقة , والوجوه المتكررة .. والنظريات الاستراتيجية الخاوية .. حتى تتفتح حدقات أعيننا حينما ترى اللون الأحمر على أقمصة الأصدقاء .. مرّت الأيام وتسربت إلى أذني أخبار فض الاعتصام بالقوة وبداية الاشتباكات .. كان كل هذا عادياً حتى رأينا كلّنا مشاهد الخزي .. فض تجمهر المتظاهرين بالقوة عصر الأحد 20 نوفمبر .. المشهد الذي صوّرته كاميرا المصري اليوم .. مشهد سحل البنات وحرق الخيام وضرب وقتل المتظاهرين وضربهم أمواتاً وتكديسهم بعضاً فوق بعض على ناصية الطريق وسحب أحدهم صريعاً إلى أقرب تجمع للقمامة .. كان هذا المشهد من إخراج قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية .. أتذكر نفسي جيداً وقت رؤيتي تلك المشاهد .. وأتذكر أيضاً السبابات التي أطلقتها واللعنات التي طالت المجلس العسكري في ذلك اليوم .. لم أقوَ على الجلوس مكاني بينما يُقتَل الناس في الشوارع .. حاولت .. فشلت .. قمت وارتديت ملابسي وأخبرتهم أنني ذاهب لكي أتلقى درساً في إحدى المواد بالكلية .. لم يصدقوني .. قالوا " إذا أردت أن تذهب الدرس فسيأتي أبوك معك " وبالفعل ارتدى ملابسه .. ألغيت الفكرة .. وكان المد الثوري قد طال فرع كليّتنا في الشيخ زايد .. كانت المشاعر كلها ثائرة في ذلك اليوم .. يومها تعرّفت على كثيرٍ من أصدقاء اليوم المقربين .. انطلقت المسيرات تجوب أنحاء الكلية  .. طفقنا نهتف .. وكما تعلمون .. يتعالى الهتاف عند المرور في المناطق المغلقة أو الممرات .. سمّعنا من كان في الكلية آنذاك .. " الشعب يريد إعدام المُشير " .. كان صديق الثانوية محمد مصطفى يتقدم المسيرة ويصوّر .. بينما يهتف الرفيق أحمد بدر هتافات الثوار .. ويرُد الصديق محمد رفاعي بهتافات الأولتراس .. ونتبادل الأدوار .. والحماس هوَ هوَ .. حتى انتهت الفعالية وأخبرنا كل من الرفيق أحمد بدر والرفيقة سارة ناجي بأنهم يجمعون المال كي يوفروا الأدوية والمتطلبات الطبية للمستشفى الميداني للمناضلين في ميدان التحرير .. بعدها أذكر أننا اتفقنا على اننا سنأخذ مسيرة من هناك إلى شارع محمد محمود .. ولكي أنتظر ذهبت إلى المحاضرة الثالثة .. وأخبرني صديقي وليد نادر بأنه إذا كنت سأذهب إلى محمد محمود بعد اليوم الدراسي فسيذهب معنا الرفيق هادي هشام .. وتعرفت في هذا اليوم على هذا الرجل الطيب .. لا أعلم ماذا حدث ربما ألغيت المحاضرة الرابعة وأخرجونا من الكلية .. وقتها لم يكن هناك الكثيرون ممن سينضمون للمتظاهرين في التحرير أو للمناضلين في محمد محمود .. ولكن من أراد الذهاب ذهب في مجموعته .. كان معي محمد مصطفى وهادي هشام في اتوبيس الجامعة .. تذكرت .. كان الاتفاق على أن الذاهبون من الشيخ زايد سيلتحقون بإخوانهم في هندسة القاهرة على أن تنتطلق المسيرة من هناك ... لم يكن العدد المنتظر هناك كبيراً .. ولكننا انطلقنا .. وهتفنا .. رغم غضب الناس في الشارع من هؤلاء " اللي عايزين يخربوا البلد " .. أكملت المسيرة .. وما أن بلغنا القصر العيني .. حتى وجدنا المسيرة الكبرى التي كانت على أطراف الميدان آنذاك .. كان المشهد مهيباً .. التحقنا بالثوار في المسيرة وبقيت ثلاثتنا كما هي رغم افتراق باقي الرفاق .. أنا ومحمد مصطفى وهادي .. بعدها بلحظات .. تسللت إلى أنفي رائحة الغاز المسيل للدموع لأول مرة في حياتي:) .. كان شعوراً غريباً .. لا يماثل شعوري بتلك القنابل السامّة التي يقذفونها علينا اليوم .. كان إحساساً رائعاً .. أقول هذا لأنني هنا .. في يناير 2014 .. على الكرسي البلاستيكي في غرفتي السعيدة .. بالتأكيد كان وقتها مؤلماً وشاذاً عن أي إحساس آخر .. ما إن حدث ذلك حتى ذهبنا إلى صيدلية العزبي .. التي قيل أنها عرضت تخفيضاً للاحتياجات الطبية للثوار .. اشترينا زجاجات من سائل أبيض لا أتذكره .. لكن رائحته كانت تشبه رائحة الخل .. وأذكر أننا " دهولنا " أنفسنا بهذه السوائل التي خرجت من الزجاجات التي انكسرت و اعتدت على الأكياس والملابس .. ولكنها أدت الغرض .. استمر الموكب الحافل بالهتاف والغضب .. ودخلنا الميدان عندما حل الظلام .. ومررنا بجانب شارع محمد محمود .. كان المشهد كذلك .. حشود الثوار على حافّة الشارع .. بعدها فراغ مُعبأ بالغاز الأبيض الذي يرهب من يهم بالدخول .. ويخرج من هذه الشبورة المناضل ذو القناع الذي رأيتم صوره جميعاً. قررت ثلاثتنا عدم الدخول .. كنت خائفاً .. كان الشارع موحشاً بغازه والمصابين الذين يخرجون منه بين الثانية والأخرى .. تيممنا على ناصية الشارع وصلينا المغرب .. ثم انغمسنا في ميدان التحرير الذي امتلأ على آخره .. هتفنا وأخذنا جولة في الميدان .. لا أحد كان يمر من الممر الخاص بالمصابين ولا من المنطقة الخاصة بالسيدات .. لا أحد يرفع شعاراً لحزب أو لأي شئ .. أسقطنا الأحزاب يومها .. لا شئ إلا " يسقط يسقط حكم العسكر " و " الشعب يريد إعدام المشير " .. أعلنها الميدان صراحةً .. لا أحزاب .. لا حركات .. لا أشخاص .. لا منصات .. الثورة والثوار فقط .. كانت هذه هي الحالة , وكان هذا هو الحماس ..مكثنا حتى التاسعة أو العاشرة مساءاً أو أكثر .. تبرع أصدقائي بالدم لعربات الإسعاف بجانب مجمع التحرير .. بعدها بقليل هممنا بالذهاب .. كان منظري بشعاً .. التقط محمد صورة لي في هذا اليوم .. وكلما أخبرته بأنني أريدها قال أنها ليست معه .. المهم أن هذا كان كفيلاً بألا أعود بيتي بهذا المظهر .. ملأ وجهي وملابسي البياض والأتربة .. عرض هادي عليّ أن نعود لمنزله كي نرتاح وأستعيد مظهري وأعود للبيت .. ودّعنا محمد .. وركبنا لمحظة الجيزة .. كان كل من يمر من أمامنا يعلم بأننا قادمين من ميدان التحرير .. يكفي لذلك مظهر وجوهنا الذاهلة .. حتى أن أحد الشابّات الطيبات أوقفتنا لحظة خروجنا من محطة الجيزة وسألت على حالتنا وحالة الناس هُناك .. وأخبرتها بأن هناك صفحة تسمى " TahrirSupplies " على ما أتذكر تختص بنقل المستلزمات الطبية للثوار في المستشفى الميداني .. وأخذت بريدها الإلكتروني كي أعطيها كل البيانات التى تساعدها على المساعدة هُناك .. كانت هذه زميلة النضال .. إنجي عبدالعزيز .. ثم مشينا لمنزل هادي .. تعرفنا على بعض أكثر في هذه الليلة .. وتحدثنا في الطريق عن مستقبل الثورة في هذه اللحظة .. وكنا قد علمنا قبل مغادرة الميدان أن المشير طنطاوي سيلقي خطاباً إلى الشعب الليلة .. كان الشعب في الميدان ساخطاً ولا يريد أن يسمع منه شئ غير تسليم السُلطة .. حتى أنه علمت ببعض المبادرات التي خرجت بتشكيل مجلس رئاسي مدني يتولى السلطة من ثلاثة من الشخصيات " الوطنية " آنذاك من ميدان التحرير ... دخلنا المنزل وكان من حسن حظي أن المياه كانت مقطوعة .. تُرى يا هادي هل كانت مؤامرة؟ .. جلسنا وصمّم صديقي أنني سآكل معه .. لا أمانع في مثل هذه الأشياء كما تعلمون " إن ماكُنتش تحلف بس:D " جلسنا وفتحنا التليفيزيون واللاب توب .. وسمعنا خطاب المُشير .. الذي قال فيه أنه قبل استقالة حكومة شرف وأن القوات المسلحة على وعد بألا تلطق النار على الشعب المصري وأنها تلتزم بما جاء في استفتاء مارس و أكد على الالتزام بإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها والانتخابات الرئاسية قبل يونيو 2012 , كما أكد أن القوات المسلحة لا ترغب في السلطة وأنها على استعداد لتسليمها فوراً إذا وافق الشعب على ذلك في استفتاء شعبي.

لم يغيّر خطاب المشير شيئاً من المتظاهرين في التحرير .. إن لم يكن قد زاد غضبهم وهتافهم ضد العسكر ونضالهم ضد قوات الأمن التي زادت من حدة الإشتباكات .. بالطبع كانت ليلتي بيضاء في البيت الذي علم بالفطنة أنني كنت هناك .. لا علينا .. استمرت الأحداث كما هي .. مظاهرات في ميدان التحرير .. مسيرات في شوارع القاهرة .. قتلى ومصابين في شارع محمد محمود .. وكانت ردود الفعل متباينة على الصعيد السياسي والإعلامي .. فهناك من الإعلاميون من أدان الأحداث .. ومن يطلق السباب على من في الميدان ويصفهم بالبلطجية والمأجورين .. وهناك من السياسيون من علّق حملته الانتخابية في الانتخابات البرلمانية التي كان مزمع اطلاقها في الاسابيع القليلة المقبلة .. ومن انسحب من الانتخابات أصلاً .. وهناك من قال أن ما يحدث هو محاولات البعض لإفساد العُرس الديموقراطي .. كانت الأخيرة جماعة الإخوان المسلمين .. ثم استمرت الأيام مع انباء مترددة حول تكليف كمال الجنزوري برئاسة الوزراء .. ثم الدعوة من القوى والأحزاب السياسية لجمعة الفرصة الأخيرة " جمعة تنحي العسكري " .. وتكليف الجنزوري بعد ذلك بالفعل برئاسة الوزراء .. مما لاقي رفضاً هائلاً في أوساط الثوار .. الذين قرروا نقل اعتصامهم عند مجلس الوزراء .. لمنع وزير مبارك من الدخول.

كُنتُ اتصفح الشبكات الاجتماعية كعادتي فجر الجُمعة 16 ديسمبر .. حين تسللت إلى الصفحة الرئيسية الأخبار والمشاهد عن الشاب " عبودي " الذي تم احتجازه وتعذيبه داخل مقر مجلس الوزراء من قِبل قوات الجيش .. وبدأت الأحداث في هذا اليوم ..ورأينا صور جنود الجيش البواسل الذين يقذفون المتظاهرين بالأشياء من فوق المبنى .. أو يشيرون إليهم بالأصابع أو الأعضاء .. ثم استمرت الأحداث على ذلك في الأيام التي تلت .. ورأينا القوات العسكرية وهي تجري تجاه المتظاهرين وتطلق عليهم النار جهاراً .. ومن يقع منهم تبرحه ضرباً وتنكيلاً وسحلاً وتعريةً .. كانت صور المذبحة بعيدة عن الوصف والتذكُّر حتى .. لا أعلم لماذا لا أتذكر شيئاً عن هذه الأيام تحديداً .. لا أتذكر أنني نزلت .. هل لاقتراب الامتحانات ؟ .. هل لأنني اتكاسل كثيراً ؟ .. هل لأنهم في البيت اصبحوا اكثر حرصاً واكثر اصطياداً لأكاذيبي ومناوراتي إذا أردت النزول ؟ .. ربما لأحد هذه الأسباب أو لسبب آخر لا أذكره .. ربما لأنها كانت ساحة حرب بمعنى الكلمة .. ليست كأحداث محمد محمود التي ضمّت الثوار في الميدان والمناضلين المضّحين في الشارع .. هذه المرّة كانوا كل من هناك مضحّين حتى طالت رحى المعركة الشوارع الأخرى وميدان التحرير نفسه .. استشهد في هذه الأحداث الشيخ عماد عفّت والطالب الدكتور علاء عبد الهادي والطالب محمد مصطفى .. دائماً ما يختار الرصاص الشهداء .. دائماً ما يخترق قلب الوطن ومجده .. ثم يخرج علينا الجنزوري أو المتحدث العسكري ليقولا لنا أن من هُناك بلطجية يخططون لهدم الوطن .. لماذا إذاً لا يموت البلطجية ؟ .. عن أي وطن تتحدثون ؟ إنه وطنكُم أنتم .. أنتُم من تريدون الاستقرار لا الشعب .. أي استقرار يجده الشعب تحت سلطات المذابح ؟ .. أي استقرار تجده الأم بعد فقد فلذة كبدها وأمل حياتها وقرة أعينها ؟ .. إنما هو استقرار رؤوس الأموال والمناصب العُليا التي تفزع من صوت الثورة .. ذلك الصوت الذي إذا استمر وعلا سيأخذ في طريقه كل الفساد والخزي الذي تنامون عليه .. نعم .. هذه الدولة التي نريد أن نهدم .. الدولة التي يهمها المصالح والمناصب والموائمات .. لا دماء الشباب .. سقط في أحداث مجلس الوزراء 17 قتيلاً .. وأذكر أنه بعد هذه الأيام ظهرت حملة كاذبون في الصورة.

استمر النضال في الأيام التالية .. لا نضال الاشتباكات والأحداث .. نضال الفكرة .. وعلى صوت الثورة في نفوس الشباب .. ونُظّمت المسيرات والحملات المناهضة لحكم المجلس العسكري في مختلف المناطق .. وأذكر منها بعض الفعاليات التي أقيمت في الشيخ زايد .. ثم المسيرة التي أخبرني بها الرفيق أحمد بدر في منطقة المعادي .. والتي انتهت بغناء " شيد قصورك " للشيخ إمام .. وكان الجميع ينتظر اليوم المرتقب .. 25 يناير 2012.


تحقيق الحلم

قصيدة : ( تحقيق الحلم )
فكرة : محمد أسامة
إخراج : هيثم شومان

اسامة
يا دولة
قهرت
العتاولة
شربت
التاريخ
على
بُق واحد
اسامة
رفيق
يا أجدع
صديق
حبيبنا
أشاعرة
نصارى
ملاحد

الجمعة، 10 يناير 2014

يا طيب

الدُنيا نصّابة وانا الطيب
الدُنيا نصّابة يا واد طيّب
وأمنت ليها وهيَّ سفّاحة
ولا شفنا فيها ريحِة الراحة
ولا عشنا فيها لحظة حرّية
من أب مصري وأم مصرية
وكسبت إيه مـ المشي في ترابها
بتشوف ولادها زي أغرابها
وتشيل سلاحها فـ وشك الهادي
بطّل تغنّي بلادي يا بلادي
بَلَدَك أباحت دمّك الطاهر
علشان خرجت يوميها تتعَلّم
حقَك يا ولدي في القلوب ظاهر
لو عاللسان سكّين هَنِتكَلّم
والصوت هيعلى وراح يطول الفضا
دَمّك ده مش هيروح هَدر يا رَضا
حقك هييجي ونصر ربّي قريّب
الدنيا نصّابة .. يا واد يا طيّب

الخميس، 9 يناير 2014

يا دنيا

يا دُنيا طَب هوّ احنا
هنحِس على دمّنا ؟
وبعد ما اتسوّحنا
طلّعتي دين اُمنّا
يا دُنيا إحنا خُفاف
عاملينا زي الناس
إحنا البَشَر بنخاف
ومُرهفي الإحساس

الثلاثاء، 7 يناير 2014

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء الثاني

ها أنا أعود كي أُكمِل ما بدأت .. وإني وقد عزمت على كتابة مُذكّراتي عمّا رأيت في هذا البلد في السنين الأخريات .. فلن يتركني ضميري أتراجع .. ومن يعلمني يعلم هذا .. ولو أن الإلهام غائب عنّي هذه الفترة .. ولو أنني أذكُر مشهداً مشوشاً عمّا تلى من أحداث .. إلا أنني بصدد مسئولية أدبية وأخلاقية يتوجب عليّ ألا أتركها تضيع .. وما أكثر مما ضاع من جراء التَرك .. وما أطول هذه المُقدمة ! لنُكمِل جاهدين .. وبالله نستعين.

الأحد 9 اكتوبر 2011 .. كُنتُ أعتَزِم الخروج مع صديقي المُقَرّب لشراء بعض الأشياء من مدينة نصر .. كان هذا بعد المَغرب .. فَهِمت أمي وطبيعتها القَلِقة بشأن الخروج بشكل عام .. وخاصةً وقد بدأت الفوضي تضرب البلاد في أماكن وأوقات مختلفة .. وقد جرى الحديث في الإعلام عن غضب الأقباط لما حدث مؤخراً من هدم كنيسة في قرية الماريناب بمحافظة أسوان وعدم اتخاذ السلطات الرسمية موقفاً جراء ذلك .. ولم تكن هذه هي أول مرة فقد تكررت مثل هذه الأحداث قبل ذلك مرات وفي مناطق مختلفة وبأيدي المتشددين أحياناً وبأيدي الدولة أحياناً أخرى .. وقد أعلن آلاف الأقباط اعتصامهم مساء الرابع من أكتوبر أمام مبنى ماسبيرو احتجاجاً على أحداث الماريناب والمطالبة بتقديم الجناة للمحاسبة، ودعا القس فلوباتير والراهب متياس المتظاهرين للاعتصام، فيما انسحبت حركات اتحاد شباب ماسبيرو وحركة اقباط بلا قيود وقال المتحدث الرسمي لأقباط بلا قيود انهم يرفضون وجود الجلابية السوداء في إشارة إلى الكهنة، وفي مساء 4 أكتوبر 2011، قامت قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام الأقباط بالقوة، عقب قيام قوات من الأمن المركزي بضرب المتظاهرين وتعقبهم حتى ميدان التحرير ثم انسحبت لتحل محلها قوات الشرطة العسكرية التي طالبت الأقباط بإنهاء اعتصامهم، وعندما رفض المعتصمون ما طلب منهم، فضت اعتصامهم بالقوة وقامت بإطلاق أعيرة نارية أصابت 6 معتصمين. كما أظهرت لقطات مصورة على موقع اليوتيوب قيام جنود من الشرطة العسكرية بالضرب المبرح لأحد المتظاهرين وهو الشاب رائف فهيم الذي أعلن اتحاد شباب ماسبيرو عن تنظيم احتفالية لتكريمه في مطرانية شبرا الخيمة، والتي دعا فيها القس فلوباتير جميل عضو الاتحاد وكاهن كنيسة العذراء، جموع الأقباط لتكريم الشاب بالمشاركة في أكبر مسيرة للأقباط تشهدها مصر «على حد قوله» يوم الأحد 9 أكتوبر، والذي عرف إعلامياً بيوم الغضب القبطي حيث تظاهر آلاف الأقباط في مسيرات بست محافظات مصرية، أهمها تلك التي ذهبت إلى مبنى ماسبيرو.

قالوا لي أنّ " فيه قلق يابني بلاش تنزل النهاردة " .. فأجبت بأنّه لا يوجد شئ وأنني سأذهب بعيداً عن أي موقع محتمل للأحداث فلا تقلقوا .. فنزلت .. وقلقوا .. وسألت في طريقي في شارع شبرا عمّا إذا كان هناك بالفعل مسيرة كبرى للأقباط اليوم ؟! فلم يجيب أحد .. وانطلقنا إلى مدينة نصر ومرّت الساعات حتى أتاني الإتصال من البيت .. " إرجع يا ولا الدنيا مقلوبة وأمك مبتنطقش .. إرجعععع ! " .. انتابني القلق وقفزت في أول أتوبيس يتجه لرمسيس .. وفيما أنا كذلك فتحت الـ " فيس بوك " في هاتفي وتأكدتُ أن هناك أشياء خطيرة تحدُث .. وعلى الجسر النازل إلى رمسيس كان المنظر من أعلى .. سيارات وإطارات محروقة .. وشباب متفرقين في الشوارع .. في نفس الأحيان لابد أن نتذكر تناوُل الإعلام المصري الرسمي للحدث .. إذ قالت المذيعة حينها أن الأقباط اعتدوا على الجيش المصري وقتلوا ثلاثاً من جنوده وأصابوا عشرين .. وأنه لابد للشعب المصري من النزول وحماية الجيش.

سقط في هذا اليوم أكثر من 27 قتيل .. بين رصاص حي ودهس بمركبات الجيش .. وعلّق رئيس الوزراء على الأحداث بقوله «إن المستفيد الوحيد هم أعداء الثورة وأعداء الشعب المصري من مسلميه ومسيحييه.. ما يحدث الان ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين، بل هو محاولات لإحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يداً واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف» .. وجاء في بيان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية : " الأقباط يشعرون بأن مشاكلهم تتكرر كما هي باستمرار دون محاسبة المعتدين، ودون إعمال القانون عليهم أو وضع حلول جذرية لهذه المشاكل. " .. وخرجت بيانات أخرى من دول العالم تنديداً لما حدث  كما قوِّل على لسان هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة أنه من واجب الحكومة حماية دور العبادة المسيحية في مصر، وأن بلادها مستعدة لإرسال قوات لحماية هذه الأماكن، ما استدعى استنكارًا قبطيًا وإسلاميًا وليبراليًا، وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك. أما لاحقًا فقد دعا باراك أوباما لاحترام «حقوق الأقليات» وقال أن بلاده تقف مع مصر في هذا الموقف الصعب والمؤلم .. وقد عمّ الغضب أوساط الشباب وبدأت الأصوات تعلو بضرورة محاسبة المجلس العسكري وانطلق الهتاف " الشعب يريد إعدام المُشير ".

اندمجت بعد ذلك في أجواء الدراسة وأخذني المُجتمع الجديد الذي دخلته .. مجتمع الجامعة .. وصادقت الكثير من الناس حتى أنني لم أكن على ما يرام في تحصيلي للعلم لانشغالي إلى هذا المُجتمع المثير .. ثم ذهبت الأيام وأتت .. وسألني  أحد أصدقائي الجدد فيما نحن صاعدين لتلقي إحدى المحاضرات عمّا إذا كُنت سأشارك في جُمعة رفض وثيقة السلمي  التي أثارت غضباً عارماً لاحتوائها على بنود تعطي القوات المسلحة وضعاً مميزاً بالإضافة لإحتوائها على مواصفات لاختيار الجمعية التأسيسية التي من المفترض أن يختارها أعضاء مجلس الشعب الذي سيتم انتخابه بدايةً من 28 نوفمبر 2011 , ومطالبة المجلس العسكري بتحديد موعد لترك السُلطة في موعد أقصاه ابريل 2012 ,والتي دعت إليها القوى السياسية  الثورية والإسلامية وغيرها .. فأجبتُ بالإيجاب .. وشاركت في هذه المظاهرة الحاشدة التي أُعلن انتهائها بنهاية اليوم حتى لا يتم تعطيل العملية الإنتخابية .. إلا أن بعض المصابين وأسر شهداء الثورة أصرّوا على الإعتصام بميدان التحرير .. وقد كان.

هيثم شومان
الثلاثاء 7 يناير 2014

الأحد، 5 يناير 2014

عجب

بَمَشي القَلَم فوق صفيح الأدب
كلامي أغاني وحِبري دَهَب
وصوتي يسَمّع دمشق وحَلَب
عَجَب على عَجَب في عَجَب من عَجَب

الأربعاء، 1 يناير 2014

بنداري وأنا

بنداري يكتِب
أتفرج أنا
أنا أكتب
يتفرج هوّ
كل الحاجات
إتحَبَسِت جوة
من قرن فات
ولقرن جي
من عشق ميت
ولعشق حي
من بير فسيح
لجفاف وبور
من دين مَسيح
لكتاب زَبور
من كام سنة
ولكام سنة
من عصر نور
لعصر القوة
بنداري يكتب
أتفرج أنا
أنا أكتب
يتفرج هوّ

إنزل

هطلب طلب
إنزل معايا
واحدة واحدة
بدون كلام
أيوة تمام
إنزل هنا
إنزل لنا
إيدك في إيدي
نروح لتحت
إوعى يا سيدي
تكون سَرَحت
إنزل وشوف
هذا النظام المُبتَدَع
وإقرا الحروف :
إطلَع من الدُنيا مَعاك صاحب جدع