الاثنين، 31 مارس 2014

لا تقل شئنا ، فإن الحظ شاء

- يأكلني الصداع دائماً في مثل هذا الوقت من اليوم , الصداع الملازم لأفكار اليأس وخيبة الأمل التي أحسها في هذا الوقت تحديداً , وكأنها تهبط على رأسي مع أشعة الشمس , من هذا الفضاء البعيد .

- " واقول ماشافش الحيرة عليا لما بسلم ؟ "
لابد أنه رأي ذلك جلياً في عيناي , ولم لا , وأنا الذي أفسر كل حركات عينه وتنهداته وتغير أسارير وجهه عندما رآني ؟ , هل تبيّن تلك المشاعر من دون التلفظ بها هبة أم عذاب ؟ أن ترى ما بداخل من أمامك وتشعره كاملاً لا نقص فيه , أن تبتسم ويبتسم وأنت تعلم أن كلتا الابتسامتين تحجبان حيرة عميقة وحزن أعمق , أن تجذب صديقك لتعانقه فيترك نفسه كأنك تعانق الحائط , متى بدأت أحس بهذه الأمور والمفترض أنها محجوبة عني , والمفترض أنني سأرى الزيف وأصدقه , لماذا حتى عندما أسأل لا يُجاب السؤال , ويقال حينئذ : كيف تقول , بل أحببت وابتسمت واحتضنت , وأنت تعلم كما يعلم أنه يكذب ويخفي تحت كلماته الحيرة والهروب .

- لماذا نخفي دائماً ما نريد إظهاره , هل لخوفٍ أو لرغبة في الاحتفاظ بهذا الشعور , وأتعذب أنا ؟ , أعلم أن بداخلك شيئاً وأن بداخلي أشياء , لماذا لا نتكلم , وإذا تكلمنا : لماذا لا نكذب ؟

- أنظم أفكاري كما تُنَظّم دقائق الساعة , أعلم ما الذي يجب عليَّ عمله وما الذي لن أفعله ومن يفكر بي الآن ومن يكن لي الحُزن واليأس , وأعلم أنني مُخطئ بحق الكثيرين , بغير قصد حيناً وبإهمال وتأجيل حيناً آخر , أحاول أن أرتب كل شئ بحيث لا تتسرب من كيس علاقاتي قطرة ماء , ولكنني لا أبلغ لذلك سبيلاً , أحاول فقط .

- بداية الأشياء تُحييني , ونهايتها تقتلني , تلك القتلة التي لم تكن تعلم وقتها , فقط كنت تعيش فحسب , كنت تظن أن العمر ممدوداً أمامك , رسمت الخطط وأطلقت الوعود , ومُت عندما شاء القدر ذلك , وانتهى كل شئ عندما شاء القدر أيضاً .

يا حبيبي , كل شئٍ بقضاء
ما بأيدينا خُلقنا تُعساء
ربما تجمعنا أقدارنا
ذات يومٍ بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خلٌ خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌ إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظ الشاء



السبت، 29 مارس 2014

انتخبوا الــــ




وندور وندور
على نفس الشكل
طلبنا عدالة
, كرامة وأكل
وتعدّي سنين
والشعب حزين
تنتخبوا مين ؟
انتخبوا الــــ !

ونقول الناس
عندها احساس
خدعونا وطلعوا
يحبوا القَرص !
ده كلام معقول ؟
طب مين مسئول ؟!
ونرد نقول :
انتخبوا الــــ

يهتفوا حرية
وشُهَدا وكيت..
والعسكر حرقوا
ولاد البيت
والشعب برئ
بيصب الزيت
*انا جيت انا جيت*
انتخبوا الــــ

ونقول ماهو هنا
من قبل شهور
ولا عدل الحال
ولا جاب النور
واهو زاد الجور
ونقول إن شفتوا
فـ عينه النور ..
انتخبوا العرص !

انتخبوا الــــ
عشان نرجع
ستين سبعين
تمانين مية !
كما حِتّة كورة
مرمية
بتلَقَّف فينا
الحرامية !

لو مصر هترجع ببيادة
مكانتش اتقتلت ميادة
لو مصر هترجع بلواء
مكانتش اتقتلت أسماء
لو مصر هترجع على إيده
كان أقوى وكان أشطر سيدُه
كان حالنا اتغيّر من سنتين
أو حتى خمسين سنة فاتوا
لو مصر هتيجي بنور العين
طب ليه بتحارِب هتافاتُه ؟
العيش والشعب فـ إيد واحدة !
والحرية فـ سجن كئيب
وكرامة الإنسان موجودة
وإسأل حفلات التعذيب
إبقى رئيس أو حتى أمير
وابني لنفسك عرش كبير
بكرة الثورة هتمشي السكّة
مش هتسيب على وشّك ضحكة


الاثنين، 24 مارس 2014

رضا



ما هذا الظلام التام ؟ كيف تغيّر كل شئ في ثانية ؟ لماذا لم أعُد هُناك ؟ إذا صادف وقابلتُم قاتلي , اسألوه : لماذا قتلني .

كُنتُ مسغرقاً في نومي فجر هذا اليوم , الخميس الثامن والعشرين من نوفمبر 2013 . ورأيتُ حلماً لم أفهمه , رأيت نفسي على قمّة جبلٍ كبير , وكان معي أمي وأصدقائي , هؤلاء الذين أحبهم ويحبونني في كلية الهندسة التي أتعلم بها , ويبدو أننا قد اقتربنا من حافة الجبل بدون أن نستطيع دفع ذلك , كنا نقترب شيئاً فشيئاً , لم يرَ أحدٌ من رفاقي ما رأيت , كانوا منهمكين في حياتهم وكأننا نعيش يوماً عادياً , أمي تبتسم لي وتسألني بعينيها إذا كنت أريد شئ , وتسعى لتضفي البهجة والراحة على من حولها , وأصدقائي يمرحون , والقليل منهم ينزوي في آخر الجماعة يستذكر بعض الدروس , كُنتُ أتعجب من أفعالهم تلك ونحنُ على رأس الجبل , وكُنّا نقترب , لم يعبأ أحد . اقتربت الحافة منّا شيئاً فشيئاً , وكُنتُ أنا في أول الجماعة من ناحية الإنهيار , وعندما أدركت أن القدر يقودني إلى هذا المصير , وعندما رأيتُ في عيونهم البهجة والانسجام .. انسجمت بدوري مع الأشياء , ونظرتُ خلفي , لأمي , ولأصدقائي من كليتنا الصغيرة , وابتسمت . حينها تعثرت قدماي , وذهبت الأرض من تحتي , وبدلاً من أن أهوى إلى قاع الوادي مستسلماً للأمر , وجدتُ نفسي بنفس القوة الدافعة التي لا أعلمها .. أصعد إلى السماء .. رأيتُ السماء .

حينها سمعتُ آذان الفجر يضفي على منطقتنا الصغيرة هالة من الحميمية والدفء لا أستطيع التعبيرُ عنها , توضأت أمي ودخلت لتوقظني لأصلي , لم أخبرها بأنني رأيتُ السماء في ذلك اليوم , ومثل كل الأيام .. مرّت ساعات الصباح , وتناولت فطوري معها .. لم أكن أعلم أنها آخر مرّة , وعندما أوصلتني إلى الباب , أوصتني - ككل يوم - ( خلّي بالَك من نفسك يابني , ربنا يوفقك ويجعل لك في كل خطوة سلام , عاملالك النهاردة الأكلة اللي انتَ نفسك فيها , ركز يا واد , متتأخرش )

لماذا تأخرت على أمي يومها ؟

ركبتُ كما أركب كل يوم ووصلت الكلية متأخراً قليلاً , كان الطريق يومها مزدحماً كعادته في أيام الخميس , ولكني دخلت , لم أكن أستوعب هذه المادّة جيداً , ولكنها ككل المواد التي أدرسها في هذه الكلية , تحتاج إلى وقت لاستيعابها جيداً وفهمها , وأخرجتُ أدواتي وكتبت . انتهت المحاضرة الأولى وكانت المحاضرة الثانية امتحان نصف الفصل الدراسي الأول ( Mid-Term ) , كُنتُ جاهزاً لاجتياز الاختبار , وأظن أنني وُفقت بعض الشئ , لولا تلك المسألة الغريبة . وكانت المحاضرة الثالثة في مادة أخرى لا أظنها مهمة , لم يحضرها الكثير من الفرقة , لكنني حضرت .

عندما خرجتُ إلى فناء كلية الهندسة , لم أفهم بالضبط ما الذي يحدُث , واختفى صديقاي من أمامي في هذه الفوضى .. دققت قليلاً : كان هُناك بعض طلبة الجامعة يتجمعون أمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة ويهتفون ضد النظام الحالي كما فهِمت , لم أكن لأهتم بذلك , كُنتُ أحلم بأن أحقق شيئاً في مجالي , حيثُ أدرس في قسم Power , وقد كُنتُ بشهادة زملائي متفوقاً بعض الشئ في الدراسة , مما يفسر لهم لماذا أنا لست مهتماً بأي شئ سوى ما أطمح إليه وما تحلُم به أمي ليل نهار , وفجأة سمعنا أصواتاً مدوياً , قال أحدهم بصوت سمعته ( بيضربوا قنابل غاز ) , فهمت أنهم يهاجمون تلك الوقفة بقنابل الغاز , لكن لماذا نستنشق رائحة الغاز من هُنا ؟ هل وصلت تلك المظاهرات إلى هنا ؟ أم وصلت قوات الأمن بالخطأ ؟ أم أن الغاز هو الذي ينتشر في كل هذه المساحة من باب الجامعة إلى داخل كليتنا ؟ دققتُ ثانياً وتبينت الأمر التالي .. المسافة بين باب الجامعة وباب كليتنا لم تكن بالقدر الذي تصورته , فعندما كنا نشرئب برؤوسنا لنتابع الأمور كنا نرى الطلاب على الجانب الآخر من الطريق يميناً , وقد أمطرتهم قوات الأمن بهذا الوابل من قنابل الغاز , ورأيتهم يهرعون إلى داخل حرم الجامعة , عندها تضامن الطلاب الذين وقفوا يتابعون الأمر من ناحية باب كلية الهندسة , تضامنوا مع الطلاب الأُخر الذين تم ضربهم من عشر ثواني فقط , ويبدو أنهم يهتفون ( الداخلية بلطجية ) , بل , ويخرجون إلى الطريق , الطريق الذي امتلأ بالجنود ومدرعات الأمن .

لم أتحرك من هذه الساحة منذ خروجي , كنتُ أبحث عن صديقاي اللذَين اختفوا فجأة , هل ذهبوا خارجاً ؟ هل تاهوا عن نظري في وسط التلاطُم والجَري ؟ كُنت هُناك , أشُم رائحة الغاز لأول مرة منذُ علمت أن هناك وسيلة كهذه لدفع المتظاهرين على الصمت , يا له من إحساس كريه , تتسلل أولاً قطرات الغاز لتداعب أنفك , ثم تتخلل داخلك حتى تصبح عاجزاً عن التنفس لفترة من الوقت , وفي هذا تخترق عينك وتحتل خلايا وجهك فتُصبح وقتها عاجزاً عن كل شئ , إلا لو أسرعت واختبأت بعيداً عن هذا الخطر , كُنتُ أفتدي الغاز معهم , وأعود لأبحث , ولأرى ما الذي يحدث عند الباب .

عندما لاحظت قوات الأمن انسلال بعض الطلاب من ناحية كليتنا وترديدهم الهتاف والمسير باتجاه الحدث , بدا أنهم ينظرون إلينا بأعين الارتياب , كُنتُم في ظهورنا الآن ونحن ندفعهم , هل أنتُم معهم ؟ , كانت عيونهم تقول ذلك , وبدأت الدراما عندما ازداد تحرك الطلاب إلى الأمام وسط الطريق , فجرى نحوهم حوالي عشرة من جنود الأمن بالعُصي والأسلحة السوداء المُشهرة نحوهم , عندها تحرك الإحساس بالغضب لدى مجموعة أخرى من الطلاب , كيف يقدمون على إرهاب طلبة كلية الهندسة ؟ كيف نخاف من هؤلاء الجنود ؟ فجرى الطلاب نحو الجنود في خطوة دفاعية وكأنهم يقولون ( اذهبوا من هنا , لن ترهبونا , ولن تقربوا هذا الباب ) , وكانت مدرعة الغاز تصول وتجول في الطريق أمام أعيننا مطلقة القنابل على طلاب الجامعة , وعندما لمحنا هذا الذي يدخن السجائر ويُصيب الطلاب فوق المدرعة , ألقى إلينا بتحيته , التي اصطدمت بمبنى الإدارة ووقعت في فناء كلية الهندسة , وراء المسلة , في هذا الوقت استشاط الطلاب غضباً , كيف يجرؤ هذا الغبي أن يطلق قنابل الغاز داخل حرم كلية الهندسة !؟ كيف يحدث ذلك ؟ لابد أن للإدارة حديثٌ آخر , فقد لن تمر هذه المواقف على خير , ولن يسلم أحد من العقاب , بأي حق تعتدي قوات الأمن على طُلّاب أثناء طلبهم للعلم وفي عُقر دارهم ودار العلم , جُنِنت , كما جُن الطلاب , وازدادوا هتافاً , وخرجوا بعدد أكبر ليهتفوا في وجوههم , عندها .. انضمت مجموعة أخرى من الجنود إلى الجنود السابقين , وظهر فيهم الضُبّاط والجنود المخيفون ذوي الأقنعة السوداء الضخمة , شاهري العُصي والأسلحة نحونا بكل صراحة الآن , وعندما دخلنا جميعاً من الفزع وعدم التصديق , أُغلق الباب , ويبدو أنهم لم يكتفوا , فقد ظلوا يقتربون نحونا ونحو الباب حتى بعد أن صار الباب بيننا وبينهم , وهتف الطُلّاب بعد أن اقتربوا مجدداً من الباب حتى يذهبوا ويحلّوا عن سمانا وعن أرضنا , ( الداخلية بلطجية ) , فاستشاطوا غضباً , واقتربوا أكثر , ولكن هذه المرة , كانوا يفشّون غيظهم بالأسلحة , فزع كل من كان في الفناء وقتها , بدا للجميع الآن أن شيئاً غريباً يحدث , وأن الحقائق قُلِبَت بشكلٍ ما , وأن الأمور لا تسير كما يتصور الناس من الإعتيادية , فزعنا وهربنا من وجوههم وأسلحتهم المدببة , كلٌ في اتجاه , لا أعلم لماذا تذكرتُ أمي وقتها تحديداً , ولا أعلم كم قضيت في هذه الثانية أتمنى من الله أن أسمع صوتها , مرة أخرى , قبل أن أموت .

الجمعة، 21 مارس 2014

ملحمة الشرب والأكل

اشرب سُخن :
لساني يلسعني
اشرب ساقع :
زوري يوجعني
كل ما اقرّب
تبعد عنّي
أعمل إيه
أعطش يعني ؟

أكل خفيف :
أخف واطير
بعد شوية
ألِف واجوع !
وابقى سخيف
لو كلت كتير ;
بفضل طول
اليوم موجوع !

أعمل إيه
أشرب لأ
وابقى فـ صحرا
فـ كهف فـ شق
واشرب ليه ؟
آكُل ؟ لأ
طب ودي عيشة
إن جيت
للحق ؟
أزهَد واصبح
صوفي ونبي
والمح أول
طيف أجنبي
واكفُر بالصوف والرهبنة
وأسيب نفسي
وارجع أنا
واشرب كاس
وأحب الناس
واقعد اقول
ضيعت حياتي
في مشاعر فاضية
وإحساس
وتعالوا احكيلكُم حكاياتي
أسرح
واحكي
وافرح
وابكي
وافتكر ان الناس سمعاني
أفتح
عين
ألاقيني
لوحدي
كل الناس
راحوا في ثواني
أشكي لمين ؟
أشكي لربي
لكن مين
هيقولّي أمين ؟
عيني الأولى شايفة الصحرا
يمكِن باقي الشوف بساتين ؟
وافضل باقي
على أشيائي
آنا ونفسي وعيني اليُسرى
والأرض الممدودة لحدّي
ونجوم السما باقي الأُسرة
وافضل ماشي
بنظرة وحيدة
واللي يشوفني
كان يتعوّذ
شكل سعادتي
لسة بعيدة
وساعات يفتكروني .. بغمز !
واعطش
واشرب
كل البير
واكُل
أكلِة
وحش كبير
واسرح
واكتب
شعر كتير
واصرف
كل نواحي وجودي
واقرا فـ كل حكاية كتاب
واسترجع أوصاف الباب
وأقول يمكن ربنا ساب
فيا شئ من عرق جدودي
إقرأ !
حاضر
هقرا الحَق
( الموت صاحب كلمة لأ )
إسمع !
حاضر سامعك قول
( لازم ترضي بالمعقول )
( بص لنفسك وانسى الناس )
( تكسب إيه بعد الإحساس )
( إهرب واسعى وإسعى وإسعى )
( لازم تخفَى فـ كلمة تسعة )
( واحد )
لازم ؟ لأ مش لازم , ليه في كلامك بتقيدني ؟
( اتنين )
طيب إيه المعقول ؟ غير من عقلي وعيني وودني ؟
( تلاتة )
أبُص ونظري النُص ؟ وانسى الناس ليه مالَك إنتَ ؟
( أربعة )
برضو أحس محسش . مالك ؟ عِد لخمسة وستة !
( سبعة )
حاجاتك ضلمة وواسعة
ومشيت قبل العدّة التاسعة
وغلبني بعديها النوم
بعد عجايب سفر اليوم
بعد نوايب سفر السنة
عايز اقرّب نفسي وأنا
بس غريبة بعد خيالي
قُلت إزاي ميجيش على بالي
أشرب قبل الساقع حبّة وبعد السُخن
واكُل بعد الواقع حبّة وقبل التُخن
وبكدة راح تتحل مشاكلي
واعرف اعيش مرتاح وأموت
واقدر انظَّم شُربي وأكلي
وارخي الجِفن وانام مبسوط

ياسمين النسمة

فكر سيكا وشوف القِسمة
جالك الموت يا عديم الدم
تضرب على ياسمين النسمة ؟
إحنا الصوت يا سجين الصم
إضرب بكرة هترجع فيك
وياريت الأحوال بِتدوم
بكرة يا باشا الثورة تقوم
مش هتسيب عالكتف نجوم

الخميس، 13 مارس 2014

غلطة مين؟

بابا عمال يسألني ليه مذاكرتش حلو في الترم الأول .. على أساس ان الترم الأول ده كان ترم طبيعي فشخ وانا اللي استهترت كدة وكانت غلطتي .. احيه
على طول الناس بتنسى كدة يارب ؟
على طول أهالينا نسيوا اللي مات قدامنا واللي معرفناش نخش المحاضرات على دمه - على طول نسيوا اننا مكناش عايزين نخش الامتحانات احتجاجاً عاللي اتقتل في وسطنا ومنعاً من تكرار ده ودخلنا بالزق وبتعذيب الضمير .. على طول والواد لسة ميت من 3 شهور ونص ؟ وتقولولنا متغلطوش غلطة الترم الأول ؟ ترم إيه وغلطة إيه ! غلطة مين ؟

الثلاثاء، 11 مارس 2014

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء الخامس

إذا عبّرنا عن الأفكار بالكلام فَبِم نُعبّر عن الأحزان بغير الدموع ؟ نرى الجرح عميقاً ولكن لا نستطيع أن ننبش تفاصيله , ننسى , نذكر , نتناسى , نتذكّر .

الزمان : السبت 28 يناير 2012
المكان : ستاد القاهرة
الهتاف : يسقط يسقط حُكم العسكر .

الزمان : الأربعاء 1 فبراير 2012
المكان : ستاد بورسعيد
الحدث : مذبحة بورسعيد .

لا أذكُر تلك الفترة بين الأربعاء 25 يناير 2012 والأربعاء 1 فبراير 2012 , كان اليوم عادياً في أوله , وكُنّا متحمسين لذلك الدوري الذي عاد بعد طول غياب إثر أحداث الثورة , أحكي من موقعي هذا , من زاويتي الضئيلة من هذا البلد الوسيع أرى .. هذه شهادتي المشوبة بالتأثر والنسيان , فاعذروني واتركوني أكمِل .

كنتُ ألاحظ من قبل المباراة ببضعة أيام شيئاً من التوتر المفاجئ الذي علا في الأفق كلما اقتربنا .. حتى أنني سمعت ليلتها أغنية تقول " لو جاي على بورسعيد , إكتب لاُمك وصية , عشان هتموت أكيد , وملكش أي دية " .. ماذا تقول ؟ .. ولماذا ؟ .. ثُمَّ هل كان تحذيراً أم تهديداً ؟ كل هذا وأنا لا أفهم كُنه التوتر ولا لماذا بلغ هذه الدرجات .. وفي اليوم التالي مع بدء المباراة رأينا أيضاً هذه الألعاب النارية التي تُطلَق على اللاعبين أثناء المِران ورأينا هؤلاء الصبية الذين يجرون ناحية مدرج جماهير الأهلي بالألعاب والإشارات في مختلف الأجزاء من المباراة , ثم رأينا ..... ماذا ؟؟

صفّر الحَكَم ورأينا الآلاف من جماهير المصري ينزلون أرض الملعب , وكأن الصافرة كانت هي الإشارة بالنزول , وازداد العدد , هل يحتفلون ؟ هل يعترضون على النتيجة ؟ كيف وهُم الغالبون بالثلاثة هذه المرة ؟ إلى أين يذهبوا إذاً .. لا شئ في هذه الناحية سوى مدرج جماهير الأهلي .. غطى كل هذا على حُزننا على النتيجة وعدم جدوى المدرب .. وانتقل كل شئ فجأة إلى هذا الذي يحدُث .. هناك بالفعل شئ يحدُث الآن .. وهذه الجموع الخضراء والسوداء تجتاز الأمن أمام الشاشات وتلاحق الجموع الحمراء المذهولة .. كُنتُ وقتها وأسرتي في الغرفة الرئيسية نتابع الصورة بتعليق أحمد شوبير الذي ندد بشغب الجماهير المتكرر .. ولكنه لم يكن شغباً هذه المرة .. وردت الأنباء عن مقتل أحد مشجعي النادي الأهلي ! هل وصلت الأمور إلى القتل ؟! كيف يحدث ذلك ؟! ومن المسئول عن هذه المهزلة ؟! وكيف نقول لأمه أنه ذهب ليتابع مباراة ناديه فقُتل ؟! .. ماذا ؟ اثنين ؟ يا إلهي ماذا يحدُث هناك ؟! كانت الصدمة تزداد كلما سمعنا رقماً جديداً .. كُنا لازلنا في عقولنا عندما سمعنا خبر القتيل الخامس والقتيل السابع والقتيل العاشر .. لكن أن تتضاعف الأرقام فيبلغنا خبر الخامس والعشرين ثم السابع والثلاثين ثم التاسع والأربعين؟! فقد كان هذا هو الجنون بذاته ؟ كيف أجد مسمياً لما يحدث ؟ كانت هُنا مُباراة بين فريقي كُرة .. ثُمَّ ؟ عُقِدَت كل الألسنة . طارت كل العقول . بلغت القلوب الحناجر . وصل العويل أفواه الرجال . دب الغضب بقلوب الشباب . سيطرت على كل شئ قلة الحيلة وقلة الفهم وعدم القدرة على مواصلة التفكير . الأعداد تزيد . ستون الآن . شوبير يصرُخ . الصفحة الرئيسية تسوّد . الناس تُجَنّ ولا تعرف ماذا تقول . اختفت الأسباب والنتائج , وابتسم الواقع القبيح وقال : ها أنا ذا , أروني كيف توقفوني . اثنان وسبعون شهيداً . عاجل : قوات الأمن تسيطر على الموقف وجماهير الأهلي في طريق العودة وأرواح الشُهداء لا تعود .

هل يستطيع الكلام مهما بلُغَت بلاغته أن يصف ؟ جلست مصر في هذه الليلة وفوق صدرها هذا الجبل الثقيل .. لا يتحرك .. لا يتزحزح .. الوَرد يُنتزع من البساتين والخريف الأحمق يسود .. والشباب يموت .. هذا الذي لم يكن يأمل بأكثر من بلدٍ ترعى مصالحه .. لا .. تؤيد حريته .. لا .. تحافظ على حقوقه .. لا .. تُقَدّر قيمته كإنسانٍ يستحق أن يعيش .

وقال المُشير طنطاوي بعدئذ : " ومصر ماشية في الاتجاه , واحنا ماشيين في الاتجاه اللي احنا مخططين ليه , ومش حاجة زي دي اللي هي هتوقع مصر .. إن شاء الله الشعب.. بس احنا عايزين الشعب كله يشترك في حاجات زي دي .. الشعب ميقعدش , ماهو اللي عمل كدة ماهو أفراد من الشعب المصري .. الشعب المصري ساكت عليهم ليه ؟!  كله يشترك .. لازم .. لكن مصر إن شاء الله لن ينال منها أحد , وهنستمر في الطريق , وهنعدي هذه المرحلة اللي حصلت , ودي حوادث ممكن تحصل في أي مكان في العالم , لكن احنا إن شاء الله مش هنسيب اللي عمل كدة , أو اللي هُما ورا هذه الأعمال .. ودي مش هتأثر في مصر , ولا أمن مصر .. أمن مصر إن شاء الله سليم وهيستمر إن شاء الله وكل حاجة هتبقى عال .. - والمُتوفين؟ - المتوفيين هنشوف ..احم.. هنبحث مواقفهم , وإن شاء الله هنديهم التعويضات لأهاليهم "

لماذا يحكُمنا الحِمقى ؟

في هذه الآونة كان أهالي المشجعين والمتضامنين معهم ينتظرونهم بالآلاف على رصيف محطة مصر .. ينتظرون أبنائهم أحياءاً أو ميتين , عَلَت الهُتافات , واسودّت الوجوه , واستُلِمَت الجُثث , وانهمرت الدموع , ونامت مصر كما لم تنم من قبل .

ليظل هذا التاريخ الأول من فبراير من السنة الثانية عشر بعد الألفي سنة من ميلاد المَسيح , تاريخاً لن يُنسى , ونقطةً حمراء لن تُزال , وصاعقةً لن يذهب أثرها .. ويوماً مشئوماً في تاريخ البشرية .

كأنه كان حُلماً بغيضاً اخترق النفوس ؟ هل سنصدق ما حدث بالبارحة بهذا اللين ؟ ما حدث بالبارحة ؟ كانت الوجوه كلها مُكفهرة بالصمت , والشوارع باردةً حد الوَحشة , والطيور صامتةً لا تُغنّي , والأجساد محاطةً بالسواد , والسماء ملبدةً بالغيوم , ومن أطراف السماء يبتسم لنا الشُهَداء .

محمود الغندور - محمود سليمان - كريم جونيور - اسلام علوان - أحمد يوسف - مصطفي عصام - سيد جودة - محمد رشدى - أنس محي - كريم خزام - خالد عمر - يوسف حمادة - مصطفي جمال - عبد الرحمن فتحى - محمد عبدالله - أحمد فوزي - مصطفي عبود - إبراهيم حلمي - محمد مصطفى - أحمد وجيه - عمر عمرو - محمود صابر - مصطفي الرفاعي - محمد سري - أمجد السيد - زياد جمال الدين - مصطفى متولي - حسين محمد السيد - محمد خاطر - حسام الدين السيد - محمد علي - أحمد عبدالحميد - مصطفى السعيد - خيري فتحي - حسن فهمي - محمد سمير - العربي كمال - مهاب صالح - أحمد زكريا - محمد أشرف - أسامة محمد مصطفى - مصطفى محمد يوسف - اسلام أحمد - محمد فرغلي - أحمد اسماعيل - عمر علي - مصطفى نصر - محمد عبدالنبي - أحمد محمد صالح - كريم المليجي - محمد جمال - اسلام حسن - سعد جمال - عمر عطا - أحمد عزت - محمد حسين - حامد فتحي - أحمد طه  - محمد الشوربجي - أيمن هيبة - ممدوح البنداري - باسم الدسوقي - محمد خالد - كريم عبدالله - محمد محمود - أحمد الشابوري - محمود سلامة - محمد محروس - أحمد أسامة - سليمان أحمد - محمد ناصر - سعيد محمد - أسامة أحمد - محمد مصطفي كاريكا

" علمونا معنى الإنتماء .. كل المجد للشُهَداء " .

الأحد، 9 مارس 2014

9-3-2014 .. إذهب إلى الجحيم !


لقيت كم الاستفزاز اللي جوايا عدّى الخط المسموح فقُلت أكتب .

أصحى الصبح ألاقي البنطلون الاسود المنشور لسة منشفش فانزل بالجينز اللي مبيليقش على أي حاجة !

أدخل المحاضرة متأخر ومفهمش الدُنيا غير في آخرها - رغم اني كنت ناوي اركز واكتب , ركزت - بس مكتبتش .

نظام التعليم عندنا مبيسمحش للمستهتر أو اللي فايته حاجات لأي سبب من الأسباب يكفر عن ذنبه .. بيخشوا في المواضيع من نصها ما شاء الله .. وما شاء الله بردو بيبدأوا قبل ما ميتين الدراسة تبدأ .. طب واللي كان ناوي يبدأ صفحة جديدة ؟ يروح يلعب في ..

المحاضرة الرابعة الحمدلله كانت ثورية فشخ .. لدرجة إن شرارة الثورة طالت عربية في الشارع ودخان الثورة داعب أنوفنا في المدرجات .. الدكتور حظه كان وحش ياعيني وكان نفسه يبدأ وواضح إنه كان نفسه يفرض شخصيته .. بس على مين .. حاسب ياعم الداخلية هنا .. وبدأت قنابل الغاز تتطاير في شارع الجامعة .. وفجأة كل الناس ظهرت وكل الناس خرجت وكل الناس عيّطت .. تفتكروا المشهد كان مؤثر للدرجة دي ؟

نزلنا وقفنا مع الناس وشمينا غاز شوية وشوية والوضع هدي .. بس للحق .. الشوية بتوع الغاز دول خلوني اشوف ناس كان نفسي اشوفهم ممن لم يسعفني حظي على رؤيتهم في البريك <3

ركبت انا والرفاق وتوجهنا لاجتماع ما في مركز ما .. وكنت تعبان فشخ , ونمت في وسط الاجتماع ونورا زعقتلي وخضتني -.- إني أعرف انام تاني !!

رُحنا وسط البلد على دعوة لثوار في طلعت حرب .. بس واضح اننا اتأخرنا شوية .. عُبال ما رُحنا كانت اتفضت من البياعين <3 فين أيام المسيرات اللي كانت بتقعد بالساعة مثلاً !

من جوعي كلت شيبسي وبسكوت كدة وجعولي بطني اكتر وخوني ماكُلش في وقت الأكل الحقيقي على زهرة البُستان .. قعدة القهوة كانت ألطف حاجة في اليوم عموماً .. شربنا ومشينا .. وعلى فكرة يا عادل سجّلت قولك المأثور في العمود على إيدك الشمال .

ركبت مؤسسة .. الراجل وقف في كمين عند الزمالك ورخصه اتسحبت وفضلنا واقفين ربع ساعة وانا فضلت صاحي .. مش فاكر غلبني النوم إمتا .. بس صحيت بعد محطتي بمحطتين الحمدلله !

نزلت متكدر فشخ وبذكائي الخارق مشيت عكس اتجاه أي حاجة .. بعدها بدقايق ربنا هداني وركبت ميكروباص .. وقف بدور أمه قبل الكوبري شوية .. عدّاني الكوبري ونزلت غالبت التعب والزنقة وخبطت عالباب جامد عشان كانوا قافلينه من جوة -.-

خناقات عادية من نوع الفلوس والصياعة وانتا طالب وانتا بتاع .

والجزء الألطف في اليوم لمّا قلتله : يا بابا الكلية كلها شمت غاز
بابا ( بيفحمني ) : وهمّا ينزلوا في المظاهرات ليه ؟
أنا ( مُستَفَزّ ) : لأ يا بابا ده القنبلة اتضربت قدام باب الكلية قدام عيني !
بابا : يعني التليفيزيون بيكدب ؟

الأحد، 2 مارس 2014

يابو دبورة

يابو دبّورة ونسر وكاب
أنا طالب عِلم فـ إيدي كتاب
تعرف تكتب في الملحمة ؟
طب تعرف تحجب نور السما ؟