الاثنين، 31 مارس 2014

لا تقل شئنا ، فإن الحظ شاء

- يأكلني الصداع دائماً في مثل هذا الوقت من اليوم , الصداع الملازم لأفكار اليأس وخيبة الأمل التي أحسها في هذا الوقت تحديداً , وكأنها تهبط على رأسي مع أشعة الشمس , من هذا الفضاء البعيد .

- " واقول ماشافش الحيرة عليا لما بسلم ؟ "
لابد أنه رأي ذلك جلياً في عيناي , ولم لا , وأنا الذي أفسر كل حركات عينه وتنهداته وتغير أسارير وجهه عندما رآني ؟ , هل تبيّن تلك المشاعر من دون التلفظ بها هبة أم عذاب ؟ أن ترى ما بداخل من أمامك وتشعره كاملاً لا نقص فيه , أن تبتسم ويبتسم وأنت تعلم أن كلتا الابتسامتين تحجبان حيرة عميقة وحزن أعمق , أن تجذب صديقك لتعانقه فيترك نفسه كأنك تعانق الحائط , متى بدأت أحس بهذه الأمور والمفترض أنها محجوبة عني , والمفترض أنني سأرى الزيف وأصدقه , لماذا حتى عندما أسأل لا يُجاب السؤال , ويقال حينئذ : كيف تقول , بل أحببت وابتسمت واحتضنت , وأنت تعلم كما يعلم أنه يكذب ويخفي تحت كلماته الحيرة والهروب .

- لماذا نخفي دائماً ما نريد إظهاره , هل لخوفٍ أو لرغبة في الاحتفاظ بهذا الشعور , وأتعذب أنا ؟ , أعلم أن بداخلك شيئاً وأن بداخلي أشياء , لماذا لا نتكلم , وإذا تكلمنا : لماذا لا نكذب ؟

- أنظم أفكاري كما تُنَظّم دقائق الساعة , أعلم ما الذي يجب عليَّ عمله وما الذي لن أفعله ومن يفكر بي الآن ومن يكن لي الحُزن واليأس , وأعلم أنني مُخطئ بحق الكثيرين , بغير قصد حيناً وبإهمال وتأجيل حيناً آخر , أحاول أن أرتب كل شئ بحيث لا تتسرب من كيس علاقاتي قطرة ماء , ولكنني لا أبلغ لذلك سبيلاً , أحاول فقط .

- بداية الأشياء تُحييني , ونهايتها تقتلني , تلك القتلة التي لم تكن تعلم وقتها , فقط كنت تعيش فحسب , كنت تظن أن العمر ممدوداً أمامك , رسمت الخطط وأطلقت الوعود , ومُت عندما شاء القدر ذلك , وانتهى كل شئ عندما شاء القدر أيضاً .

يا حبيبي , كل شئٍ بقضاء
ما بأيدينا خُلقنا تُعساء
ربما تجمعنا أقدارنا
ذات يومٍ بعدما عز اللقاء
فإذا أنكر خلٌ خله
وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلٌ إلى غايته
لا تقل شئنا فإن الحظ الشاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق