رنّ جرس التليفون بجانب أذني فأنبهني إلى أنني يجب أن أفيق بعد موجة من النوم الطويل تعصف بي أيام الأجازات الإسبوعية .. بل وينبهني إلى الرد سريعاً قبل أن تصبح " مكالمة فائتة " .. وعليكم السلام .. اه .. تمام .. كويس .. كويس .. أوكي بس خليها متأخر شوية ! .. خلاص خليها 4 .. أوكي 3 ونص ! .. سلام .. مرّت الساعة وقابلت اثنين من أعز أصدقائي وأقربهم إلي .. قال لي أحدهما أنه تابع بداية المدونة وأنها " كويسة كبداية " .. هذا ما أردت إيصاله في تلك الأسطر الأربعة ! تباً لي !!
تركتهم بعد أن تفرقنا في محطة " الشهداء " وذهبت حيث وصف لي صديقي .. إلى المريخ ...
يبدو أنني وجدت مخلوقات فضائية حقاً أو إنما هم ممن صعدوا مثلي ولكن تركوا أنصاف عقولهم على سطح الأرض فقد أبت إلا أن تقع تحت قانون الجذب .. ومنهم من ترك إحساسه فقام ودعا أنه فقد ذلك .. وأنا في مكاني .. استمع .. ولو كان الأمر سهلاً لانفجرت فيهم جميعاً .. ما هذا الفراغ ! عمّا تتحدثون يا دُعاة القرن الحادي والعشرين ! لم أخرج من هذا المجلس الفضائي إلا بتلك المشاعر المُستَفَزة .. لا أعلم إذا كنت مخطئاً أم لا .. لكن ما سمعته هو " اللا شئ " .
يُذكر أنه قال لي .. " هتطلع يعني هتطلع " ولم أكُن مؤهلاً لهذا الموقف ! فقد كنت مزكوماً واستطيع بالكاد أن أوصل أفكاري للذي يعطيني أذنه .. فما بالك إذا تحدثت لكل هؤلاء حديثاً يجب أن يكون موزوناً ومثقولاً حتى يستشعروه .. ولكنه صمم على ذلك وهرب حيث يصعد ويبدأ بسرد الأسامي فقد قال أنه سيضع اسمي بينهم .. أول ما خطر ببالي كي أقوله إحدى تجليّات " صنف جديد " فهي ما يمكن أن تعجب هذا النوع من البشر .. فبحثت عنهم في دماغي ما وجدت شئ .. فاستلقفت أحد الهواتف الذكية ودخلت على صفحتي مسرعاً أبحث عن أحلاهم .. لم أجد إلا أول تلك السلسلة .. وكنت أعلم أن هناك الأفضل منها .. وقلت لنفسي في هذا الصدد ماذا لو كُنت دوّنت كل أعمالي هنا قبل هذا اليوم ! فكرت برهة ودخلت على مذكراتي على الشبكة الاجتماعية " فيس بوك " وبحثت بين أسماء القصائد لعلّي أجد ما يناسب .. وجدتها ! " بحاول أنام " .. سأقولها وستعجبهم حتماً .. فكما قالت أحدهن " الحياة حلوة فشخ ! " .. فبدأت بقرائتها مراراً كي تثبت في عقلِ ملأه الشغف والعشق .. لا أعلم لماذا ازدادت قرصةَ البرد حينها وما يصحبها من " رعشة " مصحوبين من البداية برهبة كانت ستبلغ قمتها ببلوغي قمة الساحة ولكن " ربك بيستر " .. " أنا ياسيدي واقف برة والدنيا شغالة جوة زي ما هيا والواد بدوي بيقول الأسامي .. لو لمحني تاني هينده عليا وهتفشخ .. خلينا برة أحسن عشان ليلتنا تعدي على خير " أوحى لي شيطاني بتلك الفكرة .. وهربت هذه المرة من المواجهة بحجة عدم حفظي للشئ المناسب .. ولي صديقان قد وعداني أن يعلماني كيف أواجه الجمهور .. ووعدت نفسي بأنها ستحدث وسأقف أمام حشد كبير من الناس وسأقول ما أريد أن أقوله بكل بساطة .. على سطح الأرض .. أو المريخ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق