الاثنين، 28 أبريل 2014

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء الثامن

قالت السيدة أم كلثوم ذات يوم : " وعايزنا نرجع زي زمان ؟ قول للزمان إرجع يا زمان " .

وهي لمن لا يعرفونها - وأنا منهم - الصوت الذي حارت منه البلابل , والصرح الذي جرت على لسانه الحكمة , والكتاب الذي نطق بلآلئ الأشعار , وقيل : كوكب الشرق , وقيل : سيدة الغناء العربي , و ثومة , و الست , و هي ملجأ العاشقين , و ملهى رواد المقاهي , و ملهمة المفكرين , و أنيسة الساهرين , وهي التي قالت " يا فؤادي لا تَسَل أين الهوى , كان صرحاً من خيالٍ فهوى ! " , وهي التي شَكَت " بدي أشكيلَك من نار حُبّي , بدّي أحكيلك عاللي فـ قلبي " , وهي التي حَكَت " فات من عُمري سنين وسنين , شفت كتير وقليل عاشقين , اللي بيشكي حاله لحاله , واللي بيبكي على موّاله , أهل الحُب صحيح مساكين ! "

أمّا بعد .. بدأ سباق الانتخابات الرئاسية وطغى على الرأي العام في شهري مايو ويونيو عام 2012 , و مع الوقت , تلاهى الناس عن المذبحة , فقال فريق : " دعونا من هذا وهيا بنا ننظر للمستقبل أمامنا " .. وقال آخر : " إن الانتخابات هي وسيلة لإسقاط ما فشلنا في إسقاطه بالثورة " .. وعلى كُلٍ .. جَرَت الأمور .. و انطلقت الحملات الرئاسية .. ولُصِقَت المُلصقات في الشوارع , وعُلِقَت اللافتات , وذيعت الإعلانات , وانطلق الكُتّاب يكتبون , والمذيعون يُرجحون ويتناقشون , والناس يسألون : " أيهم ستنتخب ؟ " .. وكان أهم ما في ذلك كله وأكثره تأثيراً على مجريات الأمور وعلى الرأي العام , الحلقات التي حضر فيها مرشحي الرئاسة على شاشات البرامج أمام الملايين .. يعرضون برامجهم و ما هم بصدد فعله عقب تولي المنصب و يردون على أسئلة المحاورين بكل لباقة و مثالية .. أو يردون على تساؤلات أو انتقادات المرشحين الآخرين .. أو يناظروا بعضهم البعض , وقد حدث ذلك مرةً واحدة بين عبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى .

لا أستطيع سرد أحداث وتفاصيل الفترة المتعلقة بما قبل بدء العملية الانتخابية , ولكن أستطيع أن أقول لك أنها برغم كل المصاعب التي واجهناها والعقبات التي كنا نعلم أنها أمامنا , كُنت لتشعُر أنك تتنفس الحُرية مع الهواء في الشارع وبين الناس , الإحساس بالإختيار والنقد والتحليل والمساندة والدعم والمشاركة والمقاومة والتشهير إذا لزم الأمر , هذا الإحساس الذي أحس به الناس لأول مرة منذ زمن طويل , حرية اختيار الحاكم .

أوضحت فيما سبق كيف أن المتنافسون يختلفون فيما بينهم عند الناس , وكيف يرونهم , وفي العموم , كان كُلٍ منهم يحمل فوق كتفيه حلم بعضٍ من أبناء الشعب , وكانت حركة الثورة وقتها لاتزال تنبُض في الشوارع , فتشعُر كأن الثورة لازالت مستمرة , وأن الصناديق هي النتيجة الحقيقية لما حدث , وهي الضامن لما لابد أن يحدث , وهي المتوقف عليه مستقبل الثورة , بل , مستقبل الوطن .

كُنتُ أتابع الأمور مثلي مثلي كل الشباب , بأمل , وبحذر , وبخوف , وكُنتُ منحازاً أولاً إلى عبدالمنعم أبو الفتوح , كنت أشعر فيه ببعض المستقبل لهذا البلد , وبعد حين , أخذت جانب حمدين صباحي , وكنا - معشر الشباب - أو لنقُل جزء منهم , نزعم أنه الأصلح وأنه رمز الثورة وقبله خالد علي , ولكننا كنا نؤمن بالفُرص , وكنا نقول أننا سندعم الأقرب للوصول حتى لا نُتيح للإخوان ولا لأنصار النظام السابق فرصة لأخذ البلاد حيثُ شاءوا بعيداً عن الثورة , ولكن بدا لنا في الأيام الأخيرة أن شعبية عبدالمنعم أبو الفتوح أخذت في التضاؤل بعد المناظرة التي أجراها مع مرشح الدولة عمرو موسى , وارتأى لي حينها أن فرصة مرشح الثورة تقوى وخاصةً بعد ظهوره كثيراً في الفترة الأخيرة وازدياد نسبة تأييده في الرأي العام .

وأخذت القرار قبل بدء العملية الانتخابية بأيام قليلة , ويومها , أغلقت وصلة الأغاني الثورية التي كان آخرها ( مطلوب زعيم ) , و وصلت مع صاحِبي إلى المدرسة التي أنتخب فيها , وانتخبتُ صبّاحي - رمز النسر .

وترقبنا النتيجة , وكانت شاشات البرامج تعرض النسب مباشرةً على الهواء وتستقبل نتائج الفرز الذي يجري على قدمٍ وساق في اللجان , و جاءت النتيجة المخيبة للآمال , المحطمة للطموح , المثيرة للدهشة : سيتسابق عادل إمام ورياض الخولي على ركل الكُرة , سيتنافس العسكر والإخوان على حُكم البلاد , ستجري الإعادة بين أحمد شفيق ومحمد مرسي على رئاسة مصر .

وكنا نتابع هذه الأخبار ليلاً على موقع لا أتذكره , وكان ( جروب الدفعة ) مشتعلاً وسبّاقاً بتحديث النتائج أولاً بأول , وكنا نمنّي أنفسنا بصعود الحصان الأسود كما لقبه الإعلاميون ودَفع أحد الإثنين , وظهرت حينها عدد من الإشاعات أذكر منها اثنين : أولهما , أنه يمكن أن تجري جولة الإعادة بين الثلاثة مرشحين ! ( من أول شخص أقنع الناس بهذا .. فلنُعطِه جائزة نوبل في الفَتي وتعليق الناس على الأحبال الذائبة ) , وثانيهما , أن الانتخابات قد تم تزويرها وأن الأصح أن يكون حمدين أحد الفائزين في الجولة الأولى , لا يهم من معه , المهم أنه أحد الفائزين في الجولة الأولى ! وحدث ما حدث , وقد استوعبنا الصدمة شيئاً فشيئاً وتقبلنا الواقع على مضض وأصاب بعضنا - أو كلنا - اليأس , وحدثتنا أنفسنا بوصول الثورة أخيراً .. إلى الطريق المسدود .

وبعد هذه الصدمة مباشرةً , بدأنا في النظر في الأمر , وفيمَ أدى له , وبدأ بعض الناس يرمي على الآخر تُهمة تفريق الصف , ويقول : لو أن أحدهم آثر المصلحة وفضّل انتصار الثورة على جلوسِه الكُرسي , لما وصلنا إلى ما وصلنا له , وقد كانت أصوات التيار الثوري التي ذهبت إلى حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح تقرب من التسعة ملايين صوت , بينما فاز كل من مُرسي وشفيق بأقل من ستة ملايين .

وسبحان الذي بيده المُلك , لم نكن لنفيق من الصدمة ليلتها حتى جائنا الحل السحري , حتى نزل علينا المدد من السماء , حتى بُشّرنا بالجنة , حتى انتبهنا لما لا تقوَ عقولنا على الوصول إليه , وقالوا : " اُعصُر على نفسك لمونة , وانتخب مُرسي " , وكُنّا فريقين : أحدنا بلغ منه الإحباط والغضب منتهاه , وقال إن المشاركة في هذه الجولة ليست من الثورة في شئ , ولن أعطي صوتي للنظام ولا للإخوان , والأخر , ملكه الإحباط والغضب أيضاً , ولكنه وافق على هذا الحل المؤقت , لئلا نُقاطع جميعاً فنُرجح كفّة الثورة المضادة بوجهها القبيح , فالمشاركة في صالح مُرسي في مواجهة الثورة المضادة هو نصر للثورة في ذاتُه , وقد كان , وظهر هذا الفرق بين الأصوات التي جناها مُرسي بين الجولة الأولى والأخيرة , وكان هذا الفرق ممن شاركوا لدحض الثورة المُضادة وإبعادها عن الطريق , وفي يوم الأحد 24 يونيو 2012 أعلن المستشار فاروق سلطان , رئيس اللجنة العُليا للإنتخابات الرئاسية , فوز الدكتور محمد محمد مرسي عيسى العياط بنسبة 51,73% , حيثُ حصل على 13230181 صوت بينما حصل الفريق شفيق على 12347380 صوت في المُقابل , وفي يوم السبت 30 يونيو عام 2012 , تولي مُحمد مُرسي منصب رئيس الجمهورية رسمياً , بعد أداء اليمين الجمهوري , وجَلَس على عرش البلاد .

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

الرسالة الكئيبة

احنا في اسوأ فترة من التاريخ .. رغم اني مش عارف حاجة في التاريخ أصلا .. مش عارف غير شذرات اللي كنا بندرسه في المدارس وبعض من معلومات الكُتُب وقصص الأنبياء بالإضافة لتاريخ الثورة منذ يناير اللي انا بكتبه .. ده احساسي دلوقتي .. الشعب اللي أخلاقه اختلفت .. واللي بيتخانقوا مع بعض في المترو كل يوم الصبح عشان حد لمسهم لمسة غلط .. والنور اللي الدولة مش عارفة توفره للشعب .. وياريتها جَت عالنور بس .. ده كل حاجة .. بس هنقول كل واحد رضي بنصيبه .. الكام سنة اللي هيتحط على دماغنا فيهم الخرا وهنسكُت أو هنتقتل .. نهضة مصر اللي مش عايزة تيجي ومش هتيجي طول ماحنا كدة .

مبحبش اندمج .. الاندماج مقرف .. والاندماج بيخليك تغلط .. والاندماج بيعوّد الناس عليك .. مرة بإنهم يتعودوا عليك فتقِل قيمتك مادمت موجود طول الوقت وماتفرقش في شئ .. ومرة بإنهم أصلاً ساعات بيتعدّوا المقبول بتاعك .

أيوة قربت اقتنع ان البلد ميئوس منها وإن الواحد لازم يبدأ يركز مع نفسه ويغض البصر عن كل شئ سوى مصلحته .. حياة اللامبالاة حياة لو تعلمون عظيمة .. تتخرج من الكلية وانتا مش فاهم .. تشتغل اي حاجة بالبركة وبالحب .. والناس بتساع بعضيها .. اطلع مهندس وربنا يسهل والرزق بتاع ربنا .. طب انا مش حابب ومش هعمل ؟ خد شهادة واطلع اي حاجة .... مش مهم بقى الأي حاجة دي تكون ايه ولا هتشتغل فيه بحب وضمير ولا لأ .. عيش وخلاص زي ما اللي قبلك عاشوا .. خد فلوس وموت .. خليك عادي زينا ومتشذش عن الطريق اللي اترسملك .

نفسي اغمض عيني وافتحها ملاقيش حاجة او حد من اللي حواليا دلوقتي .. اي حتة و اي ناس واي اختلاف .. وعموماً هيحصل قريب .. على وضعُكُم بقى لحد ما اختفي من كتر اللي بشوفُه .

السبت، 19 أبريل 2014

إلى أين ؟ وإلى متى ؟

بمجرد ما انتهى اللقاء , وربما فيه , وربما قبله وخلاله , انقبض قلبي , فعُدت إلى البيت ثقيل القلب , كئيب الوجدان , فيّاض العاطفة , وأنا الآن أجلس على مكتبي في الغرفة البعيدة , أسمع أغنية ( حيرت قلبي ) لأم كلثوم .

إلى أين يقودني هذا الفيض ؟ ومتى ينتهي هذا الحُزن ؟ أنظر إلى العازفين فأتذكر بكر :

" الدنيا دي عود
أوتاره كتير
تبقى موعود
لو تعزف صح
ياللي موعود
تعزف للناس
إياك تلمس
وتري الحساس "

ولا يسعني إلا الابتسام كلما قلتها :) , وأنظر إلى الحياة فأتذكر بنداري :

" ف الحياة أحزن أغاني
 عند موتك برضه غني
 ناس عاشتها بالتمني
  يفرق إية الموت معاهم؟ "

كيف يهون كل شئ مع كلمات هذا الفتى ؟ وأسمع إلى الصوت فتقول الست :

" بدي أشكيلك من نار حُبي
بدي أحكيلك ع اللي فـ قلبي
واقولك ع اللي سهرني
واقولك ع اللي بكّاني
واصورلك ضنى روحي
وعزّة نفسي منعاني "

وأتوقف لا عند الشكوى , بل عند الرغبة في الحَكي والفضفضة , تعتريني هذه الرغبة كثيراً , تأتيني حتى ولو لا أعلم علام أحكي ولِمَن , أريد التحدث ولا أعرف كيف , أروّح عن روحي بالشعر , وأُريح الذكرى بالثورة , وأنسى نفسي , تأزمت الأمور كثيراً هاهُنا بالداخل , حتى أنني تمنيت الهروب أو الفناء , ولكنني عُدت عندما عَلِمت أنه لا سبيل غير الدائرة التي رُسِمت من قبل , ولابد من المرور عليها , من العدم .. إلى العدم مرةً أخرى .

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء السابع

ودائماً تُذَكّرنا الأحداث ببعضها البَعض .


توجه أنصار الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل للاعتصام بالقرب من وزارة الدفاع مساء الجُمعة 27 أبريل 2012 , وكان الشيخ قد تم إقصاؤه عن قائمة المرشحين نتيجةً للجدل الذي دار في جنسيّة والدته , مُطالبين بتسليم السُلطة للمدنيين وإلغاء مادة تحصين الانتخابات الرئاسية من الطَعن , ومرّت الأيام , وسُرعان ما انضم لهم العديد من القوى الثورية وطلّاب الجامعات مطالبين بسقوط حُكم العسكر , وفي يوم الثلاثاء 1 مايو 2012 , اتصل بي الصديق إسلام محمد واتفق معي على الذهاب , فذهبنا .


كانت محطات خط الأنفاق الجديد خاوية على عروشها , لم يكن مر الكثير من الوقت على البدء في تشغيلها ( العتبة - العباسية ) , وكان معنا في العربة ثلاثة من الرجال ذوي الأشنبة , كُنا ننظر لبعضنا البعض نظرات الريبة والقلق , وأخبرني أننا سننزل بمحطة ( عبده باشا ) حتى نكون بهذا بعيداً عن شكّ مخبرين الأمن ومن يُحبّونهم , ولم ننجُ منهم في الحقيقة .. فقد كانت الأمور في البلاد بحيثُ يعلم الناس أن أيّ من يتوجه هنالك فهو ذاهب لهذا الغرض دون شك .. وفي هذا بعض الصواب , عندما خرجنا من العربة وصعدنا السلالم المتحركة كان أمامنا الثلاثة , وشممنا من رائحة كلامهم ونظراتهم ما نخشاه , وعند خروج إسلام من الماكينة , افتعل أمن المحطة مُشكلة معه , وجادله في التذكرة أو ما شابه , وفي هذه اللحظة : لا أعلم لماذا أمسك أحد الثلاثة بيدي , ثم نظر للشجار خلفي , وتركني .. لا أسأل لماذا أمسكني .. أسأل لماذا تركني ؟ على كُل حال .. ذهبتُ وإسلام إلى مكتب أمن المحطة وانتهت المُشكلة بعد قلق وشممنا أنفسنا في الشارع .


عندما خرجنا , لم نكُن من الأمن بحيثُ نسأل أصحاب المحلّات أو روّاد المقاهي عن وزارة الدفاع ! فسِرنا حيثُ هَدَانا رُشدنا , وفي الطريق قابلنا أحد شباب حملة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ومعه إعلانات لبرنامجه ( مصر القوية ) فأخذناها منه وسألناه بابتسام عن مكان الاعتصام ودلّنا أن نسير الشارع لآخره ونعبر الميدان ونجتاز المستشفى , ففعلنا , وفي طريقنا قابلنا أحد الشباب من أهل المنطقة ربما , قررنا أن نكذب عليه فلا ثقة لأحد في هذا البلد , وطلبنا منه أن يدلنا على المستشفى , وتظاهرتُ بمرض خالتي حينها , وشكّ فينا لكن لم يفعل شئ , أوصلنا إلى المستشفى , وربما زاد من استذكاؤه بعض الشئ فأراد أن يصلنا إلى فناء المستشفى ! ولكننا أخبرناه أننا سنُكمل الطريق , ودعناه يذهب , ويختفي .

كان الحشد قد أثبت حضوره في المشهد من حولنا بعد أن آمنّا أننا وصلنا دون ضرر , وطفقنا نسير وسط الجموع , وننظر إلى الوجوه , الثوريون في الحشد أمام الأسلاك الشائكة مباشرةً , والإسلاميون بطول الشارع المُقام فيه الإعتصام , وقابلتُ هُنالك الزميلة نورهان البدري ووقفنا وقتاً قليلاً معها وأكملنا المسير أنا والرفيق , لا أذكر بالظبط المشاهد وتراتيب الأحداث , لم تكن الأحداث قد أطلت برأسها بعد , كنا فقط نقطع الشارع جيئةً وذهاباً ونقف هُنا تارة وننظُر في الضوضاء هُناك تارة أخرى , من خلاف جانبي بين إحدى معارضات المشروع الإسلامي وطردها من الاعتصام رغم قدومها للمشاركة , إلى أتوبيس يحمل رُكّاباً صمم على اجتياز الشارع المُقام فيه الإعتصام والحواجز والبَشَر , وطرده أيضاً , حتى اصطياد التخوفات والإستنتاجات وتطاير التأكيدات في الجو المُحيط بأن الهجوم قد أوشك الليلة , كان معنا اثنان من عائلة إسلام هُم من توقع هذا لنا وأعقب توقعه بالدلائل : مِن الوجوه الأمنية المعروفة من المعارك السابقة في الشوارع , إلى اشتمام رائحة البلطجية قد اقتربوا وسيُقبلون في أي لحظة , وحتى استراق السمع من بين أفراد الجيش , وكل هذا ذات نتيجة واحدة معروفة , وواقعة عاجلاً أم آجلاً .. وكان الاختيار الأول هو الأصح .

وحين كانت الإشاعات تجري في الألسنة مجرى الأنفاس , كان الحماس يجري في القلوب مجرى الدم , وترتفع الصيحات والتكبيرات , وتصتك العُصي والحجارة بالأعمدة والحواجز الحديدية , وكُنت لتَشعر وقتها بحماس مُشابه حتى لو لم تكن تكنّه مثلهم , تعلو الضوضاء في لحظات الدفاع ترهيباً للعدو ولإشعاره بأنّا هُنا لا نزال , ولا نخشى , بل نعُد أنفسنا وعُدّتنا للقائك , وهل يُضاهي جُرح العُصيّ والحجارة , اختراق المُسدّسات والسيوف ؟ وهل تُساوي فرحة الثائر للفكرة , وحشيّة القاتل للدم ؟

قبل انتصاف الليل كُنّا نهوى بين أنفاق المترو , دعونا لهم بالستر والنجاة ونِمنا في بيوتنا , ولم يناموا .

الأربعاء 2 مايو 2012 , الخامسة صباحاً . استيقظُت قلقاً في غير موعدي وعلى غير العادة , أشعر بضيق يثقل على صدري واستذكر بعض مشاهد الأمس , ربما هويت على السرير بعد دخولي البيت مباشرةً من التعب , ولم أشعر بما حولي , الآن أشعُر أن شيئاً قد حدث . تأكدت هواجسي عندما قرأت الأخبار ورأيت الصور , هجوم مسلحون مجهولون على اعتصام العباسية مما أسفر عن وقوع 11 قتيلاً وعشرات الجرحي , وباقي الأخبار التي تجرعتها صباحاً بدلاً من كوب ماء , كانت صور الضحايا وبقايا الدماء , وقيل أن الهجوم كان بالأسلحة البيضاء والأسلحة النارية , وإطلاق الرصاص كان مباشرةً في الرأس أو في الصدر , وقرأت الفاتحة , ونزلت .

انتشرت أخبار الاعتداء في كل الصفحات وبين أوساط الشباب , وعلّق بعض المرشحين حملاتهم الرئاسية حداداً على القتلى  , ونددت مختلف الحركات السياسية والثورية بالعنف , ودعى بعضها إلى المشاركة يوم الجُمعة في مليونية بالقرب من وزارة الدفاع للتنديد بإسالة دماء المعارضين والمطالبة بتسليم السلطة وإعدام المُشير , لم أقوى على النزول يومها , ربما استيقظت متأخراً , وكان إسلام وصديقُه عَمر محمد هم من عاشوا هذا اليوم العَصيب , لم نكُن قد استقبلنا خَبَر الحشود التي تحتشد عند وزارة الدفاع إلا ووردت أخبار فض المظاهرة من قِبَل جنود الجيش , وأخبرني صديقي أن قنابل الغاز كانت تَنزل عليهم كالمطر , وكان لي أن أتخيل كيف لهذه الآلاف المحتشدة أن تجري باتجاه واحد في هذا الشارع الضيق , وأن أعلم أيضاً كم منهم وَقَع وكم منهم أصيب , وكم منهم احتجزهم الجيش , هذا غير اعتداءات الجنود على المتظاهرين في الشارع وبداخل الجامع ! والقبض على من فيه بما فيهم الشيخ حافظ سلامة , كان يوماً لا يُنسى بين الشعب والجيش , فضّوا كل شئ , وأعلنوا حظر التجول في العباسية حتى السابعة صباحاً .

بعدها , أطلق المجلس العسكري أكاذيبُه بأن لا يد له في الهجوم على المعتصمين , وتهديداته بأن وزارة الدفاع خط أحمر وأن من يقترب فلا يحاسب إلا نفسه , وتعهداته بأنه لا يريد السُلطة وإنما سيجري تسليمها في نهاية يونيو المُقبل كما اتُفِق , وأنه لا داعي للمطالبة بتسليم السُلطة , وطالب الشعب بالحرص على اختيار الرئيس القادم , وتوفير المُناخ المناسب للانتخابات .

الجمعة، 18 أبريل 2014

حديث العنكبوت (2)

العنكبوت نايم وواخد راحتُه
والعبد لله ما تنام لُه عين
مش لاقي قَلَمي وخايف اشوفُه تحتُه
يا مصر قومي وشوفي قلمي فين !
- شوفي معايا لاكون حدفتُه هنا
فَتقولّي : - شوف لاتكون حدفتُه هناك
عندك قصايد حُب فيا أنا ؟
وده حُب ايه ده يابني إيه اللي دَهاك
- يا مصر مانملُكش غير الصَبر
يا مَصر مانملُكش غير الدُعا
أنا اللي باقي فـ قلمي حبّة حبر
يمكن يناصروا الحُب عالإدّعا
والعنكبوت لافف وداير عنّي
وانا اللي ساذج وقليل الحيلة
لمّا خدعني كُنت لسة بغنّي
عن قد إيه الأرض لسّة جميلة
والأرض مهما بتطرح الأخيار
لازم يحارب في جمالها المَرَض
والعَرَبي لسّة بينحت الأشعار
لاتكونش فاكر إن صوته انقرض ؟
واقعُد أدوّر بس مش لاقي
يا أيها الساقي أعندك قلم ؟
والأخ قالّي فحضّرت أوراقي
وقُمت أصلي و رفعت العَلَم
والنور قطعلي لما عدلي إتظلم
والناي عزفلي فجرحلي أحاسيسي
وقُلت تؤتى الحكمة حيثُ الألم
يمكن أشوفه بنور عينين السيسي ؟
والدُنيا نصّابة وانا اتعلّمت
والدُنيا كدّابة وانا بَكدِب
وفـ وسط تفكيري سَرَحت ونِمت
وحلِمت
إني
مع القَلَم
بَكتِب :

إسمي قَتادة
إبن المُتيَّم
عاشِق لغادة
وَأحِبُ مَريَم
وأحِبُ كَلِمَة
" الصبر نعمة
والحب نغمة
والشعر حكمة "
فارس مَهيب
منهم قَليل
في الحرب اُردي
مائة قَتيل
يجري كلامي
عذباً , أميل
مثل المُربَّع
والمُستطيل
والنارُ أحْرَقْ
من مائَها
والكَلِمَة تَقْتِل
من ساءها
والناسُ تُعْقَد
أحْشائها
والدورُ تُؤتَى
مِن بابها

الاثنين، 14 أبريل 2014

خُدوني من هنا !


طب افرض ان انا فعلاً غلطان في القرار .. هعرف ازاي اني غلطان غير لما اجرب ؟ افرض انا مش مبسوط دلوقتي في هندسة .. هعرف ازاي اذا كنت هنبسط في سياسة ولا هكون مش مبسوط اكتر ؟ ليه امنع نفسي من حاجة ممكن يكون فيها الخير لمجرد الخوف من المجازفة .. المجازفة بإيه ؟ بكلية الهندسة بجلالة قدرها ؟ مبحبهاش .. هل مش ممكن ارجع ندمان وحزين - وده مش هيحصل - لو رُحت سياسة ومعجبنيش الوضع ؟ لأ ممكن .. مش الدُنيا مفتوحة ولا احنا محبوسين ؟ مفتوحة .. طب واللي يقولك هتفضل تضيع في السنين ؟ قول له إن طريق النجاح صعب والوصول أصعب , وليه مكُنش ماشي في الطريق الغلط من الأول وأصحح ؟ وبعدين يعني ايه تضييع السنين ؟ الجملة دي بقف عندها كتير ومش بفهمها .. هل أنا عارف انا هعيش 20 سنة ولا 100 عشان اخاف ؟ معروف ان الواحد بيبقى في جيبه فلوس معينة وبيخاف يصرف عشان هتخلص مع الوقت .. ولو كان عمّال يصرف وميعرفش اللي في جيبه هيخاف ؟ أعتقد لأ .. الفرق الوحيد في المثل هنا إن اللي بيصرف من فلوس ميعرفهاش هيكتشف انها خلصت وهيجوع .. انما اللي بيصرف في سنين ميعرفهاش هيخلص معاها وهتنتهي عند كدة كل الأحلام والأماني .. .. يعني إحساس اني ضيعت عمري ده هيجيلي إمتا وازاي بعد إدراك حقيقتُه اللي مفيش بعدها حاجة أصلاً ؟ فالخوف من إيه ؟ يعني تضيع عُمرك ؟ أنا مستعد أضيع عمري في المعرفة والفهم والمحاولة والتجربة .. مش في الطريق اللي اختاره أهلي بناءاً على تجارب ذوويهم وهيستيريا المجتمع لتعظيم المهندسين والدكاترة وإجبار أي طالب متفوق انه ميضيعش الـ100% اللي جابهم بالحفظ وطلوع الروح .. ممكن تقولوا انتَ مش واثق في قرارك من البداية وهترجع تقول الحقوني وخدوني من هنا .. هقول ان انا بقول كدة بالفعل في مكاني الأول .. إذاً مادُمت كدة كدة متكدر .. ليه مجربش يمكن متكدرش ؟ .. ممكن تقولوا حد يسيب هندسة وشغل المهندسين ويدخل سياسة اللي مش لاقيين ياكلوا .. هقول لكُم ان انا كمان مش هلاقي اكُل عشان انا متعلمتش هنا حاجة ولا هتعلم حاجة .. وبعدين مش انتُم اللي بتقولوا الرزق على الله ؟ الرزق على الله .. ممكن تقولوا خلّص السنتين اللي هيعدوا بالطول أو بالعرض وخش اللي انتَ عايزه .. هقول لكُم مين قال اني هنجح في السنتين وهعمل مشروع تخرج ؟ إذا كنت مش حابب المواد هتعلمها وادوس فيها في تانية وتالتة ورابعة وانجح ازاي ؟ شوفوا درجاتي على مدار السنة ونص في عمارة في الديزاين .. أو في كل حاجة حتى .. وانتو تعرفوا ان مفيش أمل .. وبعدين حتى لو فرضنا واني هاجي على نفسي وانجح .. هخش سياسة ليه لو ليا النجاح في هندسة وهكره الشغل ليه لو مكرهتش الدراسة ؟ لما انا ولا بعرف حاجة في الاساسات والبناء ولا في المواد ولا في الخرسانة ولا في التصميم المعماري .. هطلع اشتغل ايه .. سبّاك ؟ .. كل الناس عارفة انا قد ايه عانيت في القسم ده .. وقد ايه كنت بعافر وبنجح وبعدي بالعافية .. واديني وقعت اهه .. طب هفضل كدة لإمتا ؟ هفضل لإمتا اطلب من زمايلي يعملولي تصميمات أو يخلوني انقل شيتات أو لوح بلدينج أو يكتبولي ملخصات احفظها وادبها في الامتحان من غير فهم ؟ وياريت في كل ده بفلح .. ممكن اكون حبّيت فكرة " العمارة " .. أيوة .. انا فعلاً بحب الجمال والفن .. بس مكنتش اعرف ساعتها اني هتعمق في العالم المادي ده أوي كدة .. اومال انا خرجت من مدني ليه في الأساس ؟ عشان ده ..ومش ده العمر اللي عاوز افنيه .. كفاية .. خدوني من هنا .

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء السادس

لم يعُد هناك الكثيرُ من الوقت , فكلما مرّ بنا الزمن ورأينا بأعيننا الزيف , كلما شعرنا باقتراب النهاية , وهو في الحقيقة ليس مجرد شعور , فقد رأيناها ولمسناها ومرّت بجانبنا في مرّات عدّة , ربما كان الحظ أو القدر هو ما أبقاني حتى هذه اللحظة كي أكتب هذا الكلام , فمن يعلم ؟ من يعلم أنني سأنجو من البطش وأُكمل الحديث ؟ ربما يختارني الرصاص الطائش ذات يوم , أو يُزَج بي في أحد السجون , هل سأكتب ما رأيتُه على حائط الزنزانة ؟ هل ستنير لي الشمس من فتحة السجن ؟ وإذا كتبت ؟ من سيقرأ غير الزَمَن وذرّات الهواء والمظلومون الذين سينامون في محبسي إلى يوم القيامة .. أو هدم أسوار السجن على رؤوس المُستبدين ؟

بات الهواء في مصر بعد المذبحة باهتاً , كئيباً , أينما سِرت شممت رائحة الخيانة والهوان , تلك الورود التي قُطِفَت في أوج بهائها , ومن المسئول غير القاتل والمتفرج والسفّاح الأكبر ؟ انطلقت الاحتجاجات في القاهرة والإسكندرية والسويس وبعض المحافظات بعد يوم الثاني من فبراير تنديداً بالمذبحة وللمطالبة بالحقوق التي اُهدرت على أرض هذا الملعب وعلى رأس ذلك المطالبة برحيل المجلس العسكري التي توجهت إليه أصابع الاتهام على الفور .

وفي الليلة نفسها , كُنتُ هُناك , في شارع محمد محمود مع جموع الشباب الغاضب , نهتف ضد الداخلية التي أدارت ظهرها لمَن يُقتلون أمام أعينهم .. فما وظيفة هذا الكيان غير حماية الممتلكات والأفراد ؟ أين هذه الحماية إذاً ؟ ولا عجب , فنحن نعهد هذا النوع الذين يقدمونه من الحماية للنظام من كل مَن فتح فمه وقال شيئاً مخالفاً , نراه جلياً في معتقلاتهم ونلمحه من فوهات أسلحتهم المصّوبة تجاهنا في كل وقت . هتفنا ضد وزارة الداخلية وضد حُكم العسكر وطالبنا برحيل المُشير وإعدامه لما آلت إليه الأمور من الاستهانة بدماء الناس في حُكمه . كانت الأمور عاديّة .. كنا قد اقتربنا من الشارع المؤدي إلى وزارة الداخلية من محمد محمود , وكانت صفوف الأمن المركزي ومدرعاته تقف أمامنا على أول الشارع .. وفيمَ رأيت أننا كنا نهتف أمامهم بل ويحدثهم أحدنا عمّا يقع من ظلم .. بدون أن يحدث بيننا وبينهم شئ إلى هذه اللحظة , حتى كلمتني أمي وطالبتني بالعودة فلبّيت .

دائماً تكلمّني أمي في هذه اللحظة , بين انطلاقي من التحرير ووصولي البيت كانت الاشتباكات قد بدأت .

وقعت الإشتباكات في القاهرة والإسكندرية والسويس , واستمرت بمحيط وزارة الداخلية إلى يوم الخامس من فبراير , حيث وصل عدد القتلى في القاهرة إلى ثمانية من الشباب وفي السويس إلى أكثر من خمسة وعدد المصابين في القاهرة إلى أكثر من 1482 مصاب .. وعلى التوازي كانت المسيرات تجوب الشوارع في القاهرة وفي المحافظات مطالبة بتسليم السلطة وسقوط حُكم العسكر , وتوقفت الإشتباكات بعد محاولات عديدة من أطراف عدّة لاحتواء الأمور والحيال دون استمرار الاشتباك في الصفوف الأمامية , ودعا المُشير في بيان رسمي إلى الإسراع بإجراء الانتخابات الرئاسية , وأصدرت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات الرئاسة قراراً بفتح باب الترشح يوم 10 مارس .

لم تتوقف مجموعة أولتراس أهلاوي عن المطالبة بالقصاص من يوم المذبحة , وشاركتُ في معظم الفعاليات التي كانت تنظمها المجموعة للضغط على النظام في سبيل ذلك , وكانت أعظم المسيرات التي سِرتُ فيها وأكثرها تنظيماً هي تلك المسيرات التي كانت تنظمها هذه المجموعة في هذه الأسابيع التي تلت المذبحة , وعلى التوازي , كان النضال الثوري مشتعلاً بدوره , ولم يُثنِ إعلان برنامج إجراء الانتخابات الرئاسية الثوار عن النزول للشوارع والمطالبة برحيل المجلس العسكري ومُحاسبته .

ومع مرور الوقت وانقضاء الأسابيع , تبيّن الشعب المصري الوجوه التي عليه أن يختار منها رئيساً للجمهورية , وخاض السِباق فيمَ أذكر من المرشحين ذوي الأهمية على مستوى الرأي العام المصري : أحمد شفيق , حمدين صباحي , خالد علي , عبدالمنعم أبو الفتوح , عمرو موسى , ومحمد مرسي . وكان السِباق حينئذ على حُكم مصر في أذهاننا يتعلق بمدى قرب المرشحين من الثورة أو بعدُهُم عنها أو وقوفهم في مناطق أخرى , فكان اختيار الثوار يقع بين حمدين صباحي وخالد علي وعبدالمنعم أبو الفتوح , وكان اختيار من يميلون إلى النظام السابق وإلى رجاحة كفّة الدولة على الثورة يقع بين أحمد شفيق وعمرو موسى , وكان اختيار الإخوان ومَن في طريُقِهم يقع على محمد مرسي .

ودارت في هذا السبيل العديد من الحوادث في الرأي العام المصري , منها وجود الفريق أحمد شفيق في سباق انتخابات الرئاسة مِن عزله كونه أحد أتباع النظام السابق , وفي هذا الشأن كان الرأي العام مشتعلاً , خاصّة مع تصريحاتُه التي عادت الثورة والثوار بشكل صريح , واندلعت العديد من الاحتجاجات في الشارع منددة بإطلال وجه النظام القبيح على الانتخابات التي كانت نتيجة من نتائج الثورة التي طالبت بالتغيير , لا تبديل الوجوه فحسب . ومنها رواج الجدل حول خوض عُمر سليمان الانتخابات , وكان في هذا قمّة الوقوف في وجه الثورة والإعلان عن اعتزام هذه الفئة من الحُكّام العودة إلى الخلف , وكان في هذا خوفاً كبيراً من الثوار حتى أنّهم لقبّوه بالعقرب تارة وبالثُعبان تارةً أخرى , وكان الخوف على مصير الثورة منه أكبر من الخوف عليها من الوجه الآخر , شفيق . ومنها اعتزام المهندس خيرت الشاطر خوض الانتخابات الرئاسية بمباركة جماعة الإخوان , ثُمَّ خروجه من السباق لسبب لا أذكُرُه , واستبداله بالبديل الجاهز في هذه الحالة : الدكتور محمد مرسي , والذي أُطلق عليه أيامها لقب ( الإستبن ) . ومنها الجدل الذي قام حول قانون الانتخابات الرئاسية , والذي قيل أن فيه بنوداً تُقصي وجوهاً بعينها , مثل الدكتور أحمد زويل مرشّح الأمل والعِلم , والدكتور محمد البرادعي مُرشّح التغيير والحِلم . ومِنها ما دار حول قانونيّة وجود الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل في سباق الإنتخابات من عدمه , وقد حُكِم بعدم خوضه السباق ربما لأن والدته تحمل الجنسية الأمريكية فيما يزعمون , وهذا بعد أن أعدّوا العدة وملأوا الدُنيا باللافتات الي تدعو الناس لاختيار أبو اسماعيل تحت شعار ( سنحيا كراماً .. دولة مُحترمة وشعب مَصون ) .. وكان عدداً كبيراً من الإسلاميين يقفون تحت رايته ويعتزمون اختياره وتأييده , فيما عُرف لاحقاً باسم ( حازمون ) .. وبعد تلك الواقعة , اتجه أنصار حازم أبو اسماعيل للاعتصام بالقرب من وزارة الدفاع في نهاية أبريل 2012 , وذلك للمطالبة بتسليم السُلطة للمدنيين , وإلغاء مادة تحصين الانتخابات الرئاسية من الطَعن , وبدأ اعتصام العبّاسية .

العساكر

دلوقتي انا عايز أفهم
والعب لعبتكُم ديّة
هو الواحد يترقّى
بعد امّا بيقتل ميّة ؟
هوّ انتو بتحموا الناس ؟
ولا بتحموا الحرامية ؟
لو ربّك سأك : ليه ؟
هتقولّه عشان داخلية ؟

أنا عايز افهم واللهِ
شايفين ازاي الناس ؟
لو مصريين زيينا
عايزين ليه منّا مداس ؟
بتحسّوا بإيه بعديها ؟
ولّا فقدتوا الإحساس ؟
طب خَدتُم إيه مـ اللعبة ؟
هل مثلاً خَدتوا الكاس ؟

اللي بتقتله ده أخوك
من نفس الطين والأهل
والفرق مابينكُم سُلطة
مش فكرة عِلم وجَهل
الطفل اول ما بيكبر
يشرب من النيل والنهل
من قبل ما ينطق يعرف
قتل الإنسان مش سَهل

لو تفتح راسك حبّة
هتلاقي الوضع خطير
إنتا اللي فـ وش الصورة
ووراك سفّاح ووزير
قتل الثوّار والطَلَبة
يحميه من هَم كبير
الطلّاب للمُستقبل
والثّوار للتغيير

الأربعاء، 9 أبريل 2014

اية

هاتلي يا بُكرة صفحة جديدة
علشان اكتِب فيها قصيدة
وبقالي كذا اسبوع ناوي :
هكتب بقى عن آية قيناوي !

آية يا سادة
- لتعُم الإفادة -
حوار لا يجوز
نكتبه في كام سطر
وبالإجماع
- يا مُحبّي السَماع -
تغنّي وكإنك
بتسمع لقَطر !

وفي الجانب الإجتماعي لآية
صداقة جميلة وضحكة حكاية
ونظرة كفاية تودّيك هناك
فإوعى تُقَع في شِباك الهَلاك
عشان تعرفوها لازمكُو شهور
وعشان تشوفوها لازمكو نَظَر
وعشان تسمعوها لازمكو شعور
وعدَم اتبّاع تعليماتي خَطَر
فاجيب كُرّاساتي , وأسرح وأكتب :

يا آية كتبت
بلاش تزعلي
وكان عندي كبت
وقَلبي خَلي
وسوف أُجلجل
وتَجَلجَلي
هجيبلك كُنافة
وأم علي !
خلاص اصطفينا ؟
-لا مش خلاص يا هيثم-
يا كروان تَغَنّى
يا هُدهُد تَبَسّم
وإحكيلها عنّا
بشِعرٍ رقيق
وإبعت سلامنا
, وهذا صديق

حديث العنكبوت (1)

البنّا قاعد أصله مابيبنيش
والطير على الشجرة مابيغنّيش
والعنكبوت .. داير بيبني بيوت
تحت السرير والمكتبة والنيش
كُل امّا أمشي أتخبط في خيوط
العنكبوت يمشي وانا ممشيش !
عايزين نحل المُشكلة دي يا سِيد
ونروح ونيجي وكُلّ منّا يعيش
وقعدنا لاجل ما ييجي حل مُفيد
وحَكَم ما بينّا ثورجي وشاويش !
قُلت : احترمني أو ابني بيتَك برّا
قال : تقدر انتا تعيش دقيقة فـ صَحَرا ؟
قال الشاويش : ممكن نرُشُّه بغاز
قال المُناضل : راح تقوم الثورة
قُلت : أصله بيت الجد قبل الأب !
قال : رب جدّك قال عليّا فـ سورة
قال الشاويش : تحب نبدأ ضرب ؟
قال المُناضل : الشعوب منصورة
قُلت : آنا صاحبُه ومش هيبعد عنّي
والحق قولُه إنتا ليك العِش
قال الشاويش : طبقاً لحلّي الأمني
العنكبوت قِلة ويجِب مايعِش
والعنكبوت قال : بيتي قبل قرون
جاي انتا في دقيقة تشيل وتهِش !
والثورجي قال : كُل حَق مَصون
والحُكم عُمره ما يكتِمِل بالغِش

هنبات في زنازين العمر

أسرح
حبة
في الأوضاع
وألمح
بس
ماشوفش القاع
والقى المطرة وادعي واقول :
اللَهُمَّ العيش والفول
ونحقق بعدين الثورة
ونظلل حلمنا بالدوح
وبحِب امّا نعيد الدورة
على أحلام
أي طَموح

أرقام في قوانين العمر

أسرح
حبة
في المنقلة
وألمح
صورتي
في المسألة
والقى العَقل يجيب ويوّدي
واسكُت أصل محدش قدّي
وابدأ اداري عشاد الحسد
وارجع اعيد , مرة والتانية
وافضل اجاوب زي الأسد
وارجع أجيب .. صفر فـ ثانية !

نهايات في بدايات العمر

أسرح
حبة
في اللاب توب
وألمح
أول
كلمِة حُب
والقى الشات يتملي بقلوب
واسكُت في وجود المحبوب
وابدأ اجيب سيرتُه فـ أشعاري
وارجع اقول : للحُب نهاية
وبحِب العِشق العشتاري
لما بيكتب أي رواية

ورقات جوة لجان العمر

أسرح
حبة
في المقلمة
وألمح
أول
بيتا وجاما
والقى سؤال في الورقة مُهين
واسكُت في وجود المُعيدين
وابدأ الملم فوق أفكاري
والعب بيها ملك وكتابة
وبحِب الفِكر العبقاري
لما بيكتب أي إجابة !

نكهات في بتنجان العمر

أسرح
حبة
في المعلقة
وألمح
أول
طبق اتسَقَى
والقى الزيت يلعب في النار
وادلُق خل واحُط خيار
وابدأ اضيف ملح وكمّون
وارجع أقِيد عالوجبة التانية
وبحِب الأكل المضمون
لما بيقلب بطني فـ ثانية !