الأحد، 30 يونيو 2013

سباق الزمان

تَجلّي الحاجات
في مَرمَى النظر
وشرف الثبات
في وقت الخطر
وعار السُكات
على المشنقة
وجيكا أمّا مات
هتافه بقَى ..

سباق الزمان
طويل كالأبد
قوي كالأسد
سريع كالمدد
عميق فلسفي
مُخيف كالعوا
كثير , مُختفي
كمِثل الهوا

تِحرّك فراشة جناح فانتِبِه
لشكل الجناح
فتيجي الرياح
وتجري السُفُن
وتغرِق سفينة من جريها
فتصحا مها
تشوف الخَبَر
ممات المئات
وفشل النظام في إيجاد الوسيلة
فصحيت نبيلة
وقالت نثور
فثار الآلاف
وحاصرت جموعهم قصور الرئيس
فيصحا ونيس
يزيح اللحاف
ويصرخ بإن
"سقوط النظام الجبان اللي خاف"
فصحيت عفاف
بتبكي وتئِن
تغني وتزيد
"فخورة وهفضل - بإبني الشهيد"
وراحوا الجماعة
وشِبِع الجواعى
وشِرب العطاشى
وحرك هتافهُم جِناح الفراشة !

السبت، 29 يونيو 2013

بين الميدانين .. 28 يونيو 2013

اليوم الأول .. الساعة التاسعة مساءً .. " الشعب يريد إسقاط النظام " .. كان هذا أول ما سمعته حين صعِدت من محطة " السادات " .. كان العدد كبيراً .. سِرت وسط الجموع دون كلام .. دون هتاف .. أراقب بعيني وأذني فقط .. تعودتُ على ذلك مُنذ وقتٌ بعيد .. في 2012 تحديداً .. لا أهتف حتى إذا تعالى صوتي واختلط وارتفع تحققت لصحاب الهتاف أمنيته .. أعرف أصحاب المصالح جيداً .. من ذوي اللحى وأصحاب البِدل .. هكذا هي .. وليست كمثل أي شئ آخر .. كان الميدان مليئاً بأولئك الذين لم أعرفهم قبل .. لم أرَ أشكالهم .. لم أختلط بهم .. لا أخالطهم هتافهم ولو توحّد الهدف .. هذا الجيل ليس جيل الثورة .. أو هكذا أشعر .. بحق أو بغير حق .. لم أعد أتنفس نسيم الثورة .. هؤلاء لا يؤمنون بها .. نعم .. هُم فقط يُتاجرون .. يتاجرون بذكر الشهداء الذين طالما إتكئوا على الأرائك يقذفونهم بالسباب وينعتونهم بالصفات ويسخرون من مساعيهم .. وهم على الأرض يُقتلون .. هُم يهتفون بدمائهم اليوم وهم لا يعلمونها .. هم فقط يريدون أن يكسبوا تعاطف الناس فيهتفوا .. ويدّعوا الثورية .. والنضال .. والوطنية النابعة من القلب .. يصرخون .. يدعون .. يحسبنون .. وأنا لا أشعر بذلك كله .. لأنه ليس نابعاً من القلب .. ناهيك عن العَبَث المُترائي في كل مكان هنالك .. فها هنا الأزواج والأبناء الذين لا تنفك تراهم في الفنادق وفي المحال العامة .. قد رأيتهم أخيراً في الميدان .. وها هنا الأطفال الذين لا يفهمون .. بل .. لا يستطيعون أن يفهموا شئ .. يرفعون اللافتات ويضعون صور مرسي تحت أقدامهم ويهتفون بهذه البراءة " إرحل " .. وها هم الأطفال الأُخر .. الذين لا أراهم إلا على جوانب الشوارع والميادين يتحدثون بصوت خافت وينظرون للمارة في ريبة ويفعلون شيئاً لم أحاول فهمه .. والأمر من ذلك كله .. صورة " توفيق عكاشة " التي أذهلتني على رقبة أحد " الثوار " مٌحاطة بعلم مصر وبعض الكلمات الوطنية ! .. وفي سياق المُتاجرة .. بائِع العصير الذي يُحدث صوتاً إيقاعياً بالقطعتين المعدنيتين في يده .. ويتراقص مُغنياً " إرحل " تيت تيت " إرحل " تربتيت ... وبائع الخِرفان اللُعبة .. لكي يتصور المتظاهرون معهم أن " هاهاها صورني مع مرسي هاهاها " يا له من سخفٍ صعُب على مرارتي تحمله .. وتذكرون جميعاً النُشطاء الذين طُردوا من المسيرات لذكرهم مثلاً أن " الداخلية قتلت جابر " إذ أنه كيف نهتف ضد الداخلية وهي تهتف معنا ؟! .. وتذكرون أيضاً الهتاف الذي طالما علمنا كذبه وزوره .. أن " الجيش والشعب إيد واحدة " ها هو قد عاد من جديد بمباركة الثوار الجُدد .. تركت هذا العبث وراء ظهري وتوجهت مجدداً لمحطة المترو .. لم أذهب إلى البيت .. سأتجه إلى ميدان رابعة العدوية ..

الساعة العاشرة والربع مساءً .. صفين من اللجان الشعبية فوق رؤوسهم خوذ صفراء وورائهم حواجز سوداء .. " البطاقة " .. لم يرَ البطاقة في يدي فيسمح لي بالدخول .. بل أخذها ونظر على الوجه الخلفي .. أفسَح الطريق .. لم تعنّي ذاكرتي على ذكر الجُمل تحديداً ولكني سأحاول تقريب المعاني .. سمعت في طريق الدخول صوتاً بعيداً لكنه كان عالياً وقوياً .. يذكر الله ويصلي حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام .. " عاش مرسي .. عاش مرسي .. عاش مرسي " انتبهت فوجدت هذا الفتى يُطبل ويهتف ويهتف الناس من حوله والبسمة لا تُفارق أفواههم ! اقتحم الصورة شاب آخر ملتحي استفزتني ابتسامته العريضة هاتفاً " قال إيه بيقولوا .. يوم 30 .. مرسي قاعد .. 8 سنين " .. وكلهم ورائه بنفس الصوت .. ونفس الحماس .. ونفس البهجة الغير مُبررة إلا لاستفزازي .. استمر أمرهم . تركتهم .. " تكبييييييير .. الله أكبر .. تكبييييييييييييير .. الله أكبر " دخلت وسط الجموع تحت المنصة الكُبري .. وعليها كلمة الثورة على ما أذكر .. وبجانبها لافتة كبيرة عليها صور لأربعة شهداء مِنهم سقطوا مؤخراً .. حتى أن الذي سقط اليوم كان معهم في اللافتة .. رحمهم الله ! .. " الرسالة التانية .. الرسالة التانية .. لإخوتنا الأقباط .. الذين وقفوا يحموننا في الميدان .. لا ننسى لهم هذا الجميل ! .. ولكن .. نستنكر منكم نيتكم للنزول .. ماذا رأيتم من المسلمين حتى ترفضوا حكمهم ؟؟ .. أنتم إخوتنا في الوطن .. تعيشون معنا في الأمن والأمان والإستقرار .. أومرسي مثل مباراااااااااك ؟ " هكذا كان يُعلى صوته فيردون بسرعة شديدة " لااااااااااااااا " .. " أومرسي مثل مبارااااااااااك ؟ " .. " لاااااااااااااااااا " .. " إنكم إذا نزلتم .. فوالله إنها الحرب ! " .. ثم أتى الصوت من الجموع وتبعه حماسهم المُتقد دائماً " بالروح .. بالدم .. نفديك يا إسلام .. بالروح .. بالدم .. نفديك يا إسلام ! " .. " تكبييييييييييير .. الله أكبر " .. ثم أتى شاب مُلتحي آخر وهتف .. لا أذكر هتافه جيداً ولكنه كان في نفس السياق الديني والحماس والتوقد لنصرة الله والإسلام فيشتعل الناس هتافاً بالطبع .. فدعى أحدهم للكلام .. أطلق عليه " من قيادات الثورة " .. والله لم أره في حياتي ولم يره غير أولئك .. ظل هذا الإعلامي المَدعو يتكلم بنفس اللهجة ويوقد حماسهم برفع الصوت وجلب الهتافات التي تُشعل القلب المؤمن مثل " لا إله إلا الله " " بالروح بالدم نفديك يا إسلام " .. ثم الهتاف لمرسي الذي لا ينقطع أبداً .. ثم ذِكر بعض الإعلاميين بالسوء .. مثل باسم يوسف في المقدمة وتليه لميس الحديدي وبعض الآخرين الذين لم أذكرهم .. ثم أتى من أطلق الرجل عليه " مرشد الثورة " .. فقال .. " كلنا نرفع إيدينا ونمسك إيد بعض " .. فما وجدت نفسي إلا والرجل يجذب يدي ويرفعها معه ! لم أُبدِ شئ .. بدأ الشاب يُنشد للنبي وللإسلام وهكذا .. فحاولت فك يدي عن هذا العبث .. مُتظاهراً أنني يجب أن أرد على الهاتف ! .. تنحيت عن المكان الذي كنت أقف فيه حتى لا يلحظ الآخرون هروبي من هذا الأمر ! .. ثم أتت أصعب اللحظات التي مررت بها في هذا اليوم .. ألا عندما غنى " يا بلادي " .. وغنى الآخرون .. هكذا أنتم يا شهداء .. يُتاجر بكم في كل القضايا وفي الشئ وعكسه .. وهكذا لفظة الثورة التي باتت تُطلق من هُنا وهناك .. وهكذا الهتاف الذي يشترك فيه الفريقين .. " ثوار .. أحرار .. هنكمل المشوار " .. أما بعد .. بدت لي جموعاً أخرى من بعيد .. ذهبت لأتابع بدوري .. لم يكُن هناك شئ .. الشئ كان على الناحية الأخرى من الطريق .. وجدت على ما يبدو جمعاً كبيرة له وجهة واحدة يرفعون العُصي ويلبسون الخوذ الزرقاء ويهرعون .. ماذا هنالك ؟ أفكر أحداً في مهاجمتهم مثلا ً ؟ لنرَ .. جريت معهم فإذا بهم يلتفون عند نهاية الرصيف ويولون وجههم في الناحية المعاكسة .. نحوي .. ركزت برهة .. وعلمت أنهم يتدربون .. مَحميون بالخوذ الزرقاء وغيرها .. مُدرعون بالدروع مثل التي وجدناها في الصور من قبل .. مُسلحون بالعُصي من كل نوع .. وجزء كبير من هذه العصي كان له اللون الأبيض .. مُتحمسون لما يُجاهدون في سبيله .. يهتفون " قوة .. عزيمة .. جهاد " .. " حرية .. عدالة .. مرسي وراه رجالة " .. " الله أكبر .. الله أكبر " .. " لا إله إلا الله " .. " بالروح بالدم نفديك يا إسلام " .. يقودهم رجلٌ يلبس الدرع كاملاً وكأنه المُدرب لأنه كان يُلقي التعليمات للفريق و شيخ بجلباب أبيض وعمة مثله ولحية كبيرة .. وكنا كلما مررنا على قوم أمطروا علينا المباركات والثناء والحمد والتكبير وكل مظاهر الرضا .. ها هم رجالة الإخوان .. ها هو جيش الإسلام .. " قادم .. قادم " .. " قادم قادم يا إسلام " .. وقفنا حيث الطريق الذي دخلت منه في أول الأمر .. وتكلم الشيخ .. { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .. { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين - الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } .. مُشيراً إلى أنهم يجاهدون في سبيل الله .. و أنهم سيموتون شهداء لله ولرفعة الإسلام .. وكلامٌ كثيرٌ في السياق نفسه لم أذكره .. وغادرت .. هؤلاء يقولون كل شئ باسم الله .. يفعلون كل شئ باسم الإسلام .. فكيف إذا لا يسمعهم أولئك المُغيبون ! .. مثل أن تأتي في الصفحة الرئيسية وتقول " لو بتحب النبي دوس لايك " أو " اللي بيحب ربنا يرفع إيده فوق " .. أو " وقالت الصناديق للدين .. ناعاااااااااااااااااااااام " .. أو " سيستبيحون أعراضنا ونحن هُنا لا نفعل شئ ! هيا نُطهر البلاد من الشواذ والكفرة ! " ... وهكذا دواليك ..

كانت هذه شهادتي كما رأيت وكما بدا لي .. حفظ الله مصر من كل سوء

الأربعاء، 26 يونيو 2013

غربتي

غربتي , صارت تونّس
شئ غريب ,, بس طيّب
كل شئ أصبح قريب
في انتباهة يكون بعيد
جَتني في حلمي الوحيد
اللي عُزته بشكل أبدي
غُربتَك مثلي يا ولدي
كونها جَت من جمرة والعة
حلّني رمزي وعددي
هتلاقيني بَساوي "سبعة"

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

رحلة داخل العقل ...

كنت في ذلك الكهف المظلم الذي يظهر منه النور في نقطة بعيدة بيضاء مختلفة عن السواد القاتم المحيط . كان الصوت مستمراً من خارج الكيان .. يأمرنا فنُساق .. كلٌ في كهفه .. في فُلكه .. في عالمه الأوحد .. الوحيد فيه .. نمضي حثيثاً تجاه النقطة التي تُصبح دائرة .. وتتسع . وتتسع . وتبدو كأنها باباً مفتوحاً على عالَم آخر .. عالم مختلف .. مضئ .. لا أعلمه .. لكنني لم أقرر .. فقد أمرت بالقفز . قفزت .. لم تكن الدُنيا بيضاء كما استدركتها من قبل .. كانت الأرض تقترب مني .. سأتلاشي .. سأنفجر .. ستتوزع خلايا جسدي على هذا الجبل بالتساوي .. سأنتهي . أتى الأمر مختلفاً فأنصف الحيارى الساقطين .. تحولت الأرض من تحت أقدامنا لبحرٍ عميق .. تحولت فجأة .. فأذهلنا انتصار القدر حينئذ وألهانا عن العُمق الذي غرقنا فيه بالنجاة وإمكانية استمرار الحياة . نظرت بعيداً .. وجدتها . اختفت . وجدتها . مشوهة الملامح .. متخالفة الوجوه .. متعاقبة الطلّات .. بارزة العِلل .. كلما اقتربت كلما ازدادت سرعة تغييرها .. لم أعد قادراً على استيعاب هذا المشهد .. كُنت سأنفجر مراراً من هول الشتات الذي كنت أغوص فيه بعقلي .. من أنتِ .. لماذا تتحولين هكذا .. لماذا أكرهِك أيما كان وجهك .. لم أستطع اللعب معك .. لا أحبك .. دعيني أكمِل الحياة الأبدية دون أن تريني وجهك .. أشعر فقط بها في قلبي .. أحبها في قلبي .. ليس لها هذا الوجود الذي يُرسم ويُرى بالعقل .

صدر الأمر فنِمت نومة مُدّعاة داخل النومة .. لم تكُن بجانبي .. غِبت عن الإدراك ولم أعد قادراً على استيعاب تلك اللحظة .. قيل كلٌ منكم سيرى حبيبه على الشاطئ .. لم أرى إلا شتات .. لم أرى إلا مشاعر مُهدَرة .. لم أرى .

كان صوته هو المُتحكم - كما أمر - في الكيانين .. الكيان الداخلي العميق .. والكيان المُتسمّر الميت .. قيل اخرجوا من النوبة الثانية خروجاً حيث نقطة الابتداء ومنها إلى الإدراك الطبيعي .. لم أستطع .. ذهبت ولم أقدر حينها على العودة .. جسدي ذاب في الحِلم المُشوه .. إحترقت .. صُدمت بالحقيقة الكامنة هنالك .. على الشاطئ البعيد .. وراء البحر العميق .. تحت الكهف المُظلم .. داخل العقل الأكثر إظلاماً وتعقُّداً .. قُمت مُخشّب الأطراف .. مشوش المشاعر .. مُثقل الدماغ .. فقد تعلقت بها الفِكرة بعد أن ضربَتها من الخلف .. لا يوجد في العالم من ينتظرني على الشاطئ .. لا أحب أحداً .. إنها الحقيقة . لوّحّت من داخل العقل .

احتياجي للكتابة

إحتياجي للكتابة
وإندماجي في الكآبة
والتجلي , والعجابة
والشعور المُختزِن
والقمر فوق السما
والبصيرة , والعما
والتلاهي , إنما
كل هذا لا يَزِن !

والكلام المُستطاب
وانتباهي في الخطاب
كله راح يصير تُراب
كله زايل .. هل تَرى ؟!
والصور , والمأثورات
والدماء تحت الفُرات
كله محض الإنفراط
كلُّ ذا .. لا يُشتَرَى !

والقهاوي , واللمون
والصوابع , والدقون
والحوادث لو تكون
نفس سرعة الانتباه
والصُحاب قبل الفُراق
والجنون والاشتياق
والفرح والاستراق
والظنون والإشتباه

والخُلاصة في الكلام
والوجود والإنعدام
والجروح والإلتئام
والتأمل .. والشرود
والسطور مهما إتكَتَب
والقوافي والأدب
والنحافة والأتب
واللي دايب في الجمود

واللي راح وجِه في غفلة
واللي نايم وسط حفلة
والقصيدة عايزة قفلة !
شوفلي بيت جامع وغاني !
واللي صار .. واللي كان
واللي حب الإرتكان
واللي سارح في المكان ,
إنتهِت كُل المعاني !

الأربعاء، 19 يونيو 2013

حديث العفريت (4)

وانا قاعد من قبل المغرب .. عفريت في الصالة بيتشقلب !

- مش كنت مخاصمك ليه جيت ؟!
ليك عين تتنطط في البيت !
أنا بكره مهما حبيت !

لكنّي المرة دي هسامحك .. عقلي مش صافي ومش بكتب

- عقلك مش صافي ؟ نصفيه
و نشيل المتّاقِل فيه
و الضرب العاقل نخفيه

في جنانك هتلاقي حياه .. وخياله الساقي المتركب

راح افكر أو أسرح علّي
يشتاق إلهامي المُتَجلّي
وندوب ونلعلع ونعلّي

والعارف في الكِلمة هيعرف .. لو تاهت منه بيتعذب

لو زوّد في التعريض سيكا
أو فكّر إنها أنتيكا
أو بدّل فكرة بمزيكا

وعموماً بركة إنك راجع .. صاحبك ومزاجه المتقلب

بقا لما يفكر بيكسل
ويفكر يشرب ويعسّل
قال إيه مبيعرفش يمثل !

"علمني التمثيل وحياتك" .. * إختَفَى من بعد امّا اتعجّب ! *

الجمعة، 14 يونيو 2013

مُلحق : ما تم إغفاله في الخواطر السابقة

- اليوم هو آخر يوم لي من العقد الثاني في حياتي التي قد تطول وقد تقصر .. حسب إرادة الله .. وحسب القدر .. وحسب الأحداث .. وحسبي أيضاً .. كل شئ محسوب .. أتيت إلى هذه الدنيا لسبب قد لا أعلمه حتى اليوم .. وقد أعلمه قبل أن أغمض عيني وأذهب حيث يذهبون .. وقد يعلمه الناس بعد الرحيل .. وقد لا يعلمه إلا الله .. عشرون عاماً من النَفَس .. عشرون عاماً من الطعام والشراب .. عشرون عاماً من الناس والأصدقاء .. عشرون عاماً من السعادة والضجر .. من النجاح والفشل .. من القوة والضعف .. من البلاغة والركاكة .. من الإحساس والتبلد .. من الكلام والصمت .. من المحبة والعداوة .. من أشياء كثيرة قد لا تسعها المدونة ولو استطالت .. من كل شئ وضده ..

- ها أنا ذا أقف وأدير رأسي وأنظر إلى الخلف .. فأرى كل شئ .. وأرى أن كل شئ مر كما تمُر الريح من ثُقبٍ في باب مُحكم الغلق .. أمر أنا أيضاً في هذه الدنيا كالريح .. قد أكون هادئاً .. عاتياً .. عاصفاً .. ممطراً .. قد أغير الأشياء ولا أغير .. في هذه الدُنيا المُصممة .. وفي هذا الكون المُحكم .. كل شئ محسوب .. تأمل فقط مسارات الأقدار .. وقد تلمسك الحكمة حينئذ .. الله في عقل كلٌ منا .. مليارات المليارات من الأسهم تتحرك تبعاً لمعادلة الزمن .. ذات المجاهيل التي يؤول عددها للا نهاية .. جئت إلى هذا العالم لتكون مؤثراً .. حتماً هناك سبباً لمجيئك .. حتى لو كنت عادياً .. فأنت مؤثراً بعاديتك .. يتصاعد مستوى النظر شيئاً فشيئاً فيري أكثر وضوحاً مما قبل .. سأعيش سنيناً أخرى .. وسأموت في آخر الأمر .. فهل سأعيش حتى أدرك الحقائق ؟ أم تلعب بي الأقدار فتُلقي بي فيما تُحب لا فيمَ أريد .. الله يعلم كل شئ .. وأنا أعلم أيضاً أنني لا زلت بلا قيمة تُذكر في هذا العالم .. ليتني أدرك الأشياء قبل أن يدركني الموت .. أو تمر السنين والعقود في غفلة منّي .. حتى لا أنتبه إلا بعد انقضاء العُمر .

خواطر لابد منها ...



- أريد أن أكتب من يومين .. ولكن كلما أهم بذلك لا استطيع .. ربما الوقت .. ربما شئ لابد من إتمامه .. ربما لم يُشجعني عقلي أو جسدي .. لكن على آية حال كان لابد من كتابة بعض الأشياء بحرارتها .. في هذه الأيام بعينها .. لذا سأحاول ترتيب الأفكار التي خطرت حتى قد أوفق في تدوينها كليةً دون شتات ..

- إتخذتُ قراراً من يومين بفك الارتباط بيني وبينها .. لا لشئ إلا لأننا من عالمين مختلف .. فأنا حقيقي وهي من عالَم الخيال .. لا يُمكن الاستمرار في تلك المشاعر .. لأنها تُهدر في تخيلات لا جدوى منها .. مثل الذي يضرب على الحائط .. فهو يضرب ويهلك يداه .. ولكن الحائط كما هو .. ربما لا يشعر أصلاً أنه موجود .. لا , بالتأكيد أنه لا يشعُر .. لأنه عديم الروح .. لم استطيع الاستمرار .. جواباتي المستمرة لم تفهم في عالمها .. في بعض الأوقات نعكس الآية .. فأتقمص أنا الخيال بقصائدي ليتجلى واقعها .. هي ليست أميرة وعينيها ليسا جوهرتين تنيران في وهج الشمس .. كانت تلك الأميرة هي الخيال الذي أحببته .. لم ترتفع هي لتوازي هذا الكون الجميل .. ولم أستطع أنا أن أصل إلى المعادلة على آية حال .. ومن المُلاحظ أن حالتي النفسية بدت أكثر إشراقاً .. بل إن عقلي أصبح أكثر اتساعاً من ذي قبل .. فقد أفرغت شيئاً طالما أثقله وعذبه .. يا له من قرار صعب .. ومهم في الوقت ذاته .. ويا لها من رحمة .

- قضيت يومين فيما بعد ذلك من أجمل أيامي .. فبعد هذا القرار مباشرةً ذهبت لأتمم أوراق التدريب الصيفي في أحد الشركات الهندسية الكُبرى .. لعله خير .. كان اليوم حاراً كمعظم أيام هذا الصيف .. دلفت إلى غرفتي ثقيلاً مُرهقاً مُنكفئاً على هذا الجهاز .. في هذه الحالة من الإرهاق قد يكون من الصعوبة أن تُقنع رأسي الثقيل بالقيام لأداء ما يتوجب عمله .. لكني عندما أقوم على آية حال .. وبعد إتمام الأعمال .. أشعر بسكرة مُريحة .. كنت جالساً عندئذ في أحد الفنادق في الهرم .. أريد أن أوصف الراحة نفسها وصفاء الذهن وارتياح البال وتجردي من كل هم بل وتغيُّر طريقتي في تلقي الأحداث ... مرت هذه الليلة وأول هذا النهار كما يمر الحلم الجميل .. وما إن تغفو حتى تشعر بأن شيئاً طيباً حدث .. ترك أثراً عظيماً في نفسك .. لكنه ذهب سريعاً إلى مكانه في الماضي .. وتركك لواقعك المُعتاد الذي لا تنساه .. لأنك تعيشه يوماً بعد يوم .

- ارتميت في اليوم التالي على نفس الأريكة التي أقلتني قبل هذا بيوم .. كان دماغي ثقيلاً أيضاً .. كنت أقوم بعملٍ مهم على مضض .. وكان الوقت يمر مُنبهاً إياي بلزوم القيام والاستعداد للسهرة المُتفق عليها .. ما أن انتهيت إلا ووجدتُ نفسي أعبر الكورنيش إلى الناحية الأخرى حيث ألحق بالمركبات الطائرة إلى المكان الذي طالما هويته ..

- وصل الضيف إلى القاعة واصتف الحاضرون ونحن بينهم انتظاراً لتلقي تلك الندوة بعنوان ( الأديب علاء الأسواني يتحدث عن مصر بعد الثورة ) .. كانت ندوة ممتعة حقاً .. تكلم أولاً عن العلاقة بين الدين والفن ولماذا يحدث كل هذا التضارب والتناحر في المجتمع المصري بصددهما .. جذبتني طريقة كلامه .. ولاحظ " ضياء " ذلك أيضاً .. فهو يمتلك روحاً وحضوراً عالياً عند الناس .. والكلام الخارج من لسانه بسيط .. يُخاطب كل العقول .. وينظر إلى كل العيون .. ولغة الجسد لديه مُحكمة أيضاً .. فهو يعرف متى يرفع يداه ومتى يشير ومتى يقبض ومتى يحرك رأسه مُعبراً عن شيئاً ما يجول في خاطره فيوصل لكل الحاضرين دون تعريف لفظي ..وهذا بعضاً مما قيل .

- " هل الدين ضد الفن ؟! " .. " الفن هو محاكاة للواقع والطبيعة أكثر عمقاً وأكثر دلالة وأكثر جمالاً " .. وربما يعترض الصاوي بجانبي فيجذب القلم والمُذكرة ويكتب لي شيئاً بخطه القاسي لا أفهمه فأكتب له " ايه ؟! " فيكتب " هقولك اما نخرج .." ... " الدين يصل إلى الأخلاق بالتجريد .. والفن يصل إليها بالتجسيد " .. " لا جدوى من إنكار الواقع القبيح " .. " عندما سألوا ليو تولستوي لماذا تكتب عن المنحرفين .. قال لأن الناس الطيبون مملين ولا يحتاجون لأن أكتب شيئاً عنهم ! " .. " إغتصاب سعاد حسني يؤلم المُتلقي .." .. فيكتب الصاوي شيئاً أيضاً فأرد " حسن أم خطك ! " ... " أغطيها إزاي .. إذا كانت هي بتُغتصب ؟! " .. " دفاع الفن عن الفضيلة قد يكون أقوى من المواعظ " .. " ثقافة الريموت كنترول x اللي ميعجبوش حاجة عايز يمنعها " .. ويكتب الصاوي حينئذ كلاماً فهمته وحمدت الله " ليه فيه مجتمع مفتوح ومجتمع مغلق .. مين السبب .. ليه مش كلنا زي بعض " .. فأقول " ربنا السبب " .. فيقول " فاهم قصدك بس انتا مش فاهمني " ... " هما عايشين في عالم افتراضي .. مش عايزين يعترفواً بأي حاجة .. " متحدثاً عن الإسلاميين .. " فهذا حق يُراد به باطل .. " متحدثاُ عن التمكين .. " ويمنعوا تداول السلطة إلى الأبد .." ... " ننزل جميعاً يوم 30 يونيه .. لا حلول وسط .. لا ضمانات .. لا وعود .. " وكان الأسواني متحمساً جداً لهذا اليوم حتى أنه ذكره ما لا يقل عن عشرة مرات وفي كل مرة كان الموضوع مختلفاً .. ومضمون الربط أن الخراء سيزول مع زوال تلك العصابة التي تريد أن تجلس وتبيض فوق أرض مصر .. وتظننا لا نستطيع إزالتها ... " حملة تمرد حملة شرعية .. في النظام الديموقراطي لا سُلطة بدون محاسبة! " .. وختم الدكتور كلامه .. " الثورة مستمرة .. واليأس خيانة .. وموعدنا يوم 30 يونيه حتى نُقصي هذه العصابة .. ونُزيل هذا الكابوس .." .. " أنا فاهم هو عايز يقول إيه .." متحدثاً عن مرسي في خطابه الأخير .. وتشبيهاته الغير موفقة .. " لن يبقى في قصر الرئاسة حتى يغير هذا الكاتب الفاشل .. "

- دخل الثائر البروفوسير ممدوح حمزة وسط تصفيق الحاضرين وترحيب الدكتور علاء وكل الحضور .. كان ثائراً حقاً .. تكلم عن سد النهضة الأثيوبي ثم عن 30 يونيه أيضاً .. " هذا السد لا يصلُح " .. " السد متعدد الأغراض " .. " هذا تصميم سياسي وليس تصميم هندسي " .. " معندناش علاقة بيهم .. انتهت " متحدثاً عن تدهور العلاقة تدريجياً مع دول أفريقيا .. " اسرائيل ستكون هي المُتحكمة الرئيسية في جميع سدود اثيوبيا " .. " يريدون أن يخفضوا حصتنا من المياه من 173 مليار 60 مليار متر مكعب " .. " في القانون الدولي : - الإنصاف في العدل والتوزيع , - الحقوق التاريخية , - إثبات الضرر " .. " محمد فايق " .. " أيها العالم .. شعبنا هيجوع .. أرضنا هتبور " مشيراً إلى الرسالة التي من الممكن إرسالها للعالم عن طريق أحد الشخصيات المصرية التي تحظي بمكانة عالمية مشرفة .. " ضربة نضيفة .. زي الجراح لما بيستعمل المشرط الفاخر " .. " على جميع العاملين بسد النهضة مغادرة الموقع فوراً حفاظاً على أرواحهم .." ... " مش بيقولك أخذ الحق حرفة ؟ .. انتا مش حريف ! " .. " من بعد الحرب واحنا بنتركب " ... " احنا already في داهية " .. ثم انتقل الحديث إلى السماح بالأسئلة وسأغض فكري عما حدث من هراء وخراء وسأركز على الكلمات المحورية .. " يعني مصر عقمت ومفيهاش غير مرسي وشفيق ؟! D: " .. " الاختيار البائس " .. " لا تعبر الجسر قبل أن تصل إليه " .. متحدثاً عن ضرورة عدم الإسراف في التفكير فيما سيحدث بعد إسقاط النظام وإنما تركيز الجهود على إسقاطه .. " إمنع النشاط الجنسي في الحياة وانا امنعه في الرواية .. ! " .. " السراب - نجيب محفوظ " .. " لا تلقوا علينا بأمراضكم النفسية ! " .. ثم تجذبني كلمة البروفوسير ممدوح " وتكون ضربة نضيفة .. تلات ساعات "  .. وآخر ما دونته ومن أواخر ما قيل أيضاً للأسواني .. " وسنخلعكُم كما يُخلع الضرس الفاسد "

- وقف الناس بالمئات أو ربما العشرات يسمعن إلى الفنان الثوري " رامي عصام " في أحد شوارع الزمالك ويوزعن استمارات " تمرد " ويرفعون اللافتات أيضا وسط صخب سببه إطلاق كل السيارات لآلات التنبيه .. كانت إحدى اللافتات مكتوب عليها " إضرب كلاكس لو هتتمرد "

- كنا نعبر فوق كوبري قصر النيل عندما تعطل هذا الهاتف اللعين مُعلناً أنني لا استطيع أن أصله بسماعات السيارة حينئذ .. فانتقلت آذاننا إلى الراديو في حركة رشيقة من " عبدالرحمن " ليتوقف كلٌ منا عن التفكير ويعيش في هذا العالم البرئ .. " كلمة حلوة وكلمتين .. حلوة يا بلدي .. غنوة حلوة وغنوتين .. حلوة يا بلدي .. أملي دايماً كان يا بلدي .. إني أرجعلك يا بلدي .. وافضل دايماً جنبك .. على طووول ...." بدت داليدا وقتها وكأنها دخلت إلى قلوبنا واحداً واحداً فعلت فيه ما شائت أن تفعل وذهبت ... استطعت تصليح العُطل الحمدلله .... " مطلوب زعيم .."

- كان يوماً رائعاً .. أحس فيه كلٌ منا بنشوة غريبة .. لم نُشغل تفكيرنا في من أين أتت .. ولكنها أتت على آية حال .. سأل عبدالرحمن بعدما أتم جمع المال " يبقا واحد أصفهاني واتنين فنكوش وواحد رضعة الأسد وواحد إيه ؟؟ " .. قال الصاوي مع نظرة جانبية من عينه  " بطوط." فانفجر " عزت " من الضحك بطريقته .. لم نكن نريد الخروج من السيارة عندما توقف " عبدالرحمن " بجانب محطة " الدقي " .. خاصةً وقد كان الموضوع الذي نتحدث فيه شيقاً جداً .. وفارقاً مع البشرية جمعاء .


الأحد، 9 يونيو 2013

معادلة اليأس والتبلد

إجمع دموع الحُزن
واليأس من الضلمة
وإضرب في كل الروس
على جذر صافي الدم
مضروب في شيل الهم
وياريت تسيب القوس
يطلع دليل النقص ..
في مُعدّل الصدمة

تجليات في الأبعاد (3) : خارج إطار الكون



المكان : خارج إطار الكون
الزمان : قبل المجرّة ما تتبلع في الثُقب
الشرق كُلّه بينفجر بالحُب
والغرب جوة إلكترون ..
دورته مُمتدّه
والحيطان السدّة
باينة لكن بعيدة ..
بين الرُصاص والنار
والدُنيا الجديدة ..
والصدمة وقت الانفجار ..
والشمال بيوزّع نجومه
بالتمام
ومحدش يقدر يلومه
في الكلام ..
والجنوب في حاله كالمعتاد
والُحب يُنشُر سطوته في السما
والشر تلمع ضحكته في العما
والخلق تسعى
في انتظار المعاد ..

الموت

أنا يوم ما جيت الأرض
إتحط بدلي تابوت
وكأنه حق وقرض
بيزول مع الأيام ..

عِشنا في حزن وقرف
بقا لما حد يموت
الدمع كله اتصرف
في صفقة الانسجام ..

الموت علينا حق
وملوش في قوله لأ
ولا باقي غير الله
والأمر كُله زوال

عندك كنوز الماس؟
وظلمت كُل الناس؟
هتلبي أمره فـ يوم ..
وهيجيبوك في شوال !

الخميس، 6 يونيو 2013

سماء مُلونة

"إني انصببتُ من السماءِ عليكمُ"
.. حتى تركتُكَ في الدُجى تتشخرمُ
يؤذيكَ ذِكرُكَ في الهِجاءِ بأشُعري
لا , بل صفاتَ الخُبثِ قد تتكلَمُ
يُعنيكَ أهلُكَ تستزيدَ بذكرِهم
لا أعتُبنَّ عليك لا تتأزَمُ
فالجهلُ من شيمِ الغفالىَ مثلِكَ
إن رُمتَ مرتبتي يُعينَك سُلمُ
...
إني انصببتُ من الجحيمِ عليكُمُ
كي أحرُقَنَّكَ باللهيبِ جُهنما
إني بأصحابِ اليمينِ مُخلدٌ
أما فإنكَ من ذواتِ المشأمة
يُعليك شِعراً تزهونَّ بذِكره
وتكون كالمجنونِ لو تتكلما
إن رُمتَ مرتبَتك سأشقَى لأنني
يأبى نزولي إليك مائةَ سُلما !!
...
إني انصببتُ من السماءِ تطيُراً
كي أستوي قمراً لذاتِ الأعيُنِ
تنظُر فأولي كل وجهي صوبَها
ما أجمل العينينِ منها لتعتني
سأكون بدراً دونَ إتمامِ الفَلَك
لأنير ليلاً لا يُضاءَ لأحسنِ
والعشقُ يفتحَ كلَّ بابٍ من عدم
إن يهوى قلباً من ذواتِ الألسُنِ
...
إني انصببتُ من السماءِ لكي أرى
لكن لسوءِ الحظِ كانت مُمطِرة
فسأستديرُ وأهوَى صوبَ المُشترى
لكن مياهَ السيلِ كانت سافرة !
تبدو بِقاع الأرضِ مثلَ المقبرة
وهمومُ أهلِ الأرضِ ذي مُتناثرة
سأعودُ حتماً , أعذرا من أنذرا
سأعودُ فوقَ المُركباتِ العابرة.
...
إني انصببتُ ,وليتني لم أنصَبِب!
تباً وسُحقاً للزمانِ المُنقلب
إن يسألونَكَ عَمَّا يَهوَى فوقَهم
قُل إنني نيزكْ سيأتي وينضَرِب
بعضاً سيعكُفُ بالمساجدِ مُنتظر
والبعضُ يستدعِ المسيحَ المُنصلب
والبعض يستدعي قيادات الجيوش
ويقول : إضربْ .. إن رأيته يقترب !

الاثنين، 3 يونيو 2013

حبيبي يابن الحسن

حبيبي يابن الحَسَن ,
مبقتش بتحمّل !
وكأن غيبتك طالت
أكتر من الأول !
والغيبة معروفة ..
اسبابها عند الكل
لو عُزْت خبري ف يوم ..
مجنون وزي الفل !
لو جت لعندك رسايل ..
اسألها رايحة لفين
وإكرم حمامي الزاجل ..
حبيبك ، ابن الحُسين !

النور

أنا نوري كان مقطوع
والامتحان بكرة !
وفضلت كدة ملطوع
حتى لقيت فكرة !
أكتب كلام مأثور
وادعي يارب أفلح
ولو مجاش النور ..
فمليش نصيب انجح !

السبت، 1 يونيو 2013

الجاثوم الذي جثم على صدر مصر

كانت مستلقية في الفراش .. نائمة نوماً عميقاً .. امتد بها لسنوات طوال .. كانت تتقلب وتترنح وتنعم بالأحلام السعيدة والمُحرمة والكوابيس أيضاً .. كل هذا وهي لازالت  نائمة .. تنتظر القرصة التي تُنبهها .. جاءتها القرصة فعلاً في يناير من السنة الحادية عشر في الألفية الثالثة بعد ميلاد المسيح .. استيقظت مصر .. ولكن جسدها أصيب بشللٍ تام .. ظل هذا الجاثوم قابعاً فوق صدرها شهوراً عدة - ولعلك تفهم قصدي تماماً -... ولم يزل .. في الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئاً أمام هذه الظاهرة المُرعبة .. لا يعلم أثرها إلا من جربها .. وقد أتاني الجاثوم لتوه .. أتمنى ألا يرجع أبداً .. وأتمنى أيضاً أن يدخل أحدهم الغرفة فيتلاشى الجاثوم تبعاً لطبيعته السحرية .. فهو لا يظهر ولا يمارس هوايته في الجلوس على قلوب البشر إلا وتأكد أن كلهم غارقين في سُباتٍ عميق..