كانت مستلقية في الفراش .. نائمة نوماً عميقاً .. امتد بها لسنوات طوال .. كانت تتقلب وتترنح وتنعم بالأحلام السعيدة والمُحرمة والكوابيس أيضاً .. كل هذا وهي لازالت نائمة .. تنتظر القرصة التي تُنبهها .. جاءتها القرصة فعلاً في يناير من السنة الحادية عشر في الألفية الثالثة بعد ميلاد المسيح .. استيقظت مصر .. ولكن جسدها أصيب بشللٍ تام .. ظل هذا الجاثوم قابعاً فوق صدرها شهوراً عدة - ولعلك تفهم قصدي تماماً -... ولم يزل .. في الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئاً أمام هذه الظاهرة المُرعبة .. لا يعلم أثرها إلا من جربها .. وقد أتاني الجاثوم لتوه .. أتمنى ألا يرجع أبداً .. وأتمنى أيضاً أن يدخل أحدهم الغرفة فيتلاشى الجاثوم تبعاً لطبيعته السحرية .. فهو لا يظهر ولا يمارس هوايته في الجلوس على قلوب البشر إلا وتأكد أن كلهم غارقين في سُباتٍ عميق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق