- اليوم هو آخر يوم لي من العقد الثاني في حياتي التي قد تطول وقد تقصر .. حسب إرادة الله .. وحسب القدر .. وحسب الأحداث .. وحسبي أيضاً .. كل شئ محسوب .. أتيت إلى هذه الدنيا لسبب قد لا أعلمه حتى اليوم .. وقد أعلمه قبل أن أغمض عيني وأذهب حيث يذهبون .. وقد يعلمه الناس بعد الرحيل .. وقد لا يعلمه إلا الله .. عشرون عاماً من النَفَس .. عشرون عاماً من الطعام والشراب .. عشرون عاماً من الناس والأصدقاء .. عشرون عاماً من السعادة والضجر .. من النجاح والفشل .. من القوة والضعف .. من البلاغة والركاكة .. من الإحساس والتبلد .. من الكلام والصمت .. من المحبة والعداوة .. من أشياء كثيرة قد لا تسعها المدونة ولو استطالت .. من كل شئ وضده ..
- ها أنا ذا أقف وأدير رأسي وأنظر إلى الخلف .. فأرى كل شئ .. وأرى أن كل شئ مر كما تمُر الريح من ثُقبٍ في باب مُحكم الغلق .. أمر أنا أيضاً في هذه الدنيا كالريح .. قد أكون هادئاً .. عاتياً .. عاصفاً .. ممطراً .. قد أغير الأشياء ولا أغير .. في هذه الدُنيا المُصممة .. وفي هذا الكون المُحكم .. كل شئ محسوب .. تأمل فقط مسارات الأقدار .. وقد تلمسك الحكمة حينئذ .. الله في عقل كلٌ منا .. مليارات المليارات من الأسهم تتحرك تبعاً لمعادلة الزمن .. ذات المجاهيل التي يؤول عددها للا نهاية .. جئت إلى هذا العالم لتكون مؤثراً .. حتماً هناك سبباً لمجيئك .. حتى لو كنت عادياً .. فأنت مؤثراً بعاديتك .. يتصاعد مستوى النظر شيئاً فشيئاً فيري أكثر وضوحاً مما قبل .. سأعيش سنيناً أخرى .. وسأموت في آخر الأمر .. فهل سأعيش حتى أدرك الحقائق ؟ أم تلعب بي الأقدار فتُلقي بي فيما تُحب لا فيمَ أريد .. الله يعلم كل شئ .. وأنا أعلم أيضاً أنني لا زلت بلا قيمة تُذكر في هذا العالم .. ليتني أدرك الأشياء قبل أن يدركني الموت .. أو تمر السنين والعقود في غفلة منّي .. حتى لا أنتبه إلا بعد انقضاء العُمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق