الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

تأملات (2) : الحمّام والأسلحة والوداع في نهاية المطاف

يدخل حمام الكلية مرهقا وقد أنهكه المشي وعصفت بتركيزه المحاضرات المتلاحقة ، يغسل جبهة امتلأت قبل دقائق بالعرق ، ينظر لنفسه في المرآة ويغني بصوت مسموع جملتين قد خطرا على باله للتو : ” جمر الهوى جوة القلوب ” ، تأخذه النشوة فيبالغ في تقليد الأسمر : ” والع .. واالع ” ، ويكمل في شجن متناسيا صوته الذي بلغ أرجاء الحمام المغلقة حوله : ” لو غاب قمر ، مليون قمر .. ” ، يسمع حذقة من الخلف تعبر عن تعثر يائس : ” طالع ” ، تليها تنهيدة أخشن صوتا وأصوات اخرى لم يميزها ولكنه شعر بها حوله : ” طااالع ” ، ودوى انفجار أفقده اتزانه ، ثم هرع إلى الخارج مسرعاً , ونظر يميناً ويساراً في فزع , ومشى كأن شيئا لم يكن.

اقتضت بعض الأحوال أن أمشي كثيرا ، وفي مشيي الكثير لا أجد ما يسليني غير التفكير ، فتارة أعكف على عد مركبات الشرطة القابعة أمام الجامعة والتي تملك القدرة على اعتلاء احدهم السقف والاستواء على عرش القمع وإطلاق روائحهم الكريهة فوق رؤوس الحالمين. أهتم كثيرا بمعرفة موضع قوة الطرف الاخر ، افكر كيف يصبح ضعفنا قوة وتحدي وقوتهم ضعف وخيبة ، ونحن أصحاب الحلم والعلم والأمل. أفكر في أن جلوسنا عن النضال أسال دموعنا أكثر مما جففها ، أفكر كيف ينظر لنا الشهداء من فوق السماء.

فكرت مرة في ماهية السلاح الذي يمسك به فرد شرطة ملثم مدرع مضلع ومتأهل تماما. أفكر تحديدا في سر تأهبه. ثم أسأل نفسي في المطلق : علام يحتوي السلاح الضخم على ذراعه الضخم ؟ هل بداخل ماسورته التي ينتهي طرفها الحر في وجوهنا ،الرصاص الذي يقتل ؟ أم هو الرصاص الذي يلسع ؟ أم لا تحتوي بداخلها على شئ ، وإنما هذا السلاح لإرهاب كل من تسول له نفسه الانحراف عن مسار النظام الحكيم ، وهم في ذلك يعملون بكلام المنتقم الجبار إذ قال : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ  ) ؟ أفكر فحسب.

فكرت كثيرا في الأسباب التي قد تجعل هذه الجيوش السوداء ، وتلك الأسلحة الغليظة ، وهذه المركبات الضخمة .. في مواجهة الطلاب فقط، ولم أصل لإجابة تشفي.

في الغالب تأخذني الشرطة من أي محاولة أخرى للتفكير في أي شئ اخر ، بمجرد أن أجد نفسي صباحا أمام صفوف الجند تراقب الذاهب والآتي ، أو أجدها عصرا تذهل بين العربات المصفحة يعتليها ذوي الأسلحة الناظرون إلى جامعة القاهرة هم وأسلحتهم ، وبين صفارات النجدة والطوارئ والشرطة التي يجن جنونها بدئا من الثانية عشرة ظهرا.

لم أكن أريد أن ينجرف بي النص إلى هذا الكلام وحده ، كنت أريد الحديث عن اعتمال الأفكار بداخلي ، وكيف أنني فكرت أول أمس مليا في أسلوب الحوار في أغاني عمرو دياب في القرن الحالي ، وكيف أن أغنية عالم سمسم تأتيني بين الحين والمين ، وأن أغنية قوم يا مصري تعتمل في أذني تلقائيا كل يوم عندما أصحو صباحا ، وكأنني والشيخ سيد معا في عالم الأرواح هناك ، يناديني كل صباح أن أقوم وأسعى ، يوبخ ويحفز : ” يوم ما سعدي راح هدر قدام عينيك .. عد لي مجدي إللي ضيعته بإيديك ” ، ثم يفتتح يومي : ” يوم مبارك تم لك فيه الصعود .. حب جارك قبل ما تحب الوجود .. إيه نصارى مسلمين قال إيه ويهود .. دي العبارة أصل واحد من الجدود ” .. ثم أغنيها في خيالي مع الزمر الذي سلته أوتاره عن خطوط الدنيا ومدارات الكون وانحناءات الفتيات. في نهاية هذا اليوم السعيد ، يجب أن يمر على قلبي حماصة الرايق بقطار الإسكندرية السريع ، ويصب علَيَّ من حكمته :

“مستني مني إيه
أشوف جرحك في قلبي
وأضحك وأقول يا ليل
لو هتكمل عليه
قبل ما تجرحني هجرح
مش هبكي عليك ولا هفرح
لو قلبك كان ناسيني
مش هسأل تاني فيه
خليها تيجي مني
أحسن ما تيجي منك
وداع بوداع ما خلاص
هندم على إيه
ولا إيه …”

وقتها ، لا يسعني , ولا يحتوي مذبحة الجروح تلك ,غير لحافي الأزرق الجديد. أتخبأ بداخله مفزوعا ، وأنام في صمتٍ مُطبِق.

علموني اعشق صحابي



رغم اختلاف الصورتين اختلافا طفيفا في الاقتراب والابتعاد ، إلا أنهما معا في صورة واحدة يشكلان حالة فريدة من نوعها ، وعندما أنظر لنفس الصورة على خط الزمن مرتين متتابعتين ، لا أرى إلا كيانين برزا كل في مكانه من الصورة ومن القلب ، زمر يمينا ، وكيشو يسارا.

محمد علي الزمر ، هذا الفتى التي تنضح صوره بالابتسام ، مصدر اغاني وألحان صحبتنا التي تتمددى وتنكمش بفعل الزمن والمسافة.

محمود سيد سالم ، كنزا من الحب والحياة يمشي على الأرض.

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

First Day

أكيد لما قالوا " نجينا من التجربة " مكنش قصدهم التجربة كلها ، أكيد كان قصدهم أول التجربة ، وربما آخرها.. كيشو <3

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

ازاي كل الصدف دي اتجمعت في 10 دقايق واحدة ؟ ايا كان ، صدفة مصطفى عيد كانت حلوة .. النهاردة صحيت ولساني بيقول " فرحنا كتير ولسانا هنفرح " لوحده ؛ حسيت أخيرا إن صلاة الاستخارة وصلت وجات بفايدة ، علامة مشرقة في بداية اليوم الفارق تماما بتقولي إني صح .. "علموني اعشق صحابي ، وانسي وياهم عذابي ، والغريب لو دق بابي ، يلقى نبع الحب صافي" :) 

الخميس، 16 أكتوبر 2014

رحلة البحث عن محماه

*بيدخل الكلية*
1. يا بتوع الكلية
2. نعم ؟!
1. محدش شاف محماه ؟
2. إسأل بتوع طيران
*بيروح لبتوع طيران*
1. يا بتوع طيران
3. ...
1. يا بتوع طيران !
3. بتكلمنا احنا ؟!
1. ايوة انتو تعالوا يالله
3. إيه فيه حاجة ؟
1. ماشوفتوش الواد محماه ؟
3. لأ روح مويك هتلاقيه قاعد هناك
*بيروح مويك*
4. إزيك *مبتسمة*
1. الحمدلله ازيك انتي *مبتسم أوي*
4. الحمدلله هتقدم ؟ *بتديني ورقة*
1. لأ ماشفتيش محمد ؟
4. محمد مين ؟
1. محمد مصطفى معاكو هنا مجاش؟
4. محمد مصطفى جه يا مشعارف إيه؟؟
5.لأ مجاش
4. مجاش *ابتسامة نصر*
1. شكرا..
#‏رحلة_البحث_عن_محماه

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

كم هو جميل أن تستيقظ صباحا لتطعمك أمك بيدها التي طالما ربت وحملت وأنهكت ، تطعمك معلقتين من العسل الأبيض تبدأ بهما طعم يومك الراقي ، فتنزل لتجد الشارع وقد خلا إلا من الهواء النقي والنور المبين والمارة والسيارات الذين يمكنك التسلي بعدهم على أصابعك بينما تعبر الطريق ، وعندما تعبر وتقف برهة من الزمن لتتأمل الآباء والأمهات يمسكون بأيدي أطفالهم الصغيرة ، يعكفون على تعليمهم وتربيتهم حتى الكبر ، ولتتأمل المراهقات في لباس المدارس الواحد وقد اختلفن فيما بينهن أيضا ، عندما تعبر ، وتقف ، وتتأمل ، يبادرك هذا الأتوبيس الأحمر الجميل ، كي تختار مقعدك حتى نهاية الرحلة ، إلى جامعة القاهرة.

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

حديث العفريت (8)

وانا قاعد وحدي
ذهني مش صافي
النار اشتَعَلِت
فَطَلَبت مطافي
فلقيت عفريت
فَقَفَلت السكّة
وطلعلي حَزين
قاعد عالدِكّة
قلتله إحكيلي
حصل إيه المرّة دي
قالّي فيه عشرة
اتخانقوا قُصادي
شقّيت الأرض
وهربت انا !
وانا شُفت النشرة
بتقول القاضي
لسة في قضيّة
من ميت سنة !
وانا كُنت فـ شجرة
ولا حد قَطَفني
وانا كُنت فـ ضيقة
ولا حد نصفني
ولبِست نضيف
مش مستَنضَفني
وانا دمّي خفيف
مش مستلطفني
وانا كنت جنيه
ولا حد صَرَفني
وانا بسأل ليه
ضربوني وقالوا
حرزوا سؤالُه
فَسؤالُه جريمة
وده شكلُه نشيط
في جماعة لئيمة
وانا قلت عبيط
وانا قُلت هزار
وطلع فيه ناس
بيحبّوا حُمار
يُحكُم بسلاح
من صُلب ونار
والجَهل مُباح
في شاشات العار
ولقيت تُفّاح
عند البقّال
فأكلت ونِمت
والنوم قتّال
وفي نومي حلِمت
إني رحّال
ماشي على الرَملة
في صحاري طوال
وبقول الجُملة
مرتاح البال
ولا أملك عُملة
ولا أملُك مال
سأسير بِحَملة
وسأبلُغ بَلَدا
وسنُصبح دولة
ننتَظِرُ المددا
وسنخسر جولة
وسنكسب عددا
ونشيل أعلام
ونجُر جيوش
وبواقي كلام
نفعوا مانفعوش
إن قال عدّوه
هنقول ياسلام!
آدي الحُكّام!
وإن قال هاتوه
هنقول أفلام
كُنا بنكتبها !
أو دي الأحلام
بنفَسَّر غيبها !
وأديني كَتَبت
معقول وغَريب
وصَبَحت سَكير
وسهِرت خَطيب
وآدي وَحش حابسني
وآدي جِنّ عَجيب
طاير في الجو
كل اللي ناقصني
يطلعلي حَبيب
فالغُنا يحلَو !

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

المأزق اللي بقع فيه في أي علاقة ( أهلية , صداقة , أخوية , حُب ) هوّ الجمود والنسيان , يعني لو فرضنا إنه حصل حاجة وحشة في نص العلاقة خلّت فيه جمود وانقطاع دام فترة , الفترة دي لما تعدّي نقطة معينة هيظهر كذا عامل جديد مكنش حد عامل حسابه عليه :
1- أسباب العتاب هتزول وهتبقى تافهة قُصاد الأيام الطويلة اللي حصل فيها الانقطاع.
2- وده الأخطر , إن الحاجات الأخيرة في العلاقة هتتنسي في ذاكرة الطرفين وهيبقَى ما ترتب عليها من آثار.
ساعتها انتُم لو عايزين ترجعوا للخط الأول الموصول من نُقطة ما ابتديتُم لنُقطة ما انقطعتم مش هتعرفوا , لإن الخط الشفّاف اللي بعد كدة اتشال حتّى وكل واحد فيكُم اترمى في مكان بعيد , لو عايزين هتبذلوا مجهود , لو عرفتم أصلاً .. لإنك ساعتها هترجع على جرح ماتطهرش برضاك , مش عارف فيه حد ممكن يتغاضى عن الحالة دي ويكمّل زي ما ابتدى ولا لأ , لكن أنا أتت عليا تجارب شخصية كتير وكل مرّة كان بيحصل الجمود والنسيان والاعتياد , مش إني ابقى متعود على كدة , بل إني ببقى زعلان جدا بس مش عارف اعمل حاجة مختلفة , كإنها حاجة راحت ومش هترجع.

السبت، 11 أكتوبر 2014

بوست قانون التظاهر 1

قانون التظاهر مش هيتلغي .. ليه مش هيتلغي ؟ عشان هو دعامة من دعامات النظام القمعي الوسخ في دولة زي دولة الخرا اللي بيحكمنا.

قانون التظاهر هو اللي بيقدر بيه يمنع أي احتمال لاعتراض شعبي مادّي على أرض الواقع على نظام الدولة .. بيمنع بيه أي مظاهرة - مهما كانت صغيرة مش هتأثر - ماشية في اي شارع أو حارة ... وشبه قوانين كتير في الحياة العامة زي قوانين ( لوايح ) الجامعات الجديدة , والحاجات اللي بتقيد الأنشطة الطلابية , والحركات العمالية , وحتى الروابط الرياضية والأحزاب السياسية ... النظام عشان يضمن بقاؤه لازم يقضي على أي (تجمع) مادّي (زي المظاهرة أو الإضراب) , أو افتراضي (زي الحركات أو الجماعات أو النشاطات الكبيرة) ... وعشان مايبقاش اسمه نظام قمعي غبي بيتغابى على الشعب وخلاص لازم يعمل كل حاجة بالقانون , فيبقى المنع بالقانون والاعتقال بالقانون والقتل بالقانون ... كل حاجة وسخة ممكن تحصل هنا بالقانون وتعالى اعترض على القانون بقى يا روح امك!

وعشان ده يحصل في الأصل كان لازم يكونله مبررات زي (الإرهاب) و(الأمن) و(الاستقرار) و(المسيرة التعليمية) و(عجلة الإنتاج) ... أي حاجة تقنع الشعب العادي ان القانون ده في مصلحته , ومادام قدر يقنع الشعب العادي يبقى طز فيك وفي اعتراضك ... وفي الحقيقة إن الشعب كان مثل بيبهر النظام في سرعة تأييده وثقته العمياء .. وده ظهر لما السيسي طلب تفويض للقتل استلمه من الناس في الميادين بعدها بأيام بدون تفكير .. وده برضو مش نتاج حاجة إلا نتاج إعلام عنكبوتي قدر يتحكّم في أفكار الناس وانطباعاتهم لمدّة زمنية معينّة بتوصّل الناس لقناعات تخلّيهم يبقوا جزء من خطط النظام وحركاته وقراراته اللي ماينفعش ياخدها بطوله , اللي لازم ياخدها بالناس عشان يضمن ان الناس هي اللي هتقف معاه ضد الناس التانية على طول الطريق.

لو قانون التظاهر اتلغى تاني يوم هتلاقي الإسلاميين في ميادينهم والثوريين في ميادينهم بيطالبوا بمحاسبّة النظام القاتل وتسليم السلطة لسلطة انتقالية لحين انتخاب سلطة مدنية جديدة ... والمظاهرات مش هتكون قليلة .. مما يدفع النظام إما إنه يصبر ( زي ال18 يوم ) .. أو إنه يلجأ للقمع .. ولو لجأ للقمع هيبقى كدة غير قانوني وهيبقى زيه زي أي مجرم بيقتل في الشارع ولابد من فتح تحقيق ومحاسبة الجاني , أو إنّه يطلع في مؤتمرات ووسائل إعلام يزيف الحقيقة ويقول ان المظاهرات كانت تخريبية او ارهابية وهما اللي بدأوا يعتدوا فالجيش اتعامل معاهم ... اياً كان اللي هيحصل فهو هيتحط في مأزق في الحالة دي ... النظام في حالة قوّة ومش هيستغنى عن قوّته (قانونيّة قمعه) غير بالضالين ... أبشّركم بأيام تكميم الأفواه فيها قانوني والقتل مُباح بحسب قوانين الدولة ... القانون لازم يسقُط بس فين الطريق ؟ فين الشعب ؟

القانون مش هيسقُط غير عن طريق الضغط في البرلمان اللي جاي أو عن طريق حركات كبيرة مؤثرة مش عارف تبقى ازاي ... بس الأكيد ان النظام مش هيقدّم تنازلات غير لما يبقى في خطر أو لما يبقى مُضطر يرضي حد.

ده كان مجرد تفكير بصوت عالي , ونهاركُم أبيض إن شاء الله.


الخميس، 9 أكتوبر 2014

حديث الوحش (6) : النهاية

أما أنا شاعر قليل الظهور .. وبكفّي نفسي في الألم والسرور

وطريقي سالك من جزيرة العرب
وطريقي في المغنى الجنون والطرب
الدهر أكل فوق كلامنا وشَرَب

وكلامنا طاير فوق بلادنا طيور .. وكلامنا زرع خصيب يحب النور

وكلامنا في الحكمة يحب الهداوة
وبنى الحضارة من صحاري البداوة
وإحنا حبايب لا نِحِب العداوة

واحنا قرايب أكرمين للغريب .. واحنا بكلامنا في غيابنا حضور

واحنا قرايب أكرمين للغريبة
وتركنا من دينّا الشكوك والريبة
ولا يوم نغنّي لو أغاني رتيبة

واحنا جماعة في الأراضي مَهيبة .. عدّينا في الأشعار جِبال وبحور

أزهارنا في سهول الهوى طارحة
وحِكَمنا قالت للنيام تِصحى
نكتبها بالعاميّة والفُصحى

الرمل يبدو لي كموج البحر .. والبحر يبدو كأنه مسحور

والبحر أصحاني ونَيَّمَني
والسحر شاور لي وكَلّمَني
فلتنسَ زمنك , أنت في زمني

والدنيا نصّابة , ومابترساش .. مرة تلِف ومرة تانية تدور

قالّي بلاش تدقيق عشان راح تشقَى
وانا قلت : شاعر من صِفاتُه الدقّة
أيّامي باقية للأمل والرقّة

دي قصيدة شاردة بيوتها مش متّفقة .. وانا رجلي جابتني هنا , محشور

-البحر واعر يابني إيه ودّاك
والحظ قاصدك والطرق هدّاك
والصحرا مبقاش فيها حد عَدَاك

-استنِّيِ -استنّيت -فيه حد هناك .. وهغيّر القافية : انا معذور!

غيّرت القافية
قللت الوزن
ودي حاجة لا
تدعو للحزن
بل بالمعكوس
فدي حاجة مفيدة
-بس يا موكوس
-حاصر يا تفيدة!

ومشيت ومشيت
-حصل ايه؟!
-استنِّي!
-لأ قولّي!
اتهدّي!
أو ابعدي عنّي
أصل انا دلوقتي
فـ غاية تركيزي
لمّا اوصل هحكي
-إحكي يا عزيزي

أنا شفت أمير
واقف محتاس
محكمش قراره
هيُحكم ناس ؟

والتاني شيخ
ما يخاف غير ربّه
القوّة فـ خُطَبُه
والرهبة فـ قلبه !

والتالت ديلر
كان اسمه الديب
وادي ديب على حق
واهو بان الفرق !

والرابع ولد
خارق الذكاء
لكنه غــارق
في شربِة ماء !

والخامس قاتل
في سلاحة رصاصة
آخر ما فيه
انضربِت فيه !

الرمل يبدو لي كموج البحر .. والموج يأتي في نظام متوالي

سبحان من يؤتيه ثم يُعيد
البحرُ خمراً يُغرِق العربيد
والبحرُ أمراً ألا يأتِ العيد

إلا ويأتِ الطفل مع أبويه .. والموجُ يأتي في الأفق , مُتَعالي

سبحان من يرفعه ثم يُنَزّل
أو من يُديم الأمر ثُم يُبَدّل
أو مَن يُعِز الظُلم ثم يُذَلِّل

مَن غيره يدعو الحرام ويُحلل؟ .. والموج يمسك في طُروف أحبالي

سبحان من أجرى كلامي ميلا
مَن خلق فيها كل شئ جميلا
مَن قال كُن وما بدّلوا تبديلا

الرملُ يعبث في المكان الخالي .. والموج يُخبِرني بضيفي التالي

الغولُ ممكن والصديق الوفي
الغولُ أصبح نارَ لا تنطفي
وأخيه ماءٌ بَلَّلت مِعطفي

النار تخبو والمياة تنتفي .. والموجُ مِثل الماءِ في الأحوالِ

فأقول : كيف ما خطر في بالي ؟
والماءُ يملأ كل جسمي البالي !

وأذوبُ عِشقاً
بعدها
أختفي !

وتطيرُ روحي في الأثير العالي .. وأصير نجماً في السما مُتلالي

يلمع بليلي ويصبو فيه خيالي
ثم أصير مجرةً أتألّم
ما للقريض الشِعر لا يَتعَلّم

هذا أنا من نفسي لي أتَكلّم .. أسمع مقولي وأستجيب سؤالي

السبت، 4 أكتوبر 2014

الكيفيات (3) : كيف يؤثر الحذاء البرتقالي في نظام المُجتمع

اليوم , وفي طريق عودتي من وسط البلد راكباً مترو الأنفاق , راودتني بعض الأفكار. في الحقيقة أن ما ألهمني كان حذاء الرجُل الجالس أمامي , لم يكن شكل الحذاء المُبهر هو سر الإلهام , في الحقيقة أن الحذاء كان عادياً إلى حد السوء , وكان لونه برتقالي ! وكان متسخاً يشبه في وساخته حذائي الإسود الصغير , ولكنني فكرت في حذائي وحذائه معاً , وتطور تفكيري فنظرت لصدنل المرأة الجالسة بجانبه , ثم إلى أحذية الركّاب جميعاً!

عندما نموت , ستموت أحذيتنا , لن تعُد لتمشي في الطرقات مرة أخرى , لن تجتذب الوَسَخ والرمل والحجر , لن تنزلق في الطين أو في البنزين أو على قشور الموز , لن تطير في السماء عندما نركُلها عبثاً عوضاً عن كرة القدم. هذه الأحذية التي تتراص بعضها جنب بعض في عربة المترو , ستحل محلها أحذية أخرى - جديدة - بعد خمسين سنة , ستتهالك في حياتنا ثم ستصبح تراثاً في مماتنا يذهب في أول حملة لتنظيف البيت من كراكيب الزمن.

واتنقلتُ من تلك الأفكار إلى أن استمرار العمل هو ضمان استمرار الحياة على الكوكب , فالحذاء الذي يلبسه هذا الرجل يصنعه شابٌ في الثلاثين من عمره يرتدي سُترة زرقاء من القماش اشتراها من شابٍ صغيرٍ في العتبة ذهب في هذا المساء ليأكُل من مطعم يملكه الحاج خليفة الذي تعمل ابنته في مطابع الشرق , والتي عكفت لإسبوعين على طباعة مجموعة قصصية جديدة لكاتبة موهوبة اشترت لتوّها محمولاً جديداً باعه لها شابٌ في محل بمنطقة طلعت حرب يشرب الآن كوباً من الشاي من مقهى البُستان مع صديقه أحمد في المحل المجاور باع اليوم آخر قطعة من مجموعة البنطلونات الجينز التُركي يرتديها الآن الشابُ الواقف أمامي في وسط العربة ينتظر النزول.

الناسُ دائماً في حاجة إلى الأشياء , أشياء تؤكل وأشياء تُشرب وأشياء تُلبس وأخريات تقضي حاجات مختلفة من حوائج اليوم , كالبنزين يحرقه الناس ليل نهار سعياً إلى الأعمال والبيوت , والشبكة التي تصل رباب المغتربة ابنة عم عبدالرحمن بأهليها في بلاد مصر. والضمانة الوحيدة لاستمرار العالم عندما يوجد عضو جديد في المجتمع , هي أن يوفّر حاجة للمجتمع عليه , ووردتني فكرة هي أن العامل الذي يصنع الحاجات هو أكثر الناس أهمية في تلك السلسلة , أو الزارع الذي يزرع , أو العامل الذي يعمل في المنجم , أو المخترع الذي يؤلف الأشياء بعضها مع بعض فيلبي حاجة ويحل مشكلة بيده , أن عمل اليد هو أهم الأعمال لكونه يوفر الحاجات مباشرةً لبقية أعضاء المجتمع. ولكن ماذا عن  الأعمال الأخرى ؟ هل توفر الأعمال الكتابية الأخرى في الدولة حاجة مباشرة لأعضاء المجتمع ؟ بصيغة أخرى .. هل هذه الأعمال تستحق أن تُبادل المجتمع إنتاجه اليدوي ؟ هل هي مُنتجة بما يعادل الأعمال الأخرى ؟ وما مدى تأثيرها على الإنتاج ككل ؟

وفكّرت أيضاً في حال الكاتب أو الفنّان , هل يوفّر حاجة لبعض أعضاء المجتمع فيُمكن القول وقتها أنه عضو فعّال في عملية الإنتاج ؟ أو أنه يستحق أن يسمي عمله عملاً , يستحق أن يقايض كلمات لسانه بما يؤكل ويُلبس ؟ رأيت وقتها أن الإجابة على كل هذه الأسئلة هي نعم , فالأعمال الحكومية مثلاُ توفر النظام الذي به تستقيم هذه العمليات كلها , والذي بدونه لا يوجد ما يوفر نظاماً دقيقاً لمسارات الحاجات في المجتمع وبالتالي فهو حاجة , بل إنه حاجة ضرورية ضرورة الإنتاج نفسه. أما الكاتب فيوفر لأعضاء المجتمع حاجة روحية , معنوية , لا تُلمس باليد , وبدونه سيعيش المجتمع في جمود , كالآلات التي تتحرك في المصنع في دورتها التي لا تنتهي , الفن حاجة من حاجات الإنسان وعليه فيكون الفنّان عضو مُنتج في المجتمع بدوره , وكذا الاقتصادي , والطبيب النفسي , ورجل القمامة , وكل من له عمل فهو يُحترم بقدر الفوضى التي يمكن أن تتخيلها بدونه , كلمة السر فقط هي أن يوجد للإنسان عملٌ يحبه ويتقنه ويوفر به حاجة بقدرها يتمثل قدره في المجتمع , وعليه فلا معنى لأن يُنتج الكوكب مئات البشر يومياً بدون أن ينمو هؤلاء ويبلغوا مرحلة الشباب ثم يجدوا أماكنهم في المجتمعات , تطويراً وبناءاً وإنتاج , لا معنى إذاً للبطالة التي تُضيع على الدولة فرصة استغلال طاقات الشباب الذين يملأون الشوارع وعربات المترو ومقاهي وسط البلد , الإنتاج لا يعني إلا أن يصبح الإنسان الواحد منتجاً , يوفر حاجة للناس فتوفر له الناس حاجاته , وإذا لم يحدث ذلك , فلا معنى للعيش.

كانت تراودني الأفكار من وقت لآخر , لماذا لا ينتهي العالم ؟ لماذا يستطيع البشر الاستمرار على الأرض لآلاف السنين ؟ ولا ينتهي الطعام ولا الماء ولا أي شئ ؟ من الذي يعكف على نظام الكوكب حتى يستمر الإنتاج مئات السنين ؟ وهل تستطيع الأرض إنتاج الطعام للأبد دون أن تموت هي الأخرى ؟ أسئلة كثيرة تُحيّرني , ولكنّي أجد مخرجاً من كل هذا , وهو أن كل الأشياء تدور في دائرة واحدة حتى تحتفظ بالنظام نفسه , الزرع يخرج ثم يُحصد ثم يُعاد الزرع , والأنهار تقل ثم يملأها المطر , والناس تموت ثم يحل محلهم الناس الآخرون , يزرعون مثلما زرعوا , ويصنعون أكثر مما صنعوا , ويعلمون أكثر مما علموا , في خط دائري ومتكسر ومنحني ومتعرّج ومستقيم ترسمه الظروف والأقدار , ويحفظه الذي يحفظ الكون كله في آيةٍ واحدة : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } صدق الله العظيم.

وأمّا عن أسئلتي الثلاثة السابقة : “ لماذا لا ينتهي الطعام ولا الماء ولا أي شئ ؟ من الذي يعكف على نظام الكوكب حتى يستمر الإنتاج مئات السنين ؟ وهل تستطيع الأرض إنتاج الطعام للأبد دون أن تموت هي الأخرى ؟ ” , فوجدت إجاباتها بين دفّتي المُصحف.

( .وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) (الحج:5)

( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى… ) (الأنعام: 95)

( يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ )(الروم:19)

 ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراًّ ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ)  (الزمر:21)

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا… ) (فاطر:27)

( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ ) (النحل:10)

( وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ ) (ق:10)

( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ ) (المؤمنون:20)

( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ) (يوسف:47)

( فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا المَاءَ صَباًّ * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقاًّ * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَباًّ * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَباًّ * مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ) (عبس:24-32)

( الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ ) (يس: 80)

( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (الرعد:4)

( وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَباًّ مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (الأنعام:99)

هكذا إذاً تسير الأمور , الله يضمن لنا الرزق من الأرض ومن السماء , ويحفظ لنا دورة الأيام والحياة , ثم يأتي الاجتماع والفكر البشري المتراكم وخط التاريخ ليقوموا بدورهم في نظام العالم , وتدور الأرض حول الشمس , وتدور الأرض حول نفسها , وندور نحنُ حول الأرض , حتى إذا اهترئت أحذيتنا بدلناها بأخرى جديدة ; نسيرُ نحنُ , وتستمرُ الحياة.

حديث الوحش (5)

وأنا عسكري في بلاد الغرب
في بلاد القوة والجاه
الحاكم ده ظل الله
أبقاه اللهُ وأحياه
لو يتكلم تبقى الحكمة
لو يتمنّى تبقى الجنّة
تحت الأمر فـ لمح عيونه
وحياتنا متبقاش من دونه
كلمته سيف في رقاب الشَعب
دولته قوة وحزم ورُعب
للقائد أبطال يحمونه
مين اللي يفكر يخونه ؟
قالوا احنا هنعمل ثورة
وعادوا وزادوا , ثورة إيه ؟
اللي يفكروا يوم يقولوها
راح يتبادوا , من غير ليه !
هو الحامي جوة بلاده
وهو الباشا وهو البيه
واللي يقرر يوم يخالفنا
هو بإيده بيجني عليه
إحنا الأمن لمين حبّنا
ومين يكرهنا ؟ مش موجود
كان موجود واختفى من هنا
همّا كلاب , واحنا أسود
إحنا ثمود , وإحنا عاد
شاربين من بطش الأجداد
حاكمين أحفاد الأحفاد
شامخين قد الدُنيا , جبال
يا جيوشنا تخشاكي شعوب
عيشنا وحوشنا وخُضنا حروب
ماعرفناش إنه مكتوب
نخسر حرب برمي الطوب
أو يتحدّى رجالنا عيال

قامت الثورة , واحنا سَخَرنا
نِزِل الناس , اتخضّينا !
سِكِت الخوف , إتأخرنا !
أو جرأنا الشعب علينا
طِلِع الحاكم , قال إصلاح
قال الناس : كان فيه وراح
نزل الحاكم , قال النار
قال الناس : الدُنيا بَراح
شهدائنا اتزفّوا فـ أفراح
قال الحاكم : شدّوا حصار
زحف مُقدّس عالثوّار
زنقة زنقة ودار دار
قال الناس : "هوّ اختار
إحنا نزلنا نقول بالسِلم
هوّ حب تقوم الحَرب
إحنا ملينا الدنيا الصوت
هما ملوا أراضينا الضرب
والشُهداء راحوا للجنة
أرواحهم مـ السما تتمنّى
إن العدل يبقى إمامنا
وإن الظُلم يزول ويعدّي
كمّل ظُلمك على أجسامنا
مادُمنا للأرض بنفدي"

وبدأنا معركة مفتوحة
وضربنا حصار عالأحياء
وظفرنا جُثثاً مذبوحة
ومشينا فوق الأشلاء
وقتلت بإيدي الأبناء
بحمي بلادنا من الأعداء
والظاهر خطتنا مشوبة
كتايبنا كلها مغلوبة
الثوّار حرروا أراضيهم
والآية الليلة مقلوبة
وبكرة الفجر هيطلع ليهم
والصُبح يعرّينا قصادهم
ويغيب الليل جوة بلادهم
بيقولوا قائدنا جابوه
والثورة حكمت , عدموه
معرفشي إزاي ظلموه !
هو قتل يعني كام ألف ؟
وانا بهرب للشرق لعلّي
أخرج من بلدي وأصلّي
ويارب الثورة ما توصلّي
ويجيني الموت مـ الخَلف !

ووصلت الصحرا
والصحرا طويلة
الموت اختفى
وحياتي جميلة
وانا عايز اعيش
وانا عايز أشرب
وأبطّل احارب
وأبطّل أهرب
وانا ماشي لاح
شئ من بعيد
ومعايا سلاح
هيفيدني أكيد
تفتكروا كمين
عاملاه الثوّار؟
ولّا دي جماعة
آنَسِت النار؟

قرّبت كمان
بس استغربت
قدّامي مناظر
فيه بير مليان
ووحوش عِميان
وأربع عناصر !

وإن كنت ظالم
ففي ظلمي بَعدِل
وانا قلبي مات
إتعوّد يقتل
وجّهت سلاحي
فيه رصاصة وحيدة
يا نَفس ارتاحي
مقتولة جديدة
اختارها القَدَر
وكمان قرّبت
وغَمّيت النَظَر
سمّيت , وضَرَبت !