أما أنا شاعر قليل الظهور .. وبكفّي نفسي في الألم والسرور
وطريقي سالك من جزيرة العرب
وطريقي في المغنى الجنون والطرب
الدهر أكل فوق كلامنا وشَرَب
وكلامنا طاير فوق بلادنا طيور .. وكلامنا زرع خصيب يحب النور
وكلامنا في الحكمة يحب الهداوة
وبنى الحضارة من صحاري البداوة
وإحنا حبايب لا نِحِب العداوة
واحنا قرايب أكرمين للغريب .. واحنا بكلامنا في غيابنا حضور
واحنا قرايب أكرمين للغريبة
وتركنا من دينّا الشكوك والريبة
ولا يوم نغنّي لو أغاني رتيبة
واحنا جماعة في الأراضي مَهيبة .. عدّينا في الأشعار جِبال وبحور
أزهارنا في سهول الهوى طارحة
وحِكَمنا قالت للنيام تِصحى
نكتبها بالعاميّة والفُصحى
الرمل يبدو لي كموج البحر .. والبحر يبدو كأنه مسحور
والبحر أصحاني ونَيَّمَني
والسحر شاور لي وكَلّمَني
فلتنسَ زمنك , أنت في زمني
والدنيا نصّابة , ومابترساش .. مرة تلِف ومرة تانية تدور
قالّي بلاش تدقيق عشان راح تشقَى
وانا قلت : شاعر من صِفاتُه الدقّة
أيّامي باقية للأمل والرقّة
دي قصيدة شاردة بيوتها مش متّفقة .. وانا رجلي جابتني هنا , محشور
-البحر واعر يابني إيه ودّاك
والحظ قاصدك والطرق هدّاك
والصحرا مبقاش فيها حد عَدَاك
-استنِّيِ -استنّيت -فيه حد هناك .. وهغيّر القافية : انا معذور!
غيّرت القافية
قللت الوزن
ودي حاجة لا
تدعو للحزن
بل بالمعكوس
فدي حاجة مفيدة
-بس يا موكوس
-حاصر يا تفيدة!
ومشيت ومشيت
-حصل ايه؟!
-استنِّي!
-لأ قولّي!
اتهدّي!
أو ابعدي عنّي
أصل انا دلوقتي
فـ غاية تركيزي
لمّا اوصل هحكي
-إحكي يا عزيزي
أنا شفت أمير
واقف محتاس
محكمش قراره
هيُحكم ناس ؟
والتاني شيخ
ما يخاف غير ربّه
القوّة فـ خُطَبُه
والرهبة فـ قلبه !
والتالت ديلر
كان اسمه الديب
وادي ديب على حق
واهو بان الفرق !
والرابع ولد
خارق الذكاء
لكنه غــارق
في شربِة ماء !
والخامس قاتل
في سلاحة رصاصة
آخر ما فيه
انضربِت فيه !
الرمل يبدو لي كموج البحر .. والموج يأتي في نظام متوالي
سبحان من يؤتيه ثم يُعيد
البحرُ خمراً يُغرِق العربيد
والبحرُ أمراً ألا يأتِ العيد
إلا ويأتِ الطفل مع أبويه .. والموجُ يأتي في الأفق , مُتَعالي
سبحان من يرفعه ثم يُنَزّل
أو من يُديم الأمر ثُم يُبَدّل
أو مَن يُعِز الظُلم ثم يُذَلِّل
مَن غيره يدعو الحرام ويُحلل؟ .. والموج يمسك في طُروف أحبالي
سبحان من أجرى كلامي ميلا
مَن خلق فيها كل شئ جميلا
مَن قال كُن وما بدّلوا تبديلا
الرملُ يعبث في المكان الخالي .. والموج يُخبِرني بضيفي التالي
الغولُ ممكن والصديق الوفي
الغولُ أصبح نارَ لا تنطفي
وأخيه ماءٌ بَلَّلت مِعطفي
النار تخبو والمياة تنتفي .. والموجُ مِثل الماءِ في الأحوالِ
فأقول : كيف ما خطر في بالي ؟
والماءُ يملأ كل جسمي البالي !
وأذوبُ عِشقاً
بعدها
أختفي !
وتطيرُ روحي في الأثير العالي .. وأصير نجماً في السما مُتلالي
يلمع بليلي ويصبو فيه خيالي
ثم أصير مجرةً أتألّم
ما للقريض الشِعر لا يَتعَلّم
هذا أنا من نفسي لي أتَكلّم .. أسمع مقولي وأستجيب سؤالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق