السبت، 4 أكتوبر 2014

حديث الوحش (5)

وأنا عسكري في بلاد الغرب
في بلاد القوة والجاه
الحاكم ده ظل الله
أبقاه اللهُ وأحياه
لو يتكلم تبقى الحكمة
لو يتمنّى تبقى الجنّة
تحت الأمر فـ لمح عيونه
وحياتنا متبقاش من دونه
كلمته سيف في رقاب الشَعب
دولته قوة وحزم ورُعب
للقائد أبطال يحمونه
مين اللي يفكر يخونه ؟
قالوا احنا هنعمل ثورة
وعادوا وزادوا , ثورة إيه ؟
اللي يفكروا يوم يقولوها
راح يتبادوا , من غير ليه !
هو الحامي جوة بلاده
وهو الباشا وهو البيه
واللي يقرر يوم يخالفنا
هو بإيده بيجني عليه
إحنا الأمن لمين حبّنا
ومين يكرهنا ؟ مش موجود
كان موجود واختفى من هنا
همّا كلاب , واحنا أسود
إحنا ثمود , وإحنا عاد
شاربين من بطش الأجداد
حاكمين أحفاد الأحفاد
شامخين قد الدُنيا , جبال
يا جيوشنا تخشاكي شعوب
عيشنا وحوشنا وخُضنا حروب
ماعرفناش إنه مكتوب
نخسر حرب برمي الطوب
أو يتحدّى رجالنا عيال

قامت الثورة , واحنا سَخَرنا
نِزِل الناس , اتخضّينا !
سِكِت الخوف , إتأخرنا !
أو جرأنا الشعب علينا
طِلِع الحاكم , قال إصلاح
قال الناس : كان فيه وراح
نزل الحاكم , قال النار
قال الناس : الدُنيا بَراح
شهدائنا اتزفّوا فـ أفراح
قال الحاكم : شدّوا حصار
زحف مُقدّس عالثوّار
زنقة زنقة ودار دار
قال الناس : "هوّ اختار
إحنا نزلنا نقول بالسِلم
هوّ حب تقوم الحَرب
إحنا ملينا الدنيا الصوت
هما ملوا أراضينا الضرب
والشُهداء راحوا للجنة
أرواحهم مـ السما تتمنّى
إن العدل يبقى إمامنا
وإن الظُلم يزول ويعدّي
كمّل ظُلمك على أجسامنا
مادُمنا للأرض بنفدي"

وبدأنا معركة مفتوحة
وضربنا حصار عالأحياء
وظفرنا جُثثاً مذبوحة
ومشينا فوق الأشلاء
وقتلت بإيدي الأبناء
بحمي بلادنا من الأعداء
والظاهر خطتنا مشوبة
كتايبنا كلها مغلوبة
الثوّار حرروا أراضيهم
والآية الليلة مقلوبة
وبكرة الفجر هيطلع ليهم
والصُبح يعرّينا قصادهم
ويغيب الليل جوة بلادهم
بيقولوا قائدنا جابوه
والثورة حكمت , عدموه
معرفشي إزاي ظلموه !
هو قتل يعني كام ألف ؟
وانا بهرب للشرق لعلّي
أخرج من بلدي وأصلّي
ويارب الثورة ما توصلّي
ويجيني الموت مـ الخَلف !

ووصلت الصحرا
والصحرا طويلة
الموت اختفى
وحياتي جميلة
وانا عايز اعيش
وانا عايز أشرب
وأبطّل احارب
وأبطّل أهرب
وانا ماشي لاح
شئ من بعيد
ومعايا سلاح
هيفيدني أكيد
تفتكروا كمين
عاملاه الثوّار؟
ولّا دي جماعة
آنَسِت النار؟

قرّبت كمان
بس استغربت
قدّامي مناظر
فيه بير مليان
ووحوش عِميان
وأربع عناصر !

وإن كنت ظالم
ففي ظلمي بَعدِل
وانا قلبي مات
إتعوّد يقتل
وجّهت سلاحي
فيه رصاصة وحيدة
يا نَفس ارتاحي
مقتولة جديدة
اختارها القَدَر
وكمان قرّبت
وغَمّيت النَظَر
سمّيت , وضَرَبت !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق