إزيكُم ؟ أنا بكلمكم دلوقتي من نقطة عميقة في ظلام البئر السحيق , وبفترض إن محدش شايفني عشان الدنيا هنا ضلمة أوي , وإنكُم سامعين صوتي بس اللي واصلكُم بعد مسافة من بداية الكلام , يعني لو انتو بتقروا الكلام دلوقتي بافتراض ان انا لسة كاتبه .. فانا كاتبه من 5 دقايق مثلاً , بس عُبال ما شق طريقه وأصر إنه يوصلكُم من النُقطة العميقة دي .. أكيد مكانش شايف زيي إنه ملوش معنى , أكيد كان حاسس انه هيفيدكُم بحاجة , أو كان زهق من الضلمة فقال يطلع يشم هوا واتخبط في ودنكُم بالصدفة .. Whatever ! ده مش موضوعنا !
عندي في Blogger لما بدخل بيجيبلي زي إخطار بآخر التدوينات اللي متابعها .. يعني .. مهاب .. يحيى .. اسامة .. رضوى ... بتبقى حاجات منوعة كدة ولذيذة وتتقري .. وبتخيل لو أي حد منهم أو من المتابعني دخل - بسلامة نية - على الموقع وهو ملوش ذنب في أي حاجة .. ويلاقيلي تدوينة جديدة ! يخربيت الكآبة يعني ! مش يومك ! إيه اللي يخليني أنط ليحيى مثلاً في وسط تدوينة علمية مثيرة للعلّامة محمد أسامة وتدوينة رومانسية عظيمة للّطيفة رضوى طارق .. إيه اللي يحشرني في الموضوع .. ويارتني بكتب حاجة عدلة .. وبتخيل في نفس الوقت يحيى بيسب الدين وبيكسر الشاشة وبيقوم يكمل مذاكرة بعد ما محاولة الهروب مفلحتش .. وبعدها بدقيقة بيكسر القلم .. أنا آسف يا يحيى .
كنت من شوية بفكر في الفرق بين إحساسنا جوة اللحظة وإحساسنا بعد ما اللحظة تنتهي .. واقتنعت بحاجة لطيفة أوي .. إننا واحنا جوة اللحظة مش بنبقى شايفين أبعادها الحقيقية .. كأنك جوة صندوق مثلاً أو جوة أوضة .. هتفضل متأثر بالحاجات من جوة .. وهتشوف أقرب حاجات ليك في قمة الجمال وكل ما تقرب في تفاصيلها كل ما تحس قد إيه هي ملهمة وعظيمة , ولما تقرب أكتر وتشوف انعكاسك عليها هتحس قد إيه هي شبهك وإن إنتو الاتنين شوية وهتتلاشوا في وجود واحد مبيتجزأش .. وهتبص للحاجات البعيدة في الصندوق على إنها أصغر بكتير من الحاجات القريبة .. رغم إنهم ممكن يكونوا نفس الحجم , بس عشان دي قريبة من عينك ودي بعيدة إنتَ شايف الفرق الفظيع ده .. وكل ما قربت من الحاجة اللي قريبة دي أكتر كل ما الحاجات التانية بعدت وصغرت .. ده وانتَ جوة اللحظة .. وانتَ برة الصندوق أو البيت ده هتقدر بعد كدة تشوفه بحجمه الحقيقي , وهتكتشف ان الحاجات اللي فيه زي بعض مش زي مانتا كنت فاكر , وإنه صندوق عادي من الصناديق فيه أكبر منه وفيه أصغر وفيه أحلى وفيه أوحش .. أما تخرج من الصندوق هتعرف تفكر .. أما تخرج من اللحظة هتعرف تشوف .
ولقيت إن خط الحياة عبارة عن لحظات كتير من دي اترصت جنب بعض , بنخلص واحدة وندخل في اللي بعديها , العملية دي بتحصل من غير ما نحس أوي , أو بنحس بس مش بنشوفها كدة , أنا بقى شوفتها كدة , شفت إن كل علاقة حلوة بتبدأ غاية في الألفة والعظمة والجمال , وفي لحظة انجذاب معينة العلاقة دي هتطلع للقمة في وقت لا يُحسب , والقمة دي هتفضل شوية ... بس مفيش حاجة بتستمر , السهم بينزل وبيتلاشى مع الوقت , والمتغير بيجرب منحنيات تانية وتجارب تانية صعوداً وهبوطاً .. محدش بيفرق مع حد ... بص لصورك مع اصحاب زمان وافتكر قد إيه كنتو مش قادرين تسيبوا بعض .. وبص للكلام اللي كنت بتقوله لصاحبك من شهر واحد أو شهرين , وبص هو دلوقتي فين وانتَ فين .. ساعتها هتفهم حقيقة ( الدُنيا ) :) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق