الجمعة، 2 مايو 2014

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء التاسع

قال سيدنا علي بن أبي طالب ذات يوم : " الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير . "

وقد ألهاني ذكر ترتيب الأحداث في الجزء السابق عن بعض ما أود ذكره في الأيام قَبل اعتلاء مُرسي كُرسيّ الحُكم , فَمِن ذلك اعتراض القوى الثورية على وجود الفريق شفيق - أصلاً - في سباق الأعادة , ومحاولة الدفع مجدداً باتجاه قانون العزل , وفي اليوم الذي اُعلنت فيه الإعادة بين الإثنين خرجنا إلى الميدان نعترض - بلا جدوى - ولكِن عبّرنا عمّا جال في أنفسنا وحسب , وهتفنا ضد الفريق الذي يعتزم قتل الثورة المُشتعلة في الشوارع . ومِن ذلك أيضاً حماس الشباب للحشد ضد الثورة المُضادة , وأذكُر من هذا الليلة التي سبقت التصويت , هذه الليلة التي شهدت تغيراً عظيماً في عدد المواضيع المنشورة على مجموعة الدُفعة وموضوعها أيضاً , فقد تذكر الناس في لحظة واحدة ما قد يحِل بهذا البلد إذا رجعت مصر إلى عصر ما قبل الثورة , وكَتَب كل من كان لديه شيئاً ليذكره وقتئذ , كانت الروح الثورية التي ترفُض أن يجثم اللصوص والقتلة على صدر مصر مجدداً تُرفرف في أنجاء المجموعة , حتى أنني جمعتُ هذه المواد المكتوبة في فيلم لعرضها متتاعبة وفي الخلفية كانت أغنية " إثبَت مكانك " لفريق كايروكي . ومِنه أيضاً احتشاد القوى الإسلامية والثورية في الميادين انتظاراً لنتيجة الإنتخابات , وفي هذا اليوم نَزلت بعد إعلان النتيجة مباشرةً لأحتفل بالتحرير , وفي خروجي من محطة السادات وجدت كلّا من هادي هشام ومحمد فتحي يلوحون لي فأبتسِم , كان الميدان عارماً يومها , ليس الميدان فقط , بل امتلأت الشوارع المؤدية للميدان بالجماهير , ولا أعلم مَن أتي بهذه الكمية من أعلام مصر وصور مُرسي هكذا مرةً واحدة , لا أذكر من هذا إلا الأجواء الإحتفالية وأنني عندما جُعت أكلت من إحدى عربات " الكبدة " وأنني عندما أذّن المغرب دخلتُ لأصلي في عمر مكرم الذي عَجّ بالناس , وكان الذي عكّر يومي وأشار لي بالفأل السئ أنني عندما هَممت بالخروج من المسجد لم أجد حذائي ! ربما مكثت ما بين النصف ساعة والساعة أبحث دون جدوى , حتى أن أصدقائي أحمد عادل وإسلام محمد اتصلا بي يُخبراني أنهما هُنا بالميدان فأينَ أنت ؟ وأتياني عند تمثال عُمر مكرم وأنا لم أزل أبحث , حتى خرجت خائب الظن - أنا كذلك عندما أفقد شئ يتعكر مزاجي وينقلب يومي رأساً على عقب - وحاولت المُحاولة الأخيرة , ولا أدري إلى الآن كيف مشى حذائي وحده من داخل المسجد إلى خارجه وراء الباب المُنصرع ! ثم أخذنا جولتنا في الميدان وبين الناس وفي الشوارع وعلى المقاهي إلى أن جاءت الأخبار بأن " إلحقوا الريّس بيتكلم !! " فاستجبنا ولَحِقنا وأخذنا أماكننا من الجالسين في البورصة واستمعنا : " وُليت عليكُم ولست بخيركُم , أطيعوني ما أطعت الله فيكُم , فإن عصيته فلا طاعة لي عليكُم " , وكان من الجلوس المغني رامي عصام الذي أبدى اعتراضه بينما نتحمس من حوله للرئيس الجديد , وقد غنّى قبلها بأيام " ملعون يا نظام الانتخابات " . ومِن ذلك أيضاً صوت هذه الطلقات التي اُطلقت تحيةً للرئيس الجديد عند دخوله جامعة القاهرة , كُنتُ هُناك أنا وعدد كبير من زملائي من كلية الهندسة , لم نفلح في الدخول ولم نستفد شئ بالطبع سوى الهتاف ضد المُشير طنطاوي وأفراد المجلس العسكري عند دخولهم بسرعة مجنونة , وتحية بعض الأفراد المُحترمين الذين توقعنا أنهم في هذه السيارة أو تلك , وتحية محمد مرسي بالطبع , ومراقبة الأسلحة الفارهة في أيدي هؤلاء العمالقة في كل مكان خارج الجامعة أو مراقبة تحركات القوات المسلحة في دخول المجلس العسكري أولاً والمُشير طنطاوي ثانياً  والهتاف ضدّهم , وتمشّيت مع الرفيق محمد ياسر يومها إلى المترو وقد عَزَمني على فَطيرة من بين السرايات وحدّثني كثيراً وذهبنا كُلٌ إلى بيتِه .

في اليوم التالي لإعلان النتيجة , يوم الإثنين 25 يونيو 2012 صباحاً , كُنتُ ذاهباً لصديقي إسلام شفيق لا أتذكر لماذا الآن , إلا أنني مررتُ لأول مرّة ببائع الجرائد وكان كُلّي حماسة لأن أقرأ الأمل وأرى مصر الجديدة وأشعر بشمس الحُريّة والتقدم تُنير الطُرُق أمامي , واشتريت جريدة التحرير , التي جاء فيها :

مُرسي للشعب المصري : وُلّيت عليكُم ولستُ بخيرِكُم
كتب - صلاح لبن

في أول كلمة تليفزيونية له موجهة للشعب المصري , لم يلتزم الرئيس محمد مرسي بنص الكلمة المكتوبة , وتحدث بشكل تلقائي في عديد من النقاط , كما استشهد بآيات من القرآن الكريم وبأقوال الصحابة .

الرئيس محمد مرسي قال في خطابه مساء أمس , " لقت وليت عليكم , ولست بخيركم , وأنني سأبذل كل جهدي للوفاء بالتعهدات التي قطعتها على نفسي , كأول رئيس منتخب بإرادة شعبية , - مؤكداً أنه - رئيس لكل المصريين , ولا فرق - عنده - بين أبناء الوطن " وأضاف أن الجميع متساوٍ أمامه في الحقوق والواجبات , لكنه الوحيد الذي ليس له حقوق , بل يلتزم بواجبات , طالباً العون في إقامة دولة العدل والحق , مستشهداً بمقولة أبي بكر الصديق , " لقد وليت عليكم ولست بخيركم , أطيعوني ما أطعت الله فيكُم , فإن عصيته فلا طاعة لي عليكُم " .

مرسي تابع , إن بلادنا تعيش لحظة تاريخية , داعياً الجميع إلى الاتحاد والاعتصام بحبل الله , وأضاف الرئيس " لابد أن يعلم الجميع أن جميعنا مصريون ووطنيون حتى إذا اختلفت أحزابنا وتياراتنا سنظل جميعاً أوفياء للثورة المصرية ودماء الشهداء , ولن نسمح بتخوين بعضنا البعض . لكننا سنتكاتف ونتوحد حول مشروع وطني شامل نحمله جميعاً لإحداث تنمية حقيقة ويتم توظيف جهودنا بكل الموارد التي اُهدرت في عصر مبارك , سنبني مشروع النهضة بسواعد كل المصريين مسلمين ومسيحيين , وسنتصدى إلى جميع الفتن والمؤامرات التي تستهدف النيل من وحدتنا " .

وأكد الرئيس أن الثورة المصرية بهرت العالم , وبالتالي فإن المسئولية باتت أصعب , لأن الهدف هو تحقيق مصر الدولة الوطنية الدستورية الحديثة , مضيفاً " سوف أهدي كل وقتي لتحقيق هذا المشروع وفق هويتنا ومرجعيتنا " , وشدد مرسي على التزامه بجميع المعاهدات والمواثيق الدولية , وأنه جاء برسالة سلام للعالم , وأنه يبحث عن تأسيس علاقات متوازنة مع جميع دول العالم مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمنافع المتكافئة بين كل الأطراف , جازماً بأنه لن يتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة , وفي المقابل لن يسمح بأن تتدخل أي دولة في الشأن الداخلي لمصر , وأنه سيسعى للحفاظ على حدود الدولة , وأن البلاد قادرة بأهلها ورجالها وقواتها المسلحة على الدفاع عن نفسها والتصدي لأي عدوان خارجي .

وأضاف مرسي : " لن أخون الله فيكُم , وسوف أضع نصب عيني قول الله تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } , فنحن قادرون على المضي قدماً على الرغم من توقع بعض الدول فشلنا , لكننا سنمضي إلى الأمام " .

مرسي وجه الشكر إلى قضاة مصر وإلى الناخبين الذين وقفوا في طوابير في الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفي أثناء الإعلان الدستوري , مشيراً إلى أنه يحترم النتائج , مشيراً إلى أنه لن يفرق بين رئيس ومواطن عادي , وأنه يسعى إلى فصل السلطة القضائية عن السلطتين التنفيذية والتشريعية , مشيراً إلى أن القوات المسلحة مؤسسة شريفة , وليس فيها فاسد , وأن دورهم يُقَدّر . لذلك سيسعى للحفاظ على هذه المؤسسة العريقة التي يحبها كثيراً , وكذا وجه التحية إلى رجال الشرطة , وأنه يحمل لهم تقديراً , لكن من يرتكب الجريمة سيحاسبه عليها , مشيراً إلى أنه سيحقق تعهداته وسيسترد حقوق الشهداء .

لجنة سلطان تنجو من تهمة التآمر على الرئيس

طنطاوي يهنئ مرسي .. والجنزوري يستقيل

شفيق لمرسي : أتمنى لكم التوفيق في المهمة الصعبة

البيت الأبيض : فوز مرسي علامة مهمة في انتقال مصر للديمقراطية

احتفالات المحافظات : دموع في الإسكندرية .. وضرب نار في بورسعيد .. وزفة بلدي وذبائح بدمياط

"الإخوان" : عضوية مرسي في "الجماعة" وحزبها انتهت .. والنور : يحمل أمانة كبيرة

واشنطن تدعو الرئيس المنتخب لاحترام حقوق جميع المصريين

نتنياهو : إسرائيل تحترم فوز مرسي وتسعى للتعاون معه

إيران : مصر في "المرحلة النهائية للصحوة الإسلامية"

مبارك لم يعرف بفوز مرسي بالرئاسة

وائل عبدالفتاح .. وقبل أن تشتعل الحرب الأهلية بقليل

احتفالات بطعم الثورة في المحافظات

التحرير يرقص ويغني ابتهاجاً بمرسي

ثوار الميدان يقررون استمرار الاعتصام المفتوح حتى إلغاء الإعلان المكمل .. وأم شهيد : الآن أتقبل العزاء

وفي الصور : الجموع تحتفل وعلى المنصة لافتة كبيرة : لا للإعلان الدستوري المكبل .. لا لحل البرلمان المنتخب .. لا للضبطية القضائية

طائرات حربية تحلّق فوق المتظاهرين .. وهتافات : يسقط حكم العسكر .. وخالد على : نحتفل بسقوط نظام مبارك

البرادعي يدعو للتوافق الوطني .. وصباحي : سرعة تشكيل الحكومة

قدم الدكتور محمد البرادعي , وكيل مؤسسي حزب الدستور , التهنئة للدكتور محمد مرسي , بعد إعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة فوزه في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة . وأضاف البرادعي في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه حان الوقت للعمل جميعاً كمصريين , في إطار توافق وطني .

كما أصدر حمدين صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية بياناً أمس في أعقاب إعلان فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية هنأه فيه بفوزه بالرئاسة , وقال صباحي في بيانه , اختيارنا الأخلاقي والسياسي هو البقاء في وسط الجماهير , وأننا كما كنا دائماً من قبل الثورة سنبقى في صف المعارضة الوطنية , وأن هذا الاختيار يلزمنا بالبدء في تأسيس التيار الشعبي المصري البديل لتنظيم صفوف الجماهير والقوى المدنية والثورية ,  التي تسعى لاستكمال أهداف الثورة , ودعا صباحي إلى سرعة تشكيل مؤسسة رئاسية وحكومة وطنية تعبران عن أوسع توافق وطني وعن كل تيارات وقوى المجتمع المصري وتنوعه ومراجعة الموقف من الجمعية التأسيسية للدستور , وأن تبدأ القوى الوطنية والسياسية في مشاورات جادة للتوافق على تشكيل وطني توافقي .

وفي أول تعليق له , هنأ عمرو موسى الدكتور محمد مرسي بفوزه في السباق الانتخابي , متمنياً له التوفيق قائلاً : " نهنئ الرئيس المنتخب ونتمنى له التوفيق في تحقيق المصالحة الوطنية " .

من جهته هنأ المرشح الرئاسي السابق د. محمد سليم العوا د. محمد مرسي وجميع الذين صوتوا له في الانتخابات لرئاسة مصر , وقال في بيان له " أدعو الله تعالى أن يهيئ له بطانة صدق ومشورة حق تُعينه على أداء الواجب الثقيل نحو البلاد والعباد " , واعتبر العوا النتيجة بداية النضال السياسي والقانوني من أجل الديمقراطية التي لا تتحقق إلا بحرية اقتصادية . وأصدر الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بياناً قال فيه : " أؤكد ونحن نُهنئ الشعب المصري ود. محمد مرسي بهذا الفوز أن مصر أكبر من أي حزب أو فصيل وأن نجاة هذا البلد من سيطرة شبكات الفساد والمصالح لن تتأتَى إلا باصطفاف وطني حقيقي وإدماج للجميع في عملية بناء مصر " .

سياسيون : هذا يوم تستحقه مصر

نبيل عبدالفتاح : نجاح مرسي يُلقي عليه التزاماً بإنه رئيس لمصر لا للإخوان .. والجوادي : هزيمة شفيق دليل على أن مصر تخلصت من عصر مبارك إلى الأبد

المصريون يأملون في مراجعة الإخوان لأنفسهم وتحقيق آمالهم

قانونيون : ننتظر من مرسي الالتزام بإقامة دولة مدنية حديثة

وائل غنيم : أول رئيس مصري مدني منتخب في التاريخ

أسماء محفوظ : نحتفل اليوم وغداً نراقب مرسي

حقوقيون : فوز مرسي نهاية لعصر تزوير الانتخابات

ناصر أمين : الثورة خطت أولى خطواتها .. ومعركة الدستور هي المعركة الأهم الآن

نقابيون : ملفات صعبة في انتظار الرئيس

ممدوح الولي : الأشهر الثلاثة القادمة حاسمة

الأحزاب المدنية : نقبل النتيجة ونحجز مواقعنا في المعارضة

عبدالغفار شكر : على مرسي أن يفي بتعهداته .. وسكينة فؤاد : إسقاط للثورة المضادة

صدمة أنصار شفيق

الحملة الرسمية : لا تعليق .. وعضو بالحملة : قدّر الله وما شاء فعل

.. وبعضهم يقطع الطريق في مدينة نصر

مؤيدو الفريق : لابد من إعادة الانتخابات .. وعشرات يهتفون : مرسي باطل

العرب سعداء .. وينتظرون أفعال مرسي

الإمارات تدعو جميع المصريين إلى التكاتف .. والكويت تتمنى استمرار دور مصر في محيطها العربي والإقليمي

توكل كرمان : عظيمة يا مصر .. تهانينا لثورات الربيع العربي

( في السياق نفسه وليس في جريدة التحرير :   بشار الأسد يرسل برقية تهنئة لمرسي , ومرسي : نرفض قبولها ولا نعترف بشرعيتكم، ومَن يمثل السوريين هم الجيش الحر ومجلس قيادة الثورة. )


"لوموند" : مرسي أول رئيس إسلامي لأكبر بلد عربي

"ليكسبريس" : صيحات الفرح تنطلق في غزة " الجارة المصرية "

يظهر في الصورة في الصفحة الأخيرة رجُل بين المحتفلين يرفع تي شيرت أصفر عليه صورة مرسي ومكتوباً عليه : " قوتنا في وحدتنا "

عمر طاهر .. مباراة العودة

قبل أن أكتب " مبروك دكتور مرسي " وأنا لم أنتخبه أسأل نفسي إن كنت سأتمسك بهذه الروح في حالة فوز الفريق شفيق , والحقيقة أجد الإجابة بـ"لا" ,  بالنسبة لي انتخاب الفريق لا تليق به هذه الروح , وكان سيصعب على الواحد أن يتقبل فوزه , لأن انتخابه ببساطة وباختصار " قطمة ضهر " .. هزيمة قاسية على أرضك , أما فوز مرسي فهو مكسب رمزي يشبه التعادل خارج أرضك , لذلك فالفرحة به تبدو مؤجلة حتى مباراة العودة .

وعموماً كلمة " مبروك " لا أعني مبها مبروك يا دكتور مرسي فوزك بمنصب رئاسة الجمهورية ( هذا المنصب في هذه الأيام لا يستحق التهنئة , ولكن يستحق أن نصلي من أجلك صلاء استسقاء ) , ولكن مبروك دخولك التاريخ من باب الرجل الذي قطع الطريق أمام عودة النظام السابق , مبروك حصولك على هذا الشرف الكبير , وهو شرف أنت مدين به للثورة التي قضيت ساعاتها الأولى سجيناً بأوامر نظام يخدم رئيساً هو الآن سجين , بينما أنت تستقبل ساعتك الأولى كرئيس .

...

هكذا بدأ الدكتور محمد مرسي رئيساً لجمهورية مصر العربية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق