المقال ده في الأصل مجموعة تغريدات بدأت بالكلام عن موقف حصل امبارح في البيت وفضلت أرغي لحد ما لقيت انه ممكن يبقى مفيد لو جمعت وجهة النظر دي في قالب واحد , طبعاً كلنا عارفين اننا في مرحلة تراجع للثورة وانتصار مفجع للثورة المضادة اللي مترددش لحظة في قتل المعارضين وتشريدهم , بل إن النظام اللي جه على أكتاف " المتظاهرين " أيام 30 يونيو 2013 , أخد السٌلطة ومنع المظاهرات , ومع تطورات الوضع , بقى اللي بيتظاهر بيتقتل على طول , الثورة أصبحت مكشوفة للعساكر المسلحين , مش بس كدة , ممكن يكون ده العادي , إنما اللي مش عادي إن غالبية المجتمع تكون موافقة على ده باسم " الاستقرار " و " عايزين البلد تمشي " و " كفاية " , النظام استغل احتياج الشعب عشان يقدر يقنعهم ان " الثورة " أو أي مظهر من مظاهرها هو اللي بيعطل مصالحهم , وإن أي حركة في الشارع هي من مجموعة من البلطجية أو الإرهابيين أو الجهلة , وقدر مؤخراً إن يحدف قضية مبارك والعادلي في الناحية دي , فأقنع الناس انها مكانتش ثورة بل كانت مؤامرة على مصر , وما أكثر الناس اللي بتسمع وبتصدق , الإعلام أقوى سلاح في إيد العسكر .
نتيجة للتراجع ده , فيه مجموعات من الثوار أو المعارضين تخللها اليأس , خصوصاً إن فيه ناس كتير اتقتلت بإيد النظام اللي دلوقتي في السلطة بيلمع نفسه وبيوسّخ أي حد ضده , ده اللي خلى حد شاف الموت بعينه أو حصلتله مصيبة في نفسه أو في أخوه أو في أهله أو في أصدقائه يبدأ يفكر على المدى القريب , إزاي حق الناس دي هيرجع , وأول فكرة بتطرق عقله هي الكفاح المسلح , مواجهة سلاح الدولة بالسلاح , أخد القصاص من الدولة مباشرةً عن طريق ممثليها السفاحين .
ومن ده ظَهَرِت في بدايات 2014 الدعوات دي لمواجهة العُنف بالعُنف , وضرب النظام ضربات مختلفة توصلّه الصوت أو الغضب اللي منع انه يطلع بالطرق السلمية , فهنلاقي إن طلاب ضد الانقلاب في بعض الأوقات كانوا هم اللي بيبدأوا مناوشات مع الشرطة اللي برة الجامعة , وهنلاقي في الفترة الأخيرة ان الدعوات دي اتعممت - في ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة - واتمثلت في حرق أقسام ومباني تابعة للدولة وأي شئ تاني ممكن يعبر عنها , وفي المنصورة شفنا المسيرة اللي قتلت سواق التاكسي اللي كان بيحب السيسي , ومن أيام ظهرت كتائب حلوان اللي عايزة تنتهج المنهج ده في استنزاف النظام ومواجهته مباشرةً , ومن هنا بدأ الجدال .
التغريدات :
الإعلام بيقنع الناس ان اللي هينتهجوا الكفاح المسلح عشان معرفوش ياخدوا حقهم بالسلمية غلطانين , والناس في البيوت مقتنعة ,انا مش فاهم ايه الغلط
فانا قلت لماما لما النظام يقفل في وشك كل الفرص السلمية ولو حد قريب ليكي اتقتل هتعملي ايه عشان تاخدي حقه وانتي مالكيش حق في التعبير اصلا
وقلتلها الفكرة مش غلط بس النظام بيشوهها وبيشوه الثورة كلها وهو اللي بيوصل البلد للمرحلة دي ,مرحلة الكفاح المسلح والإرهاب الفردي وأشكال العنف
وقلتلها ان انا موافق على الكلام ده طالما هيحقق القصاص الغائب , بس راجعت نفسي وفكرت شوية
أنا لسة مؤمن ان الطرق السلمية هي اللي هتوصّل الثورة للجماهير , الكفاح المسلح هيباعد بين الثورة والجماهير أكتر , بل إنهم هيبقوا في وش بعض
الثورة المسلحة لو انطلقت مش هتجيب القصاص , بس هتقتل العساكر والظباط والمئات من البشر اللي بيحامولهم عشان فاكرينهم صح ,بل إنها مش هتجيبه اصلا
لإن العساكر هم مرحلة معينة من الناس دي , القاتل هو اللي بيخطط لسحق الثورة من فوق وهو اللي بيدي أوامر بالقتل أو هو اللي بيقتل وعارف هو بيعمل ايه وبيقتل مين
العساكر جايين من الصعيد بينفذوا أوامر اللي فوقيهم , زائد ان انتَ مش هتبقى عارف مين بالظبط اللي يستحق الموت ومين لأ
وكذلك الرتب , أنا مش متخيل - بصراحة - ان جهاز الشرطة كله أشخاص ولاد ستين وسخة يستاهلوا الموت , مكانش يبقى قرايبنا واصحابنا منهم
وكذلك الجيش
الثورة مش في مرحلة ضعيفة في الشارع بس , لأ في العموم كمان , لسة مانضجتش , لسة الثورة مبقتش هي الخير المطلق اللي بيحارب الشر المطلق
عشان كدة لازم المؤمنين بيها يشتغلوا على الفِكر أكتر من النضال , النضال مستمر باستمرار النظام وغشوميته , بس معاه لازم يكون فيه عقول بتبني
عقول عارفة -ومتأكدة- إن في يوم من الأيام كل ولاد الوسخة اللي فوق دول هيموتوا وهيبقى جيلهم هو البديل وهو المسئول
الفترة اللي احنا فيها دي فترة محو فكرة الثورة عن بقية المؤمنين بيها من العامّة , هو مش هيقدر يمحيها من الثوار اللي شافوا الموت والأمل
المقاومة في اللحظة دي لازم تبقى مقاومة حركة المحو والتشويه دي , لما بيضربونا بنقاومهم بالطوب , لكن لما يقاوموا الفكرة لازم نقاومهم بالفكرة
مش نأكد للمجتمع اننا إرهابيين وناخُد صف مضاد للدولة والمجتمع في صفها وساعتها هنخسر
مش عارف الفكرة وصلت كاملة ولا لأ , أتمني .. الثورة مستمرة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق