صباح الخير , إتكلمت المرة اللي فاتت عن مرحلة إعدادي والتغيرات اللي بدأت تطرأ على شخصيتي والحاجات اللي طوّرتني وألهمتني كواحد عايز يكتب شِعر والعوامل اللي أدت شيئاً فشيئاً لميلاد أول قصيدة عامية في امتحانات نهاية العام الدراسي 2011/2012.
النهاردة هتكلم عن الانطلاقة , أجازة صيف سنة 2012 كانت هي القفزة الحقيقية اللي خلت فيه حاجة اسمها " الشاعر هيثم شومان " , حاجة مش انا اللي سميتها لنفسي ولا بدأت اقول على نفسي شاعر اصلا غير مؤخراً , ده الناس اللي لاحظت وتابعت وشجّعت. في الجزء اللي فات قُلت إني وعدْت بنداري اني هبعتله قصيدة ( هوس الشِعر ) اللي كانت وقتها الماستر بتاعتي , بس الأيام ألهتني. اللي كان يعرفني في إعدادي كان يعرف إني متضامن بشدة مع الثورة السورية , وكنت بلبس تي شيرت عليه عَلَم الثورة السورية ومكتوب فوقيه Free Syria وتحتيه الحرية لسوريا , واللي يعرفني أكتر يعرف إني كان نفسي اروح أناضل مع الثوار هناك , يوم 10 يوليو 2012 حلمت إني في سوريا , وأحداث كتير مش فاكرها منها إني عدّيت من على بوابة حماة , لما قمت رُحت مع صديقي اسلام محمد أكاديمية الشروق عشان نخلص حاجة هناك , وانا في الأتوبيس الفكرة نوّرت في دماغي , بس انا كنت عايز انام , فقلت لإسلام ( على بوابة سوريا ) يا اسلام , فكرني .. ونمت. يومها لما رجِعت العَصر كتبت ( على بوابة سوريا : الجزء الأول والجزء الثاني والجزء الثالث ) . في منتصف أغسطس 2012 كتبت الجزء الرابع ونشرت القصيدة كاملة على هيئة صورة لبوابة كبيرة , ودي كانت القيمة العُظمي الأولى اللي أحرزتها كواحد لسة الناس حتى مكنتش تعرف انه بيكتب , القصيدة نالت إعجاب ناس كتير وانتشرت بشكل واسع فرّحني أوي , وأصحابي كاني بيمدحوني عليها كتير , وانا فاكر ان كيشو كان منبهر بيها فشخ وانا مبنساش انبهار كيشو.
الأوقات دي قابلِت رمضان , وخرجنا أنا ومحمود معز وبنداري ومحمد مصطفى ونرويجي عشان نتسحر في الحسين , وكان يوم حلو أوي , وساعتها نرويجي كان بيقول على بنداري " القائد " بالكاف , عشان فيه واحد سرسجي كان بينادي عليه كدة :D , عجبتني الكلمة .. بعدها بأيام , 22 أغسطس , افتكرت اني نسيت ادي لبنداري هوس الشِعر اللي وعدته بيها من زمان , فدخلت أكتبله :
مع إن الواحد نسّاي
بتنسي الدنيا وبتفكر
بس انساك " أساديكي " ازاي
وانتا " الكائد " واسمك بندر
وبتشرب كوباية شاي
و ابو مجدي بيشرب وبيـسكر
تتسلطن بالعود والناي
بس بتقرا وتكتب أكتر
هستناك في البيت الجاي
وانتا استنا ومش هتأخر
#شنداريات xD xD
أي كل ما يختص بدراسة ما بين الـ ( شومان ) والـ ( بنداري )
ده كان البوست بالظبط , بس شاءت الأقدار إني أكون مبسوط ساعتها , وإنها تضرب معايا في العلالي وتخليني أكتبله تاني :)
لوغاريتمات (1) .. #شنداريات .. " الأخ القائد "
الأخ الكائد
أبو شِعر خطير
والأخ العائد
من جوة البير
والبير مليان
بسطور وبيوت
وبحور وشطوط
وحكاوي كتير
وبيوت البير
مسكونة تمَلّي
يرسمها الشاعر
وبإيده يخلّي
في سيوف تتكلم
وسيوف بتعلم
وجماد يتألم
من طول البُعد
والبت بعيدة
والبُعد ممل
ومللها مُسَلّي
راح يكسر مللي
مطرح ما يكسّر
بيعور إيده
وبإيده يخلّي
في طيور بتغَنّي
وفـ إيده جناح
- ده خيال الشاعر -
وجناحه يعلّي
يرجع ويطير
من جوة البير
...
ويطير ازاي
وفـ إيده جروح
وهيعمل ايه
ولفين هيروح
والبير مليان
أبيات وشروح
واصحاب البير
من جوة كتير
ساكنين في بيوت
والبيت ليه حدود
وحدوده البحر
والبحر يجيب
في الموج ويوّدي
ويجيني الفيض
ينتهي على سدّي
ويجيني الموج
ويشوف طريقين
في طريق بيعدّي
من فوق السد
لو موج عالقد
وطريق مسدود
لو موج مشدود
بالغ في المد
راح يكسر يدّي
و بيَدي جروح
وهيعمل ايه
ولفين هيروح
والبير مليان
أبيات وشروح
والأخ الكائد
ازاي هيطير
من جوة البير
وفـ ايده الجرح
راح يسأل حي
سكانه كتير
أو يقرا بيوت
بعديها الشرح
والشرح يطول
بالطول والعرض
راح نشرح فيه
وتطول الحسبة
من فوق السطح
أو تحت الأرض
والشرح يطول
والعمر يفوت
والكاتب حي
راح بكرة يموت
ويكمل بعده
الأخ الجي ...
وعجبت الناس برضو وانا كنت فرحان بيها , وكتبت على غرارها لوغاريتمات (2) : لفّات العُقدة , ودي اتكتبت بالظبط في ليلة اخر امتحان اعادة اللي انا كنت مسافر بعده على طول , وانا كنت متضايق اوي من حوار الإعادة ده , فبثّيت همّي في لفّات العقدة اللي كنت بحاول اعرف فيها انا ايه اللي وصّلني لكدة , وسافرت شرم الشيخ , والرد جالي تاني يوم الصبح بدري وانا قاعد في ماكدونالدز :) : " ايوة يا بنداري ازيك - خش على بروفايلك كدة - ماشي "
لوغاريتمات واحد بشَرطة
الأخ الرائع
قائد ميمَنْتى
والأخ الطائع
ولا يحود سنتى
والأخ الصايع
وصياعته أدب
والاخ الأجدع
من الف شنب
وبايده مقرر
ينزل ويّايا
على بير أحزانى
حيعومها معايا
نوصل للبر
بالخير والشر
مليانة نفوسنا
وعقله مليان
أفكار كاللـوز
من وادى "عبقر"
سفّاح كرموز xD
والبت تملّى
تعند وتكابر
لكنه صريح
جابها من الاخر
اذا كنتى موافقة
يسعدنى غرامِك
واذا كنتى رافضة
فالحيطة قُدامك
إخبطى راسك
ويا الخابطين
لتكونى فاكرانى
زعلان وحزين !!
من مصر لسوريا
على كعبه داير
ينتمى فكريا
لشهر يناير
ينتمى حزبيا
للشعب الثاير
ينتمى إبداعاً
للطايفة الأعلى
هدْيا وضياعاً
ماشى على الرملة
فلقيت عرافة
فسألتها عنّه
عن قلمه وفنّه
وخلايـا العقـل
ساعة ما اتجنّو
قالت ده الواد
مفروشة بلاد
قلبه كان وادى
سيفه كان حاد
وكلامه أمرّ
من حد السيف
وسنينه تمـر
عاشها بالكيف
ولا عاش مغصوب
ولا عاش بالزيف
ومسيره يلاقى
بنت السلـطان
والكاس الساقى
طعم الأحـزان
راح يسقى فى يوم
"عصير " رمان xD
والواد كان يخدم
فى الناس بعينيه
والواد كان يعطى
ما بيسأل ليه
والـ"ليه" دى حياته
نظرة فى الكون
جايز كان عاقل
جايز مجنون
ويشوف الدنيا
من خرم الباب
والباب كان اكبر
من سور الصين
والباب كان أصغر
من ننّى العين
والباب كان سارح
وملهش حدود
والباب كان أصلا
مش موجود !!
والواد اذا مات
هيعيشله كلام
يفضل للناس
لسنين قدام
والواد اذا مات
نفتكره بخير
مهو نص العمر
عاشه للغير :)
وكنت مفشوخ من الفرحة , وانا فاكر ساعتها ان لساني اتحرق عشان كلت حاجة سخنة فشخ , بس مش مشكلة كان الإحساس بالطرب والسعادة هو اللي مسيطر ساعتها , واحنا ماشيين في خليج نعمة سألت على مكتبة عشان اجيب كراسة وقلم , وفي الغرفة كلهم ناموا وانا قعدت أكتب لوغاريتمات (3) : الأخ الفارس , ودَخَلت الدراسة وكتبت لوغاريتمات (4) : الأخ الحاير , وفي آخر الأجازة كنّا رُحنا مع بعض ( الشلّة كلها ) حفلة بلاك تيما , كان أكبر تجمع افتكره للشلة دي , والحفلة نفسها سجلت أكبر عدد تذاكر في تاريخ الساقية تقريباً - ممكن اكون بهري بس انا فاكر ان كان فيه حد كاتب كدة - ورجعت كتبت لبنداري رسالة نثرية عن الحفلة , وكانت قصيرة , وبعدها كتبتله رسالة نثرية تاني عشان اطلب منه حاجة في الموبايل أو ابديله رأيي في شاعر من الشعراء , بس رسالته هو الأولى كانت حاجة تانية , كانت رسالة أدبية بحق , اللي شجعني وخلاني اكتب رسالة طويلة زيها , وكتب , وكتبت بعدها ( الأخبار والمسائل في حديث الرسل والرسائل ) وساعتها هاني قالي عليها " انتَ تفوقت على نفسك " , وساعتها برضو مصطفى أحمد أثنى عليها , وما أدراك يعني إيه مصطفى أحمد تعجبه حاجة ويثني عليها كمان !
انزلقت في هذا البير اللطيف وبحاول أطلّع منه كلام الناس تحبه وتنبسط بيه , كلام يعبر عنهم وعن البلد وعن صحابي حتى اللي بكلمهم وبتكلم عنهم جوة الشِعر والنثر وعن الحب وعن الخيال , في رحلتي من وقتها لحد الوقت اللي بكتب فيه مرّيت بمراحل كتير , أفتكر ان بنداري كان رفيقي وملهمي في أول الرحلة , كنت دايماً بتكلم معاه وبسأله وباخُد منه , لما سألته مرة قالّي ( اقرا كتير , واكتب أكتر ) , وكان دايماً يقولي على أشعار وشعراء هو قرالهم وقرا عنهم , بنداري عامةً خلفيته الثقافية ثرية ومتنوعة , ده غير طبيعة معالجته للأشياء ورؤيته ليها ومن ثم انعكاس كل ده على كتابته وعلى أفكاره , ولا يزال رفيقي وملهمي , الدُنيا بتاخد الناس وتجيبهم زي حركة اليويو , لحظة تنزل تقرب من الأرض ولحظة تطلع تقرب من إيدك ولحظة بينهم في النص محدش بيلاحظها ولا حد بيكسبها في صفه , في رحلتي حبّيت الكتابة وحاولت اكتب للكتابة فقط , نجحت شوية وفشلت كتير , بس تبقى التجربة اللي بتعلمك , لو مغلطتِش مش هتعمل الصح , لو خُفت تجرب هتخسر احتمال النجاح , ولو خفت تجرب هتخسر احتمال الفشل واكتساب الخبرة , في رحلتي قريت كتب كتير , بس لسة قدامي كتب أكتر اقراها عشان انفذ الجملة بحذافيرها , أنا لسة عايز اقرا عن الأدب العربي قراءة منظمة مش عشوائية , انا لسة عايز اكسب خبرات الكتّاب والأدباء اللي عرفوا يوصلوا ويوصلوا أفكارهم وكلامهم ويعبروا عن مشاكل المجتمع ويدوبوا فيه بصورهم ومشاهدهم ورواياتهم ومقالاتهم وأبياتهم , كتابي الأول ( ديواني ) : سباق الزمان وحكايات شومان هوّ السلمة الأولى اللي بيطلع عليها الشاعر الصغير ده , جمعت فيه تجربتي مع الكتابة ومع الخيال ومع الحُب ومع الأصحاب ومع الثورة ومع نفسي ومع التأمل , الديوان هو أول صفحة في الكتاب الكبير اللي اسمه هيثم شومان , الكتاب اللي عايز اكتبه بأيام وسنين عمري وبالناس اللي هعرفها وبالحاجات اللي هتعلمها وبالتجارب اللي هخوضها وبالمعارك اللي هنتصر فيها وبأيام الهزيمة والتراجع وبنظرتي المتواضعة من زاويتي الصغيرة للمجتمع والبلاد , الديوان هو تجربة شاعر صغير حب يطرق أبواب الكلام , يوصل لسر البلاغة , يعبر عن جوهر الحُب , ممكن يكون اتوفق أو لأ , ممكن يكون الكلام فتحله أبوابه وممكن يكون طرده من جنّة الشُعراء , بس اللي هيتبقى هو إيده اللي علّمت عالباب , الإيقاع اللي ضربه وهو بيحاول يوصل , المحاولة , يتبقى انه مخافش يخوض التجربة , إنه جربها بحسنها وسيئها , وعاش فيها أيام الصعود والهبوط , أيام العلو وأيام الاحتجاب , كل اللي بتمناه في الآخر إن اللي أنا أسيبه يكون مفيد على أي وجه من الأوجه , وإنه مايكونش ضار بأي طريقة , يكود مفيد انه خلاك تبتسم ابتسامة صغيرة قبل ما تنام , أو تفتكر ذكرى كنت ناسيها , أو قلبك ينبض مع وزن قصيدة في العِشق , أو تغضب مع الشاعر في قصيدة عن الثورة , أو تحس ان اللي كتب عبر عن حاجة انت مكنتش فكرت فيها قبل كدة , ولما اتكتبت قدامك حسّيت انها بتقول نفس الكلام اللي عقلك ممكن يقوله , ومايكونش ضار سواء إن حوى كلمات مش مناسبة أو إن أسأت الوزن أو القافية أو استبدلت الحروف المتزينة بالمعنى الكامل أو أكثرت لحد ما اللي بيقرا مَل , لو القارئ مَل يبقى الكاتب فَشَل , ولا القارئ فضل عنده الشغف انه يكمّل ويسمع يبقى الكاتب نَجَح تماماً , مؤخراً حسيت إن المعاني بتنفذ منّي , حسيت إني بجري على الطريق السريع ومتقدم على العربيات بس الوقود قرّب يخلص , أنا هحاول أتوقف عن الكتابة لحد ما يبقى عندي كلام تاني يتقال , أبعاد تانية ممكن أبينها , أفكار جديدة وصلتلها ووصلتلي عن طريق معرفة أنا بتحسس طريقها , هقرا كتير , ولما احس انه مفيش مكان يتملي , وإنه البير قرّب يفيض , ساعتها هكتب أكتر , وهشرب من البير اللي ملاه غيث المطر , المطر رزق , والإلهام رزق , هما مش بيقولوا ( نزل عليه الإلهام ) , أهو أنا واقف في الصحرا دلوقتي على يميني بير غويط وعلى شمالي وردة مزروعة في الأرض بطولها , كلنا باصّين لفوق ومستنيين عطاء السما.
أسرَح
حَبّة
في المَلحَمة
وأفتَح
أول
غيث
مـ السما
و القى المطرة حروف وكلام
و اسكُت في وجود الأحلام
و ابدأ ألملم فوق أشواقي
و اقعُد اعيد ترتيب الآية
وبَحِب السِحر العشوائي
لما بيحكي أي حكاية
***

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق