إزيكُم ؟ يارب تكونوا في أحسن حال , اتكلمت في الجزء السابق عن بداية محاولاتي الشعرية وبيّنت أجزاء منها وبعض مميزاتها وعيوبها , ووصلت لما قبل دخول الجامعة , وهتكلم النهاردة عمّا بعد الدخول .
في كلية الهندسة - فرع الشيخ زايد , النصف الأول من العام الدراسي 2011-2012 , كانت الحياة في دفعة إعدادي 2016 لسة بتدُب فيها الحركة حثيثاً , كان الطلبة لسة بيتعرّفوا على بعض ولسّة بيكونوا دواير المعارف والشِلَل وبيتجاذبوا بعضهم لبعض بحُكم الاهتمامات المختلفة , الأحداث السياسية كان ليها تأثير كبير داخل أسوار الكلية هناك , في نوفمبر 2011 بدأت الحركة السياسية تسري في ساحات زايد بالتوازي مع انتفاضة محمد محمود - انتفاضة شباب الثورة ضد حُكم العسكر , الحركة دي ساهمت بشكل كبير في الروابط اللي اتكونت بين الطلاب في الدفعة , ومن بعدها كانت الروح أعلى والحماس أعلى , مجموعات الطلاب النَشِطة حسّت انهم شبه بعض في الوقت ده , حست ان فكرهم واحد وحلمهم واحد , ورويداً كانت المجموعات دي بتتكون وتلتف بعضها حول الآخر بيشاركوا الأفكار وبيدوّروا حركة النشاط داخل الكلية , وفي آخر الترم الأول كانت الأمور استقرت والناس تعارفت والأنشطة الطلابية للدفعة الناشئة باتت على وَشَك الانطلاق .
في الترم الأول كان الزَرع وبداية النمو , في الترم التاني كان الحصاد , حصاد مجهود الأفراد اللي اجتمعوا عشان عايزين يعملوا حاجة , عايزين يغّيروا روتين الدراسة وعايزين ينشروا بين الطلاب روح النشاط والفن والمشاركة , ظهرت على الساحة أسامي لأنشطة مختلفة زي إنج بريك وباز وسوق عُكاظ كأكتر 3 أنشطة طلابية خرجت من لواء الدُفعة الجديدة وظهرت وبان تأثيرها واتسمع صوتها عند الناس , باز بدأت بحدثين مهمين هما اللي جمعوا فِرَق العمل دي فيما بعد تحت الإسم ده , الأول كان معرض فجنون اللي كان عبارة عن مسابقة بين الطلبة في الرسم , والتاني كان حدث أذكر إنه كان أمير شعراء زايد أو حاجة تانية , ممكن الكلام مايكونش دقيق أوي بس انا بحاول افتكر معاكُم , انا حتى مش فاكر ترتيب الحاجات , مش فاكر أمير الشعراء كان الأول ولّا حلقات عكاظ كانت الأول , أياً كان , سوق عكاظ كان عبارة عن عرض صغير بيتعمل وسط الطلبة لبعض المواهب زي إلقاء الشِعر وكان بيتألق فيه محمود بنداري وأحمد سالم , والغناء وكان بيلمع فيه نجم آية محمود , والمونولوج وكان بينفرد بيه مصطفى كرارة , حفلة أمير الشعراء كانت انعكاس لظهور مواهب شِعرية حقيقية وسط صفوف الطلبة , كان من ضمنهم بنداري وسالم وآية وجمعة والزُمر وناس كان عندها مواهب عايزة تطلع , مكنتش لسة أنا ظهرت كشاعر يُذكر أو حتى مكنش عندي اللي اقوله , ولكن الناس كانت عارفة اني بكتب شِعر , وكنت بقول للناس على هَوَس الشِعر اللي كتبتها وكنت بلقي منها شوية وكانوا بينبهروا , قبل الحفلة استشرت أصدقائي في المشاركة أو لأ بس هما كانوا عايزينّي اشارك بشدة , مش عارف على ايه , مصطفى كرارة وأحمد عبدالحميد وحد تاني غالبا صبري قالولي هنكتب اسمك بالعافية , اسمي اتكتب وسألت سالم أقول أنهي , فقالّي قول الكلمات , انا كنت مستهتر جداً ومتدربتش عالإلقاء كويس , حتى كنت بلقي قدام اصحابي ساعتها ومن ضمنهم يوسف البنا وكانوا بيضحكوا عليا , وكنت مستهتر لدرجة اني مطبعتش القصيدة للّجنة , وعرفت بعد كدة ان فيه حد طبعهالي كتر خيره , المهم ان الحد ده كان قاعد جنب بنداري في الأتوبيس ساعتها وبنداري قالّه ( إيه الخرا ده ) وبتاع , المهم الحفلة بدأت وانا كنت خايف فشخ , مرعوب , وكانت الكراش بتاعتي قاعدة , كنت حاسس انها مستنية تسمعني :$ , المهم انا حمدت ربنا انها قامت يعني ودوري اتأخر , انا اصلا قلت لكرارة انا مش عايز اطلع خليني بكرة ( على اساس انه مسرح أبويا يعني ) المهم كرارة هاودني معرفش ازاي , وفجأة وهو في المسرح قال , ( ورحبوا معايا بالشاعر الجميل .. هيثم شومااان ) , والناس سقفت , وانا طلعت وانا بترعش , وبدأت أقول ومش عارف الناس فهمت ولا سمعت ولا لأ , المهم اني في وسط القصيدة نسيت وفضلت بتاع 5 ثواني كدة عدّوا كأنهم دقيقتين , ساكت , بس ربنا عدّاها والناس - اللي فضلت في المسرح - سقّفت , كانوا مش كتير عشان المحاضرة كانت بدأت , وكان بعدي عبدالحميد , وده كان شئ كويس في حد ذاته .
على مدار الترم التاني كان ليّ محاولات صبيانية للتعبير عن الوضع السياسي المزري ولكنّي لا أعترف بيها يعني أو مش معجب بيها , في مايو 2012 حصلت مذبحة العبّاسية , وساعتها بنداري نزّل على الجروب بيتين من قصيدتُه ( أنا والثورة ) اللي كتبها في يناير أو فبراير أو whatever , نزل البيتين على شكل Cover اسود مكتوب فيه " وكل يوم والتاني يقتل ولاد أكتر .. ملعون أبوها الدولة اللي حاكمها العسكر " , ساعتها بقى كنت انا مشهور في الكلية بالديزاين , كانت ايدي حلوة في التصميم وبلعب في الفونتات والألوان والخلفيات وبعمل شغل يتشاف يعني , وكانت الناس بتطلب مني بصفة فردية وبصفة عملية زي تصميم فلاير لإيفينت أو ما شبه , بنداري ساعتها طلب مني اعمل الكلمتين دول بس في شكل ألطف وقالّي براحتك انت بقى اعملها زي ماتشوف وانا واثق فيك , ساعتها انا لقيت التعبير الأنسب للبيتين إني أجيب صور ليهم في الحقيقة , وفعلاً جبت صور من معظم المذابح اللي حصلت في حكم العسكر ( لحد وقتها ) وعملت الكوفر , وساعتها الصور نالت إعجاب ناس كتير وانتشرت في صفحات وبقِت حوار الناس بتكلمني عليه , لدرجة انه فيه ناس واصلة اتصلت ببابا تقولّه خلي ابنك يلم نفسه وبتاع , كنت ساعتها أول مرة احس احساس اني بعمل حاجة والحاجة دي بيكون ليها تأثير كدة وانها ممكن تضايق حد فعلاً , واتكلمت مع بنداري في الموضوع وقلنا بقى هنهدي اللعب وبتاع , المهم ان دي كانت أول علاقتنا أنا وبنداري , وكانت الانطلاقة الكُبرى في الصداقة دي , يوم خروجة الأزهر مع الدُفعة في اخر يوم , اللي غالباً كانت منظماها باز برضو , وقتها اتمشيت انا وبنداري كتير في الأزهر واتكلمنا كتير عن ازاي هو بيكتب وبيكتب ايه وإيه تجاربه , وحكالي عن الواد اللي كان بيتريق عليه عشان مش بيكتب فصحى فحط عليه بقصيدة انا لسة فاكر لحد دلوقتي انها كانت من اعظم ما سمعت , وحكيتله عن نفسي وشخصيتي وعن اني ليا تجارب برضو حثيثة في الشعر ووعدته اني هبعتله قصيدة هوس الشِعر كاملة عشان يقراها ويقولي رأيه .
ليلة امتحان الرسم في إعدادي عمرو رجب طلب من بنداري يكتب قصيدة عن الحالة البائسة لطلبة إعدادي وهمّا بيحضّروا لامتحان الرسم بكرة , بنداري مكدبش خبر , وكتب , وانا قريت القصيدة وأعجبت بيها جداً , وساعتها شيطان الشِعر اتحرك جوايا , قالي طيب هو بيعمل كدة ازاي , أكيد فيه خطوات عشان الواحد يكتب كتابة عظيمة كدة , تعالى معايا نحسبها خطوة خطوة , وكتبت في ليلتها ( فكّر سيكا (1) : الرِسالة الإفتتاحية ) :
فكر سيكا وهاتلك ورقة
اكتب كلمة أو اكتب حرف
واكتب كلمة كمان وهتعرف
عايز تكتب ايه في الظَرف
اوصف حاجة ف قلبك شقت
واضرب احساسك في اتنين
خلي القارئ يدخل جوه
ويشوف المنظر بالعين
اكتب سطر .. أو سطرين
كل ما تنزل فكر أكتر
تكتب لحنك راسي رزين
ولا تحبه طريق متكسر
جوه الكلمة ميت حدوتة
توصف نبضة ونبضة ف قلبك
توصل نبضاتك للعالم
تعبك راحتك كرهك حبك
مين قال ان الشعر كلام
يتحط ف بعضه ويتسطر
الشعر احساس جوه الناس
لما يفيض قلبك ويمطر
ولما الورد يفوح ويعطر
ويصبح احلي كلام في القصة
يصبح لحنك احلي وأخطر
يعمل أحمر وأصفر وأخضر
يجي الوقت تقوله سلام
:)
ونالت إعجاب الناس جداً , والناس حيّتني عليها على الشبكة وعلى الحقيقة , حتى إني قابلت نرويجي وبنداري تاني يوم قبل الامتحان ونرويجي أثنى عليّا ساعتها وبنداري كمان قالّي انها بداية لطيفة :)
وكانت البداية ;)
يتبع..


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق