بحس ان مسلسل السبع وصايا فيه اسقاطات سياسية كتير : من أول الـ ( مختفي ) اللي أهله مستنيين رجوعه المستحيل , مروراً بالتقديس عن جهل وعمى , انتهاءاً بالشتات في الأرض وانتظار اللحظة الحاسمة ( التجمع ) ومن خلاله هيتحقق الهدف . ولكن كل دي كانت رسايل عبثية تطل في نواحي متفرقة من السياق , وأما التجلي الأكبر للإسقاط السياسي في مسلسل السبع وصايا , ظهر في الحلقة الرابعة والعشرين , الحلقة عنوانها نفسه يحمل عنوان الرسالة , ألا وهو : ( ولاد حارتنا ) .
المشهد كان فيه بوسي ( سيسي ) بتتهم حسن ( الإخوان ) بالسرقة ( بإعتصام مسلح ) , وفضلت تحشد في الحارة كلها : المؤيدين بالكلام ( الشعب ) , والماسكين العصيان ( القوات النظامية ) , وفي لحظة معينة طلع صبري ( البرادعي ) يقولهم لأ يا جماعة حسن مسرقش , أكيد في حل تاني للوضع ده , وأنا ابن سيد نفيسة ( ثورة 30-6 ) زي بوسي بالظبط , وطول منا واقف محدش هيعتب الباب ده ( هيعمل مذبحة ) , ولكن بوسي وصبري رغم انهم اخوات , وقفوا في وش بعض , ولكن بوسي هي الأقوى , وهي اللي وراها الناس ( الشعب المصدق والجيش المسلح ) وفي لحظة معينة بوسي كانت مدركة انها بتظلم حسن وانها على حافة الكارثة , ولكنها كانت مستعدة تضحي بأي حاجة في سبيل انها متطلعش غلطانة قدام الحارة , وكان لازم تطلع كرامات ( دلائل ) تبين انها على حق , وإن حسن مُدان ( الاعتصام مسلح ) , لإن الناس بالفعل كانت بدأت تنقسم نصين , وبدأ بعض منهم يشك ان بوسي ( سيسي ) مش في إيديها الحق المطلق , وإن صبري ممكن يكون على حق وحسن مظلوم , ولكن القوة أغلب , بوسي ( سيسي ) نفذت خطة أوسة ( النظام ) عن طريق خدعة ( إعلام ) الناس عن طريقها ترجع تصطف بالكامل ورا بوسي تاني , الخدعة ( الإعلام ) انطلت على الناس والخطة نجحت , وصبري ( البرادعي ) اختفى من المشهد في لحظة , واللي مع صبري أو حسن يأما اختفوا يأما خافوا ومشيوا مع الموجة وخلاص , وعلى بعد أمتار إمئم الذكية الطموحة ( الثوار ) مالت على اختها اللي بتخاف من العفريت فبيطلعلها ( الإسلاميين ) وقالتلها بفزع : انتي شايفة بعد كل اللي بيحصل ده , لو حد فكر يقول لبوسي لأ ممكن تعمل فيه إيه ! , والاتنين ذابوا في ذهول مُطبق وهما على أعتاب المذبحة , والناس بعد كل اللي حصل ده مبقاش عندها شك , واندفعت بعصيانها أو بتأييدها الأعمي ناحية المكان اللي حسن بيحتمي فيه ( رابعة ) , وبعدها بكذا ثانية كان سايح في دمه على أرض الحارة , ساعتها بوسي اتفزعت وقالتلهم : أنا مقلتلكوش اقتلوه !!! ( بتتبرأ من دمه ) وسوسن بدر زعلت لما شافت المشهد ( النظام اتهز ) , بل إن ولاد الحارة نفسهم وبرغم عصبيتهم السابقة , كانوا مستغربين ان ده اللي حصل , وصبري كان بيتابع المشهد من بعيد والدموع على خدّه , وضميره بيأنبه إنه شارك في النظام ده , بل , إنه سمع كلام سيد نفيسة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق