الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

بوست التحويل

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المُرسلين , سيدنا مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد ..

إزيكم ؟ بقالي كتير أخباري مش بتظهر على النت , ولا بظهر على الحقيقة , الأمر اللي خلّى ناس كتير ترتاب في أمري ومحدش اقابله إلا ويسألني انا مُختفي فين أو مابجيش ليه , وفي الحقيقة إن وراء الإختفاء المُفاجئ ده سر احتفظت بيه مدّة من الزمن وأظن حان وقت نشره.

أنا حوّلت لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة , والإسبوع ده بس اسمي بقى موجود في كشف أسماء طلاب الفرقة الأولى عربي , وخلال أيام هيكون معايا كارنيه الكُليّة الجديدة.

أنا أجّلت الخبر ده لحد ما اتأكد تماماً إنّي بقيت مُقيّد في الكلّية , بدايةً من الإسبوع الثاني من الدراسة كنت بحضر مع الدفعة الجديدة ( 2014-2018 ) , وإجراءات التحويل أخذت وقت طويل , وكنت من وقت للتاني بعدّي على الكلية وأي حد كان يسألني عامل ايه في عمارة أو بتسلم ولا لأ بقولّه الحمدلله وبتوّه بأي كلام , بس مقدرتش استمر في النهج ده وحالتي النفسية اتأثرت , رغم انها هتتأثر برضو بعد ما تعرفوا , أنا كنت مأجل كمان عشان عارف ان الناس هتضايق وهتلوم وهتزعل وهتاخد مواقف , في طريقي كنت بقول لبعض الناس اللي كانوا بيسألوني بدقة مابقدرش معاها إني أحيد عن إجابة شافية , خصوصاً إن محدش كان بيشوفني - وانا طالب العمارة - بلوحة في إيدي , وبعترف إني كنت خبّيت - عشان مكنتش عايز حد يزعل - وبعترف إني كنت بتجنب أظهر أو أطلع لدفعتي الأصلية ( عمارة 2016 ) واسأل عليهم - عشان مكنتش هقدر , أيوا انا بتأثر بسرعة - , وكنت بهرب من أي أسئلة عن الدراسة أو القسم - لإني كنت نسيت الجدول والتسليمات وكل حاجة ومكتش بعرف ارُد - , أجّلت كمان عشان أهرب من الأسئلة اللي لسة بتجري ورايا لحد دلوقتي ( ليه؟ ) , ثِقوا إني مأخدتش القرار ده غير بعد تفكير طويل وخلال مدّة كبيرة - سنة - , وكنت بسمع لكل الناس اللي بتقولّي كمل وبتنصحني من جوا القسم او براه أو الكبار , كلامهم النظري كان حلو ومثالي بس انا مكنتش بعرف , تعب ضهري زاد بصورة ملحوظة خلال سنة تانية ( رغم إني ماشتغلتش كتير ) .. وانا بسمع دلوقتي ان الناس في سنة تالتة مابتنامش , ربنا يعينهم ويسهلّهم الصعب يارب , ليه كنت أنا أضيع الباقي من صحتي وأمِد تلات سنين أو أربعة كمان في حاجة أنا مش بعرف اعملها ومش بقدر ومش بحب؟

أنا مبسوط في الكلية الجديدة , ومُتقدّم دراسياً بدرجة ملحوظة , وموجود اجتماعياً وجزء كبير من الدفعة عرفني وكوّنت صداقات فردية وجماعية لطيفة , مش باقي غير إنكم تدعولي ربنا يكتبلي التوفيق والخير.

قال الشاعر :

لا تقْعُدَنّ على ضُرٍّ ومسْـغَـبَةٍ ... لكيْ يُقالَ عزيزُ النّفسِ مُصطَبِرُ
وانظُرْ بعينِكَ هل أرضٌ مُعطّـلةٌ ... منَ النّباتِ كأرضٍ حفّها الشّجَـرُ
فعَدِّ عمّا تُـشـيرُ الأغْـبِـياءُ بـهِ ... فأيُّ فضْلٍ لعودٍ مـا لـهُ ثـمَـرُ
وارْحَلْ رِكابَكَ عن ربْعٍ ظمئتَ به ... إلى الجَنابِ الذي يَهمي بهِ المطَرُ
واستَنزِلِ الرّيَّ من دَرّ السّحابِ فإنْ ... بُلّتْ يَداكَ بهِ فليَهنِكَ الـظّـفَـرُ

وعليكُم السلام:)

الأحد، 16 نوفمبر 2014

رسائل حُب (2) : عالحُب تصحى أيامنا , عالشوق تنام ليالينا

إن شئتي سأكشف لكِ كل وجوهي , وليس الوجه الآخر فَحَسب.

من أيام خطر لي خاطر , كنت أفكر في الحُب العفيف المنزه عن الرغبات الدنيئة , سألت نفسي إن كان المُحب يمكن أن تصل روحه إلى هذا المكان , بحيث يحب روح معشوقه ويعلو عن نداءات الأجساد , وتسائلت , هل يمكن أن يحدث ؟ وبدون أن يمر أسبوع على سؤالي جائتني الإجابة , أنا لا أريد منكِ شيئاً مما يريده الناس من الناس , أنا لا أحب فيكِ شيئاً سوى نظرة الأعين , لا أريد إلا أن أكون معك.

كل يوم وفي طريق عودتي للمنزل , أدعو “ يارب ” , وحسب , لأن الله يعلم أنني أخشى أن يضيع عُمري في البحث عن الحُب الحقيقي حتى إذا وجدته , ضاع من يدي , حتى إذا ضاع , ضِعتُ أنا.

عندما أبحث ورائي لا أجد سبباً مقنعاً يجعلني أعزف عنهُن جميعاً وأسير في دربك وألتمس طيفك في كل مشهد , لا أعلم هل مشاعري هذي محض انبهار وانجذاب عادي أم هي ما أفكر فيه ؟ ما أظنّك تعلمينه أو حتّى تُرجّحي وجوده.

لا أعلم ماذا أكتُب وانا هكذا مشتت المشاعر , أعيش هُناك فقط , حيث تكوني , هذه هي الحياة الحقيقية , وما بينها هو الانتظار والتفكير والتمنّى.

وعندما أنام , أمنّي النفسي بالحلم الذي أنتي فيه , أو بالنومة السريعة التي توصلني إلى اليوم التالي بأسرع ما يكون , وعندما أصحو , يتحول قلبي لمصدر متجدد للطاقة , يدفعني دفعاً , إلى حيث ينبُض.

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

بوست قانون التظاهر 2

قانون التظاهر قديم قِدَم النظام وباقي بقاءُه.

في كل مرّة كان العسكر بيقمع حركة الشارع كان بيضطر يطلع يكلم الناس - أيام المجلس العسكري - ويقنعهم ان الشارع هو اللي غلطان , ويقنعهم ساعات ان مش هو اللي قتل ولكن اللي قتل كان واحد سارق المدرعة في ماسبيرو أو واحد مجهول أطلق الرصاصة الأولى أو مندسين ( طرف ثالث ) في مجلس الوزراء , أو يقنع الناس تماماً إن حركة الشارع في محمد محمود كان هدفها الهجوم على وزارة الداخلية مش العكس اللي حصل , والناس كانت بتصدق وبتستحمل أرقام الوفيات ( اللي اقتنعوا انهم بلطجية ) , والعسكر كان كل شوية يقول إن ( رصيدنا لديكم يسمح ) إننا نزوّد حدة القمع ونعتقل ونقتل شوية عشان الدنيا تمشي وعشان ( عجلة الإنتاج ).

اللي انا عايز اقوله هنا إن فكرة قمع المظاهرات السلمية في الشارع فكرة مش سهل إن النظام يصدرها للمواطن العادي , بدليل اللي انا قُلته ان هو كان دايماً بيحتاج يبرر أحداث القمع أو يلصقها بأحداث تانية زي المجمع العلمي أو يكدب زي مجلس الوزراء وماسبيرو عشان الناس ماتبطلش ثقة فيه أو ماتشوفوش على إنه وجه جديد لطاغية مستبد لسّة الشعب خالعُه.

فكرة إن يكون فيه حاجة تقدر تشحن الناس ضد فكرة المظاهرات لدرجة إنهم يطلبوا من العسكري ( يفوضوه ) إنه يتخذ أي إجراء ( أياً كان شكله وكارثيتُه ) للتخلص منها , فدي تعتبر فرصة ذهبية لنظام كان عايز يرجع يتحكم تاني في الدولة اللي كانت عُرضة إنها تروح من إيده لولا بعض العوامل اللي محناش في صدد ذكرها.

بعد ما النظام - نفسه - دعا للمظاهرات في 30 يونيو ونجح في الحشد , اكتشف إنه ممكن بالطريقة نفسها يبقى عرضة للمظاهرات والدوشة كل شوية , كان فيه حاجة لازم تحصل تمنع إن ده يتم.
في الحرس الجمهوري النظام اضطر برضو يكدب ويدّعي عشان يبرر قتل أكتر من 57 مواطن , وإنه يشكل لجنة تحقيق وإنه يعلن أسفه عن سقوط ضحايا وكدة.

لحد دلوقتي كان التظاهر عادي وكان القمع مش عادي.

خلال أيام اعتصام رابعة العدوية الطويلة الآلة الإعلامية شحنت الناس في البيوت ضد الاعتصام بوصفه دموي ومسلح ومكان للتعذيب وأرض محتلة بل وإنه مكان لممارسة الرذيلة! على مدى أكتر من 20 يوم وعلى مدار الساعة بيطلعلنا كل ساعة راجل ببدلة أو ست شيك بيكلموا الناس عن قد إيه الاعتصام ده غير آدمي , الأمر اللي خلّى الناس تتصل بالمذيعين ويَدعو السُلطة على الهواء مباشرةً لفض الاعتصام , وفيه واحد كلّم وائل الإبراشي قالّه إملوا أرض الاعتصام ميّا وكهربوا الميّا وبكدة هنتخلص من الاعتصام من غير ولا نقطة دم , آه والله قال كدة.

بعد الشحن ده كان من الطبيعي إن الحاكم العسكري يطلع بكل ثقة يقول إنه بيطلب من المصريين تفويض لمنع الإرهاب المُحتمل , الحاكم اللي بالمناسبة خَد من التلميع والتعظيم في الأيام دي على قد ما الاعتصام خد من الكُره والاحتقار , وكان من الطبيعي في هذه الحالة إن الإعلام يحشد للتفويض وإن الناس تنزل والكاميرات تصور والجيش يستقبل الرسالة , والناس تتفرج عالمذبحة وتقول : " ياه , الحمدلله " ,
المذبحة اللي مات فيها مئات مانعرفش عددهم لحد دلوقتي.

بعد ما الناس سكتت على كل الدم كان مُتوقع إنها تعترض مثلاً على إصدار قانون زي قانون التظاهر ؟ بعد ما التظاهر بقى وحش اصلا وبعد ما مصر رجعتلنا هنتظاهر ليه ؟ طيب هل كان ينفع القانون ده ما يصدُرش ؟ أومال كان هيقمع المظاهرات بكل أريحية إزاي على مدار حُكمه الممتد ؟ كان هيقتل ازاي طلبة في الجامعات من غير ما حد يقولّه بِم ؟ كان هيعتقل ازاي أي واحد ماسك ورقة في الشارع وبيعبر عن رأيه ؟ آه كان ممكن يعمل كل ده بعد ما الناس شافت عينه الحمرا بس ساعتها جزء من الناس كانت هتشوفه نظام قمعي لما يقمع مظاهرة سلمية أو لما يدخل الجامعة بالمدرعات عشان يضرب الطلبة بالنار , والجزء التاني من الناس كان هيحتاج يقول طول الوقت إنه بيواجه ظروف استثنائية و إننا لازم نصبر وإن رصيدهم يسمح وكانوا هيفضلوا غارقين في بحر التبريرات لحفظ ما وجه النظام اللي مش قمعي. قانون التظاهر هو القانون السحري اللي أنقذهم من أي صوت للمعارضة بإسم " مخالفة القانون " , العسكر محاصرين الشوارع والإعلام محاصر أدمغة الناس , والله أعلم هنخرج منها إمتى.

{ وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى الله وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }


الاثنين، 10 نوفمبر 2014

رسائل حُب (1) : وانتَ , وانا

“تاه وسط الزحام
فكر في أبعد مكان
ينسى فيه اللي راح
واللي صار وكان
ورا موجة وبحر وشمس وليل
أبعد غابة وأبعد سيل
ينساه الماضي
ويفضل لحنه الهادي
يرجّع زمان
من أبعد مكان”

كَم تَصفني هذه الكلمات اليوم , تُهت في غياهب العقل وتداخلت مع كل عناصر الكون وخرجت كما أنا الآن. أكتب كل يوم كأنما هو يوم كتابتي الأول , لا تتوقف مشاعري عن التدفق ولا يتوقف قلبي عن الحب. وجدت الذين أعلمهم منذ الزمن البعيد , الآن فقط أثبتُّ صحة نظرتي للدي جا فو .. أننا رأينا كل الذين نحبهم قبل أن نولد , يصدمنا الحظ السعيد بهم فلا نعلم أجئنا هنا مصادفةً أم كانت تلك كتابات القدر التي تسرب منها شيئاً إلى عقولنا ونحن صغار , وشيئاً آخراً إلى أحلامناً وخيالاتنا البعيد. إنها نفس الوجوه التي تظن أنك تعلمها منذ بدء الخلق , لا تُخطئها ولا تُخطئك.

كان كشكولها اليوم في يدي , اليوم والغد , كان باستطاعتي أن أكتب إليها كل رسائل الحُب , بل أن أسافر الإسكندرية في أول قطار وأجلس أمام البحر في الليل وأملأه من فيض خواطري. لا تستغربي سكوتي عندما نصبح - في لحظة واحدة - وحدنا , لا أجد المواضيع التي تبدد الصمت والملل , لا مواضيع بيننا غير أني أحبك , فقط.

لا أريد أن أكون مخطئاً هذه المرة , أشعر بهذه المرّة دوناً عن كُل سابقاتها , أأسرها نظرةً بعد نظرة , أعدّهم وأحفظهم حتى إذا انتابني الشك أخرجتهم كدليل على أننا نسير على الطريق معاً.

الآن أشعر بالأغاني كما لم أشعر بها من قبل , أذوب في كلماتها كلمةً كلمة. اليوم بدأ صباحي بأن سمعت راكباً عابراً والهاتف الذي في يده يغني , يغني لي بالتحديد : “ الليل وسماه , ونجومه وقمره , قمره وسهره , وانتَ وانا , يا حبيبي أنا , يا حياتي أنا , كلنا كلنا , في الحُب سوا ”.

لست كبيراً كما بدوت , الكآبة الماضية زادتي كِبَراً ورسمت على وجهي علامات الحُزن. الآن أنا صغير مثلهم , من أبعد مكان في عقلي جاؤوا وجلبوا معهم “زمان” الذي عاد وعادت معه الروح.

اليوم تمثّلت أمام عيني معانٍ عدة :خفة الروح وجمال المنظر وصعوبة البلوغ ورابطة الصداقة.

اليوم عَلمِت أنني لست وحيداً ولا منفياً كما اعتقدْت , بالأمس تكلّمنا وبدأت الحياة , واليوم استمرت وتفتّحت , وبالغَد نستشق العبير ونتأمل الجمال الذي لا يضاهيه جمالٌ آخر.

الأحد، 9 نوفمبر 2014

يا أحلى من أحلامي

“ ولقد ذكرتك والرماح نواهل .. مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقببل السيوف لأنها .. لمعت كبارق ثغرك المتبسم “

أجري كل يوم بعدما ننتهي إلى هنا ، هذا الفناء الأبيض الذي صار ساحة المعركة التي أبث فيها أشواقي المتلاطمة كموج البحر ، غرفتي الصغيرة التي اعود إليها كل نهار ، أقول لها أن تحب عيني التي لاقت أعينها وأذني التي سمعت صوتها وقلبي الذي تعلق.

وددت اليوم لو أترك كل الأطر المنمقة والعلاقات الدراسية الحثيثة وآخذها بعيدا عن الناس وأخبرها بدون أي مقدمات بأنني أحب ، وبأنها تعلم ، وبأنها زارتني في منامي فوددت لو لم استيقظ ابدا.

كنت أريد أن يخلق الله لي الأجنحة اليوم كي أستطيع أن أعبر عن فرحي بدخولها في حياتي. الآن تمت الإجابة عن باقي الأسئلة التي كانت عالقة في ذهني ، كنت أود في سياق الحديث القول أن القدر هو الذي أتى بي إلى هنا ، معك. القدر الجميل.
السؤال الأول : اختر الإجابة الصحيحة من بين الإجابات التالية مع شرح سبب الاختيار
السؤال الثاني : حدد ما إذا كانت كل عبارة من العبارات التالية صحيحة أم خطأ مع تبرير إجابتك
ماتيجي تنيكني أحسن ؟

السبت، 8 نوفمبر 2014

ضحكات صغيرة خافتة تكفي يوم

لحظات من الحياة والسلام النفسي قد لا يعيرها البعض اهتماماً , لكنني أرى فيها بلوغ قيمة الأشياء , هي لحظات الحمّام. في الثواني التي تُلبي فيها نداء الطبيعة , الراحة التي تكفي لصرفك عن منغصّات اليوم , في هذه الثواني فقط تستطيع التأمل , بعمق. اليوم - بينما أنتهي - درست تصميم الحمّام كله , من نظرة واحدة - متأنية - إلى السقف , تلتها نظرة أخرى سريعة إلى الجدران والمواسير والبلّاعة , ستتعلم في هذه الأوقات الضيّقة ما ضاقت عليك الساعات الواسعة في تعلّمه , ستدرك الأخطاء الحقيقية في تصميمات دورات المياة , قُل : دورات الحياة . اليوم , عندما استدرت ناحية الباب لأستقبل الحياة بصدر جديد , ببالٍ رائق لا تشوبه شائبه , استدركتني عبارة كتبها أحد المتأملون في جوهر الحياة من وراء هذا الباب , أمام جلستهم المسالمة. في هذا الديوان البديع الذي اتسع لكل أفكار الأصفياء الأنقياء ومجادلاتهم ومحاوراتهم , الذين أدركوا معاني الوجود وحلّوا مشاكل الإنسان من مجالسهم الضيقة , التي استحالت في لحظة إلى مراكز متعددة للكون.
هفضل اقولها وانا بطرطر"
“يسقط يسقط حكم العسكر 

الثورة مُستمرة (3) : التغيير


(1)
في أحسن الظروف , اللجنة العليا للإنتخابات هتدعو الشعب لاختيار الرئيس الجديد في الانتخابات الرئاسية 2018 , ده طبعاً إذا محصلش حاجة تغيّر الوضع في الأربع سنين دول. قدامنا حاجة من الاتنين في اللحظة دي , يإما نبدأ فعلاً نفكر في مستقبل البلد على المدى البعيد ونعرف احنا غلطنا في ايه في الكام سنة اللي فاتوا ونعرف احنا المفروض نبقى جاهزين ازاي للوجود و ازاي نخلق منافسة حقيقية مع النظام العجوز اللي مش راضي يسيبها , يإما نفضل قاعدين في البيت نندب حظنا ونكتب على تويتر " مصر قاد الدونيا هاهاها " للأبد ونفضل نغني بنبرات اليأس والمظلومية لحد ما نموت.

(2)
أنا معنديش خطة أنا بس بفكركُم اننا لازم نفكر ولازم منخليش السنين والوقت يهربوا مننا , كمان 4 سنين هنكون بنشتغل وبنتجوز وهنسيب البلد تتحرق بالأجيال الجاية واللي بعدها وهيبقى احنا اسمنا الجيل اللي فتح ثغرة في صفوف النظام بس معرفش هو المفروض يعمل ايه بعدها وسَقَط بالقتل والسجن كعبرة للأجيال اللي جاية كلها.

(3)
أيام مرسي لما كان كل الناس أصابها اليأس كتبت نفس الكلمتين بتوع الانتخابات الجاية لإن مادمنا مانقدرش فعلاً نقوم بثورة ومحدش جاهز لده فلازم نفكر - تلقائياً - في البديل اللي - المفروض - بيغيّر في البلد أو اللي الناس واثقة فيه وفاكراه بيغيّر , الصندوق.

(4)
الإعلام بيختار للناس الحاجات اللي تفتكرها والحاجات اللي تمسحها من ذاكرتها تماماً , في أيام أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من كل سنة الناس مش هتفتكر اللي حصل في ماسبيرو وفي محمد محمود وفي مجلس الوزرا , الناس هتفتكر اللي الإعلام عايزها تفتكره , في اكتوبر هيحتفل بالحرب عشر أيام قبل 6 اكتوبر وعشر أيام بعدها , وفي نوفمبر وديسمبر هيفكّرهم بأحداث الإتحادية , وطول الوقت هيفضل يجمع فيديوهات لمدى وحشية الإخوان وعُنفهم , لكن مش هيذكُر أبداً إن نفس لون الدم الأحمر ده موجود في صور تانية أكتر وأبشع بكتير من الصور اللي بيحفّظها للناس يومياً - افتحوا قناة دريم فقرة الإعلانات.

(5)
الإعلام عارف كويس المعاني العظيمة اللي الناس بتحب تسمعها , الحرية والشعب والنضال والثورة والعدو والقصاص ودم الشهداء , بس هو عارف إنه لو استخدم الكلمات دي بمعانيها المجردة الناس هتفهم والنظام هيكون في خطر , عشان كدة هو استخدم نفس الكلمات بس فرغها من معانيها وحط جواها معاني تانية تخدم رؤيته , تخلي الناس لما يفكروا في الكلمات دي يوصلوا للقناعات دي , في الفقرة بتاعت دريم أو أون تي في أو أي قناة كانت بتصنع الفقرات دي هتلاقوا دايماً الكلمات دي بمعانيها المختلفة , انتو عشان فاهمين هتتآخدوا شوية وهتحسوا ان فيه حاجة غلط , الناس العادية معندهاش التراكم اللي عند الشباب اللي نزل الشارع , ففي فقرة دريم بتاعت صور ضحايا العنف الإسلامي أيام مرسي وبعده ( الاتحادية - النهضة - كرداسة - رفح - ...) بيجيب آخر مشهد في الفيديو مشهد للداخلية بتصلّي على ضحايا حادث إرهابي وأم كلثوم في الخلفية بتقول : " آنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيلا , ولا أرتضى بالخلود بديلاً " .. فتلقائياً الناس هتفهم إن الداخلية هي الشعب , وإن المستحيل هو العنف الفردي ده وإن الخلود هو القضاء على العنف ده واستقرار حُكم الشعب , أو الداخلية اللي بترمز للدولة المظلومة هنا. وقياساً على كدة تبقى الحرية هي : التحرر من حكم الإخوان (بس) , والشعب هو الشعب اللي بيكره الإخوان وبيموتهم (بس) والنضال هو الكفاح المسلح ضد الإخوان (بس) والثورة هي ثورة 30 يونيو المجيدة (بس) والعدو هو الإخوان (بس) والقصاص للشهداء هو القصاص لشهداء الجيش والشرطة (بس) وتصفية الإرهابيين بقى عشان الجيش والشعب غضبان وكدة - انظر عدد الأهرام بعد خطاب السيسي بعد حادث الشيخ زويد.

(6)
في يوم حصل انفجار أو انفجارين في حتة معينة كدة ومات فيه ناس أو ماماتش , افتكر انه كان يوم الـ30 جندي ده أو اللي قبليه على طول , المهم واحنا نايمين في أمان الله سمعنا صوت قوي في الشارع خلانا كلنا نتخض ونقوم فجأة , الملاحظة هنا كانت رد الفعل اللحظي لبابا اللي قال : " اللي يلعن دين أم الإخوان ..." وماما اللي قالت : " حسبي الله ونعم الوكيل , إيه اللي بيحصل ده يا ربي ". الإشارة هنا إن حتى لو فيه كاوتش عربية فرقع على أول الشارع فالعقل الباطن للمواطن الجالس قدام التليفيزيون مش هيحاول يفكر الأول , لكنه هيترجم الوضع فوراً للحاجات اللي اتزرعته فيه على مراحل طويلة جداً وممنهجة إن الخطر يساوي الإخوان إلى إثبات أي حاجة تانية.

(7)
الواقع البائس بيحتم عليا إني كل يوم اسمع وائل الإبراشي في البيت بالعافية , لاحظت من طول سماعي - وعدم مشاهدتي - إنه كل حلقة بيذكُر كلمة " الإخوان " مرة على الأقل , وكذا حلقة في الإسبوع بيجيب ناس تعيط ويشغل في الخلفية موسيقى حزينة جداً أو يشغل زي النهاردة أغنية زي ( حرام تموت ضحكة بريئة ) بتاعت عمرو دياب , وباللعب على المشاعر الناس في البيوت بتتأثر على طول وساعات بتعيّط كمان مواساة للناس اللي جوة الشاشة.

الشاشات اللي بتجيب أمهات الجنود والظباط اللي ماتوا بيعيطوا وبيتشحتفوا ويصرخوا هي نفس الشاشات اللي نقلت مذبحة رابعة العدوية على الهواء مباشرةً بتعليق نفس المذيعين , لكنهم يومها كانوا مبتسمين وحاسّين بالنصر وبتفيض منهم معاني الوطنية وبيستضيفوا القتلة على إنهم أبطال وبيوصّفوا إراقة الدم على إنها حماية للمواطنين , الناس اللي بتتفرج ماخدتش بالها إن المعركة الوطنية العظيمة دي راح فيها ناس شبه الناس اللي هما بيعيطوا عليهم دلوقتي , ميعرفوش إن معارك الداخلية ضد الإرهاب في الجامعات بتصيب وبتسجن وبتقتل طلبة جامعيين شبه ولادهم بالظبط , عشان الإعلام قدر يعمل عندهم فصل بين الحقيقة والشاشة , ابنك في الحقيقة طالب جامعي بس الطلبة الجامعيين عالشاشة قلالات الأدب وعايزين الداخلية تربيهم , ابنك في الحقيقة عايز يحضر ماتشات الزمالك , بس مرتضى بيقولك عالشاشة إن جماهير الزمالك بلطجية وإرهابيين ويستحقوا القتل , ابنك في الحقيقة شاف الداخلية بعينه وهي بتضرب محمد رضا بالنار , بس عالشاشة مسئول الدولة اللي لا يمكن يكدب بيقولك إن الرصاصة اللي أصابت محمد رضا رصاصة إخوانية من داخل الكلية , ابنك في الحقيقة كان بيجري من الداخلية يوم 25 يناير اللي فات وفي ناس ماتت ومعاه رصاص ميري بتدل على إطلاق النار , بس عالشاشة الشعب المصري العظيم بيحتفل بالمشير عبدالفتاح السيسي وبيدعوه للترشح للانتخابات الرئاسية بالملايين , ابنك في الحقيقة يعرف واحد اتعذب في سجون النظام , بس عالشاشة مسئول حقوق الإنسان في الداخلية بيتكلم عن قد إيه الداخلية بعد 30 يونيو اندمجت مع الشعب وبقت تحترم حقوق الإنسان , ابنك في الحقيقة كل ما ينزل يمسك ورقة في الشارع مكتوب عليها افرجوا عن المعتقلين الداخلية تجري وراه , بس عالشاشة الرئيس عبدالفتاح السيسي بيتكلم في الأمم المتحدة عن حرية الرأي والتعبير في مصر , ابنك في الحقيقة مات في مظاهرة بتهتف بالحرية والعدالة والكرامة , بس عالشاشة هو عنصر إرهابي الداخلية اتعاملت معاه لحماية الوطن.

(8)
النظام بيتعامل مع الناس على إنهم بينسوا , وهما في الحقيقة بينسوا , بل إنهم مايعرفوش , أنا شايف إن هي دي نقطة الضعف اللي النظام بيستغلها , بيستغل جهل الناس بالوقايع والأحداث ويملا مكانها أحداث تفيده وتعزز مكانته عندهم , بدل ما يقولّهم إن الجيش دهس الناس في ماسبيرو ممكن يقولهم : " الآن علمنا من هو الطرف الثالث الذي كان يوقع بين الشعب والجيش , إنهم الإخوان المسلمون " .. بشوية بلاغة صغيرين الإعلام بيقدر يقنع الناس برواياته , وغير الناس اللي عاشت الأحداث , ففي أجيال جاية متعرفش حاجة , بيتكتلهم في كتب التاريخ دلوقتي كل حاجة حسب مزاج الحاكم , وممكن بعد كذا سنة نلاقي في كتب التاريخ فصل بعنوان " مؤامرة 25 يناير " .. من هنا علينا كشباب لسة فاكر ولسة عايش , علينا حاجتين : أولاً نبرز للناس التناقضات اللي جواهم , نسألهم مثلاً انتا زعلان ليه عشان الجندي " فلان " مات ؟ لو قالك عشان إنسان قولّه في كام إنسان زيه مات موتة أبشع. أو انتا نزلت ضد مرسي ليه ؟ هيقولك جملة فلسفية ملهاش علاقة بالواقع , هيقولك مثلا عشان مصر , أو عشان مشروع قناة السويس اللي كان هيبيع مصر , ماتزهقش منه ولا تضحك عليه واسأله عشان إيه في مصر , قطع النور ولا غلاء الأسعار ولا العنف ولا إيه بالظبط ؟ واسأله إذا كان مش شايف نفس الحاجات دي وأكتر منها موجود دلوقتي ولا لأ ؟ واسأله إيه ليه مشروع السيسي مش هيبيع مصر هو كمان ؟ مش هيعرف يرد عليك لإنه فاهم لحد ما الإعلام بيقولّه , هيتلخبط , ساعتها انتا المفروض تفهمه ان النظام ماتغيرش وإن اللعبة كلها كانت خناقة على السلطة كسب فيها اللي معاه السلاح والإعلام. ثانياً تجهز حاجات تقولها للجيل اللي جاي لما يسألك عن الثورة , يإما ماتزعلش بقى لو كمان 10 سنين لقيت شاب عنده 15 سنة بيتكلم عن مؤامرة 25 يناير وبيلبس تي شيرت عليه صورة السيسي البطل القومي اللي ربنا بعته لينا عشان يحكمنا للأبد بحكمته , افتكروا ان احنا الجيل اللي معاه الحقيقة كاملة لإن هو اللي عاشها , ولا كان قدام التليفيزيونات بيردد ورا النظام , ولا كان عيل قدام كتب تاريخ ابتدائي وإعدادي بيقرا التاريخ المزيف. في لحظة معينة هيبقى مطلوب مننا إننا نعرف الناس إيه اللي حصل , وحيث إن الناس بتنسى فاحنا كمان بننسى , حاولوا ماتخلوش ده يحصل, لإن تراكمات الأحداث بيعمل تشويش في الذاكرة على التفاصيل المهمة وحتى الفرعية , فبعد 7 سنين لو حد سألك يعني إيه محمد محمود هتقوله دي كانت معركة في شارع متفرع من التحرير , بس مش هتقدر تفتكر كان إيه اللي بيحصل قبلها ولا بعدها.

(9)
أنا بطلب من كل واحد يفكر في شكل المجتمع اللي هو عايزه , طالما انتا يعني مناضل ثورة وداعي للتغيير ماتبقاش مقتصر على "التغيير" الكلمة اللي بتطلع من بقك , حاول تترجمه في دماغك لأشكال وأحلام , زي ما ذكرت في النقطة الأولى , في 2018 في انتخابات رئاسية المفروض يحصل فيها تحول ديمقراطي , المفروض وماتضحكش , عملت إيه انتَ عشان تقدر تقول للناس ساعتها إنك مش معترف بالانتخابات دي وانك هتكمل الثورة وهتموت في الشوارع عشانها ؟ ايه اللي يخليهم يصدقوك غير لو عندك مشروع للبلد عايز تجري وراه وتحققه كبديل عن مشروع الدولة العجوزة اللي ماقدرتش تقدم للمواطن غير الكلام والحماسة الفارغة ؟ انا مش بعجزك ولا باقولك اطلع احكم , انا عارف ان مفيش امكانيات ولا الدولة هتسمح بصعود الحركات دي ولا ولا ولا , أنا بس بقولك فكر عشان لما الراجل العجوز بتاع المترو يقول عليك عيل مراهق بتتكلم وخلاص ومش فاهم حاجة تعرف ترد عليه , ولما يقولك عندك إيه غير حكم العسكر تعرف ترد عليه , ولما يقولك انتا عايز فوضى على طول تعرف ترد عليه , ولما يقولك سيبونا نعيش تعرف ترد عليه وتفهمه انه في أشكال للعيشة أحسن من اللي بنعيشها في البلد دلوقتي.

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

أسامي السنين في قاموس كلمات الأغاني

2010
" قوم يا مصري "
2011
" يحكى أنَّ , أنَّ إيه ؟ شعبنا مسك النور بإيديه ~ "
2012
" يا مصر لسا عددنا كتيير ! "
" لم أزل منصور ولم أهزَم ! "
2013
" إتجمعوا العشاق في سجن القلعة .. إتجمعوا العشاق في باب الخلق "
" وإطلق كلابك في الشوارع "
2014
" هاتلي يا بُكرة صفحة جديدة .. حطلي مصر في جملة مفيدة "
2015
؟

الخميس، 6 نوفمبر 2014

وحدة

لا أجد منفذاً لبث خواطري غير هذا المنفذ. في التأملات الثانية أخطأت سماعي لكلمات أغنية ( علّم يا معلم ) , فقلت “ وداع بوداع ما خلاص ” , بدلاً من “ وجع بوجع ما خلاص ” , ورغم إدراكي , إلا أننا آثرت تركها هكذا لأنه ربما كانت حالتي في هذه اللحظة تجعلني أسمعها هكذا , ولأنني قد ربطتها بالعنوان أيضاً وبالحالة كلها , فعلامَ التغيير والسياق مُتّسق؟

لا تسيطر علي خلال أسابيع إلى الآن فكرة أقوى من فكرة الوحدة , أهرب منها إلى الشارع وإلى المظاهرات وإلى الشبكة ولكنها تعود فتجلس معي عندما لا أجد صوتاً آخر في حياتي غير صوت نفسي أو عندما أمشي في الشوارع والطرقات بطولي أو عندما أجد الأصدقاء يروحوا ويجيئوا معاً بدون الالتفات إلَي , خصوصاً إذا كان منهم من دنا في لحظة من القلب , فظنناه سينظر في المسألة , وليتنا ما ظننّا.

أحزن لفقد الإلهام , والأكثر منه , أحزن لفقد الكلام الذي كتبته على ورقة الخيال فَمُسَح بفعل الوقت والمكان أو كُتب ومُسح بفعل الغباء أو أخطاء البرامج. ثم أجلس وقد شعرت بأنني فاقدٌ جزء من نفسي , فما بالك إذا فقدت ما هو أكثر تأثيراً ووجوداً واحتواءاً من الكلام , الصديق.

اريد حلا وعايز اعرف ليه جسمي مكسر كدة ... عايز اروح القهوة واكل واشرب وافوق حبة كدة يمكن اكمل كتابة ، وعايز اجيب كتاب حلو يصبرني عاللي معايا ، وعايز سويت شيرت ، وانا حاسس اني بقيت واقف في محل فجأة مش في نوت صفرا ! 

ليلة امبارح

ليلة امبارح مجاليش نوم
وامبارح النوم مجاليش
أصل مفيش حال بيدوم
فين الحال الباقي ؟ مفيش
أنا النهاردة بحب التوت
بكرة ممكن أحب ياميش
نهتف بكرة رئيسنا يموت
وبعد بكرة رئيسنا يعيش
-وبعد بعده ؟
قميصنا يبوش..
-وبعد بعد..
ناقصنا قروش
نلم الليلة
ونملى القعدة
انا هنا لو عايز
أي مساعدة
وأي مبادئ
حطها قاعدة
ودوس هندوس

- يا عم صبرك
فهّمني أفهم
معايا لي
ناولني مبسم
هرسم واخطط
وهاتلي مَرسم
ألا اسمك ايه ؟
- انا اسمي هيثم
- اخوك محروس

- طب شوف ياخويا
اكتب ياسيدي
هات 5 بوية
وسور حديدي
وفرش رومي
ورُكن بلدي
هاشيل هدومي
وتعالى عندي
هندّي دروس..

- استنى يابني
أنا تُهت تاني
إكمني شارب
ولّا انتا جاي
من بلاد الأجانب
انتا يوناني ؟
طب جاي من..
- روسيا
- اشمعنا روسيا ؟!
- بحب الروس

نويت

ونويت إني أكتب
ولغيت النية
حسيت بالذنب
ودي حاجة عادية
حبكت يا شيطان
تظهر في المترو
وتملّي كلام
فحفظت وكترو
فكتبت شوية
ونسيت الباقي
والباقي جميل
والشِعر بخيل
يا استنّى يجيني
ويطلع ديني
في الصبر يا إما
أرجع للمترو
يمكن أفتكره
وأكتبه بالكلمة!

شكرا

بقالي كتيييير اوي مانزلتش القهوة ، بتاع شهر شهر وشوية شهرين كدة .. بس مفتقدها الأيام دي جدا ، وقد صفا بالي بعض الشئ وبقيت بفكر اكتر وبتجيلي إلهامات اكتر ، بس say what? مش لاقي وقت انزل اقعد فيهم الشوية دول ، ومرهق طول مانا مش في الكلية .. قصدي يعني اني لما برجع ببقى تعبان وبتقلب لتاني يوم والنزول بيبقى وقتها قرار كبير .. بس you know what? هتعود بعد كدة انام بعد الكلية واصحى اذاكر وانزل ، ولكن الملاحظة هنا إني في المرحلة اللي بعد الكلية دي بيجيلي شغف لاإرادي كدة ، ببقى عايز اروح بسرعة اشوف النت اللي مش هشوف عليه حاجة جديدة ولا فيه حد بيكلمني فيه فهروح بسرعة اترمي في كلامه ... كإني مستني ده ، كإن الوحدة محمساني اكتر انه يبقالي ناس وحياة اجتماعية .. النهاردة وانا في المترو كنت زهقان ، وانا لما بكون زهقان - ويا للغرابة - بغني اغاني ملهاش علاقة بأي حاجة في حياتي ولا سمعتها قبل كدة ، دندنت " ليلة امبارح مجاليش نوم " وحورتها لحد ما بقت 8 بيوت ، كانوا حلوين بس الشعر كان مكمل معايا ، جيت اكمل معاه ماما اتصلت والموبايل فصل تقريبا ، فضل الشعر يعلى معايا لغاية ما روّحت بقى مسخ ، ومفضلش غير ال8 اللي اتسجلوا ، شكرا يا ماما ، شكرا يا مترو ، شكرا يا موبايل ، شكرا يا مصر.. 

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

كلمنا طوب الأرض ورملها وتجاوزناها لأمواج البحار وعمقها وتركناها لكواكب السماء وبروجها ولم نتكلم ، الكون يدور ويثور والسماء تنطبق على الأرض والجبال تميد والعشاق لا ينتهكون قدسية الحب.

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

تأملات (3) : الحُب

في البدء خلق الله السماوات والأرض , وكانت النفس خربة وخالية , فملأتها بعينيها , وعَمّ الخير والحُب في أنحاء العالَم.

في الأولى جلست بالقُرب منّي , ونَظَرت , فَنَظرَت , وأطلق حَكَم اللُعبة صافرة الإنطلاق , وبدأت الرحلة.

في الثانية سِرتُ مُنهكاً على ضفاف الطريق , وأمامي تمثالٌ ينتصب في وسط البلدة , وبناية أشار عليها فيما سبق محمود , تذكّرت محمود سيّد , ولكن تلاشى كل شئ , يوم تلاقينا بالأعين , قرأت على جدار المبنى بالخط الذي لا تُخطئه عين , “ بحبك ” , فكان خط القدر.

أحاول تخيّل كيفية حدوث الأمور , اُجَن , وأعود لتركها في عشوائيتها العبقرية تعبث بقلبي وتتغلغل في معادلات العقل فأصبح مجنوناً , أو شاعراً لا يفهمه أحد.

في الثالثة نلبس الأخضر , في الرابعة نلبس الأحمر , في الخامسة أجلس وأنظر بجانبي , فأجدها!

زمر لم يكن غائباً عنّي لحظة , زمر كان معي في كل الأوقات , زمر يُعرّي روحي ويقرأ أسرار قلبي على الملأ , يناديني فلا أجيب , يسألني فلا أرد , يحتضنني بكل ما ملك , لأنه يعلم أنني أبتعد .. وأتلاشى.

محمود لم يذهب , محمود بقى , رفيق الروح وإن بَعُدَت المسافات , لا أعلم إن كان سيقرأ كلامي هذا , لا آبه , أراقبه كل يوم , أتخيّله , أعيش معه في غربته وشجنه , تموج مشاعري وتضطرب مع اضطراباته العميقة , لا أعلم أحداً طال هذا المطال من نفسي من قبل.

هي , لم تكن بعيدة , كانت قريبة قُرب السماء من الأرض , أسير وحدي كل يوم , يخبطني الهواء في أذني وفي وجهي الذي طالما نظرت له , فأتذكر , وتدمع عيني , من رعشة البَرد.

في السادسة , حاولت الإقتراب , كما أقترب من كل زميلاتها بلا مقدمات , ولكنني فشلت , فشلت.

الافتقاد تَجرُبة سيعيشها كل إنسان.

سيشعُر بالحُب الحقيقي فقط في اللحظة التي يفارقه فيها.

لا تحزنوا , فإن الله معنا , يحيطنا من عرشه البعيد , لذا , فنحنُ - من إحدى زوايا الكون - معاً.

في المكان الذي تنصهر فيه الأرواح , أو المكان الذي تُصنَع فيه علاقات الحُب وروابط الصدق والغيرة , لا تضرنا أجسامنا وظروفنا , ففي النهاية ما نحنُ سوى كلمة الله التي بثّها في هذه العظام والأشكال , كلمة الله التي ستُرَد في نهاية الزمان وتصعد من تُراب الأرض إلى عنان السماء.

إلى المصدر الواحد الذي جئنا جميعاً منه , حيثُ الأرواح الطيّبة التي تُحِب وتبتسِم.