الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المُرسلين , سيدنا مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد ..
إزيكم ؟ بقالي كتير أخباري مش بتظهر على النت , ولا بظهر على الحقيقة , الأمر اللي خلّى ناس كتير ترتاب في أمري ومحدش اقابله إلا ويسألني انا مُختفي فين أو مابجيش ليه , وفي الحقيقة إن وراء الإختفاء المُفاجئ ده سر احتفظت بيه مدّة من الزمن وأظن حان وقت نشره.
أنا حوّلت لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة , والإسبوع ده بس اسمي بقى موجود في كشف أسماء طلاب الفرقة الأولى عربي , وخلال أيام هيكون معايا كارنيه الكُليّة الجديدة.
أنا أجّلت الخبر ده لحد ما اتأكد تماماً إنّي بقيت مُقيّد في الكلّية , بدايةً من الإسبوع الثاني من الدراسة كنت بحضر مع الدفعة الجديدة ( 2014-2018 ) , وإجراءات التحويل أخذت وقت طويل , وكنت من وقت للتاني بعدّي على الكلية وأي حد كان يسألني عامل ايه في عمارة أو بتسلم ولا لأ بقولّه الحمدلله وبتوّه بأي كلام , بس مقدرتش استمر في النهج ده وحالتي النفسية اتأثرت , رغم انها هتتأثر برضو بعد ما تعرفوا , أنا كنت مأجل كمان عشان عارف ان الناس هتضايق وهتلوم وهتزعل وهتاخد مواقف , في طريقي كنت بقول لبعض الناس اللي كانوا بيسألوني بدقة مابقدرش معاها إني أحيد عن إجابة شافية , خصوصاً إن محدش كان بيشوفني - وانا طالب العمارة - بلوحة في إيدي , وبعترف إني كنت خبّيت - عشان مكنتش عايز حد يزعل - وبعترف إني كنت بتجنب أظهر أو أطلع لدفعتي الأصلية ( عمارة 2016 ) واسأل عليهم - عشان مكنتش هقدر , أيوا انا بتأثر بسرعة - , وكنت بهرب من أي أسئلة عن الدراسة أو القسم - لإني كنت نسيت الجدول والتسليمات وكل حاجة ومكتش بعرف ارُد - , أجّلت كمان عشان أهرب من الأسئلة اللي لسة بتجري ورايا لحد دلوقتي ( ليه؟ ) , ثِقوا إني مأخدتش القرار ده غير بعد تفكير طويل وخلال مدّة كبيرة - سنة - , وكنت بسمع لكل الناس اللي بتقولّي كمل وبتنصحني من جوا القسم او براه أو الكبار , كلامهم النظري كان حلو ومثالي بس انا مكنتش بعرف , تعب ضهري زاد بصورة ملحوظة خلال سنة تانية ( رغم إني ماشتغلتش كتير ) .. وانا بسمع دلوقتي ان الناس في سنة تالتة مابتنامش , ربنا يعينهم ويسهلّهم الصعب يارب , ليه كنت أنا أضيع الباقي من صحتي وأمِد تلات سنين أو أربعة كمان في حاجة أنا مش بعرف اعملها ومش بقدر ومش بحب؟
أنا مبسوط في الكلية الجديدة , ومُتقدّم دراسياً بدرجة ملحوظة , وموجود اجتماعياً وجزء كبير من الدفعة عرفني وكوّنت صداقات فردية وجماعية لطيفة , مش باقي غير إنكم تدعولي ربنا يكتبلي التوفيق والخير.
قال الشاعر :
لا تقْعُدَنّ على ضُرٍّ ومسْـغَـبَةٍ ... لكيْ يُقالَ عزيزُ النّفسِ مُصطَبِرُ
وانظُرْ بعينِكَ هل أرضٌ مُعطّـلةٌ ... منَ النّباتِ كأرضٍ حفّها الشّجَـرُ
فعَدِّ عمّا تُـشـيرُ الأغْـبِـياءُ بـهِ ... فأيُّ فضْلٍ لعودٍ مـا لـهُ ثـمَـرُ
وارْحَلْ رِكابَكَ عن ربْعٍ ظمئتَ به ... إلى الجَنابِ الذي يَهمي بهِ المطَرُ
واستَنزِلِ الرّيَّ من دَرّ السّحابِ فإنْ ... بُلّتْ يَداكَ بهِ فليَهنِكَ الـظّـفَـرُ
وعليكُم السلام:)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق