اعتَزَمت المَسير , في عتمة الليل المُنير , تلعب برأسي الخواطر وتُقلّبها ذات اليمين وذات الشمال , أفكر في حركة الزمن والسعي وراء الكمال , تقذفني رياح الماضي وتَرُدَني أمواج المُستقبل , أسيرُ بلا أمل , بلا عَمَل , أسير بغير علمٍ ولا هُدى ولا كتابٍ منير , كأنما أجادِلُ في الطريق.
وواتتني فكرةٌ راقت إلىَّ كثيراً , أغمَضْتُ عيني للخيال ورأيتني أنظر إلى أعلى , وأنظر إلى نفسي بينا عيني تَثَبَّتت على نُقطةٍ في السماء , كأنما أنظُر إلى الله. انتباتني القشعريرة حالما خالجني هذا الشعور , وأخذتُ أهذي وأدور جَعَلني دَكّاً وخَررتُ صعقاً فلما أفقت توخّيت الهَرَب وجَريت في مُنتصَف الطريق فبادرتني سيارةٌ مُسرعة لم أكد ألمح طيفها إلا وجَسَدي مُعلقاً في الهواء عندما تباطأ الزَمَن لهُنيهة.
وعندما أدركت أن الموت ينتظرني جسداً هامداً على الأرض ثم جُثةً تتآكل تحتها , وأدركتُ أن مغامراتي قد انتهت من فوقها إلى الأبد , عَزَمت على القيام بمغامرتي الأخيرة , الأكثر إثارة على الأطلاق , وعملت كل جُهدي وقتها لأقتنصها من براثن القَدَر , بل لأختلسها من وراء أعين المنطق , ببقايا حياةٍ تناثرت في الأرض وفي الهواء , وأمسكت بطَرَف روحي الصاعدة إلى السماء.
صعدنا , وبالكاد احتَمَلت ثُقلي , ذلك أن الروح يثقُل عليها من لا تألفه , نفساً دنيويةً مُثقلةً بالسواد , وقالوا : " الأرواح جنودٌ مجندة , من تعارف منها ائتلف " , فتاعرفنا , وعندئذ فقط , أصبَحْتُ في وزن ريشةٍ مُتهادية. حدثتُها عن نفسي , عن آلامي , عن آمالي , عن أخطائي التي لا إصلاحَ لها , وعن مخاوفي التي لا محيصَ عنها , حدثتُها عن أصدقائي الذين حييت بهم وفيهم وإليهم , وعَن حُبي الذي طالما كَبّرته وملأته من نفسي حتى خَلُدَ وهَلَكْت , عَلَى ودَنوت , عن ذنوبي وعن إيماني بالله , حدثتها إلى أن ألَفتني شيئاً فشيئاً , حتى كدت أن أصير هي , وكادت هي أن تصير أنا , وكِدنا أن نُصبح واحداً كاملاً , لولا أن الكمال لله.
عرجنا إلى سماءٍ سويداء , يقال لها سماءُ الأسماء , على بابها آيةٌ كأنما هي الباب , من فهمها رأى ومن لم يفقهها لَجّ في ظلماتِ الضلال , تقول : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ } , ثم نزل شئ في قلبنا لم نفقهه ظننا أنه زادنا شعوراً على شعور , وولجنا. ثم نظرنا شمساً يقال لها حبيبةَ النور والظلام , لا اقتراب منها ولا اهتداء بنورها إلا من بعيد , فمن يقترب منها يفقد قلبه الذي يرى ومَن يَختار ظلام القلب القريب على نور العَين البعيد؟ ونَظَرت على صدري فإذا وساماً عَلَق به من دون أن أشعر , جاهدْتُ في انتزاعه , ولكنني مع الوقت - ورغم محاولاتي - تركته , لأنه كان قريباً جداً من قلبي بحيث أحببته , وأحببت وجوده , بل وحاولت أن اُقرّبه أكثر , لولا أنه جَرَحَني فتركته وواصلت طريقي. وإذا أنا وروحي الطائرة , في جولتنا الباهرة , تَجَلّت لي نجمةٌ علياء أخَذتني , جَذّبتني من حيث لا أقاومها , وقعت خطأاً في مدارها الفسيح , وتركت نفسي , ولكنني مع ذلك لم أدرِ بعد إذ كيف تغيّرت القوى وتَحَولت ضدي , وسَعَت تجاهي , لأنني اقتَرَبْت , ولكنني حَلَفتُ أنْ لم أقترب , وأنّ لم تكن ليَ البادرة , ولكنّها روحي الغادرة! غضبنا , وتخاصمنا , وتباعدنا , تباعدنا حتى كِدتُ أهوى إلى قبري الأرضي لولا أن جَرت في قلبي مناهلُ إيمانٍ جارية , جَرَت في دمائي ورَوَت روحي العارية , وعاد اندماجنا وعدنا في انطلاقنا من جديد , وعقدنا العزم ألا نسعى إلا إلى الأمَل البَعيد.
ثم خرجنا إلى سماء أثيرية , ذات كواكب مرمرية , ذكَّرَتني برسالة في الوصلِ استقبلتها , وأخذتني لدروبٍ سلكتها , وقرأت كأنما اُغنّي :
" أما رسالتى فأبعثها من المريخ .. بلا عنوان .. بلاتأريخ .. وتعبر أزمانا قد نسيت هويتها .. من عصور الروم الى عصر يا "خيْبتها" .. تحمل أشواقا والاما وتين الوادى .. على محور الـ"اكس" برتمه الهادى .. بسرعة تساوى الطاقة على "ستة" .. وكام فى ذاك الكون من فتا فلتة .. أعلنو أن رئيسهم شومانى الأصل والمنشأ .. وأن ذاك الفتى الشاعر هو الأسوأ .. اذ ينسى فروض الصحب أحيانا .. واذ أهلكه العمر تذكارا ونسيانا .. وأفكارا ونسوانا .. وسجائرا بعبق التبغ يكسوها .. ترفعها سماوات تلك الروح ترنوها .. فأصير طائر هدهد وقردانا ونسمة ريح .. ملعون يا ذاك الحب الصريح .. ولكنى لا أكاد أخفيه يا صديق .. وكيف أسير فى درب بلا رفيق .. هذا موفد رسالتنا والرسول .. وقبل الختم أود أن أقول .. فلتنتظر منى رسائل أخرى .. حين تفك عن روحى الشفرة "
الرسالة الأولى
شنداريات
فَنَظَرت فإذا كوكب أحمر مُتّقَد. هل أجده؟ أعتقد. نزلنا المريخ وسمعنا صَدَى أناسٍ عبروا هاهنا , بصخبهُم الطفولي , يتسامرون في ليالي الشتاء , تحت سقف السماء , يلجوا القلوب بسحرِ الشَغَف الأول , الحُب الأول الذي جمعهم وحلّقهم حول الموائد وأشركهم في الوسائد بعد الكلام عن الدنيا والناس والنساء والأشياء. عبر هذا الصدى حثيثاً من فوق روحي الذائبة بفعل الرطوبة فوق الكوكب الأحمر , أو بفعل الزمن. كانت صحراء خالية , بالية من كل مظهر , ولكننا إذ كنا نسير في نسيمٍ جديد , هبّ إلى أسماعنا صوتٌ هديرٌ بعيد. طِرنا إلى حيثُ يأتينا الصوت , بفرحة من يسعى إلى الكنزِ في الصحراء , وفجأة صدمنا خُفّاشٌ خفيفُ الروحِ يرى في الظلام , هدانا إلى حيث جَلَسَ أخينا المقصود , المدعو محمود , يجلس بين زُمرةٍ من النساء الحسناوات , ويَنشُد الشِعر!
فينظُر إلى إحداهن ويقول :
يا لطيفة كالقطيفة
لكِ قلبي والحنان
وينظر إلى أخرى فيقول :
يا جسد مثل الأسد
لكِ عيني واليدان
ويمد يده نحو ثالثة فيقول :
يا ورود الوَجنتان
هذي زهرة أقحوان
ثم يعبس ويلتفت :
من يُحلّق فوق رأسي
من هُنا! واها!! شومااان!
تلاقت روحي وروحه من جديد , بعد زمنٍ طال واستطال , سألني عنّي وعن حياتي وحُبي وكيف سارت الأمور , وسألته عن أيامه وشغفه وفيمَ يُفكّر , وقلت له : من أين أتيت بالنساء ؟! فقال : النساء من الزهرة يا غبِي , فقلت : اتركهم واصعد معي , وذرعنا المريخ ذهاباً وإياب نتحدث عن كلِ شئ , من أول حديث عن الشِعر في حديقة الأزهر , مروراً بالتوغّل في الوصل في شارع المعز , وصولاً إلى أحاديث الحُبِ في البحوث وشارع الهرم , انتهاءاً بليالي وسط المدينة المُبهرة دائماً. تذكّرنا كل شئ , طفولتنا القريبة , إخفاقاتنا , نجاحاتنا الصغيرة المُحببة , عالَم ناسٍنا وأحاديثِنا الباسمة , والحب الذي يرسم الدوائر فوق رؤوسِنا وينشُر رائحةَ الذكرياتِ التي تستقر في قلوبنا إذا ما حان موعد الافتراقِ الوَقتي.
ثم أخبرته أنني جئت بنفسي لأسلمه رسالتي التي طال انتظارها , رسالةً ظنَّ الناسُ أن صاحبها مات ولن يكتُب , ماتَ وتَرَك روحه , وها أنا ذا حيٌ , وكما قال أحدهم في الماضي القريب : " هو يعيشَ ليكتُب " :
أخي العزيز , القريب إلى قلبي دائماً , المستقر في أعماق عقلي الذي أطل من عينيك فعرفَ كيفَ تُرَى الحياة , صديقي الذي أعارني جزءاً من روحه عندما جمعتنا الأقدارُ في مركبةِ الزمنِ السابحةِ بمحض الصُدفة في بحارِ الأقدارِ المتداخلة , أعارني جزءاً من لسانه الذي بُهِرت به وقتما وقع على أذني , بُهِتَّ به حالما وقع على نفسي فأخمد نارها وأحكم حصارها , خليلي الذي حسبنا في لحظة من لحظات الحياةِ أننا واحداً , رفيقي في الطريق الذي لا أحسب أن حياتي الماضية المُفرطة في الأزليةِ قد بدأت من دونه , من غير وَقع كلامه في روحي. الأخ . القائد . الفارس . خُفّاش بن الذين أحببتهم لمّا عَلمت أنهم كانوا سبباً في اكتمال دورةِ حياتي , من العدم إلى التكوين , ثم إلى الروح عندما اكتشفتُها هُنالك , في عينَي صبيٍ طَلِق اللسان كثير الدُعابة صوته يسبقَه , ثم إلى المادة التي أحرَقَتني وأبعَدَتني عمّن أحب , ثم إلى الحياةِ الميكانيكية التي يعيشها الأفراد , يصحوا فيأكلوا ويعملوا ويناموا , بلا روحٍ حقيقية , ولكنها روحٌ اقتضتها قوانينُ الطبيعةِ لاستمرارِ الحياة. هذا أنا يا صديقي , لم أكن أرغب في ترككم أبداً , أو بعد الأبد , ولكن هذا العذاب المرير أفحمني في كل شئ , شوّه نظرتي عن الفن والجمال , كنت أكتشف ذاتي حثيثاً في شهور دخولي الأولى , وكنت أحب الفن وأكره المنطق , أحبُ الروحَ وأكره المادة , وربما كان هذا تفسيراً لعلو روحي في أيامنا نحن , قبل أن يلهينا الانقسام , وعندما حلّقت بروحي أسقَطوني , وحاولت مراراً فأسقَطوني , ثم قررت أن أنحو نحوهم , فكنت منطقياً جداً إلى حدِ الخواء , أضع الغرفاتِ بجانب بعضها ليصبحوا بيتاً , كما أصبحت في هذه المرحلة من حياتي الفكرية أضع الكلماتِ بجانب بعضها ليصبحوا بيتاً مماثلاً , خالياً إلا من الكلمات ولكن بلا معنى. تَذكُر هذه الفترة أليس كذلك؟ نعم أعلم أنك لاحظت ولم تكن تُريدُ إحباطي في محاولاتي للحفاظ على ذروةِ الأدبِ بلا جدوى , بل إنها كانت محاولات للحفاظ على استمرارِ الكتابة فحَسْب , ولكننا لم نتكلم كثيراً يا صديقي لماذا لم نتكلم في هذا الشأن ؟ لربما أدركنا أشياءً كثيرة كانت لتُغير أشياء , ولكن هاك ما حدث , بَعِدْتُ كلِ البُعد عما يسمى فناً وتوخيتُ إلا أن أصيبَ القانون في عمقِه ففشلت أيضاً لأنني لم أصنع سوى مسوخاً غير صالحة للرؤية فمابالك بالعيش. هكذا توالَت انتكاساتي في هذا المكان بينما يستَمِر الآخرون , وكنت ضعيفاً فسعوا لأن يساعدونني وكانت مساعدةً مجديةً لكن دون فائدةٍ حقيقيةٍ في مشكلتي , مشكلتي يا صديقي أنني لم أضعَ الأشياء في عقلي في أماكنها الصحيحة , حَسِبتُ أنني ساُبدع فجرّدوني من كلِ إبداع , وصِرتُ آلةً راسمةً فجردوني من آليّتي ووقفت حائراً , هنا , بلا أي شئٍ اُقدّمُه , عندها فقط , بدأت اُفكّرُ في مُستقبلي.
ها أنَذا يا صديقي الذي سيظل صديقي وإن فرّقت بيننا الأيامُ والسنون , السنون التي تُفرّق ولا ترحَم , بل وتُقسّي القلوبَ أحياناً وتُفرّغ النفوس فإن جالستُ صديقاً لك لم تعُد تجالسهُ كما كنت لأنّك مشغولٌ بما برأسِك أو في قلبِك أو بين يديك , هاك الدُنيا يا صديقي ولكننا علِمناها وعرّيناها من كلِ خِدعة , عرّيتُها عندما اقتَرَبْتَ من حقيقتي أو حاولت , عندما اعترفتُ لنفسي بخطأٍ وحيدٍ هي أنني كنتُ أرسِم ولم أكُن أحسِبُ جيداً. الآن صِرتُ ضليعاً في الحساب بشهاداتٍ قد تَصِلَك كلَّ حينٍ عنّي وعن أخباري السارّة التي أعذُرك وأعلم أنها تُسعِدُكَ عنّي ولكنّك في شغلٌ فاكهٌ في دنياكَ الدائرة. الآن استعدُت آلتي وأصلحتها وأطورها يوماً بعد يوم لتواجه الدنيا التي لا تسيرُ إلا بقوانينِ الطبيعةِ والمنطق , وأسعى الآن لاستعادَةِ روحِي التي تَسَرْبَلَت منّي في غيومِ البلاد. البلاد القديمة القاسية , والبلاد الجديدة التي لا تنام كي تَحلَم. حدّثني عن أحلامك , هل تغيّر لونَها الأسوَد؟ حدّثني وحدّثني إلى أن أمِلُّ من صوتَك المُزعِج , فقد مَلِلتُ من صدَى صوتي , طيفاً عابراً بلا صديقٍ يُعره سرّه إذا نظر في عينِه , بلا حبيبٍ يحمل على قلبه حُبي الثقيلَ المُفرطَ في الحُب , أجلِسُ وحيداً في غرفتي الصمّاء , بين الجدران الصفراء , أتأمل عَرَقي وغَرَقي في الفراغ الذي ينتظر تغييراً يفتح له باباً من أبوابِ الأمَلِ في رؤيةِ الحياةِ مِن جَديد. الحياة يا صاحِبي هي الأرواحُ التي تأتَلِف في مَلَكوتِ السَماواتِ والأرضِ بلا سابق ترتيب , يجمعُها القَدَرُ ويؤلفها الحُب. ما معنى الحياةِ أيها الأخَ الغارقَ في الدنيا إلى عينيه؟ ما معنى الحياةِ بلا رفاقٍ في طريقها؟ بلا أصدقاءٍ يتقاذفونَ السُبابَ والفَلسَفةَ تَحتَ جنح الليلِ في المقاهي على أرصفةِ الشوارع , بلا أحبّاءٍ تهفو روحُنا إليهِم ونرفع حُبنّا إليهِم مَراتِبَ السماءَ بلا عمدٍ نراها , تتعلّق بأطيافِهِم , تَخطو على آثارهم ملتَمِسة بقايا روحٍ أو رائحة , بلا أقرباءٍ نسعى بأرجُلِهِم تحتَ أشجارِ التوتِ الظليلةِ بينَ النسماتِ العليلة , نهمس لهم فيسمعونا وننظر فيقرؤونا , يكرهونا ويُحِبّونا ونُحِبَّهم ونَقتَرب كما تقترب السماءُ و الأرض عندَ هطولِ المَطَر , ننظُر فلا أحدٍ يوجد سوانا , نمشي فلا أحدٍ يمشي فوق الأرضِ غيرنا , نَسرَح ونَغيبُ ونَعودُ وهكذا الدنيا دوال لا تبقى على حال , ما الحياة بلا هذا وذاك وهذي وتلك وهذان وهاتان وهؤلاء! قُل لي!
ها أنذا يا صديقي القديم , الجديد , المُتجدد , المٌتَشَدّد , أجلِس على شاطئ الحياة وأنتظر , تلمِس الماءُ قدمي فأخافَ وأرجَع , ثم اُقدِم واتَشَجّع , وأفتح صدري للمياه كما فتحتها قبلئِذ للرُصاصِ القاتل , لا المياهُ أغرَقَتْني ولا الرصاصُ أصابَني , أمُرُّ بروحٍ خفيفةٍ في كلِّ وادٍ غيرِ ذي زرعٍ وأمكُثُ ثُم أذهَب , رحّالة في بلادِ الأرواحِ الحبيبةِ الطيّبة , أهلَكَتني الأسفار يا صديقي أَسعَى. أَسعَى إلى قِمةٍ لا أراها ولكنّها هُناك , إلى حُبٍ لَم أعِشَهُ ولكنّه هُناك , إلَى مَجدٍ لم أُحقِّقَهُ ولكنّه هُناك , هل تَرَى؟ تحسَّس عَينيكَ الآنَ هَل ترى؟ هل تَشعُر؟ انظُر ذاتَ اليمينِ وذاتَ اليسار وقُم فادخُل شُرفَتكَ الآن وانظُر إلَى ربِّك الأعلَى خالِقَ السَماء , أُنظُر إلى السماءِ سَتَراني هُناكَ عَلَى كوكَبِ المَريّخِ الأحمَر المُتَّقد أَجلِس إليكَ على ربوةٍ مِن روابي نَحَتَها التاريخُ قبلَ وصولِنا , وأقِم نَظَرَكَ أمامكَ فَسَتَراني هُناك , في غُرفَتي الهادئة , التي لا تَسِع روحي الصابِئة. وقال تعالَى في سورةِ الحِجْرِ : { يُلْهِهِمُ الأَمَلُ }. أَجلِس - يا صَديقي العَزيز - عَلَى شاطئِ الحَياة ناظراً إلَى نُقطَة بَعيدة مجهولة , لا يُلهني , يا صديقي , في هذِهِ الدُنيا , إلا الأمَل.