في أحد الأحقاب .. كان لاوي يعيش منفرداً .. تحكي الأسطورة عن مشهد واحد فقط .. لا يتغير طالماً لم تتغير الفكرة .. إنه مُحاط بالأرض والسماء .. وقليل من بني الحيوان .. والطيور .. والحشرات .. والجماد .. مُحاط بكل شئ .. كان يتحدث إليهم جميعاً ويفهم لغتهم .. إنهم لا يتحدثون كما يتحدث .. ولكنهم يفهمونه ويفهمهم كلٌ بلغة الآخر .. لكنه لم يزل وحيد ..
المشهد الأول
.. ما الذي أتى بي إلى هُنا ؟
ومن أنا ؟
ما الذي حدث ؟
هل رمتني الأقدار إلى هذه الجزيرة النائية بعد أن فقدت كل الذاكرة !!
هل أنا أحلم .. ربما أحلم
أمطرت السماء مطراً شديداً
.. يرفع صوته إلى السماء ويصرخ ويفعل أفعال جنونية ويقول .. لا
لا .. لست بحالم .. أنا هُنا
شئٌ ما أجهله أتى بي إلى هنا
ولكنني أتيت ......
المشهد الثاني
يعتصرني الجوع .. لم أعد أشتهي الماء
ألم بي الضعف .. لابد لي من شئ أأكله وإلا سأموت ..
..يفكر لحظة.....
ولم لا أموت ؟
أحب تلك الحياة ولا أريد أن أغادرها مثلاً ؟
" كف عن هذا الهراء ولنأتي بشئ نأكله "
يقول لنفسه..
وجد ثماراً جيدة فأكلها وجلس على تلك الصخرة أمام المحيط
..ولكن .. ماذا بعد هذا الخط البعيد
..يتكلم وهو ينظر على الأفق...
وكيف لي أن أعلم إذاً ؟
ولم أنا وحدي وليس معي من أحد ؟
كيف لي أن أخرج من هٌنا
البحر والأرض والسماء ملكي ولكني محبوس في ذاتٌ غامضة
تريد بي الحيرة
ماهذا الذي يهبط من السماء ؟
ورقة ؟؟؟
ما بالِك تُمطرين كل مرة شئ جديد !
يا له من عالم مشوق !!
المشهد الثالث
" حبيبتي ,
لن أتأخر كثيراً .. فقط انتظريني .. علمت في الرسالة السابقة أن الملل قد بلغ منك أكثره وأنك تعتزمين على الرحيل .. أعدك أن آتي خلال هذا الشهر ..
حبيبك.. "
كانت هذه هي الرسالة التي قرأها لاوي مندهشاً ... أدرك ما كان بالرسالة وتعجب لم لم يكن يدرك هذا من قبل ... دائماً ما تكشف له السماء عن أشياء جهلها .. فكر كثيراً في أمر الرسالة وما كُتب فيها وعاد ليسأل نفسه ...
- هل أتت الرسالة خطأً من عالم آخر .. وإذا كان .. فأين هذا الممر الذي يمكنني فيه أن أعيش دون تلك الوحدة...
ومن أين أتت .. ومن أين أتيت أنا إذاً !
المشهد الرابع
" أيها القائد ..
دمر مدينة الملك المذكور بالرسالة السابقة .. ليعلم العالم من أنا .. اقتل كل من يتحرك فوق الأرض .. لا أريد شئ قائم في هذا البلد ..نفذ الأمر فور قرائتك للرسالة .. وإذا لم تنفذ فسوف أحرق بلادنا قبل أن يأتي العدو ويحرقها ...
قائد الجيش "
- ما هذا !! كيف أتت تلك أيضاً .. يا لها من كارثة ..
ظل لاوي منزعجاً طوال الليل حتى أمطرت السماء فهام في نومٌ عميق ....
المشهد الخامس
" أيها الشباب ..
إن لم تثوروا على الظلم اليوم .. فلن تقُم للعدل قومة في بلادكم بعد ..
قائد الثورة "
...
" أيها الموظف بالموارد المائية
أسرع بإخطار مهندس المدينة أن المدينة ستغرق خلال أربعة وعشرون ساعة إذا لم يعالج الأمر ... "
...
" إلى القيادة العسكرية ..
ثمة أيادي مجهولة تعبث في استقرار الوطن .. لم يعد الأمر محل تفكير .. فإما الإسراع بالإشارة .. أو الهروب من الهلاك "
...
" إلى ملك الأرض ..
إذا لم تسلم بلادك في خلال يومين فقد تتذكر كلامي هذا وأنت غارق في الجحيم ... "
.
.
.
ليس للرسائل التي تطايرت فوق رأسه آخر .. وكأن كل رسائل العالَم تأتيه وتترك الدنيا من ورائها خراباً .. لم يعد وحيداً بعد .. فقد آنسته السماء ولم تعد تظل العالم ..
" إنه عالمَك يا لاوي .. قريباً ستعلم لم أتيت هُنا وما الذي أتى بك ...
السماء .."
..