سريعاً يمتطي أدوارها الستة .. تلك العمارة التي لا يستطيع أن يصفها إلا من الداخل .. وما وصفها إلا تلك الدرجات التي تؤدي إلى البيت الماكث في أعلى أدوارها - الدور السادس - لعله دور مميز حقاً .. إذ يسكن به صديقه الذي طالماً أحب شِعره وتأثر به وجاراه وآخاه ولزمه أحياناً وأحيان .. تستقبله نسائم الليل .. وسكوته إلا عن صوت مروره من بين تلك البنايات التي رُصت رصاً في هذه القرية التي تبعد عن بيته شارعاً ثم جسر ثم شارع آخر آخره شارع منزوي يؤدي إلى المملكة .. يكمل سيره في تلك الحارة التي تليها حارة أخرى بالتوالي تنتهي بالشارع العمومي .. عندها يهدأ سيره ويقل قلقه وتنتبه حواسه لهذا الشئ الذي يبعث جزءاً من الروح التي انطفأت في هذا الشارع بمرور ساعات الليل .. إنها تلك القهوة التي تؤنسه حين ينتظر العربة التي ستحمله على الهواء - من فوق مجرى النيل - إلى البر الذي يعهده .. إلى بيته العتيق .. إلى الدُنيا التي وُجد فيها فحسب ... ما له لتلك العين المنحسرة عن الرؤية الكاملة - إلا في دروب الخيال - إلا أن يرى شعار القناة وها هو فيلماً أجنبياً يظهره تهامس أبطال الفيلم .. يحاول إن طالت وقفته بعض الشئ أن يتحسس ما يدور داخل هذا المُربع .. ولكن دائماً ما يوقفه مجئ إحداها لتنقله سريعاً إلى كرسيه قبل أن ينقطع إلهامه ..
____________________________________________________________
انقطع بالفعل .. وسنوافيكُم في المرات القادمة بالبقية .. علّه لم ينقطع حينئذ !
في أمان الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق