الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

مارينا 4

أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلْحوبُ .. وإبعَت لمارينا قلوب

بتشيل أحاسيس ومشاعر
أكبر من وَهم الشاعر
يا مَسيح إنزِل ببشاير

بمحبة ما بين الناس .. يا مارينا الحال مقلوب

والدنيا بتكشِف أكتر
وبنفهم لما بنكبر
وبنزعل لما نفكر

علشان تفكيرنا بيبكي .. على اللبن المسكوب

لو كُنتي نسيتي إفتكري
إبكي وإتمشي وإجري
وانا عارف قلبِك سحري

مالي جَنَباتُه حنان .. بيطَهّر أي ذنوب

إتجّنن لو ده جنان
وإتمايل في الألحان
وإتبارِك طَهّر قلبَك
وبقالي كتير مش جَنبَك
لو ناوي أغفِرلَك ذَنبَك
إتحَب وحِب وتوب
إكتِب عالهوا أسامينا
وإبعَت لمارينا قلوب

الخميس، 26 ديسمبر 2013

يا قاسي

"يا قاسي
بُص فـ عنيّا
وشوف إيه
إنكتب فيها" :
(1)
مخبّي السر ليه فـ قلبَك
مادامت لَمَحِتُه فـ عينَك ؟
(2)
وجود السر
لازم مع وجود الروح
وأضمن للسلامة
وللسلام العام
وأمن الدولة !!
أذاكر أولى ,
ولّا أكتب شِعر ؟
(3)
وعفريتي
بعيد عنّي
وصل بيتي
وبيغنّي
لي من برّة :
"زوروني كُل سنة مرّة"
طب اقفل بابي واتهنّى ؟
واقولّ : بيتي مش الجنة
اللي بيدوّر ؟
و..ولّا أفتح وماستنّاش
عشان العُمر مش ببلاش
لا يتهوّر ؟!
(4)
يقولّي اتمنّى أمنية !
ترُد الست قبليها :
"يا قاسي
بُص في عنيّا
وشوف
إيه انكتب فيها"

الاثنين، 23 ديسمبر 2013

أنا والثورة (الكتاب الأول) : الجزء الأول



كان الكلام يتدفق في طريقي إلى المنزل كما يتدفق ماء النهر عبر إفريقيا وصولاً إلى بيتي , أمّا وقد جلست لأسجل ما قد نويت تسجيله , فما أرى في داخلي إلا مثلما أرى هذه الصفحة البيضاء .. فلنبدأ.

يبدأ التسجيل من تسعينيات القرن الماضي .. أول ما أسعفتني الذاكرة على الوصول إليه .. حيث الفصل المدرسي وصورة الرئيس مُبارك أعلى العَلَم فوق السبّورة .. هذا التكوين الذي لم يتغيّر بتغير الفصول والمدارس المشتركة واللغات والحكومية , بل كان صورتين في المدارس الحكومية , أحدهما فوق العَلَم والأخرى تحته لتأكيد الاحتواء. كان هذا تجريد لمخيلة الطفل الذي ظل ينمو في مواجهة هذا الواقع الذي لم يتغير .. بل كان هذا هو الواقع حتى بالنظر في الأفق الأوسع .. الصفحة الأولى في الجرائد اليومية .. الخبر الأول في جميع نشرات الأخبار المصرية .. أين ذهب ؟ كم جلب لشعب مصر العظيم من المكاسب ؟ كم بدا قوياً في الجامعة العربية ؟ كم كان مثالاً للقائد العربي في الأمم المتحدة ؟ كم أبكت ابتسامته الحنونة جموع الشعب الذي لم يجد من " يحنو عليه " مثله .. كان الشئ الحقيقي والثابت الذي يدركه المصريون بعد وجود الله من فوق السبع سموات .. هو الرئيس مبارك.

كنتُ طفلاً , وظللتُ طفلاً كثيراً حتى بعد اجتيازي مرحلة الطفولة .. كانت نظرتي للمجتمع بريئة مثلي .. لا تبلغ أن هذا الشئ مزعج ولابد من تغييره .. كنتُ أحسُب أن مشاكل هذا الشعب تكمن في الشعب ذاته .. كُنتُ أضجر من الزحام وأقول لم تتزاحمون هكذا .. حتى كبرت وزاحمتهم .. كنت لا أبلغ المعالجة السطحية إلى التفكير العميق .. كنتُ أرى التقارير الإعلامية عن فساد كذا أو كذا .. وأعيده إلى هذا الكذا ذاته , وأولئك الناس الأشرار الذين أرادوا ذلك .. كُنتُ أحزن للحوادث الجسام التي حدثت في عصر مبارك لكنني لم أكن أفكر , ولم أكن أربط بين الأشياء وبعضها .. كنتُ أرى في نفسي البَطَل الذي سيُخلّص مصر من هذه الحالة البائسة بحكمتي الفائقة وخبرتي العسكرية الفذة .. كنتُ طفلاً .. وكانت أقصى آمالي هي دخول دبابات الجيش  المصري لتحرير فلسطين وإزالة دولة إسرائيل من الوجود .. لم أكن أعلم أن ذات الدبابات ستدوس المصريين يوماً .. لم أكن  أتصور إنها ستزيل المعتصمين في مصر وأشلاؤهم هكذا بهذه البساطة , وكانت أعمق تساؤلاتي تدور حول ما إذا كان هناك مخلوقات فضائية تعيش في الكون غيرنا أم لا ؟! وإذا كانوا .. لمَ لم يأتوا وهم يعلمون تمام العلم أنني أحبهم .. ألم أجلس شهوراً أمام شاشات الكمبيوتر في السايبر في البحث عنهم وعن القصص التي تدور حول غزوهم الأرض ؟ ألم أنتزع كتاب أنيس منصور " الذين هبطوا من السماء " حالما رأيته ؟ لِمَ لا تأتوا حتى اليوم ؟ هكذا كُنت .. كُنتُ طفلاً .. حَسِبت أن المشكلة تُحل بمجرد التفكير فيها .. وحَسِبت أن الإجابة توجد في السؤال .. وحَسِبت أن الفقراء الذين تمتلئ بهم الشوارع يمكنهم أن يكونوا أغنياء إذا أرادوا وإذا سعوا .. لم أكن أعلم أن جوهر هذه المشاكل يكمن في خزائن الكبار .. الكبار الذين طالما تحدثوا عن الرخاء والإستثمار ومدى النمو الإقتصادي الذي تنعم به مصر في ظل الحكومة الجديدة .. كُنتُ طفلاً .. رأيت المجتمع من حولي رغم أحواله السيئة لا ينتفض .. لا يشتكي إلا بين بعضه وبعض .. بين مكاتب الموظفين .. على المقاهي ليلاً .. بين الأصدقاء وبعضهم في وسط البلد ... لم أكن أعلم أن من يرفع صوته يُقطع لسانه .. لم أرَ هذا البديل المخالف لأنه لم يكُن ليتجرأ على "الدولة" وإن تجرأ يذهب " ورا الشمس " .. هكذا كنت أعيش .. وهكذا أفسدوا الوقائع من حولي .. وهكذا كان الأهل والإعلام وكل شئ.

كَبِرت شيئاً قليلاً .. ووجدت في المنتخب المصري قمّة الوطنية والإنتماء .. كُنت أفرح كالمجنون إذا أدخل هدف .. وكانت تنتابني الحسرة ويحمّر وجهي إذا هزمنا فريق العدو .. ولا أنسى - ولا أعتقد أن أحداً ينسى - دور مبارك الوطني في حماية المواطن المصري في أي مكان .. وكيف أخذ تصفيقاً عميقاً من مجلس الشعب حينذاك .. أو ابنيه اللذان لم يعودوا لأرض الوطن إلا بعد الاطمئنان على جميع المصريين بعد مغادرة أرض المعركة - السودان , وكَبرت مرة أخرى .. وأدركت عبر كُتُب التاريخ التي ندرسها .. كَم أن القائد محمد حسني مبارك صاحب الضربة الجوية الأولى , هو السبب في نصر أكتوبر المجيد ! وكيف أنه كبد العدو خسائر فادحة مهدت للنصر فيما بعد .. وكم انهالت برقيات التهنئة للسيد الرئيس بعد شفاؤه من المرض الذي لا أذكر عنه إلا أغنية " اللي ضحى "التي أبكتنا جميعا ! هذا الوجه الباسم , الطيب , الكريم , الذي لا يفوّت فرصة للتحدث عن الأولوية للفقراء والمهمشين , هذا الوجه الحاسم إذا تعلق الأمر بأمن مصر والمصريين ! الودود , الضحوك , القوي في الشدائد , الهادئ , الذكي .. كُنتُ طفلاً , لم أكن أعلم , أنه قِناع.

ثم كَبِرت مرّة أخرى .. وعايشت انتخابات 2010 .. الذي كُنتُ بدوري متحمساً لها وكيف أنني قد كَبِرت وصار لي الحق في اختيار من يمثلني في مجلس الشعب , يا له من إحساس عظيم .. وطني .. ها هي لافتة السيد المرشح يوسف بطرس غالي معلقة أمام منزلي .. كُنتُ مراهقاً حينها .. لا أهتم بمدى موضوعية ومضمون الأحداث قدر اهتمامي بقدر التغيير والإثارة اللذين يترتبان عليها .. لم أكن أهتم إلا بالإثارة .. بالمتابعة .. كانت لُعبة جميلة أجدر بالمشاهدة من إنهاك الفِكر .. وأذُكر ما ذَكّرته الجزيرة وقتئذ عن تزوير الانتخابات .. وما كان لي حينذاك إلا أن أرُد على أحد أقاربي : بجد ؟ يااه.

واشتعلت النار التي لم تنطفئ إلى الآن , ولا أظنها تنطفئ فيما أحيا .. اعترضت عناصر من الشرطة عربة من الفاكهة كان يجرها شابٌ تونسي محاولاً شق طريقه إلى السوق , وحاولوا مصادرة بضاعته. عم هذا الشاب رأى الواقعة فهرع لنجدة ابن أخيه وحاول إقناع عناصر الشرطة بأن يدعوا الرجل يكمل طريقه إلى السوق طلبا للرزق. ثم ذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب مساعدته، واستجاب المأمور وطلب من الشرطية فادية حمدي التي استوقفت الشاب برفقة شرطيين آخرين أن تدعه وشأنه. الشرطية استجابت ولكنها استشاطت غضباً لاتصال عمه بالمأمور. ذهبت الشرطية فادية حمدي إلى السوق مرة أخرى في وقت لاحق، وبدأت مصادرة بضاعة الشاب ووضعت أول سلة فاكهة في سيارتها وعندما شرعت في حمل السلة الثانية اعترضها ، فدفعته وضربته بهراوتها. ثم حاولت الشرطية أن تأخذ الميزان، وحاول مرة أخرى منعها، عندها دفعته هي ورفيقاها فأوقعوه أرضًا وأخذوا الميزان. بعد ذلك قامت الشرطية بصفعه على وجهه أمام حوالي 50 شاهدا. عندها عزّت عليه نفسه وانفجر يبكي من شدة الخجل.  صاح الشاب التونسي بالشرطية قائلا: "لماذا تفعلين هذا بي؟ أنا إنسان بسيط، لا أريد سوى أن أعمل".ثم حاول أن يلتقى بأحد المسؤولين لكن دون جدوى. ثم عاد إلى السوق وأخبر زملاءه الباعة بأنه سوف يشعل النار في نفسه ولكنهم لم يأخذوا كلامه على محمل الجد. وقف الشاب أمام مبنى البلدية وسكب على نفسه مخفف الأصباغ وأضرم النار في جسده. كان هذا الشاب طارق الطيب محمد البوعزيزي.

قبلها بشهور - يونيو 2010 - كانت وتيرة الغضب تتصاعد في مصر .. فقد رأى كُل الشعب المصري صور الشاب الإسكندراني الذي اختطفته الشرطة وأمعنت في تعذيبه حتى مات .. كان هذا خالد سعيد .. الذي انتفضت أطياف الشباب من أجله .. إذ كيف يُعامل النظام المواطنون بهذه الطريقة الوحشية .. وطَفَق الشباب ينظمون الوقفات الإحتجاجية في الإسكندرية والقاهرة وينظمون السلاسل البشرية إعلاناً منهم عن سقوط قناع هذا النظام القاتل ومطالبةً بالتحقيق في القضية وتقديم المجرمين من عناصر الشرطة للمحاكمة .. ثم تسارعت الأيام وأشرفت السنة على الإنتهاء معلنة عن سنة جديدة وأمل جديد ربما في مصر , ونزل الناس للاحتفال كعادة هذه المناسبات وصلّى المسيحيون في الكنائس داعين الرب على نشر الخير والمحبة بهذا البلد .. وبدلاً من أن يهنئ السيد الرئيس الشعب المصري العظيم بحلول العام الميلادي الجديد .. أرسل مبارك كلمات الأسى والعزاء ومعها كلمات القوة والحسم , وصَحى الشعب المصري كُلّه على هذه الواقعة الأليمة , تفجير إرهابي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ومقتل مالا يقل عن 23 مواطن.

يناير 2011 .. هُنا تسارعت عجلة الأمور .. فمِن مقتل خالد سعيد , إلى تفجير كنيسة القديسين .. ومِن البوعزيزي التونسي إلى أمثاله في مصر يعترضون مثلما اعترض ويضرمون النار بأنفسهم أمام صروح الدولة .. ومِن الثورة المشتعلة في التونس والآلاف الذين يتحركون في الشوارع معلنين إنتهاء حُكم زين العابدين وبداية حُكم الشعب , إلى شعب مصري ليس ببعيد عن هذه البُقعة من الأرض , يعاني ذات الفَقر , ويضجر من ذات النظام .. وله الحق في ذات المطالب .. وتسللت الفكرة وعَظُمَت في العقول حتى باتت واقعاً لا يقوَ أحد على إزاحته .. وباتت قوة الفكرة الجديدة في أوساط الشباب أقوى من القبضة الأمنية العتيقة التي ظلت تزعم حتى 24 يناير قدرتها على حماية الدولة وأن هؤلاء ليسوا إلا قلة قليلة تسعى إلى التخريب وزعزعة استقرار الأمور. كُنت وقتئذ أتابع .. نَضَج تفكيري قليلاً فعَلِمت أنّ هناك قوة .. وأنها قطعاً للدولة التي تحيط بنا من كل اتجاه .. وتابعت تصاعد الأحاديث على شبكة الإنترنت عن هذا اليوم .. اليوم الذي تحدث عنه الجميع فجأة .. اليوم الذي اختاره الشباب للتعبير عن غضبهم .. " يوم الغضب .. ثورة على التعذيب والفقر والفساد والبطالة " .. هكذا كان - على ما أذكر - أو على نفس المنوال .. اليوم الذي حدثتنا عنه أسماء محفوظ وأعلنت عنه صفحة " كلنا خالد سعيد " وتمنّى به الشباب والحركات للتعبير عن الغضب .. يوم عيد الشُرطة .. 25 يناير 2011.

كالعادة تابعت , وانتظرت .. سأل أحد الأصدقاء القدامى على جروب " أصحاب زمان " الذي ضمّ زملاء المرحلة الإبتدائية والإعدادية عن رأينا في يوم 25 يناير وما إذا كان يمكننا بالفعل أن نغير شئ .. لم أذكر أنني جاوبت وقتها , كان السؤال وإجباته لا يدور في محور اهتمامي وتفكيري , إنما رد عليه أحد الأصدقاء وقال أننا لن نستطيع. كان جميع أفراد الأسرة في البيت في هذا اليوم - الثلاثاء 25 يناير 2011 .. لا أعلم هل تغيبوا عن العمل خوفاً من حدوث شئ أم أنها كانت أجازة بمناسبة عيد الشرطة ؟ على أي حال جلسنا .. وانتظرنا أن يحدث شئ في الساعة الثانية ظهراً  , ولا أعلم ما كنا ننتظر أن يحدث وقتها بالتحديد .. هل كنا ننتظر هبوط نيزك من السماء مطبقاً على ظهر البيت والدولة بأسرها معلناً نهاية النظام أم ماذا ؟ أعني هل أنني كنت بالغباء الذي يدعني أفكر في حدوث شئ ما مختلف في الساعة الثانية تماماً ؟ على أي حال فتحنا الجرائد لنرى , لم نجد شئ إلا حوار السيد وزير الداخلية حبيب العادلي الذي أخذ صفحة الأهرام الرئيسية كلها بمناسبة عيد الشرطة .. فتحنا شاشات التليفيزيون لم نرَ شئ .. إلا أننا رأينا القناة الأولى تحتفل بعيد الشرطة طوال اليوم تقريباً .. انسدل الستار على أنوار النهار .. وجاءت الأنباء حثيثاً عن خروج المظاهرات فعلياً وجاءت بعض اللقطات أيضاً وكانت الهتافات " عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية " .. ثم أتى منتصف الليل وكانت الصورة مبهرة حقاً .. جموع الثائرين يتجمعون في ميدان التحرير ويطالبون بحقوق الشعب المصري بكل سلمية , كان هذا على أون تي في وعلّقت ريم ماجد على مدى جمال هذا المظهر الحضاري والأجمل منه المتمثل في حماية الأمن المركزي للمتظاهرين .. ثم نمنا وتم فض الإعتصام بهدوء.

تسربت الأنباء عن ضرب المتظاهرين في اليوم التالي مما أدي إلى غضب الشباب وزعمهم مواصلة المطالبة بالحقوق , ولم أذكر عن هذين اليومين " الأربعاء والخميس " إلا أنه تمّت الدعوة بصورة كبيرة للنزول يوم الجمعة " جمعة الغضب " .. وقد كنا في هذه الأثناء نجهز أنفسنا للسفر إلى بلاد أمي , ميت غمر , الذي كانت تنتزعه وتنتظره كلما أتاحت الفرص .. وسافرنا الخميس .. ثم أتت الأخبار ليلاً ولازلنا في الطريق بوفاة عمّتي - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته - وأنه يتوجب علينا الرجوع فوراً .. وإذا كنا قد علقنا في الطريق ولابد لنا من الذهاب والمبيت هناك ثم الرجوع صباحاً , فلا بأس.

الجمعة 28 يناير 2011 .. استيقظنا صباحاً وحزمنا أمتعتنا على أن نصلّي في البلدة ثم نفطر ونتوكل على الله .. وقد كان .. بَدَت الأجواء مُلتهبة من دون أن يلفظ أحد بحرف .. كان هذا جلياً في الوجوه .. وما أن أتممنا الصلاة وسلّمنا حتى انطلق الهتاف .. " يسقُط يسقُط حُسني مبارك " وانطلق الناس وراءه في المسيرة .. هالنا المشهد أنا وأخي .. وقد كان مثيراً لنا كمراهقين يحبّون الأشياء الغريبة والشّاذة أن يحدث مثل هذه الأمور أمامنا .. لم نكن نرى المظاهرات إلا في الأفلام القديمة .. فسرنا في المسيرة وراء الناس ومررنا بجانب المنزل حيثُ كانت أمي تتابع من أعلى .. " إطلع .. إطلع ! " فنضحك , " إطلع " فنُمعِن في غيظها ونردد وراء الناس بطفولة بالهة .. وتركناهم وصَعَدنا , كان أهل البيت الذي كنا فيه يتابعون الأحداث عبر قناة الجزيرة .. القناة المُثلى لمتابعة أحداث الثورة حينذاك .. فكلنا يعلم ماذا كانت القنوات الأخرى تفعل .. وكانت قمة الإثارة عندما نرى في المشهد ميدان التحرير خالياً إلا من جحافل جنود الأمن المركزي وأشاوس المخبرين والقليل من المتسللين الذين يتلقون عقابهم أمام العالَم أجمع , ثم يصعد قلبنا ويهبط عندما يأتي الخبر " عاجل " في الشريط الأحمر الكبير المخصص لمثل هذه الأشياء .. من " وضع البرادعي قيد الإقامة الجبرية " .. إلى " التنديد الدولي بقمع المتظاهرين في مصر " .. وصولاً إلى " قطع الاتصالات تماماً عن جمهورية مصر العربية " .. وكان ذوو الرأي السديد في العائلة يبدون آرائهم ونظراتهم الثاقبة للأمور .. فمن يقول " دول عايزين يخربوا البلد " ومَن يضيف " ده البرادعي رجع من أمريكا عشان يقلب النظام " ومن يقول " البرادعي عميل الأمريكان وكل ده مخطط من أمريكا " ومن يقول " عايزين إيه مننا بس طب نروح ازاي دلوقتي ؟! " كانت الأخيرة أمي العظيمة .. وجلسنا ساعات في انتظار السائق الذي أتي بعد العَصر .. ثم ذهبنا وكان الطريق هادئاً تماماً وأظن أننا رأينا الكثير من المخبرين على مدخل المظلات , وعزمنا على شراء ما يتطلبه المنزل من احتياجات لأننا " مش عارفين هيحصل ايه ؟! "  ثم صعدنا وقد كان المجرمين وقتها ينهبون ما لذ وطاب من المخازن أمام بيتي. لم أغيّر ملابسي تحسباً .. بعد المغرب على وجه التقريب .. ألقى شيخ الأزهر خطبة يحُث فيها الشعب المصري على عدم الانجراف إلى الفتن ومراعاة الوطن في هذا الظرف الشديد ويدعوا الناس للنزول لحماية الممتلكات .. علمت بعد ذلك أن في هذا الوقت كانت الشُرطة قد أُنهِكَت تماماً , وكانت هذه هي " العَلقة " المشار إليها في الأغنية العظيمة " أخدتوا علقة ماخدتوهاش في سنين ألياااليوووو " .. وكانت العَلقة .. وتابعنا في نفس اللحظات حوادث السرقة والنهب التي أصابت الكثير من المنشآت , وغير ذلك تابعنا حرق مقر الحزب الوطني الديموقراطي وما تلاه من تتابع حرق الأقسام وفتح السجون وانتشار المساجين في بقاع الأرض .. لَم يكُن هناك دولة في هذه الأوقات .. سَقَط النظام في يوم الثامن والعشرين من يناير عام 2011 .. وبعد مقتل المئات وإصابة الآلاف .. ظَهَر مُبارك على الشعب المصري أخيراً ! وأعلن أنه يدعم مطالب الشباب وحقهم في التعبير عن الرأي بسلمية واختلاف ذلك عن التخريب ونهب المنشآت وترويع الآمنين , وأعلن في نهاية الخطابة عن محاسبة كل من تورط في هذه الأحداث وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة القادمة. في هذه الأثناء - بالتوازي - كنا نتابع صور الشهداء الذين يتساقطون على شبكة الإنترنت .. بدءاً بشهيد السويس , مروراً بالشهيدة سالي زهران وصور " الورد اللي فتّح في جناين مصر " .. كنتُ أحزن عليهم لكنني ما كُنتُ أدرِك بعد ما الذي يتوجب عليّ فعله بعد هذا الحزن .. لماذا ماتوا ؟ من قتلهم ؟ لماذا ناضلوا ؟ لم تكن تلك الأسئلة تدور في ذهني حينذاك .. ثمّ وصل المتظاهرون إلى ميدان التحرير وهتفوا معاً " الشعب يريد إسقاط النظام "

لا تلوموا من كان يتابع وسائل الإعلام وقتها .. فقد كان الإعلام المصري يدير ظهره للمشهد ولا يهتم إلا بكيفية تشويهه .. وهذه من أكبر الجرائم التي ارتكبت - وتُرتكب - في حق الشعب المصري .. التضليل .. تحدث الإعلام عن مدى التخريب الذي لحق بأنحاء الجمهورية وركّز على صور السرقة والنهب وترك المعركة - إلا القليل. كانت البلد متوقفة تماماً عن أي شئ من بَعد جمعة الغضب إلا عن متابعة المتظاهرين في ميدان التحرير .. والذين رفعوا مطالبهم إلى أعلى سقف .. إسقاط النظام .. تحولت المسألة من المطالب الاجتماعية إلى طَلَب الثأر من القتلة وسافكي الدماء .. وظلّوا معتصمين لا يكفّون عن رفع الطالب .. قرر الميدان .. " إرحل " .. وهكذا بدأت الثورة.

انطلقت وسائل الإعلام في هذه الأيام إلى محاربة المتظاهرين بكل السبل المتاحة .. مِن سب واتهام بالإرهاب , إلى تخوين ووصف بالعمالة , إلى المائتي جنيه ووجبة الكنتاكي , إلى التحريض الصريح ضد المتظاهرين .. وأذكر في هذا الصدد دعوة الفنان المبجل عمرو مصطفى إلى نزول محبي الرئيس محمد حسني مبارك لتأييد الرئيس في ميدان التحرير , ومثله الأستاذ مرتضى منصور والتوأم المتألق حسام وابراهيم حسن .. وقد كان.

وفي ليلة الثلاثاء 1 فبراير 2011 .. خرج علينا مُبارك بخطابه الذي أبكى الكثير .. كان الخطاب مؤثراً حقاً , فقد جرت بعض الأنباء عن أن بعض المتظاهرين يعتزم ترك الميدان وأنه " كفاية كدة وهو قال إنه هيمشي في سبتمبر " .. وانهالت الدموع من الشاشات .. مع أغنية " اللي ضحى " التي أتت في وقتها .. ولم نكن نعلم أننا إذا أتينا بقناة الجزيرة سنجد أن المتظاهرين لا يؤثر فيهم هذا الخطاب العظيم ! وأنهم لا يزالوا يتحدثون عن الشهداء , وأنهم لا يزالوا يرفعون الأحذية في وجه الرئيس , وأنهم " عايزين ايه تاني ! " .. أليس الصبح بقريب؟ بلى.

الأربعاء 2 فبراير 2011 .. الجزيرة .. كلينتون تدين الإعتداء على المتظاهرين في ميدان التحرير ودخول الخيول والجمال قائلة إننا لسنا في العصور الوسطى .. كان المشهد أمامي مثيراً إلى درجة تحجُب التفكير .. جيش من المتظاهرين .. أمام جيش من .. أيهم المتظاهرين أصلاً ؟ لا تعلم ! كل ما أراه هو مجموعة كبيرة من البشر تجري في مواجهة مجموعة كبيرة أخرى معززة ببعض الخيول والجمال , ثم تستعيد المجموعة الثانية نفسها وتنتفض في مواجهة الجمال والخيول ثم تجري نحو الهاجمين مجدداً .. نزلت في هذا الوقت لكي أشتري شيئاً .. وجدتُ في طريقي سيارة تخرج منها بنتان تغنيان على أنغام " الكلاكس " بحبك .. تيت تيت .. يا مبارك .. تيت تيت " .. ثمًّ استغربت قليلاً .. وعُدتْ. وظل اليوم كله في هذه الإشتباكات التي لم تتوقف حتى مطلع الفجر .. وقد هربت من هذا المشهد المُحزن إلى مباراة مصر وإيطاليا التي ذيعت على أحد القنوات هروباً من هذا الواقع المرير.

وظلّت القنوات والجرائد في عملها الدؤوب لتشويه الثورة ووضعها في غير نصابها الصحيح .. وقد سيطرت بالفعل على عقول الكثير والكثير من جليسي المنازل .. لكنّ الثورة كانت الأقوى .. ذهبت إلى الميدان بدعوة من أحد أصدقائي للنزول ومشاهدة الواقع عن قُرب .. وقد كان جميلاً فعلاً .. اجتزنا لجان الجيش بجوار رمسيس هيلتون ثم اللجان الشعبية الباسمة ثم ذُبنا في وَسَط الجموع .. كان أشبه بالمهرجان .. فهُنا الثوار يُطبّلون ترحيباً بالمنضمّين .. وهُنا الأعلام تُرفَع والهتافات تعلو .. وهُنا المعارض تُقام والثورة تجتاح أنواع الفنون .. وهُنا أتوه من صديقي وأدور وحدي حول الصينية ملتفتاً إلى من يتكلم في المذياع عن وجوب سقوط رأس السلطة ومن يعرض رسوم الكاريكاتير ومن يغني عن مأساتُه ومن يشاهد صامتاً مثلي ومن يدعوني للمجئ في مليونية الغد - الخميس 10 فبراير.

كانت تجربة عظيمة من داخل موقع الأحداث , ومحط أنظار العالم , ومركز اتخاذ القرارات في بلدنا التي صارت بلا سُلطة - حتى ومبارك في الحُكم كان هناك إحساس كبير بأن البَلَد مِلكاً للشعب الذي يملأ الشوارع - ثمّ أذكر أيضاً تكليف الفريق أحمد شفيق برئاسة الحكومة في أوائل فبراير واللغط الذي دار في المجتمع حول أنه " لا بديل عن سقوط مبارك ونظامه بالكامل " أم " أن الفريق شفيق وزير الطيران المدني الذي طوّر مطار القاهرة الدولي هو الأقدر على قيادة البلاد ودفعها للأمام " .. وجرى تلميع الفريق شفيق في الإعلام المذكور على قدمٍ وساق .. لتركيز أنظار الناس على الحكومة الفتية التي أتت كي تلبي احتياجات الشعب , ودفعهم عن حديث " الثورة " و " التحرير " وخلافه .. ثم جرت الأيام والثوار لا يتراجعون عن إسقاط النظام , والإعلاميون ومن ورائهم المشاهير لا يكفّون عن تشويه الثوار والتحريض ضدهم بل والدعوة إلى محاصرتهم ومنع الطعام عنهم وإحياناً إلى " ولّعوا فيهم ! ".. والنظام لا يستطيع أن يحل الأزمة .. يحاول أن يستدر عطف الناس بخطاب ثالث .. لا شئ .. يعين نائب للرئيس من الشخصيات الوطنية الهامة .. لا شئ .. يسند مهام رئيس الجمهورية إلى النائب وكفى .. لا أيضاً .. لا بديل عن الرحيل.

بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها المواطنون .. في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد .. قرر الرئيس محمد حسني مبارك .. تخليه عن منصب رئيس الجمهورية .. وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة .. لإدارة شئون البلاد .. والله الموفّق والمستعان .. هكذا انتصرت إرادة الثوار على رأس النظام .. وهكذا عمّت الأفراح الشوارع والميادين ابتهاجاً بالعصر الجديد الذي تعيشه مصر بدون " حسني مبارك " .. أما أنا فقد أصابني بعد الإحباط في البدء .. ظننت وقتها أنه قد ظُلِم , ولم أكن أدرك مدى ما أصاب المصريين في عهده من فقر وجوع وفساد وأمراض وحوادث واضمحلال فكري وعقاب كل من تسول له نفسه التغيير. وَظننتُ أن بهذا قد انتصرت الثورة وانتهينا .. لم أكن أعلم أن الثوار سيعودون للميادين للمطالبة برحيل حكومة شفيق .. وقد كان في أول عهده ولم نكن نعلم عنه شئ .. فهو الرجل العسكري المميز الذي نهض بمطار القاهرة الدولي ليصبح على ما هو عليه , وهو وزير الطيران المدني .. وهو الرجل الذي استضافه الكثير من الإعلاميين متحدثاً عن برنامجه الحكومي المنظم وعن حكومته التكنوقراطية .. فَلِم تسقطوه إذاً ؟ أحبَطتْ بعد إسقاطه أيضاً ولم أكن أدرك أنه أحد أعمدة الفساد وأحد رجال النظام المخلصين.

ثُم جاء المجلس العسكري بجلالة قدره .. وقدم تحية إعزاز لأرواح شهدائنا .. وأتى عصام شرف .. الرجل الذي حُمل على أكتاف الجماهير في ميدان التحرير .. صارخاً بالهتافات الثورية التي ألهبت الجميع وجعلتهم يقولون .. ها هي الثورة نَجَحت إذاً وأتت على شكل وزراء لتحكم مصر وتدفعها للأمام .. وانتظرنا .. لم يحدث شئ.

وبدأت المشكلات تظهر في الصورة مجدداً - في اعتقادي - بدءاً من شهر مارس 2011 .. حيثُ الاستفتاء على التعديلات الدستورية .. وظهور الإسلاميين بشكل أكبر .. وحاربت الكتلة الثورية هذه التعديلات دون جدوى .. ثُم توالت الأحداث .. وكانت الأيام تكشف لنا شيئاً فشيئاً .. الوجه القبيح لهذه السلطة العسكرية التي لا تُخيّر عمّا سبقتها إن لم تكُن أسوأ .. فاندفعت تفُض الإعتصامات بالقوة وتجري كشوف العُذرية للفتيات في المتحف المصري وتُحاكِم آلاف المدنيين عسكرياً .. حتى أدركت الثورة حينها .. كان توالي الأحداث والمناقشات والخلافات والتناقضات يدفعني إلى التفكير رغماً عنّي .. واندفعت مع الأحداث في تتابعها وكشفها للأوجه القبيحة إلى أن حَسَمت أمري , وسِرتُ في رَكب الفريق الحقيقي .. الفريق المُدافع .. الفريق الثائر .. وهَتَفت يوم الجُمعة 9 سبتمبر 2011 .. يسقُط يسقُط حُكم العسكر.

عندها ازداد شعوري بالوطنية .. واذكُر أن أيام المجلس العسكري سجّلَت رقماً قياسياً في سماعي للأغاني الثورية في حياتي .. شعُرت أنني قائم في هذا البلد .. قادر على التغيير .. قادر على الاحتجاج على ما أراهُ باطلاً وظلماً .. قادر على رفع صوتي في وجه الحاكم الجائر .. عندها بدأت أتابع مجريات الأمور بتفكر وجدية أكثر .. وأشارك في الحركة الاحتجاجية في الميدان أيام الجُمعة وغيرها .. إلى أن كشف العسكر عن أقبح وجه من وجوه الحُكم العسكري .. وتجلّى معنى الحُكم العسكري حينها .. في كيف أن الدبّابة .. تدوس على لحم البَشَر.

هيثم شومان
الإثنين 23 ديسمبر 2013

جواب (3)

إليك يارب
طالب طَلب
مش استحالة ..
تالت رسالة :

إنَّ الذينْ
مش ممتازين
في الإنسجام
زيي تمام
خلّوني شاعر
بَلمس مشاعر
وانا الحزين
رغم الكلام
دايماً بَضِل
واصبُر واستنّى
نفسي استضِل
من شَجَر الجنة
نفسي استَزين
من مَنهجُه
إنَّ الذين
تابوا نجوا

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

حلقة الرسم

علشان الكوكب دوّار
والعُمر يروح ليل ونهار
لازم تستسلم للمنطق
وتعيش نظرية إسحَق
مش بإرادتَك ولا برضاك
وعزوفَك عَن تِلكَ الحلقة
لازم هيشوف الإخفاق
.
كلاكيت تاني
إبدأ غنّي
إبدأ عاني
إفتَح بابَك
إكتب كلمة
كلمة هترسم شَكل كتابَك
.
يادي النيلة
كل ما افكّر اقولّك كلمة
اجي اقولها ومقولهاش!
قولّي ساعدني
سمّع ودني
عايز تسمَع
ولا بلاش ؟
.
وعشان اخلص
وادخل انام
أو أرتاح
هرمي كلام
هات مفتاح
هذا الباب
هَفترض انك مستنيني
وإنك مش هتسب فـ ديني
وإني قصيدة وهتغنيني
آدي قصيدتي ياعمّي
غنّي
وإن غبت شوية اسأل عني
وآدي سيرة , وآدي كتاب
كلمة أخيرة :
أنا كدّاب

السبت، 14 ديسمبر 2013

لوحات جوة كتاب العمر

أسرَح
حَبّة
في المَلحَمة
وأفتَح
أول
غيث
مـ السما
و القى المطرة حروف وكلام
و اسكُت في وجود الأحلام
و ابدأ ألملم فوق أشواقي
و اقعُد اعيد ترتيب الآية
وبَحِب السِحر العشوائي
لما بيحكي أي حكاية :

لوحات جوة كتاب العُمر

باب السَعد :

يحضَرلَك من غير مواعيد
مش محتاج أفراح ولا عيد
ولا محتاج أفكار أو مال
ولا محتاج تذويق وِجَمال
ولا بيجيلَك لمّا تعوز
كُنت صغيّر ولّا عجوز
كُنت بتِصرِف أو غَلبان
يِحضَرلَك من غير حُسبان

باب الشوق :
فَصل الحيرة :
صفحة 203 - (ز)

والعِشق بيتشاف في العين
يِخلق حالة من التَوَهان
أو نوع من أنواع السِحر
هَتشوف عَند عنيها البَحر
والغَرقان مش سَهل يعيش
إلا بأمر ملاك الروح
والقَلقان مـ الفِكرة بيهرب
عند حدود طيفها المتكَهرَب
ويدوبوا فـ دوّامة الشوق
وارجَع اهيم في السما من فوق

باب الصُحبة :
فَصل دوام وشحوب الوِد :

عارف الحَبل ؟
إنتا تشِد وهوَّ يشِد ؟
نَفس الفكرة
كُل ما تربُط نَفسَك أكتر
كُل ما صعب تسيب الحَبل
لو ناوي - سيبُه من قَبل
انا عارف - الظَرف أشد
لَكِن ده اللي بيحكُم برضَك ..
إنتا مُزيّف ولّا بجد ؟

فَصل أوائل أي علاقة :

واختلفت أقوال الناس
ناس بتاخُدها مع الإحساس
ناس تفتح قلبها عالآخر
ناس تقفل قلبها مـ الأول
ناس تتحول
ناس تتحَب
ناس تحجز أحلام القَلب
ناس بتقول إنَك "ميمنتي"
من يومها محودتِش سَنتي
وانتا أخَدت الكون دوران
بكتِبلَك زي السكران
وهبوّظ أشعاري لأجلك
مبقتش بتحكيلي مشاكلك
وانتا الأخ القائد قَلبي
وانتا الأخ الفارس حربي
وانتا الأخ الساير دَربي
وانا من بير أحزانَك - فاكر ؟
يوماً كُنتُ الأخ الرائع
قَد جَلَبَت أشعاري الروعة
من أزهارَك
ولَقَد صِرتُ الأخ الضائع
قَد نضَبَت أحبار اللوعة
من أنهارَك
وانتا الباقي - مهما يكون
مهما يصرَّخ بينّا سكون
مهما يباعد بينّا الكون
هفضل أدندن شِعرَك ليّا
وانتا الشاعر من قَبليّا
وافضل اقول "من مصر لسوريا"
وافضل أدور بكعوبي الدُنيا
يا سائل عرّافتَك عنّي
أنا مُمتَن لقلمي وفنّي
أنا مُمتَن لتلك الحادثة
تلك الرسمة فـ رَحب كلامك
تِلك البَسمة فـ قلب سلامك
تِلك الضلمة - لون أحلامك
ما هي إلا لون الكون
عَدَم اللون = كُل اللون
إسرح جوة الصورة السودا
وإرسِم باب .. فاكر الباب ؟
الباب الساحِر أوصافه
زور البَحر وخَد أصدافُه
وإملا الجو دُرر وكلام
أنا سارح في الكون قُدَّام ..

باب الظُلم :
فَصل الصَبر :

عِد آيات المُصحف واقرا
معنى الصَبر
إيه يستنى ظُلم الظالم
بعد القَبر
إنتا الباقي وهُمّا المَسخ
هُمّا الشخبطة وانتا النَسخ
هُمّا الحَرب , واحنا الشَعب
هما الموت , واحنا القَلب
مهما هيقتل مش راح يقتل ألف لسان
مهما تكون للذئب سنان
عُمر الذئب ما يُحكُم أرض
الذئب بيشبع ويجوع
مهما الشَعب يكون موجوع
برضو الشعب
والشعب بيكسب في الآخر
ولا هيلِد كلام الساحِر
ولا هيشيل على راسُه عساكر
مهما هيملوا الأرض كلاب
يِظهَر في المشهد من فوق
مليون نِجمة وشَهب , ولاب

باب الخِتم :

هذا وقَد أرسلتُ سلام
عالأحلام
اللي تزور الروح وتقيدها
برّة الشوف اللي مقيّدها
زي السِحر
زي الوردة تزورها المطرة من على بُعد
زي الوَصل - بَعد البُعد
هذا وقَد
لَن أنقَضّ
عالعُمر وتفاصيل الزَحمة
عالصُحبة والحُب البِكر
عالمَسجِد وصفوف الذِكر
عالإسراف في طَلَب الرحمة
هذا وقَد قرر مولاه
كاتب , الصَفَحات أعلاه
إنه هيجري بطول الوقت
وعرض الكون
إنه يعيش الدُنيا بروحه
مهما تكون
إنه يلبّي آيات سَمَواتُه
يسعى للنصر فـ غَزَواته
يِتكلم في حدود الدود
يِكتِب لو جالُه الإلهام
جوة المطرة حروف وكلام
يسكُت في وجود الأحلام
هذا وقَد أرسلتُ سَلام

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

يا شمس

- يا شمس يا منوّرة غيبي
- يا شمس لأة أنا بردان !
- وكفاية ضيّك يا حبيبي
- طب نِطفي نور العِمدان ؟!
- ياعم سيبني أنا رومانسي !
- ياعم قِشطة , مانا مَنسي !
- يا سيدي مال اللي جابوني ؟!
- كلمات سعادتَك عَجَبوني

الأحد، 8 ديسمبر 2013

حوار هامس

يهمس في ودني
فاقولّه : لأ مش هسمعك
, لو هتساعدني
اكتِب , أنا مش همنَعَك
...
زَمجَر الكاتب وأطرَق مُحبَطاً
واتَّخَذَ يَلعَن في الوَطَن
مَن ذا الذي مَسَح الذَهَب
من مَذهَبي
من ذا الذي أمرِك بأن
أن تذهبي !
أولستُ مَن يقضي هُنا ؟
مَن يجعِلك عُقداً يُذيب العاشقين
لستُ أنا ؟
من يَجعَلِك سيفاً يَهِز الواثقين
لستُ أنا ؟
لستُ أنا مَن يعتَكِف كي تثبُتي في ذا المحيط المرتَبِك ؟
لستُ أنا من أنجَبِك ؟
ما أعجَبِك !

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

عايز امشي

عايز امشي واسيب
كُل الأشياء
وأمّا ازهق أرجع
أو لمّا اشتاق
طبعا معذور
هتقول إتغَرّ
أنا مش مغرور ,
لَكِن مُضطَر

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

رسائل خريفية

إشتري
صوت الغلابة
بكلمتين
وبنور عينين
ونعِد من صفر لمتين :
اللي الكلام الحلو ركّبلُه جناحين
واللي انتشِت من نظرِتَك
واللي تّغّنوا في نبّوة حضرتك
واللي يقول عليك دَكَر
واللي افتَكَر
إنك ملاك
واستأذن الشعب اللي بيهمّك أوي
إذنك معاك
تستقوى عالناس بالسلاح ؟
الله قوي
.
ولّا اشتري
دَم الغلابة
في الحوادث
والمنايا
بكام جنيه
بَدَل اما نبدأ نكتشف
الغلطة ايه ؟
عد الكوارث اللي حصلت
قد إيه متكررة
إشتري تغيير نظام
في كل حاجة في البلد
جابنا لورا
ولّا اشتري
ديّة تراضي أهل أمواتنا وخلاص
إحنا كدة
في بلاد تحب المنظرة
هو أنا أصلا
برغي ليه
إحنا في بلاد
تمن القتيل فيها
أرخص
يا باشا
من
 تمن الرصاص
.
ولّا اشتري
جهل البَشَر
وإولِد مكانُه كام قناعة
وكام قِناع
إخلقلُهُم مليون دراع
حيث لو يحبّو يفكّروا
ميفكروش
إملا الكروش
وإملا الهوا تزييف
من اللي بيفضَحَك
ما أوضَحَك
في الحرب
ضد
الكلام
سبحان ربّي
ازاي
لشاري سلاح
يبيع السلام!
.
ولّا اشتري
هُدنة
ونافِق ما تَبَقّي من الجيوش
حلّق وحوش
صوّب رُصاصَك عالشهيد
وإقتُلُه
ومن فوق دماؤه إبكي لُه
وقولّه
  " المَجد لك "
المجد ليه
مات بطل
والعار عليك
عِشت خاين
جاي تحرق في المداين
والبيوت
الناس تموت
وتقولّي مصر
الناس تضيع
وتقولّي مصر
دي مصر ايه اللي تآمرت عالجميع
ورمِتنا تحت الدبّابات!
تحيا مصر وتسقُطوا حتى الممات!
ما أندَلَك
وابنيلُه نصب
كفاية نَصب ومسخرة
وكفاية عك
مهما ادَّعيت
مش هسمعك
مهما افتريت
مش هتبَعَك
مهما اشتريت
انا مش هبيع
يا خريف كئيب
أنا لسة ناوي أشوف ربيع
يا خليف حبيب
يا جنود أسَد
أنا مابيكتمش صوتي حد
والثورة مايوقّفها سد
وكلامي جَد
يا عم عَبد
ومتفتكرش الظُلم مجد
الظُلم عار
والدم نار
والقتل مش كُلّه انتصار
يوماً مضى الشعب ثار
وأكيد في هيقوم يثور
عاللي اشترى بحلمه القصور
وعاللي خان وعاللي باع
يوماً سيسقُط القناع
والكُل يدفَع ما عليه
وأكيد كلامي خفيف يا بيه
مش نور عينيكُم .. ولا إيه ؟

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الدنيا كتاب مفتوح

الدُنيا كتاب مفتوح
والقلب ديوان أشعار
ولا فيها سعادة وجنّة
ولا قلبي شرارِة نار

القَلب بيحزن آه
وبيفرح برضو كتير
والدُنيا بتضحك لمّا
بَتوَفَّق في التعبير

الجانب الإبداعي

الجانب الإبداعي
في الشِعر والإمتاعِ
بيحب من غير داعي
ويشقلب الأحوال

والجانب اللي اكتئَب
يحزن لمليون سَبب
والعِبرة باللي اتكتب
والحِكمة في اللي اتقال

قَلَم ومُذَكِّرة في شوارع القاهرة ! 3


كان المغرب قد أذَّن منذ دقائق , ارتديت ملابسي واجتزتُ سلالم البناية وبابها إلى الشارع. كان الجو لطيفاً والمرور هادئاً. أوقفتُ سيارة أجرة فوقف ونَظَر لي مُستفهماً .. فأجبت : جامعة الدول العربية.

بعد اجتيازنا شارع دولتيان باتجاه كورنيش النيل اتجهنا يميناً عند نافورة الماء باتجاه المظلات. لم أعلم لماذا كانت أضواء الشوارع في هذه الناحية غير مضيئة , أضاءت مجدداً بعد دخولنا منطقة معهد ناصر .. شارع كورنيش النيل.

على يميني كان نهر النيل وبعده من الناحية الأخرى - على ما أعتقد - جزيرة الورّاق , وعلى يساري كانت أبراج أغاخان ومستشفى معهد ناصر وأبراج عثمان ومعارض لبيع السيارات وأراضِ فضاء , ثم الشركات القابضة للكهرباء ودار المعارف ودار الوثائق القومية والأبراج السكنية المرتفعة , ثم نادي الكهرباء , ثم أبراج نايل سيتي وفندق فيرمونت ومول أركاديا الذي لم يتم إصلاحه منذ اندلاع الثورة في 28 يناير 2011 , ثم فندق كونراد وكازينو الشجرة .. نسيت أن أذكُر أن كل الجزء الأيمن على حافة النيل مملوء بالمراكب التي يملأها الغناء والرقص والصخب ليلاً وتزينها الأضواء بطول الكورنيش كل 50 متر .. عودةً إلى اليسار حيث بُرجيّ البنك الأهلي المصري ومبنى بنك مصر وأبراج المشروع القطري , ثم صعدنا كوبري 15 مايو.

كان المرور مزدحماً على الكوبري قليلاً لكن السيارات تسير , لم ننزل إلى الزمالك بل تجاهلنا فرع الكوبري الهابط وأكملنا بالفرع العلوي , اخترق كوبري 15 مايو كل عمارات الزمالك يميناً ويساراً من أول شارع 26 يوليو إلى آخره , فأنظُر يميناً وأجد تلك البناية السكنية بطرازها المُتقَن , وأنظُر يساراً فأجد هذا الفندق السياحي الفاخر , وأنظر يميناً فأجد صفّاً من المباني المتباينة الأشكال المتنوعة الجمال , وأنظر يساراً فأجد تلك المدرسة اللغات المعروفة , وأنظر يميناً فأجد فيلات المشاهير , وأنظر يساراً فأجد سفارات الدول , وأنظر يميناً فأجد نادي الشرطة , وأنظر يساراً فأجد هذا الجامع الذي يقابل ساقية عبدالمنعم الصاوي للنشاط الثقافي والاجتماعي , وتتلاشى الجزيرة فأجد نفسي فوق النهر مجدداً .. على ذات الكوبري , ويُشرف على النهر فندق صوت مصر , وبيت كوكب الشرق , أم كلثوم , وأكمِل سير فيقابلني أيضاً مسرح البالون , وأكمل فينحدر بنا الكوبري صوب جامعة الدول العربية.

لم يكُن للسيارات أن تدخُل شارع جامعة الدول العربية من هذا الاتجاه- كما كان للمارّة - بل كان علينا أن ندخُل شارع أحمد عرابي وندور مع الملف لنهبط في الشارع المُراد , نزلنا فإذا بنَجيب محفوظ - مفخرة مصر وحامل جائزة نوبل في الأدب - يٌلقي إلىَّ بتحية المساء , فابتسمتُ لهُ - كما ابتسم وابتسمَت مصر في عينيه - واتجهنا يميناً , حيثُ شارع أحمد عُرابي .. البطل أحمد عُرابي.

لم يكُن شارع أحمد عُرابي وحده هو ما يتميّز بتلك الأنوار في كُل نواحيه ولا بهذه البهجة في ضواحيه , بل إنّ تلك الأنوار وهذه البهجة من صفات منطقة المهندسين نفسها بكُل شوارعها المليئة بالمحلّات والمطاعم والسيارات والأبراج والشركات والبنوك. عودةً إلى الشارع السابق ذكره , فقد كان مزيناً بالأشجار من رصيفه الذي يتوسطُه , وعلى الجانبين توجد البنوك ومكاتب الصرافة , ثم محلّات الملابس , ثم عمر افندي , ثم استدرنا مع الملف وقفزنا في شارع جامعة الدول العربية.

بدأ الشارع بتلك الناصية المشهورة لكل مريديه والتي يحتلها كافيه ( سوليتير ) المنير دائماً , وعندما دخلنا حفّتنا الأضواء والكلمات المُشعّة من كل مكان حتى عجزت عن تسجيل كل ما رأيته في ذاكرتي , فمِن محلّات الملابس إلى فَرَشات الكُتُب , ومِن فُندق النبيلة إلى سور نادي الزمالك , ومن مطعم ماكدونالدز إلى مقهى سيلانترو , ومن أعلام الثورات العربية في ميدان البطل أحمد عبدالعزيز إلى الدبّابات وجنود الجيش بقرب ميدان مصطفى محمود , ناهيك عن الأبراج والشركات والفنادق التي انتَشَرَت بطول الشارع المُبهِج.

أمَّا وقد أتممتُ ما رميت إليه من هذه الرحلة , فقد توجَبَت عليَّ العودة .. أو اخترتها .. لم يعُد يتوجب عليَّ العودة مبكراً يوم الجمعة .. فقد قضت محكمة القضاء الإداري بإلغاء حظر التجوال الذي فَرَضته علينا السُلطة العسكرية منذ مدة بعيدة , ولله الحمد .. أوقفتُ سيارة أُخرى وقُلت : ميدان الدُقّي ؟

ظللنا سائرين في نفس الشارع باتجاه ميدان مصطفى محمود حتى عثرنا على ملف آخر , استدرنا وأكملنا سير بالاتجاه المُعاكس حتى وصلنا إلى شارع البطل أحمد عبدالعزيز ودخلناه , لم يختلف هذا الشارع كثيراً عما سبقوه , فقد كانت تمتاز معظم شوارع تلك المنطقة بالحضور والنور , بدأناه بسلسلة مطاعم ( أمريكانا ) على ناصيته مع شارع جامعة الدول العربية , وأكملنا حيث المباني السكنية والإدارية والشركات والمحلّات ومعارض السيارات , ثم أكملنا مجدداً وخرجنا إلى شارع وزارة الزراعة على الامتداد ذاتُه , ومررنا بجانب مباني الوزارة يميناً ولا أذكر ماذا كان يساراً , ومررنا تحت كوبري الدُقّي وقطعنا الثواني حتى صرنا تحت كوبري اكتوبر وأصبحنا بالفعل في ميدان الدقي.

عَبَرت الطريق من أمام ( التوحيد والنور ) وأصبحت في شارع التحرير .. حيث المطاعم والمخابز والمدارس ومحلّات العصائر ومحلّات المكسرات وبائعي الفاكهة والخُضار وبائعي الكُتُب وبائعي اللحوم والمشويات والأسماك , ثم سينما التحرير وبنك فيصل الإسلامي , ألقيت النظرة التي شَمَلَت هذا كُلّه وذُبتُ في أعماق الأرض متوارياً عن الزحمة والناس والأضواء والأبواق .. في مترو الأنفاق.

كان المترو هادئاً نسبياً في هذا التوقيت من اليوم , كانت الساعة حوالي الثامنة مساءاً , وعندما أقول هادئاً فإنني لم أقصد خلو مقاعدُه , ولا مساحات عرباته من الناس , بل أعني أنني ما رأيت ما أراه صباحاً قبل دخول المدارس أو عصراً بعد خروج الموظّفين , كان هادئاً.

مرّت رحلتي في أعماق الأرض بسلام , كان الشئ الوحيد الذي كدّرني ويُكَدِّرني كلما ركبت هذا الشئ .. تلكَ المحطّة التي أغلقوها ونسوا .. تلك المحطة التي ألغوها واستحسنوا الوضع وماطلوا ماداموا في أمان .. لا أعلم سبب غلق محطتي الجيزة والسادات إلى الآن .. بالطبع لا يفرق هذا معهم في شئ .. فهُم لا يعصرون أنفسهم يومياً كُل صباح في محطة الشهداء حتى يصلوا إلى أعمالهم , وهم لا يتم التحرش بهم وسط تلكَ الملحمة العبثية التي اعتادها الشعب البسيط ..لم يُجَرّبوا سوى المركبات الفارهة والمواكب الشامخة والحراسة المدججة بالأسلحة , لم يشعروا بمعاناة الشعب , فقط يقولوا أغلقوا محطة السادات حتى لا يزعجنا هؤلاء بهتافاتهم. أغلقوها بأوجههم حتى لا يعودوا لميدان الثورة مرّة أخرى .. فكيف يعودوا والدبابات تُحاصر مداخل التحرير كُلّها ؟ .. وأمّا الكثافة التي كانت تحتملها محطة السادات باعتبارها المحطة المزدوجة الثانية , والتي انتقلت بدورها إلى محطة الشهداء فزادتها بشراً على بشر .. فلا يهِم !

كان جَرَس المنزل قد أذَّن منذ دقائق معلناً وصولي , ارتديت ملابسي واجتزتُ رُدُهات المنزل إلى الغرفة الكبيرة. كان الجو لطيفاً والبيت هادئاً. أوقَفَني والدي وسألني أينَ كُنت ونَظَر لي مُستفهماً .. فأجبت : جامعة الدول العربية.

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

قَلم ومُذَكِّرة في شوارع القاهرة ! 2



الجُمعة 8 نوفمبر 2013

مرَّ الوقت ولم أشعُر. أعلَم أنني لابد أن أذهب وآتي قبل أن تتم السابعة مساءاً من يوم الجُمعة. دَفَعت الكَسَل والتفكير عديم الجدوَى واستنهضْتُ جَسَدي وارتديت ملابسي ونَزَلت. كان المغرب قد أذّن قبل نزولي بدقائق , استبدل الشارع نور الشمس بأنواره الصفراء المُبهجة .. مُضاف إليها أنوار المحلّات ولوحات الشركات والمطاعم , غير مصابيح السيارات التي كان يعُج بها الشارع حينئِذ. كان المرور متوسطاً من حيثُ السيارات والمارّة أيضاً.

وأمّا الشارع الذي أقطُن بإحدى عماراته , فيتميز بالهدوء والجمال والإتساع والأهمية , يصل ميدان الخلفاوي - بوابة شارع شبرا والزاوية الحمراء والمظلات وجسر البحر - بأبراج أغاخان التي تطُل على كورنيش النيل وتُحاذي مستشفى معهد ناصر وأبراج عثمان , يتميز بأناقة البناء وهدوءه , وتحرسه الأبراج من الناحيتين , وتزينه الأشجار من الرصيفين , وتعزز أهميته المَدرَسَتين  , يوجد به محلّات قطع غيار السيارات وأحد المطاعم المشهورة وحلواني مشهور وصيدليات ومراكز للأشعة , لم أحتاج وقتاً لكي أتحقق من وجود كل هذا وأدوّنه , وإنما القيت هذه النظرة التي ألقيها منذ  عشرين عاماً سكناً في هذا المنزل , وذهبت أتحسس اتجاه قدماي صوب مترو الأنفاق - محطة الخلفاوي.

عَبَرت شارع جسر البحر من ناحية شارع دولتيان ومررت بجانب مقهى الإسكندرية الذي لم يعتاد مروري بجانبه هكذا , فقد صرنا أصدقاء مؤخراً. قطعت السلالم جرياً وقطعت التذاكر وحَمَلني السلم الكهربي الأول إلى صاحبه ومنه قفزاً إلى داخل العربة التي كانت تنتظرني بالمحطة وتُرسل الإشارات والأصوات , لي.

أنبأَتني النظرة التي أرسلتها لعُمق المحطة قبل أن أستقر داخل العربة أن الساعة قد بلغت لتوها الخامسة والنصف مساءاً , حَمَلتني العربة التي كانت مزدحمة قليلاً إلى محطة الشهداء , التي كانت مزدحمة كثيراً. يهرع الناس للعودة إلى منازلهم بأعداد أكثر بالتناسب عكسياً مع الوقت المتبقي على بدء حظر التجوّل في شوارع مصر , لم يكن حظّي سيئاً كثيراً , فاليوم جُمعة , ولم تكُن تلك أكثر زحمة رأيتها في هذا النَفَق , فقد رأيت أكثر من ذلك بكثير , تعوَّدْت. خرجت واتجهت حيث أشارت العلامة الحمراء ( اتجاه حلوان ) , لم يكن الوضع مختلفاً كثيراً في المترو الآخر , بل إنني لا أتذكر .. كانت الزحمة مثلها  هُناك , والذي تغيّر هو العربة والنفق .. والناس.

صَعَدْتُ أخيراً من محطة سعد زغلول .. كان ورائي سوقاً كبيراً لبيع الفواكه والخضروات والسَمَك وأشياء أخرى لم ألحظها , لم يكن سوقاً لأكون أكثر دقة فقد كان شارعاً من قبل وكانت السيارات تمُر من هنا يوماً ما ! مشيت في شارع منصور بحيث كان على يميني أحد هيئات وزارة التنمية المحلية وبجانبها مصلحة الضرائب العقارية التابعة لوزارة المالية , وعلى يساري يقِف التاريخ , عند بيت الأمة , وكان هذا الشارع , بل تلك المنطقة كلها تحتوي الكثير من المبانِ الحكومية والهيئات والمجالس والوزارات وهلُمَّ جَرى.

ظللت سائراً حتى بدا أمامي سوراً من الكُتَل الخرسانية المُكعّبة بطول الشارع فيما عدا ما يسمح بمرور سيارة واحدة , أرسلت نظري أبعد فإذا بها وزارة الداخلية. أعطيتها يساري وانحنيت مع انحناءة الشارع باتجاه ميدن لاظوغلي , كان شارع مجلس الشعب , مجلس الأمة سابقاً , كُنتُ أعلم مُسبقاً أن مجلس الوزراء يقع في هذه المنطقة , أهو هذا البناء الضخم على يساري ؟ رُبما. حاذى سيري كُلّه باتجاه ميدان لاظوغلي سور أسود على يميني , ظننت أنه سور مجلس الشعب , وإلا لِمَ سُمي الشارع بهذا الإسم ؟ وإلا لماذا كان السور مرتفعاً بما لا يجعلني أرى ما كان يقبع وراءه ؟ وبينما أشُب كي أتبين وأتحقق .. رأيت القمر هلالاً مُنيراً وَسَط ظلام السماء. تُرى هل كان يضحَك ؟ هل ما جال بأعماقي من الأمل قد بُعِثَ من أعماقُه ؟ هل هو من هَمَس في أُذني حينذاك وأخبرني إن الشعب سيجلس ها هُنا يوماً - كما يُفتَرَض ؟

تَرَكت تأملاتي على أسوار مجلس الشعب .. تنتظر الشعب , وذَهّبْت. كان هذا الشارع أيضاً يتميز بالمبانِ الحكومية , حتى أتى ميدان لاظوغلي , نبَّهني جمال الميدان الذي يرتكز على شكل دائرة مركزها تمثال لم أستوضح لِمَن - ولابد أنه كان لِمَن سُمِيَ هذا الميدان باسمه! - وتحيطه الأشجار والمساحة الخضراء والأسوار .. كان المنظر جميلاً , وكان الوقت يمُر , أعطيته ظهري وأكملت سير .. في نفس الشارع , شارع مجلس الشعب - مجلس الأمة سابقاً.

كان الجانب الآخر من الشارع مختلفاً تماماً. وإذا قلنا أنَّ الشارع كان نظيفاً فإن أرصفته لم تكُن كذلك , كانت القمامة قد بدأت الظهور في المشهد , القمامة المٌلقاة على الرصيف والمتكأة على الأسوار المُتهالكة المُتسخة , وأمّا الشارع .. فكانت الأبنية تقوم على طراز واحد , هذا الطراز الذي اتخذته المباني الحكومية وبعض المباني المُحيطة بميدان التحرير ووَسَط البلد , تلك الأبنية الصفراء ذات الأسوار الخضراء والتي لا يوجد بها أي شئ غير ذلك. وانتَشرت بالشارع محلّات قطع غيار السيارات بصورة مُلفتة - لِمَ يُراقبني هذا النوع من المحلات دائماً ؟ - , وبعض السنترالات على استحياء. أكملت. وفيما أنا سائر إذا بالأنوار تَظهَر من جديد. الأنوار والناس والضوضاء الخفيفة. وقد بدأ طراز البناء أيضاً يتغيّر , فإذا بالبنايات الطويلة , والملوّنة! عَلِمت أنني قد وصلتُ لتوّي إلى منطقة السيدة زينب , لكن ما لبثت أن أرسلتُ تلك النظرة واستعدْتُها سريعاً لأسددها مجدداً .. ناحية اليسار. لا أعلم لماذا أذكُر اليسار كثيراً هذه المرة .. لم أقرر أن أكون يسارياً بعد !

نظرت يساراً وقرأت .. " ألبان وحلواني الكرنك " .. " الكرنك .. أصل القنبلة " .. " سوق الاثنين ". كان هذا عندما دخلت شارع محمد فريد. لم يقِل هذا الشارع سوءاً عمّا قبله .. بل زاد. في أول الشارع كانت عربات الباعة تستقر على جانبيّ الطريق بالفواكه والخضروات , وكانت الأنوار تطُل من فوق الرؤوس - كعادَة الأسواق في مصر - وخصوصاً لأنني موجوداً في هذه المنطقة المشهورة بالقُنبلة التي يأتيها الناس من أنحاء القاهرة سعياً. ولمَن لا يعرف القُنبلة .. فهي عبارة عن قطعة مستطيلة من البسبوسة فوقها قطعة مثلها من الكُنافة يحيط بهم الكاستر والأرز باللبن ويوضع من فوق هذا كُله قِطَع الموز والتُفاح الذين يتم تغطيتهم جميعاً بعصير المانجو والفراولة ولكي تستقر الأمور في هذه البلدة الصغيرة كان لابُد من وجود الحاكم ..  قطعة كبيرة من القشطة توضع فوق كل تلك الرؤوس ثم تُغلق العلبة السُداسية بإحكام. هذه هي القُنبلة التي اشتريتها .. وأكملتُ سير.

عُدتُ إلى الشارع الذي أصِف , ولم تكُن الشمس حاضرة لكي تُبرز لي باقي المساوئ التي أخفاها الظلام , ولم تكن الأنوار الصفراء والملونة ولوحات المحلات لتقوم بالفعل نفسه , وإنما ضافت على الشارع شيئاً من الجمال والسكينة. ظلّت عربات الفواكه والخضروات تتابعني إلى أن بدأت مرحلة أخرى من الشارع , وظَهَرَت المطاعم والمأكولات , ولم يقتصر الطعام والحلوى على المحلّات من الداخل بل امتدا إلى خارجها وإلى العربات على جوانب الشارع أيضاً , ناهيك عن المقاهي والمحال الأخرى والبقالة والمخبوزات , واستمر هذا الوضع إلى أن أتى التقاطُع .. تقاطُع شارع محمد فريد مع ميدان عابدين.

وهُنا بدأت مرحلة جديدة من شارع محمد فريد مختلفة تماماً عن سابقتاها , وهُنا عَلِمتُ أنني تركتُ منطقة السيدة زينب ودخلت في نظاق وَسَط البلد. نظرت يميني بينما أعبر التقاطع وأعجبني جمال المنطقة هناك , الأشجار , تخطيط الشوارع , تنظيم وطراز المباني , مبدان عابدين , وقصر عابدين. وعَبَرت. وعادت هُنا المباني العامة تظهر من جديد , وعاد طراز وَسَط البلد الذي أعرفه , وعادت النُسخة الثانية من ميدان طلعت حَرب .. وعاد التمثال الشامخ , المبتسم دائماً , الذي لا يكُف عن الأمَل , الذي لا يعلم عن أمر وطنية هذه الأيام شيئاً .. تلك الوطنية الزائفة , المُدَّعاة , تلك الوطنية التي استعاروا منها الإسم فقط .. زوراً وبُهتاناً .. لا يعلم عنها شيئ , أحد زعماء الوطنية المصرية الحقَّة. وألقيتُ نظرة على اللوحة تحت التمثال , وكان آخر ما وقعت عيني عليه قبل ما تقع قدماي في عُمق سلالم المترو .. محمد فريد ( 1868 - 1919 ).

لم تكُن رحلة العودة في المترو مختلفة كثيراً عن رحلة الذهاب , وإنما ما اختلف كان أنني ركبت هذه المرّة خطاً واحداً .. خط شبرا-المنيب , ولم أرتاد الخط الآخر .. خط المرج-حلوان.

مرَّ الوقت ولم أشعُر. أعلم أنني لابد أن أذهب وأكتُب قبل أن تتم الحادية عشرة مساءاً من يوم الجمعة. قررتُ أن أدفع الكَسَل والتفكير عديم الجدوَى وأستهض جسدي وأرتدي ملابسي المنزلية وأكتُب. كان العِشاء قد أذَّن قبل صعودي بدقائق , وظل الشارع يمتلئ بالحياة وسط أنواره الصفراء المُبهجة .. مضاف إليها أنوار المحلّات ولوحات الشركات والمطاعم , غير مصابيح السيارات التي كان يعُج بها الشارع حينئذ. كان المرور متوسطاً من حيث السيارات والمارّة أيضاً.

السبت، 2 نوفمبر 2013

ودع هريرة

ودّعْ هُريرة َ إنَّ الركبَ مرتحلُ .. ورُحلُهم مطرح ماتخانوا واتقتلوا

إلحَق ساندهُم .. العدد محدود
صفّين ديابة ويّا صفّ أسود
وإشهدلنا يا محمد المحمود

حارب معانا انتا شربت الدم .. وحَضنت كُل اللي وقعوا و اتسحلوا

حارب معانا المعركة الأولى
وشِيل معانا الجُثّة مقتولة
الصورة ساعِة الحرب معدولة

إعرف عدوّك لمّا تتقاتلوا .. وإعرف صديقك لمّا تحتاجلُه

حارب معانا المعركة التانية
شوف دم جيكا , وإحفَظُه , وصُمُّه
شوف عين شهيدَك جوّة عين اُمّه

إضرَب وقول الشَعب نور عينَك .. وإقتل هتاف الثورة وإعتَقِلُه

حارب معانا المعركة التالتة
حارب نشاذ الأغبيا بصوتَك
الفكرة مُمكن تكَلِّفَك موتَك
إنتا الوحيد .. اللي رِجلَك ثابتة

ودّع صُحاب الفكرة والذِكرى .. ورُحلُهم مطرح .. ماتخانوا .. واتقتلوا

مارينا 3

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ .. أم طيب أكتب عن مارينا ولّا مريم ؟!

هَكتب لمريم بس مريم مين ؟
هعمل آلات الفِكر والتخمين
ومارينا تُطلُب والإجابة : أمين

ألا هُبّي بصِحنِك فاصبحينا .. والحقينا عشان بقالي كتير مبلّم

واوصفيلي الفرق وانا هحسب واهَندِس
أنا عاشق , أنا شاعِر مُهَندِس
قلبي فاجر , صار مهاجر , صار ملَحوس

وإلحقيني قبل لما الشمس تطلع .. واسرقيني أول امّا الليل يخيّم

والكلام خدنا حتى نسينا الأصل
والفُراق إمتى ييجي محلّه الوصل
روحِك في قسمي وروحي جوة الفصل

وأسقينا السعادة يا مارينا .. وإدّينا الجمال لمّا نِسَلِّم

وخلّيكي كدة متوقفيش
وبُكرة نلاقي إسمك عالأفيش
ويا مريم ياريت ماتزعليش

أمِن أم أوفى إلّا قولّي .. كُنت بكتب عن مارينا ولّا مريم ؟!

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

طول عمري

طول عمري بقول
"على قد الشئ
بيكون الضد"
وانا طول العُمر بسوق الوِد ارجع فاضي
طول عمري بقول
"فكّر واكتب"
وانا بقعد ساعة على المكتب
علشان كلمة
ومبكتبهاش
طول عمري بقول انا قلبي كبير
أهو من كُبره دخل الإنعاش
طول عُمرك بتلِف قُصادي
وانا بتشقلِب
عُمرنا يخلص
من غير ما نبُص
واشوف عينَك يملاها الحُب
وتشوف عيني
على طرفها دمعة بتتحَجِّب
مش راضية تبان
وبقيت تعبان
أكتر منّك
وانا عايز ارسم
رسمة ولا بتنفع ولا بتفيد
وحياتنا إزاي نملا جرابها من غير تعقيد ؟
وهقوم قبل امّا يقوم وقتي
بقى سايب كُل الوقت ده فات
من غير لَهَفات
وجاي دِلوَقتي ؟

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

قلم ومُذَكِّرة في شوارع القاهرة !



الجُمعة 25 اكتوبر 2013

الثانية ظُهراً

كانت الشمس حاضرة بنورها ودفئها الذي يُزيّن أوائل الشتاء حيث دَلَفتُ بهو بنايتي الصغيرة , التي تقبع في منتصف الشارع الواصل بين شارع الكورنيش المُطِل على نهر النيل وشارع شُبرا المشهور منذ القدم , إلى الخارج , وسِرتُ في جوٍ من الهدوء العام , حيث لا تزدحم الشوارع بالسيارات في يوم الجمعة , بل .. تكاد الناس تتجنب النزول إلى الشارع في هذا اليوم .. اللهم إلا للصلاة أو لقضاء حاجة.

وقد اكتسب هذا اليوم من الإسبوع هذه الصفات لما له من آثار على رؤوس الحُكم في الأنظمة العربية .. وقد فُرض في مصر مؤخراً حظر التجوال في كل الأيام سواء عدا يوم الجمعة الذي يتم تشديده فيه ليُصبح من السابعة مساءاً.

عَبَرتُ شارع الكورنيش وانتظرت قليلاً أو كثيراً حتى جاءت العربة التي أقلّتني إلى مشارف تلك الجزيرة .. وقد اجتزتُ الجسر لأجد نفسي في جزيرة الزمالك.

يحتل هذا الجسر مكاناً خاصاً في قلبي .. يجعلني استنشق هواء القاهرة النظيف , ونسيم النيل اللطيف , ويجعلني أرى القاهرة في صورتها الجميلة الممتدة عبر النهر , هو جسر 15 مايو الذي يطُل على الأبراج والمباني الفخمة يميناً ويساراً , ويطُل أيضاً على البواخر والفنادق التي تمتد بطول نهر النيل , وبينما أنا عابرٌ إياه أجد السيارات تطير من حولي , والصيادون يستعينوا بالصبر على أسواره , وأستعين أنا بطيب الهواء وحُسن المنظر وامتداد الماء على مواصلة مشواره.

هبط بي الجسر إلى الجزيرة ثم استكمل باقيه الطريق من فوقي بحيث أنه بطول شارع 26 يوليو الرئيسي في الزمالك تجد الكوبري يطُل على رؤوس المارة من أعلى , نزلت وسرت قليلاً إلى حيثُ مكتبتي المفضلة ثم سألت عن ضالتي وما وجدتُ نفسي إلا سالكاً طريق العودة .. إلى شارع الكورنيش مجدداً , وأما الشارع المذكور سلفاً .. فهو من أجمل الشوارع التي مشيت بها .. تزينه الأشجار من كل جانب , تُجمّله النظافة , تتوسطه حوامل الجسر , ينتشر به على الجانبين المحلات والأسواق والمطاعم والمقاهي والنوادي والمدارس , ينتهي عند ساقية الصاوي .. ذلك المكان الذي أخذ من شبابنا أعواماً من الشغف والحُب.

وأما المشاهد التي يطُل عليها الجسر من الناحيتين , والتي لاحظتها مرة ثانية في طريق العودة .. فكثيرة , ومنها وزارة الخارجية , مبنى الإذاعة والتليفيزيون , فندق ماريوت , فندق رمسيس هيلتون , مقر الحزب الوطني الهالك , فندق سميراميس , فندق شبرد , فندق فور سيزونز , فندق جراند حياة , برج القاهرة , والبواخر الراسية والمتحركة كلها من هذه الناحية , وأما من الناحية الأخرى فوجدت بنك مصر والبنك الأهلي وفندق كونراد وأبراج نايل سيتي وفيرمونت ناهيك عن بيوت المشاهير وسفارات البُلدان المُطلّة على النيل والمنتشرة على هذه الجزيرة.

وأما مآل الجسر من الجانب الآخر , فينقسم إلى خمسة طرق , الأول ينزل إلى طريق الكورنيش , والثاني ينزل أيضاً إلى ذات الطريق ولكن من الحارة الأخرى , والثالث لا أعلم مذهبه , والرابع يذهب إلى منطقة الإسعاف وشارع رمسيس , والخامس ينزل إلى الكورنيش أيضاً.

طريق الكورنيش .. الساعة الثالثة وعشرون دقيقة ظُهراً

نزلتُ حيث يؤدي بي الجسر إلى طريق الكورنيش مجدداً في نفس اتجاهي السابق مُذ رَكَبت في بدء الأمر .. ظللت سائراً وقد لاحظت اختناق جزئي للحارة المرورية المؤدية لشبرا ولكنه ما انفكَّ أن انفَك وعاد السير سلساً كما كان , تنتشر بطول الطريق الأشجار المُزينة بالطلاء الأبيض من أسفل على الجانبين , وأما جانبي الطريق فإحداهما ممتلئ بالمبانِ الحكومية والسكنية والفنادق وهذا الجانب يبدو لطيفاً بالنسبة للآخر , وأما الآخر فتنتشر به المجالس في انتظار الزبائن لكي يدفعوا ثمن المشروبات ويستمتعوا بهواء النيل , وهذا غير قانوني إذ أنه من المفترض أن الحكومة قد وفّرت تلك " الدكك " بطول الرصيف لاستراحة المارّة , لم يُخلق هواء النيل لكي يستغلّه هؤلاء , وبعد السور يوجد منزلق مُتسخ بعض الشئ يؤدي إلى النيل مباشرةً , قابلني جسر 6 اكتوبر فلم أصعده وأكملت , وجدت في هذا المنطقة أكثر من ثلاثون مركبة مُنتشرة بطول النهر من قبل بداية جسر 6 اكتوبر وحتى نهاية الجسر الذي يعقبه على التوازي , والتي قد خلقت في هذه المنطقة ضوضاء قد تكون مُبهجة للبعض ومُزعجة للبعض الآخر , وعبرتُ الطريق.

الساعة الثالثة وخمسة وأربعون دقيقة عصراً .. ميدان التحرير

عَبَرْت الطريق وجعلت المتحف المصري على يميني ولاحظتُ عندها مدى تشابُك الطُرُق والكباري وتعقيدها عند هذه النُقطة من وسط المدينة , أكملت مسيري حتى وجدتُ القائد عبدالمنعم رياض يشير إلىَّ بإصبعه ناحية ميدان التحرير , فاتَّبَعتُه , وما إن رأيت مشارفه حتى هالني المنظر .. دبابتين من دبابات الجيش المصري تحمين قطعة الأرض الجديدة المُكتَسَبة , وتَكَرَر المشهد مراراً بعدد الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير , حيث الدبابات والجنود , ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إنك لتجد عند الضرورة عشرات الجنود والدبابات ومدرعات الشرطة والجيش أمامك حتى لتظُن للحظة أنك لم تلبث تحاول اجتياز حدود الدولة المصرية من ناحية ميدان التحرير !

أمّا وقد دَخَلت ميدان التحرير أخيراً - وقد مُنِعت من دخوله سابقاً أكثر من مرّة لأنه ليس من حقي التظاهُر , أو ليس هذه الأرض من أرض بلادي , أيهما أقرب ! - فقد رأيت أن أسجّل بعض الملاحظات :
- يبدو لي أنَّ الأعمال الهندسية المُلحقة بالفندق المُطِل على الميدان قد تم استكمالها مؤخراً بعد توقُف.
- تم تجميل الميدان وزرعه بالأشجار والمساحات الخضراء والورود وإصلاح ما قد تلف منه أيام التظاهرات وانتشار الباعة الجائلين وخلافه.
- يتم بصورة مستمرة مسح لوحات الثورة في شوارع محمد محمود وغيره , والكتابات التي قد تم كتابتها في أيام الثورة المختلفة ولكن بقى منها الكثير , ومعظم ما بقى هو ما على هوى الذي تولّي المسح , وحتى بعد المسح يتم الكتابة والرسم مجدداً لأن الأفكار لا يتم إزالها بطلاء الحائط.
- لا يزال شارع القصر العيني مُغلقاً بالكُتل الخرسانية.
وقد وصلتُ أخيراً إلى ناصية " سفير للسياحة وقرأت الفاتحة على الشهداء الذين سقطوا في هذا المكان يوم 19 نوفمبر 2011 , ودلفت حين رأيت طلعت باشا حرب يُلوّح لي من نهاية الطريق , فاتَّبَعتُه.

الساعة الرابعة وتسعة عشر دقيقة عصراً .. شارع طلعت حرب

سِرتُ حيث ناداني الباشا ولم أكن وحدي فقد صاحَبَتني البنايات بطول الطريق , أخذني جمالها وعَجِبتُ بطرزها المعمارية وتفاصيلها الغائرة والبارزة , يكمُن سحر وسط المدينة في هذا الجمال المُنتشر في شوارعها , وجدتُ في طريقي محال الملابس والأحذية والفنادق والبنوك ومحال العصائر والمطاعم والمقاهي العريقة وشركات الطيران والصرافة وقد لاحظتُ أيضاً وجود خمسة من مدرعات الشرطة في ميدان طلعت حرب في انتظار المُظاهرة التي أُعلِنَ عنها غداً في عين المكان ضد قانون التظاهُر , وظللت سائراً حيثُ المطاعم الكبيرة ومحال الحلوى المشهورة وقد ازدحم الشارع بالمارة قليلاً وبالسيارات ومع اقترابي من مركز طلعت حرب للتسوق لاحظتُ انتشار باعة الملابس بعرباتهم الخشبية وقوائمهم الحديدية على جانبي الطريق مما يتيح لسيارة واحدة العبور , وفي نهاية الطريق ظَهَرَت " فِرَش " الكُتُب وانتهى الشارع العتيق بالمقهى المعروف " الامريكيين " فنظرتُ يساراً حيثُ دار القضاء العالي وتذكرتُ الحكمة الموروثة في بلادنا قولاً وليس عملاً أنَّ " العَدْل أساس المُلْك " , وعَبَرتُ الطريق.

الساعة الرابعة وسبعة وثلاثون دقيقة عصراً .. شارع رمسيس

عَبَرت من أمام دار القضاء وسِرت بجانب محلات الملابس والأحذية والباعة الجائلين واجتزتُ شارعاً يشبه السوق على ناصية دار للسينما ومررت ببعض مطاعم الوجبات السريعة والعصائر حتى وصلتُ لتقاطع هذا الشارع مع شارع رمسيس , رميتُ نظري للناحية الأُخرى من الشارع حيثُ المنطقة المُسماة بالإسعاف واستطعتُ أن أتبيّن بعض ملامحها , شارع طويل يحيط به الباعة من كل إتجاه ويملأهُ صَخَب البيع والشراء وضوضاء السيارات فوقاً وتحتاً , فاستعدتُ نظرتي وسددتها يميناً وأكملتُ المسير.

كان رمسيس حينئذ مُعتدلاً في حركته المرورية , لا مزدحماً ولا سلساً , اللهم إلا عند التقاطع المذكور , وهذا شأن التقاطعات والميادين جميعها في قاهرتنا الكُبرى , شارع مُتّسع ويسير في اتجاه واحد .. اتجاه ميدان رمسيس , تُحيط به من الجانبين النقابات والجمعيات الأهلية والمراكز الحقوقية والمدنية والشهر العقاري والمباني الحكومية ومباني الشركات والمستشفيات , ويتخلل ذلك بعض المحال العادية من محال العصائر والمطاعم وأكشاك السجائر ومحال قطع غيار السيارات , ونسيت أن أذكُر أيضاً أن نُسَجّل ملاحظتنا لطراز البناء في هذا الشارع , فهو جميل ومُميّز , ناهيك عن بعض المباني العادية والمستشفيات التي لا ألمح فيها أي تميّز , ثم اجتزتُ شاشة الإعلانات ومن بعدها مبنى جريدة الجمهورية على شكل الكتاب المفتوح , وعبرتُ الطريق فنادى المُنادي أن " شارع شبرا مظلااات "  فلبّيت.

رمسيس .. تلك المنطقة من القاهرة التي تمتاز بقدر مميز من الضوضاء , فالكوبري يجثم على ظهر شارع الإسعاف بما فيه من اختناق مروري وآلات تنبيه للسيارات لا تتوقف وأصوات الباعة في كل النواحي , غير اعتبار رمسيس موقفاً لكثيرٍ من الجهات في الجمهورية فضِف إلى ذلك نداءات السائقين . وأمّا المشهد البصري .. فلا يختلف كثيراً عن سابقه وإنما يؤيده ويُكمّله , إذ يتزاحم المارّة والباعة والعربات وكلٌ يسير في جِهته , وسِرتُ - كما تسير الخلية من الجسم , كما يسير الفرد من المجتمع , كما تسير الكَلِمة من العلوم - إلى حيثُ أروم.

الخامسة واثنين وعشرون دقيقة قبيل المغرب .. شارع شُبرا

انطَلَقَت العربة تاركة ورائها عشرات المُنتظرين في هذا الموقف المُمتد , مُخلّفة ورائها الأصوات والمشاهد , وظللتُ أشاهِد . عَبَرنا نَفَق أجهل اسمه امتدت بجانبه إصلاحات لم أستوضح كُنهها , ودخلنا شوارع أجهل اسمها أيضاً لكن أعلم انها تؤدي إلى شارع خلوصي ومنه إلى دوران شُبرا , لم يدخُل السائق شارع خلوصي وإنما فضّل اجتياز إحدى الحارات الموازية حتى يجتنب الازدحام ويوفّر الوقت ويؤدِ عين الغَرَض , ثواني ووَجَدتُ نفسي في شارع شُبرا .. الذي بدأ بدوران شُبرا وهو عبارة عن ميدان صغير تتوسطه مسلّة تم العَبَث بها وعنده ينفتح الشارع ليُفصِح عن حارة واحدة للسير , باتجاه رمسيس فقط , سِرنا في الاتجاه الآخر , وبينما نعبُر شارع شُبرا لاحظتُ  زَخَرُه بالمحال والناس والعربات في كل أنجاءه , تنتشر به المحال من جميع الأنواع تقريباً ..فهَهُنا تجد المطاعم والمقاهي الزاخرة بالزبائن ليلاً ونهاراً ومحال الملابس التي لا تفرُغ من الناس ومحال الحلوى والعصائر وبائعي الفاكهة , بل إنك تجد أيضاً المُستشفيات والمصالح الحكومية والمدارس , ومررتُ بجانب نُقطة إطفاء , ثُمَّ بجانب قسم شُرطة الساحل بعرباته المُصَفَّحة بجنوده المُجَنَّدة بمخبريه بيافطته التي كُتِبَت بالخط الكبير " الشُرطة في خدمة الشعب " , والتي ذكَّرتني كيف كانت في خدمة " محمد الجندي " حين أرسَلَتُه إلى السماء .. بعيداً عن عَبَث الأرض , وظَللتُ أجتاز الشارع الكبير حتى انطلق صوت أحدهم من المقعد الخلفي " الإشارة ياسطى " فعَلِمت أنه قد جاء دوري في النزول , وأرسلتُ نَظَري صوبَ ميدان الخلفاوي , وعَبَرتُ الطريق.

الخامسة وسبعة وثلاثون مساءاً

كانت الشمس غائبة بنورها ودفئها عن المشهد في هذا الوقت , فقد أذَّنَ المغرب ولم أسمعُه , وكانت أنوار الشارع تُزيّن هذه الليلة المُنعشة من ليالي أوائل الشتاء حين دَلَفت بهو بنايتي الصغيرة , التي تقبع في منتصف الشارع الواصل بين شارع الكورنيش المُطِل على نهر النيل وشارع شُبرا المشهور منذُ القِدَم , إلى الداخل , وسِرتُ في جوٍ من الهدوء العام حيث لا تزدحم البناية بالناس في يوم الجُمعة , بل .. تكاد الناس تتجنب النزول إلى الشارع في هذا اليوم .. اللهم إلا للصلاة أو لقضاء حاجة.

هيثم شومان

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

عن أسباب الجريمة D:

بما إن الشكوك زادت في الفترة الأخيرة عن كآبتي وسوادي .. حبّيت أبيض الحياة شوية عشان تشوفوا الجانب السعيد منّي , وبإذن واحد أحد هنزّل الحاجات الحلوة هنا .. وهناك - أقصد في لوغاريتمات الأصلية - هتكلم براحتي بقى D: بحيث يبقى انتو ليكو الاختيارين .. تشوفوني وانا بتكلم أو تشوفوني وانا مبسوط , ولكن السبب الرئيسي في ميلاد الفكرة دي هيَّ داليا , إذ أنها متضايقة من الكلام الاصفر الصغير والخلفية الغامقة و الزغللة , فانا هبقى واضح هنا عن التانية , وربنا يقدم اللي فيه الخير D: ده كان البوست الافتتاحي , مع خالص تحياتي وانشكاحي , الكاتب الغلبان .. شومان

السبت، 12 أكتوبر 2013

رسالة

الهادئ كالبحر , لا يُزعج السابحين بجوفه رغم تعكيرهم فيه , الغامض في فيافيه .. لا ينفك يسأل ويسبر غور صاحبه إذا ما وجد طيفاً واحداً من الحُزن مر بعينه عندما لاح على وجهه قُرص الشمس , لا يلبث يمد يد العون والمؤازرة عندما يلمح آية من آيات الضيق , الحزين , الصديق .. ما دخلت غرفتي حتى فتحت الصفحة وكتبت دونما تأجيل " لأشياء يجب فعلها " ولا إصغار للفكرة إذ " لماذا تكتُب عنه وماذا تكتب " , أشعر برغبة جارفة في سماعَك الآن , ظللت قابعٌ في صمتك طيلة اليوم , رغم ما نطق به فَمَك من كلماتٍ تٌضاهي مسار الأحاديث المتناثرة في الهواء الذي تنتفسه , أشعُر بحُزنِ قلبِكَ وأتحسسه .. أستطيع أن أملا هذه الصفحة السوداء بالكلمات الصفراوات المعبرات عما تعبأ به نفسي , ولكنه ليس دوري في الحديث , إنُه دورك , فقط.. تَكَلَّم.

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

لو غا ريت مات : عندما ساح بيت الثلج


لو

لو قادر تشيل الهم لوحدك , مكنتش دلقت نصّه عالورقة
لوَّح بإيدك للسما واستنا رد
لولا الأمل , مكنش إستنّى حد
لون الشوربة اختلف , لما لمسته المَرَقة

غا

غَنّي مادام عارف حدود الصدى
غانا هتخسر مننا بإذنُه
غالِب كلماتي هيتوزنوا
غايب ولكن , كلُ شئِ بقضا

ريت

ريتَك معايا , يمكن انتَ الحل
ريتم الحياه .. كُل مدى بيقِل
ريتويت عشان محسش اني وحيد
ريتم الكتابة .. زي ريتم الضِل

مات

مات الولد .. وانا لسّة مستغرب !
"ماتريكس" ينفع في الكلام جداً
ماتقولش حاجة من اللي فوق أبداً
ماتقوم تجيبلي إزازة , عايز اشرب.

لو قادر تشيل الإزازة .. مكنتش دلقت نُص الميّة وانتا بتشرَب .. وضيّعت نُص الكلام التاني .. ومسحت أحزاني اللي كتبتها بدمّي , ونجّيت الورقة وشيلتني همّي ,تاني ..وطلَّعتني بالصخرة رايح جاي .. للا نهاية .. أنا لو من سيزيف* .. أقُص الحكاية من نُص الشريط .. واعمل عبيط .. واكسر كُل توقعات الكهنة والسَحَرة .. واخُض اللي بيقرا ومستني بالعافية .. والخبط اللي متابع معايا القافية .. لو كُنت قادر تشيل الكلام .. مكنتش دلقت نُص الصورة وانتا بتهرب. المهم إن في كل دلقة فيه نص باقي، لم يُسقِه الساقي، وعشان كدة: إشرب.

What's on your mind?


- What's on your mind?
- ايه ؟!
- What's on your mind?
- مفيش !
- What's on your mind?
- ده انتَ مصمم بقى .. هو انا بفكر حالياً في اليوم اللي بيضيع ده .. بس بحاول أغير مسار نهايته الروتينية بإنه يذهب جفاءً .. يوم الجمعة طويل جدا ولازم نعمل حسابنا على توفير وقت في أيام الأسبوع للتفكير في كيفية استغلال يوم الجمعة.
- What's on your mind?
- بقالي مدة عايز اكتب حاجة حلوة .. أصلاً زهقت من الحاجات الحلوة اللي بكتبها .. عايز اغيّر في الأساس نفسه .. بفكر أهد كل حاجة واعيد الكرة من الأول خالص .. بس ده هيكلفني كتير جداً .. وبعدين قلت ممكن أعيدها من غير ما أهد اصلاً.
- What's on your mind?
- مش عارف كان قصدها ترد عليا كدة ولا لأ .. يمكن كانت متضايقة في اللحظة دي ؟ طب وهي بتبقى متضايقة كل ما اجي اسلم عليها .. صدفة يعني ؟ لأ .. فيه حاجة .. خلاص انا كمان هعاملها وحش .. يابني استنا .. دي قالت قبل كدة انك مهم عندها وبتاع .. متبقاش متسرع وغبي كدة .. مش بحب اقدر حد وارفعه والاقي منه العكس .. معلش , طب اصبر حتى شوف ايه الجو في الفترة الجاية .. وانا بإيدي إيه غير الصبر؟ حاضر.
- What's on your mind?
- أنا بقيت عصبي جداً .. عصبي وجافي بطريقة مستفزة .. كتير بكلمهم وحش في البيت وبنزل وانا عايز اضرب نفسي بالجزمة عالطريقة دي .. انا مكنتش كدة .. هما مستحملينّي ازاي؟ لأ , ومع اصحابي كمان .. مبقتش مهتم زي الأول .. زي ما تقول مابقتش فارقة .. تكلم حد .. متكلموش .. تخرج .. تضحك .. كله عندي بقى سواء .. مش عارف ده حلو ولا وحش .. ولا عارف انا هفضل عالحالة دي كتير ولا لأ .. بس عارف إني أكيد حاجات فيا اتغيرت للأوحش .. لازم أكوّن جبهة تقاوم الإسلوب ده .. جبهة الأخلاق .. جبهة حلاوة الروح .. جبهة الضمير ..... أنا قلت جبهة الضمير؟ -آه ..-اللي بعده.
- What's on your mind?
- مش عارف علامة الاستفهام ليه مديا ضهرها للسؤال كدة ؟ هي باينة عندكو زي ما باينة عندي ؟ .... الله .. حلو إحساس إن الكون ممكن يتشاف بمليون عين مختلفة ألوانها .. ومليون زاوية مختلفة أماكنها .. عشان كدة انا بشوف الحاجة بطريقة غير اللي قدامي مباشرةً بيشوفها بيها .. عشان كدة بتأثر بحاجات ممكن تكون عادي جداً بالنسبة لك و" إيه الهبل اللي انا فيه ده! " .. الاختلاف.
- What's on your mind?
- ناس كتير بتتغير معايا .. وانا كمان بتغير مع ناس كتير.
- What's on your mind?
- لما بحب حد ببقى فعلاً نفسي اعرفه .. بس.
, عندي إحساس مُلِح إني بتفهم غلط كتير .. كتير جداً
, اللي قريب مني اوي هيعرف جانب من طريقة تفكيري
, أنا مش بحب حد بعينه .. أنا بتعامل بثقافة الحُب عامةً ومش عايز اكره حد ومش عايز حد يكرهني ومش عايز حد يحس حاجات مش موجودة .. الحُب للحُب فقط
, أنا بخرف كتير
, متعتمدش على عقلك في معالجة تصرفاتي .. just تعالى اسألني واتكلم معايا.
- What's on your mind?
- عرِفت بالصدفة من الفقرة اللي فاتت إني عايز اوصّل رسالة .. لحد أو لحدود .... بس تقريباً فشلت المرة دي .. لأني مش محدد مين الحد ولا عارف اكلمه بوضوح .. لأن هو نفسه غامض .. ده حتى مش راضي يوريني نفسه .. يبقى هعرف إحساسه ازاي؟!
- What's on your mind?
- الرواية اللي بقراها دلوقتي مملة أوي .. مع ذلك انا واثق في الكاتب جداً والكتاب مشهودله بالنجاح الساحق في تغيير وجه مصر .. عشان كدة انا مستني ! هكذا الحياه.
- What's on your mind?
- حاسس اني مش عارف اكتب شِعر .. عندي هاجس إني قلت كل الكلام وعبثت مع كل القوافي .. مجرد هاجس.
- What's on your mind?
- معظم الشواهد بتقول إن رئيس مصر الجاي عسكري .."نقطة"
- What's on your mind?
مش عارف ايه اللي المفروض اكتبه وإيه مكتبوش .. بس المؤكد إني بكتب كل حاجة دلوقتي .. حاسس اني لسة عايز اكتب وفي نفس الوقت حاسس ان الكلام قرب يخلص وإن مفيش حاجة on my mind دلوقتي .. بس انا كان نفسي اكتب في المدونة بقالي كتير .. واديني عملت حاجة حلوة النهاردة اهُه .. سلامات

الخميس، 3 أكتوبر 2013

جواب (2)

يا خالق الغيث والرعد
يا صادق ولا تخلف وعد
أنا واقف على طول عالباب
تاني جواب .. أمّا بعد
...
أنا لسّة محتار صدّقني
الدُنيا بتجري وتسبقني
تعميني وتِطوّل دقني
وانا مش ببدي أي ردود
أنا خايف يومي الموعود
أنا عارف إني محدود
مع ذلك فبحاول اهو !
عمر الناس دول مانتبهوا !
أنا هرمي جوابي دالاهو !
على بيت الشِعر المسكون
أفكاري مليانة سكون
لمّا تقولّي كُن سأكون
...
المُرسِل عبدَك شوماني
العنوان عندَك عنواني
الموضوع .. جوابي التاني !

الأحد، 29 سبتمبر 2013

الرسالة السابعة .. شنداريات

تُحمَل إلى المُتَرَبِّع على عرش القلوب في كُرسيه , وسلامي على القصر ومن فيه , مختومة بخِتم الدولة التي بَنَت المجد بأحرُفٍ من ذَهَب , ولا أوصينَّك ببَعث كتابك التالي مع من ذَهَب , باسم الذي لا يضر مع اسمه شيئاً في الأرض ولا في السماء , عليك التحيّة والثناء.

أمّا بعد وقد عارت الأنهار إلى حيثُ تَجري , فَحَمَلت الفُلك وبَدّدت الطريق , لئن شكرتُ ربّي على هذا الصديق .. ليزيدنّني وصلاً لا يعرفُ الإفتراق , وحُبّاً بلغ آيات الإشتياق , وكلاماً له وقع السحر على الناس , هلا تدُلُنا على ذاك الوسواس ؟ يبني بيوتاً واسعة السَكَن قويّة الأعمدة , ويملأ بحوراً من الشِعر تَطَّلِعُ على الأفئدة , بل , لا تدُلُنا عليه يكفينا أثره على القلم , فقد علّمك الله ما لم نعلم .. لا تترك الأيامَ تذهب سدى , والسلام على من اتبع الهُدى واهتدى .
...

مهلاً أيها الرسول انتظر .. لم أقل كُل الكلام .. أخذتني أحاديث الوِد والسلام , ونسيت اللُب , ألا هُب , واحمل إليه البقية .. وعليك السلام والتحية

وبعد

فما بال العِشق الذي لا يأبى إلا حِصار القلوب والحواس , فتظل هائماً في بِقاع الأرض ومُبتعداً ومُرتحلاً وممتنعاً ولا تَبعُد فهي في العقل والقلب معاً .. تفتح عينيك وتصحو فتتذكر عينيها , هاتان الجوهرتان , تبلغ الشارع فلا تكاد تنظر إلى وجوه الناس حتى لا يغيب عن خيالِك وجهها , الفتّان .. تعبر من الأشجار ومنحنياتها والغزال القابع في غاباتها فتتذكر عودَها , غُصن البان .. تتعب من المسير فتستريح وتَشْتَمَّ زهرة فتتذكر عطرها , الأقحوان .. تعبث بِكَ الرياح وتأتيك شرقاً وغرباً فتتذكر شعرها المرسوم بأيدِ الفنّان , وتظل في وجدانِكَ أين جِئت .. وتطُل من نافذة الخيال متى أرادت .. وقد نَفَذَت الكلمات وفاضت .. واخبِرني إذاً فها أنا مُنتَظر .. أفِض , واستهِل ولا تختصر .. قائد ميمنتَك , ومُرافِق مَلحَمَتَك , شومان

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

الدنيا (2)

الدُنيا دي كئيبة جابتلي العدوى
قُلت انزل احضر حفلة واحضر ندوة
لَكن مساعي الفرح ملهاش جدوي
وتاخُدني في الدايرة معاها شهور

وافضل ألِف وألِف جوة الساقية
أطلع في جنّة وانكفي على داهية
الدايرة مقفولة ولا مُتناهية
كل الحاجات هتحسّها بالدور

قالوا عليا أديب وقالوا مُثَقَّف
ناس تنتشي وتصرخ وناس بتسَقَّف
أنا حلمي عالي بس مش متسَقَّف
السَقف معمول للي ضد النور

الدُنيا نصّابة بتشرب فنّي
أستنى ييجي الليل وأفضل أغنّي
و..من يومين كانت بتسأل عنّي
والوزن بيبدّل عذاب وسرور
...
يجي الكلام جوة وبرة البيت
- هتحس إحساسي ده لو حبّيت -
افتح واسمّي الله واقول كام بيت
واحتار أخلّي القافية والأوزان

علشان تكون شاعر , لازملك قافية
قافية تلين أو تتكتب بالعافية
قافية تطير جوة القلوب الدافية
, قافية خَشِب لو موسكي كان , أو زان

أيام ادوق الحُب بالمعلقة
طوق الحمام بيريّحُه لو لقى
لكن أنا بَتعَب من الشَعلَقة
واسرح مع البطّان أو الأوزان

أوقات بييجي اليوم وعصرُه الأمَرّ
واستني الاقي الحّر عدّى ومَر
ويروق حشايا لو يشوف القَمَر
معدتش تفرق اكتمل أو زان
...
بصحى على وشي أمل وابتسام
وأقول نهاري أعيش وليلي أنام
لَكنّ عيبي إني بزهق قوام
لما يزيد مللي أقول يا ليل

وساعات احِنلها واقول يانهار
قبل امّا قلبي ينكوي ويَنهار
وتسيل دموعي عالخدود أنهار
وأدوب وادوق في العشق طعم الويل

توحشني وابقى هجِن مـ التفكير
وتقولّي : خير ؟ , وإزاي هييجي الخير !
لكنّي طول الوقت عَكس السير
ظلِّك على قلبي يساوي الميل

الدُنيا دي قريبة وانا بعيد
كانت قديمة وكُنت انا جديد
مبقتش تفرق نكسة من عيد
والرّب قدّر للعباد في الشيل
...
أحمالها تيجي قد وسع النفس
وأقول لنفسي لا حياة في اليأس
واملا الحياة بهجة وأفرح ، بس
تكرارها – حتى الفرحة – بيزهّق

وأقول خلاص علشان عَدَلنا المسار
الشعب ثار وإتخان وكمّل وثار
وأبص الاقي أصدقاء الحمار
وبعزم مافي كل منهم ، ينهّق

اللي عارفني عارف إني جَد
قالّي صديقي مش هتعرف حد
لازم تلين حبة وتهِد السَد
لازم تقول وتروح وتيجي وتهأهأ

الدُنيا نصّابة بتشرَب حقّي
بشرب عشان انسَى الوجود المرئي
طول ليلي أشرب وافضل اشرب واسْقي
واشرب لحد ما تسطليني وأشْرَق !

الخميس، 19 سبتمبر 2013

حديث العفريت (5)

بالليل وانا قاعد وبنام .. عفريت كان قاعد قام قام

شكله متغيّر .. إيه ده ؟!
زيّه عسكري وبياده
- نفسي اشرب قهوة زيادة –

قالّي هطبق قوانيني .. مـ اليوم ,  قلتله ياسلام !

قال آه ومتتمشاش
قلتله طب اجبلك شاش ؟
كلّمت حكيم ومجاش

إنتا اتجننت أكيد .. إثبَت , فضَرَبلي تمام !

قالي دي قوانين الدولة
قُلت انزل آخُد جولة
قام قالّي بيتَك أولى

في السجن مفيش تكييف .. قلتله حلوة الأحلام

أحلامك تستعبدني
لو اعارض تُقرُص ودني
ومفيش حد يهددني !

قالّي براحتك فيه طوارئ .. , وقانون وكفاية كلام

قلتله بطّل هنبطّل
لو كان مسطول أنا أسطل
ده كلام متهوّر  واهطل

هنزل , مش عايز اشوفك .. واقف في مجالي العام  

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

إيه .. إيه

إيه .. إيه !

وانا يعني غصبت عليه !
وانا يعني غصبت عليها ؟
ثورة وجاتني برجليها
من يومها وبضحك "هاها"
أنا كنت فين يا زمن
دلوقتي رُحت انا فين
ومكملناش سنتين
والسلطة معايا في إيدي
ويّا طوارئي وتأبيدي
والشعب يقولّي يا "سيــ ـدي"
إتحَكِّم واحنا وراك
على كام تهديد لباراك
والسّت تغنّي "أراك"
فأرُد عصيّ الدمع
واتفكرش حَولي الجَمع
و إتدوّب كُل الشَمع
مُنبئ بنهاية الليل
مُنذِر بقدوم الشمس
مُخبِر برحيل الأمس
أصلها سُنّة وحياه
يَبقى الشعب ويحياه
والثورة تقول "هاهاه"
وانا يعني غصبت عليه ؟
مالك , متضايق ليه ؟!

بي .. بي

إصغِ بودانَك واستمِع واقرا
الريحة لسّة ف مجلس الوُزَرا
والثورة دي مش بتنسى المشاهد
الدَم لسّة سايل والرب لسة شاهد
بتقولوا مش هنصالح من غير حقوق الدَم
دَم اللي ماتوا فين ؟ ولّا في دي بتِفرِق ؟
نام يا شهيد , عارفين اللي قتلك صَم
يا شعب محكوم بالسلاح والرِق

سي .. سي

نزّلت مُرسي فرِحنا وبكينا
فاكرين في ريحنا ومننا هتكون
بس افتكرنا فـ لحظة ونسينا
يا مجلس العسكر , يا جُند فرعون
يا واقفين تحت البيوت بالدبابات
يا مرجعين البطش والزمن اللي فات
إحنا النهاردة مية , وبكرة آلافات
شعبُكُم بيغني وشعبنا ثاير
لو فّرقتنا طريقة , عالفكرة راح نتلَم
دايرين ترَمّوا التُهَم .. علشان تداروا الدَم
بتغنّوا كدة على مين ؟ فاكرين هننسى الهَم ؟
والثورة – كالعادة – بِتدُق في يناير

الأحد، 15 سبتمبر 2013

من الواضح

من الواضح
لكل الناس
وللإحساس
بوجهٍ عام
وللإقدام
على الشئ الي كان أبعد
أنا من مدة
كُنت اسعد

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

مارينا 2

ألا هُبّي بصِحنِك نِشرَبِك .. ألا ونهُب إحنا وتِشربينا

ونتبادل في حَل اللُغز ده
ونسرَق مـ الحيارى الأفئدة
ونفضل طول ليالينا كدة

ونسقي من الكاسات فرحة وحُب .. وخدنا إيه فـ ليالينا الحزينة

ألا قد خليتيني أكتِب واقول
وأشيل من عالكِتاف كُل الحُمُول
تعالي بكرة ننزل أي مول ؟ :'D

ونتكلم ويشكينا الكلام .. ونتمشى وتشكينا المدينة

وادينا أهو .. تَننا ماشيين
وفي غفلة تفوت شهور وسنين
ونسمع ثومة تشكي " أروح لمين ؟ "

تعالي معانا يا ثومة ياريت .. هنسمعلك لحد ما تسطلينا

غلبني الشوق معاك حيّرت قلبي
مسوّدهالنا ليه والدنيا بمبي
تعالا مكاني وشوف الدُنيا جنبي

ولو خِلص الكلام مـ الكاس نقول : .. " ألا هُبّي بصِحنِكِ وإسعدينا "

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

مارينا 1

ألا هُبَّي بصِحنِكِ فاصبِحينا .. وإسقينا السعادة يا مارينا

وخلّيكي كدة , مَتوَقَفيش
وبُكرة نلاقي إسمك عالأفيش
وزي البسمة والصُحبة مفيش

ويلّا إحكيلي أكتر وإبسطيني .. ويلّا إحكيلنا أكتر وابسطينا

وفاكرة الشِعر دوّت أصله أيه ؟
وعارفة أنا كنت بسأل عنّه ليه ؟
خُدي من ورد أشعاري بوكيه

وليكي كلامي كُله المانع ايه .. ويعلم ربي ما بينّا وفينا

وبصيلي أنا , واضحكي في الكادر
بصوّر شمس ؟ أو بصوّر بدر ؟!
كَتَبلي ربي الجَمَال في القَدر

وقَدَّر تبتدي الصُحبة وتِبقى .. ويا رب حَلّي الدُنيا لينا

الأحد، 1 سبتمبر 2013

البيان والتبيين في آيات النفاق والمنافقين .. الجزء الأول

هحاول في التدوينات دي أفضح الوشوش اللي اتلونت وظهرت عالشعب المصري في الفترة الأخيرة وإدعت الوطنية والنزاهة وهي أبعد ما يكون عن المعاني دي .. اللي بيشوفوا مصالحهم فين ويشتغلوا عالأساس ده .. ولا يهمهم شعب ولا غيره .. كل اللي يهمهم الريح في صف مين دلوقتي .. مين القوي اللي لو اتمسحوا فيه يزدادوا قوة .. ومين الضعيف اللي لو إدعوا انهم ضده الناس هتحبهم .. اللي بيغيروا مبادئهم بين يوم وليلة .. اللي مش عارفين إن كل حاجة متسجلة
 http://www.youtube.com/watch?v=nP5_oKPHsLw
.. وقبل التسجيل .. مش عارفين إن ليهم رب شايفهم في كل ثانية .. وشايف ضمايرهم ونواياهم عاملة ازاي .. اللي قبل ما بيقدروا يضحكوا عالناس على الشاشات .. بيقدروا يضحكوا على أنفسهم .. وضمايرهم اللي بقِت مطية للأهواء والأقوياء اللي بيتحاموا فيهم .. ومش هيلاقوا حد يتحاموا فيه في الآخرة ..
قال تعالى : {  إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } .. صدق الله العظيم


...

1- توفيق عكاشة

مش محتاج أتكلم عنه كتير ولا أدلل على نفاذه وكذبه وسفاهته .. بس انا ملاحظ إنه رجع يتكلم تاني من بعد 30 يونيو .. والناس بتصدقه عادي .. المشكلة إن الشعب قاعد قدام التليفيزيونات مبيسمعش غير اللي عايزين الشعب يسمعوه .. مبيسمعش غير تسلم الآيادي ومصر ضد الإرهاب وثورة 30 يونيو ونكسة 25 يناير والظباط الشرفاء والجيش المصري العظيم وإضرب يا سيسي .. الإعلام بقى اتجاه واحد .. حتى القنوات اللي كنت في يوم من الأيام بثق فيها بقِت ماشية مع الهوجة ومبتحكمش ضميرها ومبتبصش للصورة الكاملة .. بتبص على جزء وحيد من الصورة .. ومشفناش يعني إعلان لأعداد ضحايا رصاص الجيش والشرطة من ساعِة فض الاعتصام لحد دلوقتي والناس اللي كل شوية بتموت من غير دية دي ؟ .. بنشوف بس البُكاء والتباكي على شهداء الجيش والشرطة وشهداء رفح .. طب هو السلميين اللي بيموتوا بيموتوا بأي ذنب ؟ ومحدش يقنعني إن كل العدد " الكذا ألف " اللي ماتوا دول كانوا مُسلحين ! ولّا دم الظُباط غالي ودم الشباب اخواتنا وولادنا ابن كلب ؟ ..ايه؟ مش من ولادنا ؟ .. آه معلش نسيت .. دول مش من ولادنا يا جماعة دمهم حلال فشخ .. بالمناسبة ..
http://www.almasryalyoum.com/node/2069616

نرجع بقى لتوفيق عُكاشة .. للي من الشعب الغلبان اللي قاعد ياكُل الخرا من التليفيزيون .. وبيحاول يعرف الحقيقة .. إليكُم بعض الفيديوهات.

وقد أوردت بعدها العديد من الأشياء التي تدلل على كلامي، لكني عندما عدت لأسأل نفسي لما لم أكمل مشروعي لفضح أقنعة البؤس التي توالت سقوطها، وجدت أنني لم أحتاج إلى بيان وتبيين بعد أن بان كل شئ، ولم أحتاج كتابة الأجزاء التالية من آيات النفاق والمنافقين، فقد عشناها واقعاً، ولم نزل نعيشها.

الجمعة، 30 أغسطس 2013

جواب (1)

إنتا قَريب ؟
أنا مش شايفَك !
إنتا حَبيب ؟
أنا ليه خايفك ؟!
آبانا اللي في السماوات
اُنظُر .. في هذي الدعوات :

يعني يارب تسيب الشاعر يتحَسّر عالصفر فِخانتُه
إغفرلي عقلي وتَخانتُه
فـ التعبير عـ الصورة الكاملة
وإن عبّرت بقلبي هضيع
وهبيع مـ القافية كام بيت
وإن خَدْت قوافي وترابيع
ممكن فكرتي تهرب سيكا
أيوة هعوّض في المزيكا
لكنّي بتمنى رضاك
تشفي وتعلل مَرضاك
وتنَجّي الماشي بأرضاك
وتوفّق أفكاري ولَحني
وتكمِلّي جمال الصورة
وبإيدَك إنتا تنَجّحني
أنا ولا شاعر ولا أسطورة
أنا ثاير حاير مُتواضع
من صِدر الدُنيا أنا راضِع
برفَعلَك صوتي , أيا واضع
قوانين الفُلك وحساباتُه
ومقَدّر دورُه وثباتُه
ولّي الوَجه لمَن بيباتوا
فوق الكوكب من أمثالي
هَستَكمِل في جوابي التالي
أنا آسف .. طوّلت سؤالي

الخميس، 22 أغسطس 2013

إلهام



خَلَّصت يا سيدنا الساقي
وفَتَحت جميع أوراقي
وبَعَتّ لفوق أشواقي
لكن ماوصلش جواب
عطشان والعَطَش اتفَشّى
تِقلِت على كتفي القَشّة
ما تجيب من عَندَك رَشّة
وتكسَب فيا ثواب؟