الاثنين، 1 سبتمبر 2014

الكيفيّات (1) : كيف تنتقل من النُقطة صفر إلى النُقطة واحد

الكيفيّات هي الأسئلة المجردة التي تأتي بالكاد في رأس المرء , وهي المعضلات البديهية التي يعبر الإنسان من فوقها كما تعبُر السيّارة الجسر , والجسر قد بُني فوق الماء , ماذا لو لم يكُن ؟ ما عبرت السيارة وما انتقل الناس. الكيفيّات هي الأفكار تضاهي العقل في وقت شتاته وحيرته , وتعصف بالقلب في شدّته وضيقه , فقد يسأل أحدنا ذات يوم : كيف حدث ذلك ؟ , وهو في هذا لا يسأل عن الأسباب المادّية التي آلت إلى الأمر , بل يتخطّاها إلى الأسباب التي لا يراها ولا يراها الناس , ويُفكّر.

التفكير هو العملية التي لا تتوقف أبداً , وإذا توقّفت فهنالك مشكلةٌ يجب أن تُحل , ولكي ُتُحل يجب أن نُفكّر , عاش الناس منذ بداية الخلق إلى الآن يفكّرون في حل مشاكلهم , هل تراهم انتهوا ؟ والله لم ينتهوا , بل , هل توقّفت مشاكلهم عن الانسياب فوق الرؤوس أو داخل القلوب أو على ظهور الطُرُق ؟ لم تفعل.

الإنسان في تقّدم مستمر , ليس الإنسان بمعناه العام , لكنّه أنا وأنت , لازلنا نتعلم ونُخطئ ونصيب ونجرّب ونسأل ونأمل. في أوقات الضياع يسأل كل منا نفسه : كيف سأتقدّم خطوة عما أنا فيه الآن ؟ أأظل ضائعاً أم أبحث عن الطريق ؟ وإذا بحثت هل أهتدي أم أتمادى في الضلال ؟ وإذا ضللت أكثر هل أبتعد أكثرين , في المكان والزمن ؟ الإنسان اثنان : يُحب التجربة ويخاف العاقبة , هذا هو الثمن , إذا مددتُ قدميك خطوة فأنت تقترب أو تبعد , وأنت تفشل أو تنجح , ثم هل إذا فشلت انتهى أمرك ؟ لنسأل السؤال الأخير , انظر حولك , ماذا ترى ؟ إنها محاولات الناس فشلت ألف مرّة , ونجَحَت مرّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق