الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

أنتظر الوحي - بشرطة

"أنتظرُ الوحيَ فيأتيني
من أجلِكَ؟ لا, بل لِيقيني
والوحي دا بيجيني تملّي
الوحي دا نصّه م الأقدار
والنصّ التاني على فنّي"
وانا في الغُربة بفضل اغنّي
طب مين يسمع ؟
وانا بكتب والشِعر تَجَنّي
طب مين يقرا ؟
اللي انا بكتبه بكتبه للناس
ولا الذكرى ؟
والشِعر بيطلع مـ الإحساس
ولّا الفكرة ؟
والزرع بيطلع بَعد الفاس
ولّا البذرة ؟
وكلامي اللي عاجبني يا إبني
مش شرط يكون عاجبك أبداً
بالأمس نُحب العزف معاً
, أكتُبُكَ اليوم , وأراك غداً
ستعيش أيا ولدي رغداً
وَتَموت وذِكرَك بالألسان
وسيحيا عودُكَ للألحان
فاتّبع الوحي الآتي الآن
وارمِ من قَلبِكَ ما يحمِل
واقلب وجهَكَ شطر المَرسى
ستجدني أنتَظِرُك , أكمِل
فيما لا يزهو عن خمسة!

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

فانتازيا الثورة : الملحمة السابعة


لن تُصدقني عزيزي القارئ , أعذُرك , ولكنه حَدَث.

بدون أي مقدمات تُذكَر , كنت واقفاً - أو جالساً - في مكان ما في شارع بين السرايات الذي أصبح فارغاً فجأة , وكان يجلس معي جمعٌ من الشباب أمام بناية متهالكة لا تصلح أن تكون بيت العفريت في فيلم خيالي , هذه البناية متآكل نصفها من جهات مختلفة ويسكن في دورها الثاني البنك المركزي المصري ويقف من فوقها ومن تحتها بعض عساكر الجيش ومُهندسان أحدهما يعمل في يمين العمارة والآخر يعمل في يسار العمارة ولا تسألني ماذا يعملان بالضبط فوق العمارة هكذا. المهم يا رفيقي أنني فهمت من الأحداث أنه قد تم إزالة شيئاً مهمة من هذا الدور الثالث تبعه هذا التهالك الشديد - بنكاً مثلاً - وأن الناس الجالسون هؤلاء أكيد ليسوا مثلي أو مثلك قد جائوا لمشاهدة الفيلم الدرامي في العمارة المقابلة. تطورت الأحداث وإذا بالمهندسين لا يستطيعا القيام بأعباء العمل - التي لا أعلمها ولا رأيتها أبداً - وحدهم , فطلبوا من عسكري - أو ضابط - الجيش الواقف في الدور الذي فوقهماً أن يأتي لهما بمهندس ثالث صغير سيسد بالتأكيد حاجة العمارة , في الثانية التي تلتها فُردَت على العمارة اللافتة الكبيرة التي تطلُب المهندس الصغير , آه والله وصَدَّقت ساعتها. المهم يا صديقي العزيز أن الناس الجالسون الذين أخبرتك عنهم من قبل انتفضوا من أماكنهم متجهين إلى البناية - وقد تبيّن الآن أنهم ليسوا متفرجين الحمدلله ولكنّهم مهندسين صغار جاءوا يطلبوا الرزق بأغرب طريقة ومن أغرب مكان في العالم , ولكنني سأعذرهم الآن. نسيت أن أخبرك أنه قبل طلب هذا المهندس أعطى رجل الجيش للمهندس الذي يعمل في يمين العمارة - والذي يشبه جاريدو - 45 ألف جنيه في ورقة زرقاء , لن أكذب وأخبرك أنني لم أتعجب وقتها. تكاثر الناس في الثواني التالية لإعلان الوظيفة لا تعلم من أين أتوا ولا كيف علموا , ولكن الرجل الواقف أمام العمارة كان فاسداً فاختار من علمه أو من قال له شيئاً معين , فهاج الناس هياجاً شديداً كيف يختاره هكذا بهذه الطريقة الفاسدة ثم بدا لي أن الغضب تحول إلى تجمع صغير يكبر ويهتف ضد هذه العمارة الظالمة التي تركت كل المهندسين الآخرين في العراء واختارت واحداً فقط بالفساد. وعندما هتفوا وتجمعوا وبدَت بداية لمسيرة ضد نظام ال..أي حاجة الفاسد اضطربت الأجواء وظهر لي من اللاشئ صديقي محمد مصطفى! أتحسبني مثلاً سألته " انت بتعمل ايه هنا ؟! " لا والله ما سألته , بل ذُبنا في المشهد تماماً وأكملنا جري وسط الجموع لأنهم قالوا أن هناك قنبلة للغاز تطير ورائنا , وأحد الرفاق وجد واحدة في وسطنا , وعَلِمنا وقتها أن مركبات الجيش على بُعد أمتار واجهت المتظاهرين وها هي قنبلة أخرى تطير من فوق رؤوسنا , توترت وكان يجب أن أجد مهرباً بأي شكل! فأنا لا أطيق أن أكون أنا وهذا الغاز المُريع في هواءٍ واحد , ظللنا نجري أنا ومحمد حتى قال جُملةً لا تناسب أي شيئ " عايزين حمّام " .. لا أعلم لماذا اختار الحمّام ليكون ملاذه الآمن , كان من الممكن أن يقول " عايزين محل , شارع , تاكسي , .." أي شئ نستطيع من خلاله الهرب , ولكن ليكُن , وكنا في هذه اللحظة نجري في عرض الصحراء وقد تبدد الناس , ووجدنا أمامناً باباً يبدو لوساخته أنه حماماً فحمدنا الله ودخلنا , وفي غمرة رضانا بأننا هربنا منهم , دخل الحمّام مجموعة من عساكر الجيش وقد اكتشفنا للتو أنه حماماً تابعاً للقوات المسلحة , فأشار لي محمد بسرعة أن أتنكّر وبدا لي ماسكاً في يده بدلة عسكرية لا أعلم من أين أتى بها ينوي لبسها لكي لا يكتشفه العساكر , يا للعبط يا محمد! المهم أنني خلعت أول شئ كنت ألبسه والذي اعتقدت أنه سيعبر عني , أما الثاني الذي علَي - والذي يشبهه فلن يعبر بالطبع! ولكي أداري الفضيحة وقفت أمام المبولة أمسك في يدي هذا الرداء وأداريه كأني أفعل مثلهم أمام المبولة , ولكنّهم اكتشفوا أمرنا , ولا تسألني كيف جرينا من بين السرايات ووقعنا في فخ الجيش في مدينة نصر! أخذونا ومشّونا في المنشآت الكبيرة والطُرقات الطويلة إلى أن حبسونا في مكان واسع لا يشبه سجوننا , ثم جائنا عسكري يقول أننا سنجلس في هذا المكان ثلاثة أيام عقاباً ولكن سيُسمح لنا بالاتصال بأهلنا لطمأنتهم مثلاً. فرحنا بالحديث وجلسنا. بعدها سمعنا أخباراً أن السيسي سيأتي بعد قليل , بل جائني أحد الرجال وقال لي أنك ستكون ممن سيقابلون السيسي! كيف اختارني ؟ وهل أنا من الحظ العظيم لأكون ممن سيقابلونه ! وأنا المسجون! ظللت أفكر أنا ومحمد في هذا الكلام الغريب وماذا سأقول للناس الذين يعلمون كُرهي له ؟ ثم استغربت كيف سأقابل السيسي بعد دقائق ولم يتم تفتيش البنطلون الذي أرتديه ! وماذا سيكون الأمر لو كان في جيبي سلاحاً ! تأسفت حقاً! بعدها بقليل سألت عن سبب أنني سأقابل السيسي فأشاروا لي على السيسي وهو قادم من بعيد ومعه نساء من حقوق المرأة هم من أشاروا له نحوي , فَسَكَتّ. جائني بعدها المُصوّر - وهو نفس الرجل أو يشبهه - وطلب التصوير فقُلت له " مُمُكن "فصوّرني صورة مثل التي صورها لي عبدالرحمن الشامي من أسابيع قليلة وعلى نفس المسافة ولكن في طرقة مختلفة , ثم ظل هذا المصور والمصورة زميلته يصوروننا من زوايا وأوضاع مختلفة حتى ضحكنا من فرط الهبل وقُلنا لبعضنا البعض : " سيلفي السجن! " . كان محمد مصطفى يسألني ماذا سأفعل عندما سأكون أنا والسيسي وجهاً لوجه ؟ هل أستطيع أن أخبره أنه قاتل ؟ هل ستتكلم في قضايا الإصلاح ؟ وتسائلنا تساؤلات كثيرة عن هذا الوضع المقلوب الذي انغمست فيه بلا حول وماذا سيكون موقفي بعد ذلك. بعدها بقليل - وقد كنت واقفاً وسط الرتب والعساكر في انتظار الأخبار - قالوا أنه على وصول فأشار لي الضابط أن اصمت سيقولون التحية , وقد كانت تحية مثيرة للضحك تتكلم عن عمل الجيش المكتبي في القصر وكيف أنهم يدبّون بأرجلهم على الأرض فتُخرج الأرض ناراً وأشياء من هذا القبيل والهبيل , ضحكت في سري وتابعت. دخلت فرقة موسيقية طويييلة تعزف تحية الجمهورية للقائد ثم دخلت مجموعات عظيمة من الضباط والعساكر وفي وسطهم السيسي وقد شاب رأسه! رأسه الذي كان عاديّاً منذ قليل! يبتسم للناس في هدوء العجوز. بعدها جاء وقت الاجتماع وجلس السيسي بالبدلة العسكرية - مظهر 30 يونيو - وحوله الناس وجلست أمامه وحولي محمد ثم بدأنا الحديث وقد تغير الوضع , فصار السيسي جالساً على الكنبة على يساري وعلى يمينه محمد وأنا على الكنبة في المقدمة - من مشهد المُشاهد الذي هو أنا. دار الحديث طويلاً - دقيقة أو دقيقتين - أخبرناه فيها أنه لا ينفع أن تكون نسبة المشعارف إيه 17% فقط وأنها يجب أن تزيد. بعدها استأذنتُ من الاجتماع وتركت محمد وفي طريقي للمنزل كنت أضحك بيني وبين نفسي على الذي حدث وأقول ماذا سيفعلون عندما يعلموا أنني جلست مع السيسي وبيني وبينه أربعة أمتار ؟ ونويت وقتها أنني عندما سأذهب للبيت سأكتب منشوراً طويلاً مثل هذا لن يصدقه الناس , فكأنه حلم! وأنني سأرفع صورتي أنا ومحمد مصطفى ( سيلفي السجن ) لكي يتأكدوا مما حدث! ولكن بسرعة هائلة وجدت أن الخبر قد نُشِر : السيسي يقابل عدداً من الشباب. ومرفق بالخبر صور الشباب الذين قابلهم وفي مقدمتهم صورتي التي كُتب اسمي تحتها بالخطأ " مُمكن هيثم " كأنها كانت جُملة تقريرية : " ممكن هيثم يبيع " , أو سؤالاً : " ممكن هيثم يبيع ؟ " "وكانت هي تماماً صورتي الأخيرة لعبدالرحمن الشامي , وروّحت فوجَدت الزُمر ينشر الخبر ولا يصدق أن الهيثم الذي طالما نظّر وأشعر وهتف جلس منذ قليل في مقابل السفّاح.

وعندما فتحت عيني , أدركت أنه كان حلماً فعلاً! ولكنني تمسكت بكتابته كأنني لم أقم وبنفس الصيغة التي كنت سأكتبها في الحلم.

ولكنني - عزيزي القارئ - لا أريد أن أتركك في غياهب الأسئلة التي تعصف برأسك من بداية قرائتك إلى الآن , وسألتقط من القصة بعض المشاهد التي استعصت على فهمك لتكون بعدئذ متماشية مع بعضها البعض :

" وكنا في هذه اللحظة نجري في عرض الصحراء وقد تبدد الناس , وهبط من السماء حمّاماً مثل الذي طلبه مُحمد , فقد كان يُصدق الآن أكثر من أي وقت آخر في قانون الجذب الذي يجعل الكون يتضافر لتحقيق ما تُريد , أنّه قرأ كتاب " The Secret " قبل أن يأتي مباشرةً "

" فأشار لي محمد بسرعة أن أتنكّر وبدا لي ماسكاً في يده بدلة عسكرية هبطت عليه من سماء الحمّام يتأملها ينوي لبسها ولكنها لم تنزل على مقاسه ففُضِح الأمر! "

" لِهول المشهد تقاربت الأماكن , أو توقف الزمن , أو طِرنا على جناح طيّارة , أو نسينا الوقت ونحن نجري , فوصلنا من هنا إلى هناك! "

" بعدها استأذنتُ من الاجتماع وتركت محمد بنذالة لا مثيل لها , ولا أعرف طريقه حتى الآن , بل أنني لا أعرف لماذا استأذنت , ولكنني ألاحظ الآن بالإضافة إلى أنني لا أعرف مصير محمد , فأنا لا أعرف مصير المترو الذي أركبه , لأنه يطير في الفراغ ".

هكذا , عزيزي القارئ , استطاعت الفانتازيا أن تكون أكثر منطقية , أن تُصلح ما أفسده العَبَث.

***

فانتازيا الثورة : الملحمة السابعة
أو قصة اختفاء شابّين أطالا النظر في المرآة المقعرة 

الاثنين، 15 ديسمبر 2014

الف ليلة وليلة .. الليلة الأولى

حدّثنا حسين
عن عَم جميل
عن عبد المولى ابن النيل
عن صالح جُمعة وأكرم حرب
وجرجس حنّا عبد الرب
عن أشرف قالّك أنا والواد
إحسان الشامي جوز اخت عماد
ده في يوم كُنّا في طريق ماشيين
شايلين كوكايين وقابلنا كمين
في طريق الرَمل وراس التين
فوقِفنا وشافني ظابط وأمين
قال عَدّي يا باشا بكُل بشاشة
( سألوه فين صاحبَك لسّة مجاشا ؟ )
فقال ما هي ديّة بداية القِصّة
تعالَى يا بلية ورُص الرصّة
حكالي الشامي حكاية بَحر عروس البَحر وعَمَل ايه معاه
عن إنّه في يوم كان قاعد قبل
الفَجر يغنّي الليل وسماه
فجأة شاف ضي رهيب أعماه
والراديو الماسكُه فـ إيده رماه
زعّق قال مين
والرد أتاه :
آنا الجنّية الدهبي
( -ياه ؟!
- أقسم بالله!
- صَدَقت ياعم )
القَصد الراجل حَبَس الدَم
قال بس خلاص انا كدة رايح
ومَكَفّاش موت ; موت وفضايح
وده ليل إسود وده موج طايح
ودي عفريتة مالية الأركان
اقتربت منّه بعود عريان
قالّها
إحترسي ولا تقرّبي
خدي بعضك كدة
من هنا وإهربي
لاحسن في دماغي سَبَع شياطين
هيخلّوا نهارِك زي الطين
ياخدوكي جالوت يجيبوكي حطّين
وإن كُنت هَموت فهموت واقف
فاكراني خايف؟ لأ مش خايف!
وإن كُنت جبان
دانا قاسي القلب بهِش ناموس
وكمان دِبّان
إوعَى يكون غرِّك إني حزين
وبتاع أشجان
أنا أيوة بَغَنّي لسِت الناس
والغُنا ألوان
وبحب اللون الأصفر لكن
صافي القلب
ربنا يكفيني شر الناس
وولاد الكلب
ده انا مرة ....
راحة فين استني!
ده انا لسّة هحكيلِك عنّي
بصيت فوق البَحر لقيتها
طايرة مع السِت
وبتغَنّي

حديث عتريس (1)

أنا كُنت لوحدي على السكة .. مش عارف إيه اللي رماني

ولَقيت نفسي في يوم أبيض
وسط الجِدعان

وأنا كُنت إيه في الكون من قبل
ماكون إنسان ؟

وانا قاعد وحدي على الدكّة
عطشان وجَعان

والشمس جميلة وعَجباني .. والدكّة طويلة وتَعباني

وعرِفت الحِكمة في قعدتي هِنا
علشان أتوبيس!

أهو جاي هناك فارد طوله
ولا أحلى عريس!

في بلادنا اللي بيخدَع أكتر
ده بيبقى رئيس!

وركِبت وقُلت أهو السوّاق .. راح يغفَل عنّي وينساني ~

وقَعَدْت على الشبّاك مبسوط
بختار حتّة

جاني الكُمسَري ورماني يا عيني
عشان جتّة!

لفيت بجسمي عدد لفّات ..
خمسة في ستّة!

وقعدْت لحالي اندِب حالي .. ولا غير الآهة على لساني

واسأل ولا حَد يجيب بقى فيه
كدة في الدُنيا ؟

إستَنَّى يا حَج انا فين والنبي!
" آخر الدُنيا! "

غلبان مش لاقي مكان في بلاد
قَد الدُنـــــيا !

ورجِعت قَعَدْت على الدِكّة .. زي الأولى في مكان تاني

وكإن الدِكّة دي مكتوبة
في لوح مَحفوظ!

الغَني يغتِني والشَقي يشقَى
والدُنيا حظوظ

وكإنك لو ماتعبتش يوم
الكون هيبوظ!

والناس تمشي والناس تيجي .. وانا لسّة قاعد في مكاني

أنا قاعد هنا وسط العالم
أكتب في أغاني

الناس بتْكَفّي بَقيت الناس
والرَب كَفاني

وعشان اتعَلِّم من حِكمته
صابني وشَفاني!

مش كان الصَبر يفيد يا ولاد .. بدل الأوزان والألحانِ ؟

ده مُوَشّح مَصري إن كان غير كدة
أنا مش مسئول!

ده حديث عتريس هيغيب ويعود
طب وده معقول ؟

وانا شاعر حُر أحِب أأكِد
كُل ماقول ~

أنا كُنت لوحدي على السكّة .. بسأل إيه جابني وودّاني
الناس رَمِتني على الدِكّة .. والرب لَقَف أمّا رماني

الأحد، 14 ديسمبر 2014

بوست النهايات العظمى للمشاعر

ازيكُم يا أصدقاء الخير ؟

من شوية كدة وانا بفكر في الأهلي , افتكرت البطولة الأخيرة , وافتكرت الفرحة اللي بفرحها مع كل مكسب , والحزن مع كل خسارة , والموضوع تطور فبدأت افكر في أكتر اللحظات اللي فرحت فيها في حياتي ( اللي انا فاكرها ) , وأكتر اللحظات التانية اللي حزنت فيها , فَدَه النُسخة المتطورة من الفكرة دي كمان , ولنُسمّي البوست ده مثلاً : أكتر حاجات , مع مراعاة عدم الترتيب ( أي حاجة هتيجي في دماغي هكتبها ) و إن كل الحاجات هتكون في السنين الأخيرة ( حدود الذاكرة ) مع إهمال طبعاً الحاجات اللي انا مش فاكرها اصلاً , ويمكن ده يوحي بعدم أهميتها في الأساس؟ دعونا من الفلسفة ويللا نشوف.

أكتر لحظات الفرحة :

- جون عماد متعب في الدقيقة الأخيرة في نهائي الكونفيدرالية , الجون ده كان قبليه كمية يأس وتَرَجّي غير طبيعية في المدرج , كل الناس كانت - حرفياً - بتقول يارب كل واحد مع ذاته كدة , مصطفى أحمد كان على يميني وأنس مجاهد كان على شمالي , وأنا عارف انهم أهلاويين أكتر مني , فأي كلمة ممكن اقولها مش هتقدر تعوضهم عن إن الأهلي بيخسر , يمكن كان جزء كبير من زعلي مُستمد من زعل الناس اللي حواليا عامةً , والناس اللي حواليا اللي اعرفهم خاصةً , مش قادر انسى مثلاً فرحة مصطفى احمد لإن هو أول واحد كان قدامي بعد الجون , مقدرتش اتجه ناحية أنس اشوفه لإن المدرج كله كان بيتهز , وكنت هقع تحت الكراسي لولا ربنا ستر , ومش عارف إذا كنت بصيت ناحية أنس وماشفتوش؟ كان بيتشقلب في حتة تانية معرفهاش؟ برضو اللي بيشوف فرحة الجمهور على التليفيزيون غير اللي بيشوفها عالحقيقة , فرحان لفرحة أنس ونرويجي ورشدي وحماد , فرحان لفرحة الأهلي:)

- جون عماد متعب في ماتش الجزائر , ده كنت في البيت عادي بس كان الحشد المعنوي للماتش ده انا فاكر مكنش طبيعي , نطيت من فوق الكنبة وكنت هوصل للسقف من فرط الفرحة.

- مكسب الأهلي في البطولات أو في الماتشات المهمة في السنين الأخيرة , دي جزء كبير منها كان عالقهاوي وكنت بمارس فيها القفزة المذكورة فوق , تعالوا نسميها قفزة الفرحة , فرحة الأهلي أنا فاكرها أكتر من فرحة المنتخب , أفتكر اني مكنتش متابع المنتخب كويس , بس الأهلي؟ عيب.

- انتصار الثورة الليبية على الطاغية القذافي.

- حفلة بلاك تيما 2012 مع معز وفوزي وبنداري ووليد وطلعت وناس كتير.

- حفلة فنون جميلة ( المغنى خانة - رامي عصام ) 2012 مع اسلام محمد واسلام شفيق ووليد برضو واحمد عادل يمكن.

- يوم الحكم في قضية بورسعيد 26 يناير 2013 ( اللحظات ما بعد النطق بالحكم أمام بوابة النادي الأهلي )

أكتر لحظات الحُزن :

- حرب غزة 2009

- يوم مذبحة العباسية.

- لما عمتي ماتت.

- لما جدو مات.

- لما أي حد في البيت يتعب.

- لما بحس إني لوحدي.

- لما السياسة كانت بتفرق الأصدقاء.

- لما عرفت إن وجودي زي عدمه عند ناس بقدرهم.

- يوم الشهيد محمد رضا.

- جنازة الشهيد محمود عبدالحكيم.

- وفاة مريمة.

- وفاة رضوى عاشور.

أكتر لحظات الغضب :

- مذبحة فض اعتصام أهالي الشهداء 19 نوفمبر 2011

- ليلة الـ74 شهيد

- مذابح الثورة السورية

- صعود مُرسي وشفيق

- لما كنت هموت من الغاز في ميدان التحرير 25 يناير 2013

- مذبحة الشيعة ( يونيو 2013 )

- خطاب الشرعية ( مرسي 2013 )

- لما الشوارع كلها كانت مقفولة واضطريت اعدي من ميدان رابعة وسمعت المنصة ( يوليو 2013 )

- لما كانت الشوارع بتقفل عليا وانا في حظر التجول بعد الانقلاب , كنت اقعد اسب الدين في سري لحد مارجع البيت.

- لما المترو كان بيتحفنا كل يوم بأغاني شادية ( أصله معداش على مصر ) كل يوم الصبح في العربيات اللي مليانة ناس قرفانة وملزقة وبتتخانق والشوارع اللي مليانة عسكر شموا نفسهم ودبابات مستعدة تدوس عالناس , وداست في الآخر , عدي على مصر بقى يا روح امك.

- لما ماما كلمتني والشرطة بتضرب على الكلية يوم محمد رضا وهي تقولي حاول تخرج!

- لما كان السيسي بيختار أيام الثورة ينزّل مؤيدينه فيها ( يوم محمد محمود لتأييد السيسي كدة وخلاص! , ويوم ذكرى الثورة لمطالبة الخرة بالترشح , حبكت يابن الكلب! ) ومش كدة وبس , والثوار أصحاب الذكرى لو نزلوا يجروا وراهم ويضربوهم بالنار , عامةً أي حاجة كانت بتكشف النظام بالوجه القبيح كدة كانت بتغيظني جداً , بتغيظني مش عشان كدة بس , عشان النظام كان في كل مرّة بيخلّي إعلامه يتمادى في التزييف والكذب , لدرجة إنه بيفصل أبوك وأمك عن الواقع , ويخليهم يبصولك باستغراب أوي كإنك جاي من عالم الأحلام , إيه ده , قتل إيه يابني اللي بتقول عليه , ما الدنيا ماشية اهي وزي الفل , فين الكلام ده ؟ محمد رضا مات .. هو إخوان؟ وقيس على كدة أي حوار أو كذبة ودني بتلقطها من الجهاز ابن الأحبة اللي اسمه تليفيزيون عندنا ده , من وائل الإبراشي اللي جاب خبير يثبت إن الرصاصة اللي قتلت رضا كانت من جوة مش من برة , لخيري رمضان اللي بيحب مصر أوي ماتفهمش هو بيتكلم على إيه بس هو بيحب مصر أوي! , ختامه مسك بأحمد موسى اللي أتحفنا بفرحته وفرحه يوم براءة مبارك , وكإنهم مش بس بيفشخونا في الشوارع , لأ , دول بيستنونا في البيوت عشان يفشخونا تاني , نهرب منهم ازاي؟ ننام , طب لو معرفناش ننام من صوتهم العالي؟ ننتحر.

- يوم فوز عبدالفتاح السيسي برئاسة مصر , العرّة!

- لما شفت فيديو داعش في سيناء.

- لما بشوف مصطفى بكري بغضب لوحدي كدة من غير ما يتكلم حتى.

- يوم براءة مبارك , يومها هتفت من الغضب لدرجة إن صوتي راح اسبوع وشوية بعدها.

أكتر لحظات الشجاعة :

- يوم ما قررت أروح الكلية من رمسيس للشيخ زايد مشي , الحقيقة إني كنت بتأخر على الباص الصبح , بس في يوم اتأخرت وأول لما رُحت لقيت الباص بيمشي , اسيبُه؟! أديك قُلت , فضلت وراه في رمسيس لحد ما تاه عني , قلت الكوبري هيتزحم وهلحقه , طلعت الكوبري ونزلت الكوبري وهو مش هنا , اتزنقت انا في حتة معرفهاش , حاولت اوقف اي حاجة راحة اكتوبر معرفتش , وطبعاً مش هرجع رمسيس! مش هضيع وقت بقى! فكملت مشي لحد ما لقيت اتوبيس شبه اتوبيسنا رايح جامعة خاصة في اكتوبر بعد ميدان لبنان , ركّبني الحمدلله لحد ما وصلت الكلية وفوّت المحاضرة وفضلت طول اليوم أحكي قصة كفاحي مع الأتوبيس , قصة تتوارثها الأجيال مثالاً على بذل العرق والسعي وراء الهدف.

- لما كنت بنزل اتمشى في الشارع بالليل اوقات الحظر واعدي من جنب الدبابة أو بين الظبّاط وبعضهم كدة.

- لما كنت بحاول ابعد عساكر الداخلية عن الكلية يوم محمد رضا , ساعتها أحمد يحيى طار عليا عشان يبعدني من قدامهم , أنا من ساعتها معرفش انا رحت فين بعد اللحظة دي! وديتني فين يا يحيى! أول حاجة افتكرها بعد اللحظة دي هي بعدها بنص ساعة في العيادة لما عرفت إن معز اتصاب.

- بعدها أي حاجة تقريباً كنت بطلع اقف قدام فيها لا إرادي خوفاً على الناس , بس طبعاً الغاز ممكن يجرّيني من مصر لليبيا عادي جداً.

- لما كنا واقفين اقل من 100 واحد عند طلعت حرب كل ما نتضرب ونجري نرجع تاني.

أكتر لحظات الغم :

- يوم ما مصر خسرت من غانا 6 ! ( كي لا ننسى )

- خسارات مصر المتوالية قدام فرق صغيرة.

- خسارات الأهلي.

- لحظات فوز السيسي.

أكتر لحظات المشاعر المتناقضة :

- يوم نتيجتي في الثانوية العامة , اللي هو انتَ مش مستوعب الرقم اللي جالك ومش عارف حتى تفرح زي الناس اللي حواليك , عارف لما وشك يحمر وماتبقاش عارف تقول ايه؟ هو ده.

- يوم ما التنسيق جه ومجاتليش بترول وكنت زعلان انها ماجاتليش وجاتلي هندسة.

- يوم فوز مُرسي , كنت فرحان ان شفيق خسر ونزلت الميدان مع المحتفلين , اللي بدد فرحتي شوية ان جزمتي ضاعت في جامع عمر مكرم , وفضلت بتاع ساعة الا ربع مزنوق في الجامع لحد ما لقيتها ورا الباب!

- لما اتفاجئت من كمية الفلول اللي في كل مكان يوم 30 يونيو وما بعد.

- ساعةِ عزل مُرسي , ساعتها كنت فرحان , وسط البلد كلها كانت بتتشال وتتهبد من فرحة الناس , خرجت من الميدان وكلمت ماما قلتلها عرفتي احنا بنعمل كدة ليه يا ماما ؟ عشان مصر .. أخيراً هنجيب حقوق الشهداء .. ودموعي انهمرت ومشيت في الشارع وانا بعيط ماتعرفش انا فرحان ولا زعلان ولا حاجة جوايا حست باللي جاي.

- الكام شهر بين إسقاط الإخوان ومذابح العسكر , اللي هي ممكن نسميها لحظات انكشاف الحقيقة أو سقوط القناع.

أكتر لحظات الحماسة :

- مظاهرة طلاب إعدادي زايد 2016 ضد حُكم العسكر يوم الثلاثاء 22 نوفمبر 2011.

- مسيرة القصر العيني المهولة على مشارف ميدان التحرير في نفس اليوم.

- شهور الثورة على العسكر بأغانيها بحفلاتها بهتافاتها بأشعارها ( أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر - يناير - فبراير - مارس - ابريل - مايو )

- دخول ميدان التحرير 25 يناير 2012 " الشعب يريد إسقاط النظام "

- مسيرات الألتراس الضخمة.

- محمد محمود 2 والإعلان الدستوري ( نوفمبر 2013 ).

- حفلات كايروكي.

- مسيرة 6 ابريل 2013

- مسيرة كوبري القبة يوم 30 يونيو " يسقط كل من خان "

- مسيرة في وسط البلد من 20 فرد بيهتفوا بسقوط حكم العسكر في أغسطس 2013

- لحظة دخول ميدان التحرير يوم 18 نوفمبر 2013 ( يوم تحطيم النصب التذكاري )

- وقفة مجلس الشورى 26 نوفمبر 2013 وماتبعها في طلعت حرب

- مسيرات جبهة طريق الثورة الطويلة في وسط البلد " الشارع لنا " ( اكتوبر ونوفمبر 2013 )

- مسيرة الجامعة بعد مقتل الطالب محمد رضا.

- لحظة انطلاق مسيرة نقابة الصحفيين 25 يناير 2014 " الشعب يريد إسقاط النظام " وبعدها على طول الضرب.

- تجمع الوايت نايتس في شبرا وغناء ( شمس الحرية ) على مرأى الداخلية اللي مكذبتش خبر وجرّت الشباب شوارع بحالها وطلقت البلطجية عالناس في كل مكان , وتجمعهم بعدها في الكورنيش واحتلال ميدان الخلفاوي لوقف سير عربيات الشرطة اللي جاتلنا مشي وفي ايديها الخرطوش وجرّت الشباب شوارع أطول من اللي قبلها , اُعتقل في اليوم ده كتير عشان غنّوا الحرية , أجمل غنوة في الوجود.

- اللحظات الأولى من تجمع الثوار في عبدالمنعم رياض وتوجههم للتحرير بعد براءة مبارك " الشعب يريد إسقاط النظام "

أكتر لحظات الانبهار :

- لما كان بنداري بيكتبلي وانا كنت بكتبله , إحساس اللحظة نفسه مايتنسيش , وكل مارجع أقرا " لوغاريتمات واحد بشرطة " تعجبني كإنها أول مرة!

- لما بسمع قصيدة صباح الثورة لبنداري.

- لما بدخل على موقع Stumbleupon

- لما بدخل على موقع DailyZenList

- لما كيشو بيكتب حاجة طويلة.

- لما كنت بقرا ( قواعد العشق الأربعون ) لإليف شافاق وخلصتها في مدة قصيرة.

- كتاب ( النبي ) لجبران خليل جبران.

- مسلسل Breaking Bad

- أغاني أم كلثوم ( ألف ليلة وليلة - سيرة الحب - الأطلال - حيرت قلبي - أغداً ألقاك - أمل حياتي )

- أغنية ( سيرة الأراجوز )

- فيلم V

- سور في القرآن لما بقرأها أول مرة

- لما كملت ( على بوابة سوريا ) , بعرف اني كتبت حاجة حلوة لما بقراها كتير ومش بزهق.

- لما كتبت ( لوحات جوة كتاب العُمر )

- بعض القصائد الأخرى.

- بعض الكتابات النثرية الطويلة.

- أجزاء من حلقات أسعد الله مسائكم.

- تدوينة بنداري الأسطورية ( رغم القساوة في منظرك )

- بعض أغاني إيمينم و50 سنت.

- لما قرأت ( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ) للكواكبي.

- الماكيت السريالي بتاعي ( أول حاجة اعملها في عمارة )

أكتر لحظات النشوة :

- لما كُنت برُد على بنداري قصيدة بقصيدة.

- لما كنت بكتب حاجة وتعجبني وانشرها.

- يوم بنداري وحوكا في جروبي.

- يوم قهوة الحاكم والكلام عن الحُب.

- يوم المُعز.

- يوم ما كُنا كتير وجرينا على كوبري من الحسين للعتبة ( تقريبا نفس يوم الحاكم ).

- يوم حفلة بلاك تيما طبعاً.

- يوم كتاب بنداري اللي اديتهوله بعد فرحة فوز الأهلي.

- يوم اسماعيل وزمر وكيشو في البستان.

- يوم كيشو ومحمد أسامة وجولة القاهرة الكُبرى.

- يوم ضياء وعبدالرحمن أسامة ومحمد عزت في الدقي والزمالك.

- أيام لعب الكورة.

- أيام تانية.

- لما بمسك كتابي بإيدي.

- لما بخلص جُزء من المذكرات.

- لما برجع مبسوط وفي دماغي أفكار.

- لما بنزل أشتري كتاب.

- لما بتفاعل مع الأغاني لدرجة إنها بتخليني أكتب.

أكتر ناس بتيجي على بالي وببتسم :

هشام أحمد - وليد نادر - إلهامي - محمد مصطفى - كيشو - الزمر - حسام - أحمد البدوي - ياسر - مصطفى احمد - محمد رشدي - مروان - أحمد أسامة - عبدالرحمن أسامة - محمد أسامة - عبدالرحمن صالح - عبدالوارث - بنداري - حوكا - اسلام شفيق - اسلام محمد - حازم صفوت - مصطفى عمّار - محمد عفّت - محمد بكر

أنا طوّلت أوي المرة دي:) يللا تصبحوا على خير;)

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

فانتازيا الثورة : الملحمة السادسة

*يظهر من بعيد صوت يعلو شيئاً فشيئاً ليدخُل عالَمه من باب الأُذن قبل فتح أبواب العين*
0- متباعة متباعة..
باالاادي
0- اصحوا يا جمااعة
باالادي
*ينتبه*
1- فيه ايه ؟
2- لا دول بيهتفوا نام انتَ مفيش حاجة.
1- قشطة.
*يغرق في النوم وقد عَلِم أنه ليس ضرورياً أن يستيقظ الآن ولا حاجة*
*بعد دقائق*
*يخترق الصوت أذنه من جديد*
0- متباعة لمين؟!
باالااادي
0- اصحوا يا نايميين!
باالا...*يقطع شراييه وتخفُت الأصوات وينتهي في صمت*
***
*بعد اسبوع - مستشفى القصر العيني*
*يشعر كأنما فارق العالَم مائة عام , تصل إلى سماعه أصوات متداخلة لبشر وأجهزة , يحرّك حدقته دون أن يفتح عينيه خوفاً من هول المشهد , ثم يفتح شيئاً فشيئاً*
3- فتّح !
4- فتّح !
5- فتّح يا دكتور !
2- حمدالله عالسلامة يا مصري , كدة تقلقنا عليك! حد يعمل كدة برضو!
6- خلاص يا جماعة مصري بقى زي الفل وممكن يخرج بكرة.
3- بجد يا دكتور؟!
6- إن شاء الله , ولا إيه يا مصري؟
*يتكاسل*
1- إن شاء الله يا دكتور.
***
*بعد يوم - سرير المُستشفى*
*يفتح عينه على هدير كبير يأتي من الشارع ويدخل له عبر النافذة*
*يصيخ السمع ليتبيّن الأمر*
" قوم يا مصري مصر دايماً بتناديك .. خُد بنصري نصري دين واجب عليك "
*يشعر بأن الطاقة عادت لجسده من جديد*
*ينتبه فيجد صوت سيد درويش وقد اختلط بصوت الناس*
*لا يفهم*
***
*بعد دقائق - شارع القصر العيني*
*ينظُر مصري فيجد الجموع وقد سدّت شارع القصر العيني أولها لا يراه وآخرها تتجاوزه بقليل , باتجاه ميدان التحرير*
*يُردد الناس : قوم يا مصري , مع صوت سيد درويش الذي يأتي من شرفة أحد الجيران في الشارع وقد علّاه على آخره ليُلهب حماس الثوّار*
*يقول : لبّيت النداء*
*يسير مع الجموع ويتجاوزهم إلى الأمام كلّما غنّى فنان الشعب*
" يوم ما سعدي راح هدر قدام عينيك
عد لي مجدي اللي ضيعته بإيديك "
*يتقدّم الثوار*
" شوف جدودك في قبورهم ليل نهار
من جمودك كل عظمة بتستجار "
*يتقدّم*
" فين آثارك ياللى دنست الآثار
دول فاتوا لك مجد وانت فوت عار "
*جحافل الشُرطة والجيش والقوات الخاصة تُغلق الميدان والثوّار تقترب*
" شفت اي بلاد يا مصري في الجمال
تيجي زي بلادك اللي ترابها مال "
*كلما تقدم الناس , زاد الحماس , وعلا الصوت حتى غلب صوت الأغنية*
*يستمر مصري في التقدّم ليُصبح فجأة في مقدمة الثوار جميعاً , أمام الجيش مُباشرةً*
*يُلقى نظرة على جنود الجيش وفوّهات الأسلحة المشهورة , تتبعها نظرة أخيرة إلى الجموع القادمين من خلفه , تختمهم جميعاً نظرة إلى صدره العاري وقد اخترقه الرصاص بعد إصدار الأمر , ينظر إلى ميدان التحرير , ثم يقع وينظر إلى السماء , يسكُت صوت الثوّار لحظة قبل التقدم , لحظة استمع فيها مصري إلى كلمات الشيخ الآتية من بعيد*
" مصر جنة طول ما فيها انت يا نيل
عمر إبنك لم يعيش أبدا ذليل "
*يموت*
***
* فانتازيا الثورة : المَلحَمة السادسة *

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الرسالة الثامنة

ذهبت بي يا أخي عواصف الدُنيا فَبِت مُشتت القَلب مُفَرّق الصَحب طائر اللُب لا أنظر إلا وهدفي بعيدٌ جداً لا أراه بل ولا أعلمه , أين أنت منّي الآن وقد مدّت الحياه خطاً طويلاً بيننا , هل تراني آخُذ الأشياء كما لو أنها عاديّة أو مُستساغة في دورة الأيام ؟ والله لإني لن أصادق أحداُ مثلك ما حييت , ابقَ يا ولدي ولا تذهب هذا البُعد , أأقولها لك أم الأجدر أن أقولها لنفسي ؟ وهل تحسبني أفرّق بيننا يا أخ ؟ لقد أخطأت الظن إذا , أخطأت إذ لم تعلم كم أنت هاهُنا في لُباب القلب , وهل ترى ؟ هذا ليس عيباً فيك , بل إنه لن يشعر به إلا صاحبه , لا يشعر بقسوة الحُب إلا صاحبه يا صاحبي , الحُب يربط بين القلوب برابطٍ غير مرئي , قاسٍ كالحديد , هل تستطيع شَد حبلاً من الحديد مُنسلخ في فؤادك ؟ تكذب إن قُلت نعم , هكذا كلما أبعدتك الدُنيا عمّن تُحب شَدّت هذا الحبل , جَرَحت في قلبك , بل ربما تقسو الحياة فتنتزع منه أجزاءاً فتصبح بعد التجربة فارغ الشعور , لأن هذا المكان - بالتحديد - كان لفُلان الذي أخذه وذهب , وما هذا إلا هذيان الليل يا صاحبي , رفقاً بنفسك , لست سيئاً إلى هذه الدرجة , فبالصباح أتَقَنّع الشخص الجميل , الجديد , الباسم في وجه الناس , المُحب للحياة , الناصح بالتفاؤل , إلى أن يهطُل علَي الليل , وما أدراك ما الليل يا أخي , في الليل أشعر كم أنا وحيدٌ ومُجَرّد ومَرمي في صحراء البَشَر بلا أهمية ولا رابطة , من ظننتهم سينظرون في أمري انصرفوا عنّي ونسوني في غياهب الأيام , كأنني لم أكن يا صديقي العزيز , وهذه هي الخدعة المُرّة التي يتلقّاها كل من يرحل , جرّبها أمامي أكثر من أحد , وكنت أسأل : كيف للناس أن يفقدوا وجود الناس من حياتهم هكذا دون أدنى مقاومة ؟ هل ترى ؟ اليوم عَلِمت.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

تأملات (4) : الذكرى والثورة والأمل

كأن السماء تتفق على مشاغلتي الآن فتُرسل لي المطر والثوّار والهتافات والغاز والأفكار والمشاعر الحزينة. ماتت رضوى , ومات نجم , واقترب يناير ولازلت هاهُنا أعبث بالوقت وأتأمل في تفاصيل الفراغ. سنة مرّت وأنا أكتب هذه المُذكّرات المُرهِقة , المؤلمة. سنة مرّت وأنا أحمل فوق رأسي هم كتابة تاريخ الأيام الذي يُمحى بأصوات الفسدة التي يطنّون بها في آذان الشعوب , ولكننا نحن , والله لن ننسى.

كتبتها في أواخر ديسمبر من عام 2013 , كتبتها لأبيّن حقيقة أمري من الثورة والبلد والأحداث وتراكم الوعي وحقيقة الغضب المتزايد تجاه الأمور. السطحيون لا يرون إلا ما يسبح أمام أعينهم , لا يألون جهداً في تبيّن الأمور وربطها , في تأمل الأسباب والنتائج , يتكاسلون عن التفكير والمتابعة ولا تجدهم إلا ويسألونك بكل تساهُل واستغراب : “ عايزين إيه يعني ؟ ” , وكأنهم لا يعيشون معنا على نفس الأرض.

كتبتها وأنا أمنّي النفس بالإنتهاء قبل الخامس والعشرين من يناير 2014 , قبل احتمال الهلاك في كل مرة أحمل فيها روحي على راحتي وأمضي إلى الشارع بحثاً عن الحُريّة والوطن , وألهو بها أمام الأسلحة التي لا تصبر على القتل , كأنها تتغذّى على الأرواح الحُرة , البريئة من الذنوب , الأرواح التي تستحق الحياة في مواجهة الأسلحة التي تستحق ألا تُصوّب إلى داخل الوطن.

والآن وقد دارت الدائرة وأتى ديسمبر الجديد , أتيت بروحي من مكانها البعيد وقُلت , الآن سأحملك على يدي لعلّنا نعود معاً , ولكنني أخاف إذا ما عدنا ألا أكمل ما عَهَدت إليه , وأنا الرجل الذي لا يحب مخالفة الوعود , كيف أفاضل بين أن تستمر الكتابة عن الثورة وبين الثورة ذاتها؟ فليرحمنا الله من وطنٍ نخاف فيه من الحِلم , الحلم الذي يقتل.

أشعر أنني لا أكاد ألاحق أنفاسي , يمر الوقت ولا أفعل شئ , لا أهتم بالدراسة اهتماماً جيداً ولا أكتب الشِعر ولا أُكمل المذكرات ولا أتعلّم شيئاً أحبّه , بل إنني أصبحت لا أحب , وهذا هو الجديد , ربما هذا هو المفاجئ في ذلك الكلام كله , علّمني الحُب ألا أحب , لأنني إذا أحببت سيقتلني الوَجد والشوق والصبر. ما لهذه الحياة التي تقتل كل شئٍ جميل ؟ ولكنني أصر على الأمل , أحاول وأحاول من أجل الأمل فقط , أحب الناس وأتعلق بهم من أجل الأمل , أكاد أضحي بعمري أو بنفسي أملاً في بلدٍ جديد لن يغيره دمي في شئ , ولكن خلقنا الله لا نعلم كيف نسكُت عن الضُر.

هذا ما كان في نفسي في هذه الليالي الخفيفة , الثقيلة , ولعل الله يهديني إلى الرُشد والصلاح , ويلهمني الصبر والأمل , ويهبني الحُب والرحمة , ويرزقني بالخير حيث ولّيت وجهي , ويسمع دعائي إنه سميع الدعاء , والسلام عليكُم ورحمةَ الله وبركاته.

لا وحشة في قبر مريمة

بقالي كتير مكتبتش ، امبارح مريمة راحت للمكان الأكثر راحة من الأرض ، وانا رحت برضو بس مش عارف سبيسيفيكلي انا رحت فين ، كنت لسة بقول لنفسي ان اكبر ميزة كسبتها بعد النقلة النوعية دي هي مساحة التفكير الأوسع ، بس ستيل مش بعمل حاجة مفيدة بيه ، لا وقت ولا صحة ولا نشاط ولا أفكار حماسية ، ورغم كل ده انا مبسوط بحالتي الجديدة ولكني لازلت بصارع المشاكل النفسية الصغيرة مع الناس والأشياء. 

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

بوست التحويل

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المُرسلين , سيدنا مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد ..

إزيكم ؟ بقالي كتير أخباري مش بتظهر على النت , ولا بظهر على الحقيقة , الأمر اللي خلّى ناس كتير ترتاب في أمري ومحدش اقابله إلا ويسألني انا مُختفي فين أو مابجيش ليه , وفي الحقيقة إن وراء الإختفاء المُفاجئ ده سر احتفظت بيه مدّة من الزمن وأظن حان وقت نشره.

أنا حوّلت لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة , والإسبوع ده بس اسمي بقى موجود في كشف أسماء طلاب الفرقة الأولى عربي , وخلال أيام هيكون معايا كارنيه الكُليّة الجديدة.

أنا أجّلت الخبر ده لحد ما اتأكد تماماً إنّي بقيت مُقيّد في الكلّية , بدايةً من الإسبوع الثاني من الدراسة كنت بحضر مع الدفعة الجديدة ( 2014-2018 ) , وإجراءات التحويل أخذت وقت طويل , وكنت من وقت للتاني بعدّي على الكلية وأي حد كان يسألني عامل ايه في عمارة أو بتسلم ولا لأ بقولّه الحمدلله وبتوّه بأي كلام , بس مقدرتش استمر في النهج ده وحالتي النفسية اتأثرت , رغم انها هتتأثر برضو بعد ما تعرفوا , أنا كنت مأجل كمان عشان عارف ان الناس هتضايق وهتلوم وهتزعل وهتاخد مواقف , في طريقي كنت بقول لبعض الناس اللي كانوا بيسألوني بدقة مابقدرش معاها إني أحيد عن إجابة شافية , خصوصاً إن محدش كان بيشوفني - وانا طالب العمارة - بلوحة في إيدي , وبعترف إني كنت خبّيت - عشان مكنتش عايز حد يزعل - وبعترف إني كنت بتجنب أظهر أو أطلع لدفعتي الأصلية ( عمارة 2016 ) واسأل عليهم - عشان مكنتش هقدر , أيوا انا بتأثر بسرعة - , وكنت بهرب من أي أسئلة عن الدراسة أو القسم - لإني كنت نسيت الجدول والتسليمات وكل حاجة ومكتش بعرف ارُد - , أجّلت كمان عشان أهرب من الأسئلة اللي لسة بتجري ورايا لحد دلوقتي ( ليه؟ ) , ثِقوا إني مأخدتش القرار ده غير بعد تفكير طويل وخلال مدّة كبيرة - سنة - , وكنت بسمع لكل الناس اللي بتقولّي كمل وبتنصحني من جوا القسم او براه أو الكبار , كلامهم النظري كان حلو ومثالي بس انا مكنتش بعرف , تعب ضهري زاد بصورة ملحوظة خلال سنة تانية ( رغم إني ماشتغلتش كتير ) .. وانا بسمع دلوقتي ان الناس في سنة تالتة مابتنامش , ربنا يعينهم ويسهلّهم الصعب يارب , ليه كنت أنا أضيع الباقي من صحتي وأمِد تلات سنين أو أربعة كمان في حاجة أنا مش بعرف اعملها ومش بقدر ومش بحب؟

أنا مبسوط في الكلية الجديدة , ومُتقدّم دراسياً بدرجة ملحوظة , وموجود اجتماعياً وجزء كبير من الدفعة عرفني وكوّنت صداقات فردية وجماعية لطيفة , مش باقي غير إنكم تدعولي ربنا يكتبلي التوفيق والخير.

قال الشاعر :

لا تقْعُدَنّ على ضُرٍّ ومسْـغَـبَةٍ ... لكيْ يُقالَ عزيزُ النّفسِ مُصطَبِرُ
وانظُرْ بعينِكَ هل أرضٌ مُعطّـلةٌ ... منَ النّباتِ كأرضٍ حفّها الشّجَـرُ
فعَدِّ عمّا تُـشـيرُ الأغْـبِـياءُ بـهِ ... فأيُّ فضْلٍ لعودٍ مـا لـهُ ثـمَـرُ
وارْحَلْ رِكابَكَ عن ربْعٍ ظمئتَ به ... إلى الجَنابِ الذي يَهمي بهِ المطَرُ
واستَنزِلِ الرّيَّ من دَرّ السّحابِ فإنْ ... بُلّتْ يَداكَ بهِ فليَهنِكَ الـظّـفَـرُ

وعليكُم السلام:)

الأحد، 16 نوفمبر 2014

رسائل حُب (2) : عالحُب تصحى أيامنا , عالشوق تنام ليالينا

إن شئتي سأكشف لكِ كل وجوهي , وليس الوجه الآخر فَحَسب.

من أيام خطر لي خاطر , كنت أفكر في الحُب العفيف المنزه عن الرغبات الدنيئة , سألت نفسي إن كان المُحب يمكن أن تصل روحه إلى هذا المكان , بحيث يحب روح معشوقه ويعلو عن نداءات الأجساد , وتسائلت , هل يمكن أن يحدث ؟ وبدون أن يمر أسبوع على سؤالي جائتني الإجابة , أنا لا أريد منكِ شيئاً مما يريده الناس من الناس , أنا لا أحب فيكِ شيئاً سوى نظرة الأعين , لا أريد إلا أن أكون معك.

كل يوم وفي طريق عودتي للمنزل , أدعو “ يارب ” , وحسب , لأن الله يعلم أنني أخشى أن يضيع عُمري في البحث عن الحُب الحقيقي حتى إذا وجدته , ضاع من يدي , حتى إذا ضاع , ضِعتُ أنا.

عندما أبحث ورائي لا أجد سبباً مقنعاً يجعلني أعزف عنهُن جميعاً وأسير في دربك وألتمس طيفك في كل مشهد , لا أعلم هل مشاعري هذي محض انبهار وانجذاب عادي أم هي ما أفكر فيه ؟ ما أظنّك تعلمينه أو حتّى تُرجّحي وجوده.

لا أعلم ماذا أكتُب وانا هكذا مشتت المشاعر , أعيش هُناك فقط , حيث تكوني , هذه هي الحياة الحقيقية , وما بينها هو الانتظار والتفكير والتمنّى.

وعندما أنام , أمنّي النفسي بالحلم الذي أنتي فيه , أو بالنومة السريعة التي توصلني إلى اليوم التالي بأسرع ما يكون , وعندما أصحو , يتحول قلبي لمصدر متجدد للطاقة , يدفعني دفعاً , إلى حيث ينبُض.

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

بوست قانون التظاهر 2

قانون التظاهر قديم قِدَم النظام وباقي بقاءُه.

في كل مرّة كان العسكر بيقمع حركة الشارع كان بيضطر يطلع يكلم الناس - أيام المجلس العسكري - ويقنعهم ان الشارع هو اللي غلطان , ويقنعهم ساعات ان مش هو اللي قتل ولكن اللي قتل كان واحد سارق المدرعة في ماسبيرو أو واحد مجهول أطلق الرصاصة الأولى أو مندسين ( طرف ثالث ) في مجلس الوزراء , أو يقنع الناس تماماً إن حركة الشارع في محمد محمود كان هدفها الهجوم على وزارة الداخلية مش العكس اللي حصل , والناس كانت بتصدق وبتستحمل أرقام الوفيات ( اللي اقتنعوا انهم بلطجية ) , والعسكر كان كل شوية يقول إن ( رصيدنا لديكم يسمح ) إننا نزوّد حدة القمع ونعتقل ونقتل شوية عشان الدنيا تمشي وعشان ( عجلة الإنتاج ).

اللي انا عايز اقوله هنا إن فكرة قمع المظاهرات السلمية في الشارع فكرة مش سهل إن النظام يصدرها للمواطن العادي , بدليل اللي انا قُلته ان هو كان دايماً بيحتاج يبرر أحداث القمع أو يلصقها بأحداث تانية زي المجمع العلمي أو يكدب زي مجلس الوزراء وماسبيرو عشان الناس ماتبطلش ثقة فيه أو ماتشوفوش على إنه وجه جديد لطاغية مستبد لسّة الشعب خالعُه.

فكرة إن يكون فيه حاجة تقدر تشحن الناس ضد فكرة المظاهرات لدرجة إنهم يطلبوا من العسكري ( يفوضوه ) إنه يتخذ أي إجراء ( أياً كان شكله وكارثيتُه ) للتخلص منها , فدي تعتبر فرصة ذهبية لنظام كان عايز يرجع يتحكم تاني في الدولة اللي كانت عُرضة إنها تروح من إيده لولا بعض العوامل اللي محناش في صدد ذكرها.

بعد ما النظام - نفسه - دعا للمظاهرات في 30 يونيو ونجح في الحشد , اكتشف إنه ممكن بالطريقة نفسها يبقى عرضة للمظاهرات والدوشة كل شوية , كان فيه حاجة لازم تحصل تمنع إن ده يتم.
في الحرس الجمهوري النظام اضطر برضو يكدب ويدّعي عشان يبرر قتل أكتر من 57 مواطن , وإنه يشكل لجنة تحقيق وإنه يعلن أسفه عن سقوط ضحايا وكدة.

لحد دلوقتي كان التظاهر عادي وكان القمع مش عادي.

خلال أيام اعتصام رابعة العدوية الطويلة الآلة الإعلامية شحنت الناس في البيوت ضد الاعتصام بوصفه دموي ومسلح ومكان للتعذيب وأرض محتلة بل وإنه مكان لممارسة الرذيلة! على مدى أكتر من 20 يوم وعلى مدار الساعة بيطلعلنا كل ساعة راجل ببدلة أو ست شيك بيكلموا الناس عن قد إيه الاعتصام ده غير آدمي , الأمر اللي خلّى الناس تتصل بالمذيعين ويَدعو السُلطة على الهواء مباشرةً لفض الاعتصام , وفيه واحد كلّم وائل الإبراشي قالّه إملوا أرض الاعتصام ميّا وكهربوا الميّا وبكدة هنتخلص من الاعتصام من غير ولا نقطة دم , آه والله قال كدة.

بعد الشحن ده كان من الطبيعي إن الحاكم العسكري يطلع بكل ثقة يقول إنه بيطلب من المصريين تفويض لمنع الإرهاب المُحتمل , الحاكم اللي بالمناسبة خَد من التلميع والتعظيم في الأيام دي على قد ما الاعتصام خد من الكُره والاحتقار , وكان من الطبيعي في هذه الحالة إن الإعلام يحشد للتفويض وإن الناس تنزل والكاميرات تصور والجيش يستقبل الرسالة , والناس تتفرج عالمذبحة وتقول : " ياه , الحمدلله " ,
المذبحة اللي مات فيها مئات مانعرفش عددهم لحد دلوقتي.

بعد ما الناس سكتت على كل الدم كان مُتوقع إنها تعترض مثلاً على إصدار قانون زي قانون التظاهر ؟ بعد ما التظاهر بقى وحش اصلا وبعد ما مصر رجعتلنا هنتظاهر ليه ؟ طيب هل كان ينفع القانون ده ما يصدُرش ؟ أومال كان هيقمع المظاهرات بكل أريحية إزاي على مدار حُكمه الممتد ؟ كان هيقتل ازاي طلبة في الجامعات من غير ما حد يقولّه بِم ؟ كان هيعتقل ازاي أي واحد ماسك ورقة في الشارع وبيعبر عن رأيه ؟ آه كان ممكن يعمل كل ده بعد ما الناس شافت عينه الحمرا بس ساعتها جزء من الناس كانت هتشوفه نظام قمعي لما يقمع مظاهرة سلمية أو لما يدخل الجامعة بالمدرعات عشان يضرب الطلبة بالنار , والجزء التاني من الناس كان هيحتاج يقول طول الوقت إنه بيواجه ظروف استثنائية و إننا لازم نصبر وإن رصيدهم يسمح وكانوا هيفضلوا غارقين في بحر التبريرات لحفظ ما وجه النظام اللي مش قمعي. قانون التظاهر هو القانون السحري اللي أنقذهم من أي صوت للمعارضة بإسم " مخالفة القانون " , العسكر محاصرين الشوارع والإعلام محاصر أدمغة الناس , والله أعلم هنخرج منها إمتى.

{ وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى الله وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }


الاثنين، 10 نوفمبر 2014

رسائل حُب (1) : وانتَ , وانا

“تاه وسط الزحام
فكر في أبعد مكان
ينسى فيه اللي راح
واللي صار وكان
ورا موجة وبحر وشمس وليل
أبعد غابة وأبعد سيل
ينساه الماضي
ويفضل لحنه الهادي
يرجّع زمان
من أبعد مكان”

كَم تَصفني هذه الكلمات اليوم , تُهت في غياهب العقل وتداخلت مع كل عناصر الكون وخرجت كما أنا الآن. أكتب كل يوم كأنما هو يوم كتابتي الأول , لا تتوقف مشاعري عن التدفق ولا يتوقف قلبي عن الحب. وجدت الذين أعلمهم منذ الزمن البعيد , الآن فقط أثبتُّ صحة نظرتي للدي جا فو .. أننا رأينا كل الذين نحبهم قبل أن نولد , يصدمنا الحظ السعيد بهم فلا نعلم أجئنا هنا مصادفةً أم كانت تلك كتابات القدر التي تسرب منها شيئاً إلى عقولنا ونحن صغار , وشيئاً آخراً إلى أحلامناً وخيالاتنا البعيد. إنها نفس الوجوه التي تظن أنك تعلمها منذ بدء الخلق , لا تُخطئها ولا تُخطئك.

كان كشكولها اليوم في يدي , اليوم والغد , كان باستطاعتي أن أكتب إليها كل رسائل الحُب , بل أن أسافر الإسكندرية في أول قطار وأجلس أمام البحر في الليل وأملأه من فيض خواطري. لا تستغربي سكوتي عندما نصبح - في لحظة واحدة - وحدنا , لا أجد المواضيع التي تبدد الصمت والملل , لا مواضيع بيننا غير أني أحبك , فقط.

لا أريد أن أكون مخطئاً هذه المرة , أشعر بهذه المرّة دوناً عن كُل سابقاتها , أأسرها نظرةً بعد نظرة , أعدّهم وأحفظهم حتى إذا انتابني الشك أخرجتهم كدليل على أننا نسير على الطريق معاً.

الآن أشعر بالأغاني كما لم أشعر بها من قبل , أذوب في كلماتها كلمةً كلمة. اليوم بدأ صباحي بأن سمعت راكباً عابراً والهاتف الذي في يده يغني , يغني لي بالتحديد : “ الليل وسماه , ونجومه وقمره , قمره وسهره , وانتَ وانا , يا حبيبي أنا , يا حياتي أنا , كلنا كلنا , في الحُب سوا ”.

لست كبيراً كما بدوت , الكآبة الماضية زادتي كِبَراً ورسمت على وجهي علامات الحُزن. الآن أنا صغير مثلهم , من أبعد مكان في عقلي جاؤوا وجلبوا معهم “زمان” الذي عاد وعادت معه الروح.

اليوم تمثّلت أمام عيني معانٍ عدة :خفة الروح وجمال المنظر وصعوبة البلوغ ورابطة الصداقة.

اليوم عَلمِت أنني لست وحيداً ولا منفياً كما اعتقدْت , بالأمس تكلّمنا وبدأت الحياة , واليوم استمرت وتفتّحت , وبالغَد نستشق العبير ونتأمل الجمال الذي لا يضاهيه جمالٌ آخر.

الأحد، 9 نوفمبر 2014

يا أحلى من أحلامي

“ ولقد ذكرتك والرماح نواهل .. مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقببل السيوف لأنها .. لمعت كبارق ثغرك المتبسم “

أجري كل يوم بعدما ننتهي إلى هنا ، هذا الفناء الأبيض الذي صار ساحة المعركة التي أبث فيها أشواقي المتلاطمة كموج البحر ، غرفتي الصغيرة التي اعود إليها كل نهار ، أقول لها أن تحب عيني التي لاقت أعينها وأذني التي سمعت صوتها وقلبي الذي تعلق.

وددت اليوم لو أترك كل الأطر المنمقة والعلاقات الدراسية الحثيثة وآخذها بعيدا عن الناس وأخبرها بدون أي مقدمات بأنني أحب ، وبأنها تعلم ، وبأنها زارتني في منامي فوددت لو لم استيقظ ابدا.

كنت أريد أن يخلق الله لي الأجنحة اليوم كي أستطيع أن أعبر عن فرحي بدخولها في حياتي. الآن تمت الإجابة عن باقي الأسئلة التي كانت عالقة في ذهني ، كنت أود في سياق الحديث القول أن القدر هو الذي أتى بي إلى هنا ، معك. القدر الجميل.
السؤال الأول : اختر الإجابة الصحيحة من بين الإجابات التالية مع شرح سبب الاختيار
السؤال الثاني : حدد ما إذا كانت كل عبارة من العبارات التالية صحيحة أم خطأ مع تبرير إجابتك
ماتيجي تنيكني أحسن ؟

السبت، 8 نوفمبر 2014

ضحكات صغيرة خافتة تكفي يوم

لحظات من الحياة والسلام النفسي قد لا يعيرها البعض اهتماماً , لكنني أرى فيها بلوغ قيمة الأشياء , هي لحظات الحمّام. في الثواني التي تُلبي فيها نداء الطبيعة , الراحة التي تكفي لصرفك عن منغصّات اليوم , في هذه الثواني فقط تستطيع التأمل , بعمق. اليوم - بينما أنتهي - درست تصميم الحمّام كله , من نظرة واحدة - متأنية - إلى السقف , تلتها نظرة أخرى سريعة إلى الجدران والمواسير والبلّاعة , ستتعلم في هذه الأوقات الضيّقة ما ضاقت عليك الساعات الواسعة في تعلّمه , ستدرك الأخطاء الحقيقية في تصميمات دورات المياة , قُل : دورات الحياة . اليوم , عندما استدرت ناحية الباب لأستقبل الحياة بصدر جديد , ببالٍ رائق لا تشوبه شائبه , استدركتني عبارة كتبها أحد المتأملون في جوهر الحياة من وراء هذا الباب , أمام جلستهم المسالمة. في هذا الديوان البديع الذي اتسع لكل أفكار الأصفياء الأنقياء ومجادلاتهم ومحاوراتهم , الذين أدركوا معاني الوجود وحلّوا مشاكل الإنسان من مجالسهم الضيقة , التي استحالت في لحظة إلى مراكز متعددة للكون.
هفضل اقولها وانا بطرطر"
“يسقط يسقط حكم العسكر 

الثورة مُستمرة (3) : التغيير


(1)
في أحسن الظروف , اللجنة العليا للإنتخابات هتدعو الشعب لاختيار الرئيس الجديد في الانتخابات الرئاسية 2018 , ده طبعاً إذا محصلش حاجة تغيّر الوضع في الأربع سنين دول. قدامنا حاجة من الاتنين في اللحظة دي , يإما نبدأ فعلاً نفكر في مستقبل البلد على المدى البعيد ونعرف احنا غلطنا في ايه في الكام سنة اللي فاتوا ونعرف احنا المفروض نبقى جاهزين ازاي للوجود و ازاي نخلق منافسة حقيقية مع النظام العجوز اللي مش راضي يسيبها , يإما نفضل قاعدين في البيت نندب حظنا ونكتب على تويتر " مصر قاد الدونيا هاهاها " للأبد ونفضل نغني بنبرات اليأس والمظلومية لحد ما نموت.

(2)
أنا معنديش خطة أنا بس بفكركُم اننا لازم نفكر ولازم منخليش السنين والوقت يهربوا مننا , كمان 4 سنين هنكون بنشتغل وبنتجوز وهنسيب البلد تتحرق بالأجيال الجاية واللي بعدها وهيبقى احنا اسمنا الجيل اللي فتح ثغرة في صفوف النظام بس معرفش هو المفروض يعمل ايه بعدها وسَقَط بالقتل والسجن كعبرة للأجيال اللي جاية كلها.

(3)
أيام مرسي لما كان كل الناس أصابها اليأس كتبت نفس الكلمتين بتوع الانتخابات الجاية لإن مادمنا مانقدرش فعلاً نقوم بثورة ومحدش جاهز لده فلازم نفكر - تلقائياً - في البديل اللي - المفروض - بيغيّر في البلد أو اللي الناس واثقة فيه وفاكراه بيغيّر , الصندوق.

(4)
الإعلام بيختار للناس الحاجات اللي تفتكرها والحاجات اللي تمسحها من ذاكرتها تماماً , في أيام أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من كل سنة الناس مش هتفتكر اللي حصل في ماسبيرو وفي محمد محمود وفي مجلس الوزرا , الناس هتفتكر اللي الإعلام عايزها تفتكره , في اكتوبر هيحتفل بالحرب عشر أيام قبل 6 اكتوبر وعشر أيام بعدها , وفي نوفمبر وديسمبر هيفكّرهم بأحداث الإتحادية , وطول الوقت هيفضل يجمع فيديوهات لمدى وحشية الإخوان وعُنفهم , لكن مش هيذكُر أبداً إن نفس لون الدم الأحمر ده موجود في صور تانية أكتر وأبشع بكتير من الصور اللي بيحفّظها للناس يومياً - افتحوا قناة دريم فقرة الإعلانات.

(5)
الإعلام عارف كويس المعاني العظيمة اللي الناس بتحب تسمعها , الحرية والشعب والنضال والثورة والعدو والقصاص ودم الشهداء , بس هو عارف إنه لو استخدم الكلمات دي بمعانيها المجردة الناس هتفهم والنظام هيكون في خطر , عشان كدة هو استخدم نفس الكلمات بس فرغها من معانيها وحط جواها معاني تانية تخدم رؤيته , تخلي الناس لما يفكروا في الكلمات دي يوصلوا للقناعات دي , في الفقرة بتاعت دريم أو أون تي في أو أي قناة كانت بتصنع الفقرات دي هتلاقوا دايماً الكلمات دي بمعانيها المختلفة , انتو عشان فاهمين هتتآخدوا شوية وهتحسوا ان فيه حاجة غلط , الناس العادية معندهاش التراكم اللي عند الشباب اللي نزل الشارع , ففي فقرة دريم بتاعت صور ضحايا العنف الإسلامي أيام مرسي وبعده ( الاتحادية - النهضة - كرداسة - رفح - ...) بيجيب آخر مشهد في الفيديو مشهد للداخلية بتصلّي على ضحايا حادث إرهابي وأم كلثوم في الخلفية بتقول : " آنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيلا , ولا أرتضى بالخلود بديلاً " .. فتلقائياً الناس هتفهم إن الداخلية هي الشعب , وإن المستحيل هو العنف الفردي ده وإن الخلود هو القضاء على العنف ده واستقرار حُكم الشعب , أو الداخلية اللي بترمز للدولة المظلومة هنا. وقياساً على كدة تبقى الحرية هي : التحرر من حكم الإخوان (بس) , والشعب هو الشعب اللي بيكره الإخوان وبيموتهم (بس) والنضال هو الكفاح المسلح ضد الإخوان (بس) والثورة هي ثورة 30 يونيو المجيدة (بس) والعدو هو الإخوان (بس) والقصاص للشهداء هو القصاص لشهداء الجيش والشرطة (بس) وتصفية الإرهابيين بقى عشان الجيش والشعب غضبان وكدة - انظر عدد الأهرام بعد خطاب السيسي بعد حادث الشيخ زويد.

(6)
في يوم حصل انفجار أو انفجارين في حتة معينة كدة ومات فيه ناس أو ماماتش , افتكر انه كان يوم الـ30 جندي ده أو اللي قبليه على طول , المهم واحنا نايمين في أمان الله سمعنا صوت قوي في الشارع خلانا كلنا نتخض ونقوم فجأة , الملاحظة هنا كانت رد الفعل اللحظي لبابا اللي قال : " اللي يلعن دين أم الإخوان ..." وماما اللي قالت : " حسبي الله ونعم الوكيل , إيه اللي بيحصل ده يا ربي ". الإشارة هنا إن حتى لو فيه كاوتش عربية فرقع على أول الشارع فالعقل الباطن للمواطن الجالس قدام التليفيزيون مش هيحاول يفكر الأول , لكنه هيترجم الوضع فوراً للحاجات اللي اتزرعته فيه على مراحل طويلة جداً وممنهجة إن الخطر يساوي الإخوان إلى إثبات أي حاجة تانية.

(7)
الواقع البائس بيحتم عليا إني كل يوم اسمع وائل الإبراشي في البيت بالعافية , لاحظت من طول سماعي - وعدم مشاهدتي - إنه كل حلقة بيذكُر كلمة " الإخوان " مرة على الأقل , وكذا حلقة في الإسبوع بيجيب ناس تعيط ويشغل في الخلفية موسيقى حزينة جداً أو يشغل زي النهاردة أغنية زي ( حرام تموت ضحكة بريئة ) بتاعت عمرو دياب , وباللعب على المشاعر الناس في البيوت بتتأثر على طول وساعات بتعيّط كمان مواساة للناس اللي جوة الشاشة.

الشاشات اللي بتجيب أمهات الجنود والظباط اللي ماتوا بيعيطوا وبيتشحتفوا ويصرخوا هي نفس الشاشات اللي نقلت مذبحة رابعة العدوية على الهواء مباشرةً بتعليق نفس المذيعين , لكنهم يومها كانوا مبتسمين وحاسّين بالنصر وبتفيض منهم معاني الوطنية وبيستضيفوا القتلة على إنهم أبطال وبيوصّفوا إراقة الدم على إنها حماية للمواطنين , الناس اللي بتتفرج ماخدتش بالها إن المعركة الوطنية العظيمة دي راح فيها ناس شبه الناس اللي هما بيعيطوا عليهم دلوقتي , ميعرفوش إن معارك الداخلية ضد الإرهاب في الجامعات بتصيب وبتسجن وبتقتل طلبة جامعيين شبه ولادهم بالظبط , عشان الإعلام قدر يعمل عندهم فصل بين الحقيقة والشاشة , ابنك في الحقيقة طالب جامعي بس الطلبة الجامعيين عالشاشة قلالات الأدب وعايزين الداخلية تربيهم , ابنك في الحقيقة عايز يحضر ماتشات الزمالك , بس مرتضى بيقولك عالشاشة إن جماهير الزمالك بلطجية وإرهابيين ويستحقوا القتل , ابنك في الحقيقة شاف الداخلية بعينه وهي بتضرب محمد رضا بالنار , بس عالشاشة مسئول الدولة اللي لا يمكن يكدب بيقولك إن الرصاصة اللي أصابت محمد رضا رصاصة إخوانية من داخل الكلية , ابنك في الحقيقة كان بيجري من الداخلية يوم 25 يناير اللي فات وفي ناس ماتت ومعاه رصاص ميري بتدل على إطلاق النار , بس عالشاشة الشعب المصري العظيم بيحتفل بالمشير عبدالفتاح السيسي وبيدعوه للترشح للانتخابات الرئاسية بالملايين , ابنك في الحقيقة يعرف واحد اتعذب في سجون النظام , بس عالشاشة مسئول حقوق الإنسان في الداخلية بيتكلم عن قد إيه الداخلية بعد 30 يونيو اندمجت مع الشعب وبقت تحترم حقوق الإنسان , ابنك في الحقيقة كل ما ينزل يمسك ورقة في الشارع مكتوب عليها افرجوا عن المعتقلين الداخلية تجري وراه , بس عالشاشة الرئيس عبدالفتاح السيسي بيتكلم في الأمم المتحدة عن حرية الرأي والتعبير في مصر , ابنك في الحقيقة مات في مظاهرة بتهتف بالحرية والعدالة والكرامة , بس عالشاشة هو عنصر إرهابي الداخلية اتعاملت معاه لحماية الوطن.

(8)
النظام بيتعامل مع الناس على إنهم بينسوا , وهما في الحقيقة بينسوا , بل إنهم مايعرفوش , أنا شايف إن هي دي نقطة الضعف اللي النظام بيستغلها , بيستغل جهل الناس بالوقايع والأحداث ويملا مكانها أحداث تفيده وتعزز مكانته عندهم , بدل ما يقولّهم إن الجيش دهس الناس في ماسبيرو ممكن يقولهم : " الآن علمنا من هو الطرف الثالث الذي كان يوقع بين الشعب والجيش , إنهم الإخوان المسلمون " .. بشوية بلاغة صغيرين الإعلام بيقدر يقنع الناس برواياته , وغير الناس اللي عاشت الأحداث , ففي أجيال جاية متعرفش حاجة , بيتكتلهم في كتب التاريخ دلوقتي كل حاجة حسب مزاج الحاكم , وممكن بعد كذا سنة نلاقي في كتب التاريخ فصل بعنوان " مؤامرة 25 يناير " .. من هنا علينا كشباب لسة فاكر ولسة عايش , علينا حاجتين : أولاً نبرز للناس التناقضات اللي جواهم , نسألهم مثلاً انتا زعلان ليه عشان الجندي " فلان " مات ؟ لو قالك عشان إنسان قولّه في كام إنسان زيه مات موتة أبشع. أو انتا نزلت ضد مرسي ليه ؟ هيقولك جملة فلسفية ملهاش علاقة بالواقع , هيقولك مثلا عشان مصر , أو عشان مشروع قناة السويس اللي كان هيبيع مصر , ماتزهقش منه ولا تضحك عليه واسأله عشان إيه في مصر , قطع النور ولا غلاء الأسعار ولا العنف ولا إيه بالظبط ؟ واسأله إذا كان مش شايف نفس الحاجات دي وأكتر منها موجود دلوقتي ولا لأ ؟ واسأله إيه ليه مشروع السيسي مش هيبيع مصر هو كمان ؟ مش هيعرف يرد عليك لإنه فاهم لحد ما الإعلام بيقولّه , هيتلخبط , ساعتها انتا المفروض تفهمه ان النظام ماتغيرش وإن اللعبة كلها كانت خناقة على السلطة كسب فيها اللي معاه السلاح والإعلام. ثانياً تجهز حاجات تقولها للجيل اللي جاي لما يسألك عن الثورة , يإما ماتزعلش بقى لو كمان 10 سنين لقيت شاب عنده 15 سنة بيتكلم عن مؤامرة 25 يناير وبيلبس تي شيرت عليه صورة السيسي البطل القومي اللي ربنا بعته لينا عشان يحكمنا للأبد بحكمته , افتكروا ان احنا الجيل اللي معاه الحقيقة كاملة لإن هو اللي عاشها , ولا كان قدام التليفيزيونات بيردد ورا النظام , ولا كان عيل قدام كتب تاريخ ابتدائي وإعدادي بيقرا التاريخ المزيف. في لحظة معينة هيبقى مطلوب مننا إننا نعرف الناس إيه اللي حصل , وحيث إن الناس بتنسى فاحنا كمان بننسى , حاولوا ماتخلوش ده يحصل, لإن تراكمات الأحداث بيعمل تشويش في الذاكرة على التفاصيل المهمة وحتى الفرعية , فبعد 7 سنين لو حد سألك يعني إيه محمد محمود هتقوله دي كانت معركة في شارع متفرع من التحرير , بس مش هتقدر تفتكر كان إيه اللي بيحصل قبلها ولا بعدها.

(9)
أنا بطلب من كل واحد يفكر في شكل المجتمع اللي هو عايزه , طالما انتا يعني مناضل ثورة وداعي للتغيير ماتبقاش مقتصر على "التغيير" الكلمة اللي بتطلع من بقك , حاول تترجمه في دماغك لأشكال وأحلام , زي ما ذكرت في النقطة الأولى , في 2018 في انتخابات رئاسية المفروض يحصل فيها تحول ديمقراطي , المفروض وماتضحكش , عملت إيه انتَ عشان تقدر تقول للناس ساعتها إنك مش معترف بالانتخابات دي وانك هتكمل الثورة وهتموت في الشوارع عشانها ؟ ايه اللي يخليهم يصدقوك غير لو عندك مشروع للبلد عايز تجري وراه وتحققه كبديل عن مشروع الدولة العجوزة اللي ماقدرتش تقدم للمواطن غير الكلام والحماسة الفارغة ؟ انا مش بعجزك ولا باقولك اطلع احكم , انا عارف ان مفيش امكانيات ولا الدولة هتسمح بصعود الحركات دي ولا ولا ولا , أنا بس بقولك فكر عشان لما الراجل العجوز بتاع المترو يقول عليك عيل مراهق بتتكلم وخلاص ومش فاهم حاجة تعرف ترد عليه , ولما يقولك عندك إيه غير حكم العسكر تعرف ترد عليه , ولما يقولك انتا عايز فوضى على طول تعرف ترد عليه , ولما يقولك سيبونا نعيش تعرف ترد عليه وتفهمه انه في أشكال للعيشة أحسن من اللي بنعيشها في البلد دلوقتي.

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

أسامي السنين في قاموس كلمات الأغاني

2010
" قوم يا مصري "
2011
" يحكى أنَّ , أنَّ إيه ؟ شعبنا مسك النور بإيديه ~ "
2012
" يا مصر لسا عددنا كتيير ! "
" لم أزل منصور ولم أهزَم ! "
2013
" إتجمعوا العشاق في سجن القلعة .. إتجمعوا العشاق في باب الخلق "
" وإطلق كلابك في الشوارع "
2014
" هاتلي يا بُكرة صفحة جديدة .. حطلي مصر في جملة مفيدة "
2015
؟

الخميس، 6 نوفمبر 2014

وحدة

لا أجد منفذاً لبث خواطري غير هذا المنفذ. في التأملات الثانية أخطأت سماعي لكلمات أغنية ( علّم يا معلم ) , فقلت “ وداع بوداع ما خلاص ” , بدلاً من “ وجع بوجع ما خلاص ” , ورغم إدراكي , إلا أننا آثرت تركها هكذا لأنه ربما كانت حالتي في هذه اللحظة تجعلني أسمعها هكذا , ولأنني قد ربطتها بالعنوان أيضاً وبالحالة كلها , فعلامَ التغيير والسياق مُتّسق؟

لا تسيطر علي خلال أسابيع إلى الآن فكرة أقوى من فكرة الوحدة , أهرب منها إلى الشارع وإلى المظاهرات وإلى الشبكة ولكنها تعود فتجلس معي عندما لا أجد صوتاً آخر في حياتي غير صوت نفسي أو عندما أمشي في الشوارع والطرقات بطولي أو عندما أجد الأصدقاء يروحوا ويجيئوا معاً بدون الالتفات إلَي , خصوصاً إذا كان منهم من دنا في لحظة من القلب , فظنناه سينظر في المسألة , وليتنا ما ظننّا.

أحزن لفقد الإلهام , والأكثر منه , أحزن لفقد الكلام الذي كتبته على ورقة الخيال فَمُسَح بفعل الوقت والمكان أو كُتب ومُسح بفعل الغباء أو أخطاء البرامج. ثم أجلس وقد شعرت بأنني فاقدٌ جزء من نفسي , فما بالك إذا فقدت ما هو أكثر تأثيراً ووجوداً واحتواءاً من الكلام , الصديق.

اريد حلا وعايز اعرف ليه جسمي مكسر كدة ... عايز اروح القهوة واكل واشرب وافوق حبة كدة يمكن اكمل كتابة ، وعايز اجيب كتاب حلو يصبرني عاللي معايا ، وعايز سويت شيرت ، وانا حاسس اني بقيت واقف في محل فجأة مش في نوت صفرا ! 

ليلة امبارح

ليلة امبارح مجاليش نوم
وامبارح النوم مجاليش
أصل مفيش حال بيدوم
فين الحال الباقي ؟ مفيش
أنا النهاردة بحب التوت
بكرة ممكن أحب ياميش
نهتف بكرة رئيسنا يموت
وبعد بكرة رئيسنا يعيش
-وبعد بعده ؟
قميصنا يبوش..
-وبعد بعد..
ناقصنا قروش
نلم الليلة
ونملى القعدة
انا هنا لو عايز
أي مساعدة
وأي مبادئ
حطها قاعدة
ودوس هندوس

- يا عم صبرك
فهّمني أفهم
معايا لي
ناولني مبسم
هرسم واخطط
وهاتلي مَرسم
ألا اسمك ايه ؟
- انا اسمي هيثم
- اخوك محروس

- طب شوف ياخويا
اكتب ياسيدي
هات 5 بوية
وسور حديدي
وفرش رومي
ورُكن بلدي
هاشيل هدومي
وتعالى عندي
هندّي دروس..

- استنى يابني
أنا تُهت تاني
إكمني شارب
ولّا انتا جاي
من بلاد الأجانب
انتا يوناني ؟
طب جاي من..
- روسيا
- اشمعنا روسيا ؟!
- بحب الروس

نويت

ونويت إني أكتب
ولغيت النية
حسيت بالذنب
ودي حاجة عادية
حبكت يا شيطان
تظهر في المترو
وتملّي كلام
فحفظت وكترو
فكتبت شوية
ونسيت الباقي
والباقي جميل
والشِعر بخيل
يا استنّى يجيني
ويطلع ديني
في الصبر يا إما
أرجع للمترو
يمكن أفتكره
وأكتبه بالكلمة!

شكرا

بقالي كتيييير اوي مانزلتش القهوة ، بتاع شهر شهر وشوية شهرين كدة .. بس مفتقدها الأيام دي جدا ، وقد صفا بالي بعض الشئ وبقيت بفكر اكتر وبتجيلي إلهامات اكتر ، بس say what? مش لاقي وقت انزل اقعد فيهم الشوية دول ، ومرهق طول مانا مش في الكلية .. قصدي يعني اني لما برجع ببقى تعبان وبتقلب لتاني يوم والنزول بيبقى وقتها قرار كبير .. بس you know what? هتعود بعد كدة انام بعد الكلية واصحى اذاكر وانزل ، ولكن الملاحظة هنا إني في المرحلة اللي بعد الكلية دي بيجيلي شغف لاإرادي كدة ، ببقى عايز اروح بسرعة اشوف النت اللي مش هشوف عليه حاجة جديدة ولا فيه حد بيكلمني فيه فهروح بسرعة اترمي في كلامه ... كإني مستني ده ، كإن الوحدة محمساني اكتر انه يبقالي ناس وحياة اجتماعية .. النهاردة وانا في المترو كنت زهقان ، وانا لما بكون زهقان - ويا للغرابة - بغني اغاني ملهاش علاقة بأي حاجة في حياتي ولا سمعتها قبل كدة ، دندنت " ليلة امبارح مجاليش نوم " وحورتها لحد ما بقت 8 بيوت ، كانوا حلوين بس الشعر كان مكمل معايا ، جيت اكمل معاه ماما اتصلت والموبايل فصل تقريبا ، فضل الشعر يعلى معايا لغاية ما روّحت بقى مسخ ، ومفضلش غير ال8 اللي اتسجلوا ، شكرا يا ماما ، شكرا يا مترو ، شكرا يا موبايل ، شكرا يا مصر.. 

الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

كلمنا طوب الأرض ورملها وتجاوزناها لأمواج البحار وعمقها وتركناها لكواكب السماء وبروجها ولم نتكلم ، الكون يدور ويثور والسماء تنطبق على الأرض والجبال تميد والعشاق لا ينتهكون قدسية الحب.

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

تأملات (3) : الحُب

في البدء خلق الله السماوات والأرض , وكانت النفس خربة وخالية , فملأتها بعينيها , وعَمّ الخير والحُب في أنحاء العالَم.

في الأولى جلست بالقُرب منّي , ونَظَرت , فَنَظرَت , وأطلق حَكَم اللُعبة صافرة الإنطلاق , وبدأت الرحلة.

في الثانية سِرتُ مُنهكاً على ضفاف الطريق , وأمامي تمثالٌ ينتصب في وسط البلدة , وبناية أشار عليها فيما سبق محمود , تذكّرت محمود سيّد , ولكن تلاشى كل شئ , يوم تلاقينا بالأعين , قرأت على جدار المبنى بالخط الذي لا تُخطئه عين , “ بحبك ” , فكان خط القدر.

أحاول تخيّل كيفية حدوث الأمور , اُجَن , وأعود لتركها في عشوائيتها العبقرية تعبث بقلبي وتتغلغل في معادلات العقل فأصبح مجنوناً , أو شاعراً لا يفهمه أحد.

في الثالثة نلبس الأخضر , في الرابعة نلبس الأحمر , في الخامسة أجلس وأنظر بجانبي , فأجدها!

زمر لم يكن غائباً عنّي لحظة , زمر كان معي في كل الأوقات , زمر يُعرّي روحي ويقرأ أسرار قلبي على الملأ , يناديني فلا أجيب , يسألني فلا أرد , يحتضنني بكل ما ملك , لأنه يعلم أنني أبتعد .. وأتلاشى.

محمود لم يذهب , محمود بقى , رفيق الروح وإن بَعُدَت المسافات , لا أعلم إن كان سيقرأ كلامي هذا , لا آبه , أراقبه كل يوم , أتخيّله , أعيش معه في غربته وشجنه , تموج مشاعري وتضطرب مع اضطراباته العميقة , لا أعلم أحداً طال هذا المطال من نفسي من قبل.

هي , لم تكن بعيدة , كانت قريبة قُرب السماء من الأرض , أسير وحدي كل يوم , يخبطني الهواء في أذني وفي وجهي الذي طالما نظرت له , فأتذكر , وتدمع عيني , من رعشة البَرد.

في السادسة , حاولت الإقتراب , كما أقترب من كل زميلاتها بلا مقدمات , ولكنني فشلت , فشلت.

الافتقاد تَجرُبة سيعيشها كل إنسان.

سيشعُر بالحُب الحقيقي فقط في اللحظة التي يفارقه فيها.

لا تحزنوا , فإن الله معنا , يحيطنا من عرشه البعيد , لذا , فنحنُ - من إحدى زوايا الكون - معاً.

في المكان الذي تنصهر فيه الأرواح , أو المكان الذي تُصنَع فيه علاقات الحُب وروابط الصدق والغيرة , لا تضرنا أجسامنا وظروفنا , ففي النهاية ما نحنُ سوى كلمة الله التي بثّها في هذه العظام والأشكال , كلمة الله التي ستُرَد في نهاية الزمان وتصعد من تُراب الأرض إلى عنان السماء.

إلى المصدر الواحد الذي جئنا جميعاً منه , حيثُ الأرواح الطيّبة التي تُحِب وتبتسِم.

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

تأملات (2) : الحمّام والأسلحة والوداع في نهاية المطاف

يدخل حمام الكلية مرهقا وقد أنهكه المشي وعصفت بتركيزه المحاضرات المتلاحقة ، يغسل جبهة امتلأت قبل دقائق بالعرق ، ينظر لنفسه في المرآة ويغني بصوت مسموع جملتين قد خطرا على باله للتو : ” جمر الهوى جوة القلوب ” ، تأخذه النشوة فيبالغ في تقليد الأسمر : ” والع .. واالع ” ، ويكمل في شجن متناسيا صوته الذي بلغ أرجاء الحمام المغلقة حوله : ” لو غاب قمر ، مليون قمر .. ” ، يسمع حذقة من الخلف تعبر عن تعثر يائس : ” طالع ” ، تليها تنهيدة أخشن صوتا وأصوات اخرى لم يميزها ولكنه شعر بها حوله : ” طااالع ” ، ودوى انفجار أفقده اتزانه ، ثم هرع إلى الخارج مسرعاً , ونظر يميناً ويساراً في فزع , ومشى كأن شيئا لم يكن.

اقتضت بعض الأحوال أن أمشي كثيرا ، وفي مشيي الكثير لا أجد ما يسليني غير التفكير ، فتارة أعكف على عد مركبات الشرطة القابعة أمام الجامعة والتي تملك القدرة على اعتلاء احدهم السقف والاستواء على عرش القمع وإطلاق روائحهم الكريهة فوق رؤوس الحالمين. أهتم كثيرا بمعرفة موضع قوة الطرف الاخر ، افكر كيف يصبح ضعفنا قوة وتحدي وقوتهم ضعف وخيبة ، ونحن أصحاب الحلم والعلم والأمل. أفكر في أن جلوسنا عن النضال أسال دموعنا أكثر مما جففها ، أفكر كيف ينظر لنا الشهداء من فوق السماء.

فكرت مرة في ماهية السلاح الذي يمسك به فرد شرطة ملثم مدرع مضلع ومتأهل تماما. أفكر تحديدا في سر تأهبه. ثم أسأل نفسي في المطلق : علام يحتوي السلاح الضخم على ذراعه الضخم ؟ هل بداخل ماسورته التي ينتهي طرفها الحر في وجوهنا ،الرصاص الذي يقتل ؟ أم هو الرصاص الذي يلسع ؟ أم لا تحتوي بداخلها على شئ ، وإنما هذا السلاح لإرهاب كل من تسول له نفسه الانحراف عن مسار النظام الحكيم ، وهم في ذلك يعملون بكلام المنتقم الجبار إذ قال : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ  ) ؟ أفكر فحسب.

فكرت كثيرا في الأسباب التي قد تجعل هذه الجيوش السوداء ، وتلك الأسلحة الغليظة ، وهذه المركبات الضخمة .. في مواجهة الطلاب فقط، ولم أصل لإجابة تشفي.

في الغالب تأخذني الشرطة من أي محاولة أخرى للتفكير في أي شئ اخر ، بمجرد أن أجد نفسي صباحا أمام صفوف الجند تراقب الذاهب والآتي ، أو أجدها عصرا تذهل بين العربات المصفحة يعتليها ذوي الأسلحة الناظرون إلى جامعة القاهرة هم وأسلحتهم ، وبين صفارات النجدة والطوارئ والشرطة التي يجن جنونها بدئا من الثانية عشرة ظهرا.

لم أكن أريد أن ينجرف بي النص إلى هذا الكلام وحده ، كنت أريد الحديث عن اعتمال الأفكار بداخلي ، وكيف أنني فكرت أول أمس مليا في أسلوب الحوار في أغاني عمرو دياب في القرن الحالي ، وكيف أن أغنية عالم سمسم تأتيني بين الحين والمين ، وأن أغنية قوم يا مصري تعتمل في أذني تلقائيا كل يوم عندما أصحو صباحا ، وكأنني والشيخ سيد معا في عالم الأرواح هناك ، يناديني كل صباح أن أقوم وأسعى ، يوبخ ويحفز : ” يوم ما سعدي راح هدر قدام عينيك .. عد لي مجدي إللي ضيعته بإيديك ” ، ثم يفتتح يومي : ” يوم مبارك تم لك فيه الصعود .. حب جارك قبل ما تحب الوجود .. إيه نصارى مسلمين قال إيه ويهود .. دي العبارة أصل واحد من الجدود ” .. ثم أغنيها في خيالي مع الزمر الذي سلته أوتاره عن خطوط الدنيا ومدارات الكون وانحناءات الفتيات. في نهاية هذا اليوم السعيد ، يجب أن يمر على قلبي حماصة الرايق بقطار الإسكندرية السريع ، ويصب علَيَّ من حكمته :

“مستني مني إيه
أشوف جرحك في قلبي
وأضحك وأقول يا ليل
لو هتكمل عليه
قبل ما تجرحني هجرح
مش هبكي عليك ولا هفرح
لو قلبك كان ناسيني
مش هسأل تاني فيه
خليها تيجي مني
أحسن ما تيجي منك
وداع بوداع ما خلاص
هندم على إيه
ولا إيه …”

وقتها ، لا يسعني , ولا يحتوي مذبحة الجروح تلك ,غير لحافي الأزرق الجديد. أتخبأ بداخله مفزوعا ، وأنام في صمتٍ مُطبِق.

علموني اعشق صحابي



رغم اختلاف الصورتين اختلافا طفيفا في الاقتراب والابتعاد ، إلا أنهما معا في صورة واحدة يشكلان حالة فريدة من نوعها ، وعندما أنظر لنفس الصورة على خط الزمن مرتين متتابعتين ، لا أرى إلا كيانين برزا كل في مكانه من الصورة ومن القلب ، زمر يمينا ، وكيشو يسارا.

محمد علي الزمر ، هذا الفتى التي تنضح صوره بالابتسام ، مصدر اغاني وألحان صحبتنا التي تتمددى وتنكمش بفعل الزمن والمسافة.

محمود سيد سالم ، كنزا من الحب والحياة يمشي على الأرض.

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

First Day

أكيد لما قالوا " نجينا من التجربة " مكنش قصدهم التجربة كلها ، أكيد كان قصدهم أول التجربة ، وربما آخرها.. كيشو <3

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

ازاي كل الصدف دي اتجمعت في 10 دقايق واحدة ؟ ايا كان ، صدفة مصطفى عيد كانت حلوة .. النهاردة صحيت ولساني بيقول " فرحنا كتير ولسانا هنفرح " لوحده ؛ حسيت أخيرا إن صلاة الاستخارة وصلت وجات بفايدة ، علامة مشرقة في بداية اليوم الفارق تماما بتقولي إني صح .. "علموني اعشق صحابي ، وانسي وياهم عذابي ، والغريب لو دق بابي ، يلقى نبع الحب صافي" :) 

الخميس، 16 أكتوبر 2014

رحلة البحث عن محماه

*بيدخل الكلية*
1. يا بتوع الكلية
2. نعم ؟!
1. محدش شاف محماه ؟
2. إسأل بتوع طيران
*بيروح لبتوع طيران*
1. يا بتوع طيران
3. ...
1. يا بتوع طيران !
3. بتكلمنا احنا ؟!
1. ايوة انتو تعالوا يالله
3. إيه فيه حاجة ؟
1. ماشوفتوش الواد محماه ؟
3. لأ روح مويك هتلاقيه قاعد هناك
*بيروح مويك*
4. إزيك *مبتسمة*
1. الحمدلله ازيك انتي *مبتسم أوي*
4. الحمدلله هتقدم ؟ *بتديني ورقة*
1. لأ ماشفتيش محمد ؟
4. محمد مين ؟
1. محمد مصطفى معاكو هنا مجاش؟
4. محمد مصطفى جه يا مشعارف إيه؟؟
5.لأ مجاش
4. مجاش *ابتسامة نصر*
1. شكرا..
#‏رحلة_البحث_عن_محماه

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

كم هو جميل أن تستيقظ صباحا لتطعمك أمك بيدها التي طالما ربت وحملت وأنهكت ، تطعمك معلقتين من العسل الأبيض تبدأ بهما طعم يومك الراقي ، فتنزل لتجد الشارع وقد خلا إلا من الهواء النقي والنور المبين والمارة والسيارات الذين يمكنك التسلي بعدهم على أصابعك بينما تعبر الطريق ، وعندما تعبر وتقف برهة من الزمن لتتأمل الآباء والأمهات يمسكون بأيدي أطفالهم الصغيرة ، يعكفون على تعليمهم وتربيتهم حتى الكبر ، ولتتأمل المراهقات في لباس المدارس الواحد وقد اختلفن فيما بينهن أيضا ، عندما تعبر ، وتقف ، وتتأمل ، يبادرك هذا الأتوبيس الأحمر الجميل ، كي تختار مقعدك حتى نهاية الرحلة ، إلى جامعة القاهرة.

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

حديث العفريت (8)

وانا قاعد وحدي
ذهني مش صافي
النار اشتَعَلِت
فَطَلَبت مطافي
فلقيت عفريت
فَقَفَلت السكّة
وطلعلي حَزين
قاعد عالدِكّة
قلتله إحكيلي
حصل إيه المرّة دي
قالّي فيه عشرة
اتخانقوا قُصادي
شقّيت الأرض
وهربت انا !
وانا شُفت النشرة
بتقول القاضي
لسة في قضيّة
من ميت سنة !
وانا كُنت فـ شجرة
ولا حد قَطَفني
وانا كُنت فـ ضيقة
ولا حد نصفني
ولبِست نضيف
مش مستَنضَفني
وانا دمّي خفيف
مش مستلطفني
وانا كنت جنيه
ولا حد صَرَفني
وانا بسأل ليه
ضربوني وقالوا
حرزوا سؤالُه
فَسؤالُه جريمة
وده شكلُه نشيط
في جماعة لئيمة
وانا قلت عبيط
وانا قُلت هزار
وطلع فيه ناس
بيحبّوا حُمار
يُحكُم بسلاح
من صُلب ونار
والجَهل مُباح
في شاشات العار
ولقيت تُفّاح
عند البقّال
فأكلت ونِمت
والنوم قتّال
وفي نومي حلِمت
إني رحّال
ماشي على الرَملة
في صحاري طوال
وبقول الجُملة
مرتاح البال
ولا أملك عُملة
ولا أملُك مال
سأسير بِحَملة
وسأبلُغ بَلَدا
وسنُصبح دولة
ننتَظِرُ المددا
وسنخسر جولة
وسنكسب عددا
ونشيل أعلام
ونجُر جيوش
وبواقي كلام
نفعوا مانفعوش
إن قال عدّوه
هنقول ياسلام!
آدي الحُكّام!
وإن قال هاتوه
هنقول أفلام
كُنا بنكتبها !
أو دي الأحلام
بنفَسَّر غيبها !
وأديني كَتَبت
معقول وغَريب
وصَبَحت سَكير
وسهِرت خَطيب
وآدي وَحش حابسني
وآدي جِنّ عَجيب
طاير في الجو
كل اللي ناقصني
يطلعلي حَبيب
فالغُنا يحلَو !

الاثنين، 13 أكتوبر 2014

المأزق اللي بقع فيه في أي علاقة ( أهلية , صداقة , أخوية , حُب ) هوّ الجمود والنسيان , يعني لو فرضنا إنه حصل حاجة وحشة في نص العلاقة خلّت فيه جمود وانقطاع دام فترة , الفترة دي لما تعدّي نقطة معينة هيظهر كذا عامل جديد مكنش حد عامل حسابه عليه :
1- أسباب العتاب هتزول وهتبقى تافهة قُصاد الأيام الطويلة اللي حصل فيها الانقطاع.
2- وده الأخطر , إن الحاجات الأخيرة في العلاقة هتتنسي في ذاكرة الطرفين وهيبقَى ما ترتب عليها من آثار.
ساعتها انتُم لو عايزين ترجعوا للخط الأول الموصول من نُقطة ما ابتديتُم لنُقطة ما انقطعتم مش هتعرفوا , لإن الخط الشفّاف اللي بعد كدة اتشال حتّى وكل واحد فيكُم اترمى في مكان بعيد , لو عايزين هتبذلوا مجهود , لو عرفتم أصلاً .. لإنك ساعتها هترجع على جرح ماتطهرش برضاك , مش عارف فيه حد ممكن يتغاضى عن الحالة دي ويكمّل زي ما ابتدى ولا لأ , لكن أنا أتت عليا تجارب شخصية كتير وكل مرّة كان بيحصل الجمود والنسيان والاعتياد , مش إني ابقى متعود على كدة , بل إني ببقى زعلان جدا بس مش عارف اعمل حاجة مختلفة , كإنها حاجة راحت ومش هترجع.

السبت، 11 أكتوبر 2014

بوست قانون التظاهر 1

قانون التظاهر مش هيتلغي .. ليه مش هيتلغي ؟ عشان هو دعامة من دعامات النظام القمعي الوسخ في دولة زي دولة الخرا اللي بيحكمنا.

قانون التظاهر هو اللي بيقدر بيه يمنع أي احتمال لاعتراض شعبي مادّي على أرض الواقع على نظام الدولة .. بيمنع بيه أي مظاهرة - مهما كانت صغيرة مش هتأثر - ماشية في اي شارع أو حارة ... وشبه قوانين كتير في الحياة العامة زي قوانين ( لوايح ) الجامعات الجديدة , والحاجات اللي بتقيد الأنشطة الطلابية , والحركات العمالية , وحتى الروابط الرياضية والأحزاب السياسية ... النظام عشان يضمن بقاؤه لازم يقضي على أي (تجمع) مادّي (زي المظاهرة أو الإضراب) , أو افتراضي (زي الحركات أو الجماعات أو النشاطات الكبيرة) ... وعشان مايبقاش اسمه نظام قمعي غبي بيتغابى على الشعب وخلاص لازم يعمل كل حاجة بالقانون , فيبقى المنع بالقانون والاعتقال بالقانون والقتل بالقانون ... كل حاجة وسخة ممكن تحصل هنا بالقانون وتعالى اعترض على القانون بقى يا روح امك!

وعشان ده يحصل في الأصل كان لازم يكونله مبررات زي (الإرهاب) و(الأمن) و(الاستقرار) و(المسيرة التعليمية) و(عجلة الإنتاج) ... أي حاجة تقنع الشعب العادي ان القانون ده في مصلحته , ومادام قدر يقنع الشعب العادي يبقى طز فيك وفي اعتراضك ... وفي الحقيقة إن الشعب كان مثل بيبهر النظام في سرعة تأييده وثقته العمياء .. وده ظهر لما السيسي طلب تفويض للقتل استلمه من الناس في الميادين بعدها بأيام بدون تفكير .. وده برضو مش نتاج حاجة إلا نتاج إعلام عنكبوتي قدر يتحكّم في أفكار الناس وانطباعاتهم لمدّة زمنية معينّة بتوصّل الناس لقناعات تخلّيهم يبقوا جزء من خطط النظام وحركاته وقراراته اللي ماينفعش ياخدها بطوله , اللي لازم ياخدها بالناس عشان يضمن ان الناس هي اللي هتقف معاه ضد الناس التانية على طول الطريق.

لو قانون التظاهر اتلغى تاني يوم هتلاقي الإسلاميين في ميادينهم والثوريين في ميادينهم بيطالبوا بمحاسبّة النظام القاتل وتسليم السلطة لسلطة انتقالية لحين انتخاب سلطة مدنية جديدة ... والمظاهرات مش هتكون قليلة .. مما يدفع النظام إما إنه يصبر ( زي ال18 يوم ) .. أو إنه يلجأ للقمع .. ولو لجأ للقمع هيبقى كدة غير قانوني وهيبقى زيه زي أي مجرم بيقتل في الشارع ولابد من فتح تحقيق ومحاسبة الجاني , أو إنّه يطلع في مؤتمرات ووسائل إعلام يزيف الحقيقة ويقول ان المظاهرات كانت تخريبية او ارهابية وهما اللي بدأوا يعتدوا فالجيش اتعامل معاهم ... اياً كان اللي هيحصل فهو هيتحط في مأزق في الحالة دي ... النظام في حالة قوّة ومش هيستغنى عن قوّته (قانونيّة قمعه) غير بالضالين ... أبشّركم بأيام تكميم الأفواه فيها قانوني والقتل مُباح بحسب قوانين الدولة ... القانون لازم يسقُط بس فين الطريق ؟ فين الشعب ؟

القانون مش هيسقُط غير عن طريق الضغط في البرلمان اللي جاي أو عن طريق حركات كبيرة مؤثرة مش عارف تبقى ازاي ... بس الأكيد ان النظام مش هيقدّم تنازلات غير لما يبقى في خطر أو لما يبقى مُضطر يرضي حد.

ده كان مجرد تفكير بصوت عالي , ونهاركُم أبيض إن شاء الله.


الخميس، 9 أكتوبر 2014

حديث الوحش (6) : النهاية

أما أنا شاعر قليل الظهور .. وبكفّي نفسي في الألم والسرور

وطريقي سالك من جزيرة العرب
وطريقي في المغنى الجنون والطرب
الدهر أكل فوق كلامنا وشَرَب

وكلامنا طاير فوق بلادنا طيور .. وكلامنا زرع خصيب يحب النور

وكلامنا في الحكمة يحب الهداوة
وبنى الحضارة من صحاري البداوة
وإحنا حبايب لا نِحِب العداوة

واحنا قرايب أكرمين للغريب .. واحنا بكلامنا في غيابنا حضور

واحنا قرايب أكرمين للغريبة
وتركنا من دينّا الشكوك والريبة
ولا يوم نغنّي لو أغاني رتيبة

واحنا جماعة في الأراضي مَهيبة .. عدّينا في الأشعار جِبال وبحور

أزهارنا في سهول الهوى طارحة
وحِكَمنا قالت للنيام تِصحى
نكتبها بالعاميّة والفُصحى

الرمل يبدو لي كموج البحر .. والبحر يبدو كأنه مسحور

والبحر أصحاني ونَيَّمَني
والسحر شاور لي وكَلّمَني
فلتنسَ زمنك , أنت في زمني

والدنيا نصّابة , ومابترساش .. مرة تلِف ومرة تانية تدور

قالّي بلاش تدقيق عشان راح تشقَى
وانا قلت : شاعر من صِفاتُه الدقّة
أيّامي باقية للأمل والرقّة

دي قصيدة شاردة بيوتها مش متّفقة .. وانا رجلي جابتني هنا , محشور

-البحر واعر يابني إيه ودّاك
والحظ قاصدك والطرق هدّاك
والصحرا مبقاش فيها حد عَدَاك

-استنِّيِ -استنّيت -فيه حد هناك .. وهغيّر القافية : انا معذور!

غيّرت القافية
قللت الوزن
ودي حاجة لا
تدعو للحزن
بل بالمعكوس
فدي حاجة مفيدة
-بس يا موكوس
-حاصر يا تفيدة!

ومشيت ومشيت
-حصل ايه؟!
-استنِّي!
-لأ قولّي!
اتهدّي!
أو ابعدي عنّي
أصل انا دلوقتي
فـ غاية تركيزي
لمّا اوصل هحكي
-إحكي يا عزيزي

أنا شفت أمير
واقف محتاس
محكمش قراره
هيُحكم ناس ؟

والتاني شيخ
ما يخاف غير ربّه
القوّة فـ خُطَبُه
والرهبة فـ قلبه !

والتالت ديلر
كان اسمه الديب
وادي ديب على حق
واهو بان الفرق !

والرابع ولد
خارق الذكاء
لكنه غــارق
في شربِة ماء !

والخامس قاتل
في سلاحة رصاصة
آخر ما فيه
انضربِت فيه !

الرمل يبدو لي كموج البحر .. والموج يأتي في نظام متوالي

سبحان من يؤتيه ثم يُعيد
البحرُ خمراً يُغرِق العربيد
والبحرُ أمراً ألا يأتِ العيد

إلا ويأتِ الطفل مع أبويه .. والموجُ يأتي في الأفق , مُتَعالي

سبحان من يرفعه ثم يُنَزّل
أو من يُديم الأمر ثُم يُبَدّل
أو مَن يُعِز الظُلم ثم يُذَلِّل

مَن غيره يدعو الحرام ويُحلل؟ .. والموج يمسك في طُروف أحبالي

سبحان من أجرى كلامي ميلا
مَن خلق فيها كل شئ جميلا
مَن قال كُن وما بدّلوا تبديلا

الرملُ يعبث في المكان الخالي .. والموج يُخبِرني بضيفي التالي

الغولُ ممكن والصديق الوفي
الغولُ أصبح نارَ لا تنطفي
وأخيه ماءٌ بَلَّلت مِعطفي

النار تخبو والمياة تنتفي .. والموجُ مِثل الماءِ في الأحوالِ

فأقول : كيف ما خطر في بالي ؟
والماءُ يملأ كل جسمي البالي !

وأذوبُ عِشقاً
بعدها
أختفي !

وتطيرُ روحي في الأثير العالي .. وأصير نجماً في السما مُتلالي

يلمع بليلي ويصبو فيه خيالي
ثم أصير مجرةً أتألّم
ما للقريض الشِعر لا يَتعَلّم

هذا أنا من نفسي لي أتَكلّم .. أسمع مقولي وأستجيب سؤالي